مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
فتى آذار
 
أبي فاضل، فيليب
 

 

 

صديقي!! قف نتبادل حديثاً حدثاً كُتبتْ حوله كتبٌ كثيرة، منها الغثّ ومنها الثمين.

 

آذار شهر ولد فيه فكرٌ جغرافي، وحدوي، عروبي، قومي، رجلٌ هو الفكر والرؤية السليمة والمنطق الجامع.

 

دع الإيمان الضيق الذي لا يقبل إيماناً غيره، وتعال الى الإيمان الشامل الذي يقبل كلّ مؤمنٍ وفق إيمانه. الله ليس ملكية تجيّر، ليس هو إله «اسرائيل» الذي له شعبٌ خاص به دون باقي شعوب العالم، إله حاملٌ سيفاً يقاتل به ليطرد شعوباً من أرضهم، ليعطيها لشعبه المختار.

 

إله آذار، إله لكل القوم، إله مركزي تصل إليه كل الطرقات، إله رسالته صعدت من الأرض الى السماء، وهو يعلم أن باقي الرسالات السماوية قد هبطت من السماء على الأرض، إلا أن جميعها ينطلق من الشرق، من البراهماتية الى البوذية، الى الموسوية فالعيسوية والمحمدية، وجميعها مقبولة عند إله آذار، فالجميع مسلمٌ لربّ العالمين.

 

أرض آذار، أرضٌ لها طبيعتها واستقلالها براً وبحراً، وكما لكل أرضٍ نجومُها، فلأرض آذار نجمتها البحريّة؛ وهذا ما يثبته نزاع الحدود.

 

فكر آذار، لم يجهل أن في البيت الواحد يظهرُ شاذ، لا نطرده هو، بل نطرد من استعانهم من الخارج لقتال باقي الشعب.

 

شعبُ آذار شعبٌ متماسك مؤمن بقوميته، محافظ على كمال أرضه، لا يقبلُ أن ينزرع فيه شذّاذ الأرض.

 

شعبُ آذار، يوم كان راسخاً في أرضه، لم يكن قد عُرف بعد أي عالم جديد، تكوّن من شذاذ المحكومين، الذين قضوا على الشعب الذي زُرعوا فيه، فكأنهم صهاينة اليوم، يطردون أبناء فلسطين ويقرّرون، بمساعدة الشذاذ، خلق كيانٍ لا كيان له بمنطق الأمم، فمَنْ مفكرٌ إجتماعي يقبل بزرع أمّة في قلب أمة قائمة وثابتة في ارضها؟ أليس من حق الأمة الأصيلة أن تدافع عن نفسها ُبّتت أيّ سرطانٍ يرغب في زراعة نفسه فيها، حتى ولو كان دعمُ المزروع يأتي من الزارع الذي بدورهِ وجد مزروعاً في قارة طَرد أهلها، وهي غير فكر الإستيلاء في نفس المزروع؟؟

 

أبناء الأمة الصحيحة السليمة، شجرُ زيتون، يعمّر آلاف السنين، أما العوسج المزروع، مهما نما وإخضرّ، لا بد أنه الى اليباس والزوال، ولا يعجّل في زواله إلا فلاحٌ مؤمنٌ بأرضه ووفرة غِلالها، يقضي بقرار صامد ثابت منه، بإقتلاع العوسج وتنظيف أرضه منه. فمتى يظهر هذا الفلاح القائد؟؟ ومتى تفعل القوّة لتغيّر وجه التاريخ؟

 

الفلاح القائد، يجب ان يمتلك فكراً ذا مبادئَ إجتماعية شاملة، يعيشها جميع أبناء أمّته. وأن يؤمِن أن النبتَ الصالح ينمو بالعناية، أمّا الشوك فبالإهمال.

 

الخطر الأكبر على الفلاح القائد، أن يقومَ مزارعون صغاراً يبيعون أنفسهم فيَغتال أحدهم، أو مجموعة منهم، القائد.

 

لنقل إن القائد قد إغتيل، فبقاءُ فكرِه الوحدويّ، يستلزم ممّن إعتنقه أن يدافع عنه ويزرعه في باقي المزارعين ويشد أزرَهم لتنقية بساتينِهم من العوسج والعلّيق والقندول، ويزرع بدلاً من كل ذلك زيتوناً وأرزاً وسندياناً يعيش الآلاف من السنين متجذراً في الأرض التي عيّنها الفلاح القائد.

 

آذارُ، شهرَ تجديد الفكر والإنبعاث، جددْ فكرة المؤمنين بك، وشد همّتَهم للدفاع عما أتيت به.

 

 

 
التاريخ: 2022-03-01
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: جريدة الديار، 1 آذار 2022
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro