مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
كلمة للعقل، للقلب، والإرادة
 
ناصيف، لبيب
إعداد: لجنة تاريخ الحزب
 

 

 

لم اعد اذكر كم هو عدد المؤتمرات الحزبية التي حضرتها منذ مؤتمر ملكارت، انما اذكر تماما مشاعر الخيبة والحزن التي ترافقني مع كل مؤتمر.

 

في احد المؤتمرات وزعت الى الأمناء والرفقاء الحضور الكلمة التالية لعلها تُقرأ، وتبقى

 

*

 

نرتفع كلنا ان عدنا الى سعادة،

ونهبط كلنا كلما ابتعدنا عنه، في النهج والتطبيق والمثالية والمناقب.

 

 

منذ عام 1969 وانا شخصياً أشارك في مؤتمرات الحزب وفي معظم مجالسه، واتولى المسؤوليات وارافق رؤوساء الحزب وأطلّع على الكثير.

 

اذا نحن عدنا الى مئات الدراسات التي قدمت الى المؤتمرات العامة او النوعية، لوجدناها تصلح مادة حوارية لعشرات الأحزاب.

 

واذا عدنا الى الخطط والبرامج، وسجلنا أسماء الأمناء والرفقاء الذين تعاقبوا على المسؤوليات في هيئات المجلس الأعلى، وفي المركز، لوجدنا ايضاً انها تكفي عشرات الأحزاب.

 

ليستذكر كل منا كم رئيس توالى على رئاسة الحزب؟ كم مجلس أعلى؟ كم مجلس عمد؟ كم خطة وكم مؤتمر وكم... ومع ذلك اين نحن؟ ونسأل لماذا نحن كما نحن!؟!

 

في كلامي لا أطال مجلساً ولا رئيساً ولا عميداً.

 

أطال حالة الحزب بعد استشهاد سعادة.

 

ترى هل نحن حزب سعاده؟ هل نحن أداة جيدة لنهضة يجب ان تنتصر؟.

 

هل نحن فعلاً مؤمنون بانتصارها! هل نحن فعلاً نقرأ غاية الحزب، ونقرأ واقعنا! هل نحن فعلاً الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي غايته ان يوحد الأمة؟، لا نفسه، وان ينهض بها، لا بمنافع افراده، هل نحن فعلاً جديرون بحمل عبء النهوض بالمجتمع، وبتقدمه؟! بحمل حزبنا لخطة نظامية تتصدى وتواجه خطة تطال تاريخنا وحاضرنا ومصيرنا؟

 

بكلمة بسيطة، هل نحن منكبون على بناء حزب قادر ونام ومتحرك؟ ليس من ناحية انتشاره فقط انما من ناحية نفسية الالتزام النهضوي، في القيم والمناقب والقدوة.

 

هل فشلنا؟

 

اذن فلنتصارح ولنفك اسر الرفقاء والابناء ونعلن اننا عاجزون.

 

هل ان فكر سعادة قد ثبت بطلانه!؟ اذن، لماذا نصارع ونجهد ونضحي ونقدم شهداء، ونحمل آلام الصراع.

 

هل بتنا نتسلى في المركز وفي الفروع وقد غاب املنا بالانتصار، وبات عملنا حالة استمرارية لعلاقات اجتماعية تضمنا مع رفقاء، اخمدت هذا الوهج في اعماقنا الذي يجب ان يبقى خفاقاً في صدر كل ثائر وكل نهضوي وكل طامح لان يحمل أعباء حزب آل على نفسه ان يحقق الكثير.

 

فليَعُد كل منا الى نفسه ويسأل، لينظر كل منا بصدق الى محيطه الحزبي ويسأل، ليدقق كل منا في ما آل إليه حزب سعادة، ويسأل.

 

غرضي ان يسأل كل منا نفسه اولاً، ويتساءل أي حزب يريد، وبالتالي ما المطلوب للوصول الى هذا الحزب: القادر مادياً، المعافى نفسياً، التائق الى الأفضل.

 

وأسأل: هل الامراض فتكت في حزبنا. هل نحن اصحّاء كفاية لنحقق عملية النهوض. هل علاقة الرفقاء بالرفقاء هي في مستوى القسم وقدسية الانتماء. هل النظامية متوفرة. هل المناقب تشع. هل ما جهد سعادة الى تثبيته في حزبنا، من معاني القدوة والترفع واخلاق النهضة ما زال فاعلاً في الوحدات الحزبية، وفي حياتنا التي نريدها جديدة.

 

اذا كان الجواب لدى كل منا ايجابياً، فجيّد ان نستمر كما نحن عليه. واذا وجدنا ان هناك بون شاسع بين واقعنا وبين ما يجب ان نكون، فلنسأل ماذا فعلنا؟ وماذا نفعل؟ ما دمنا مؤتمنين على نهضة يجب ان تبقى نابضة في القلوب والعقول.

 

أتكلم بلغة نكاد ننساها واشير الى مسؤولية تغيب عن اذهاننا يوماً بعد يوم.

 

اقتراحي،

 

يجب ان تُشكل في القريب لجنة مهمتها استقصاء واقع الحزب. تتعرف الى نسيجه، حضوره، مشاكله، امراضه، تسأل الأمين والمسؤول والرفيق حيثما تريد. تعدّ ملفاً وتعرضه على مؤتمر نوعي يشكل وقفة مع الذات، ويطرح موضوعاً واحداً، أي حزب سوري قومي اجتماعي هو، بعد استشهاد سعادة؟!

 

أنستمر كما نحن وقد رأينا ان ما نقوم به هو تجسيد لكل ما رمى إليه سعادة من تأسيسه لحزبه!

 

وإما ان نتدارس في مؤتمر نوعي كل شيء، وصولاً الى استعادة الحزب الى سعادة قبل مزيد من الانهيار.

 

وإلا سنظل نشهد مؤتمراً، ومجلس أعلى جديد، وبالتالي رئيساً وعمداً وخطة وزيارات وجولات، وجهد كثير، فالى مؤتمر ومجلس أعلى ورئيس وخطة...

 

وتهبط الدمعات.

 

 

 
التاريخ: 2022-07-15
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro