مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
الأول من آذار … هو أنت أيها المعلم
 
مظلوم، سامي
 

 

الأول من آذار … هو أنت أيها المعلم، لذلك نُعيّد، أنطون سعاده لا يعني فقط أنطون سعاده بل يعني مبادىء نهوض أمتنا لتتبوىء مقام العز والشرف … ويقول أيضاً: لا أظن أن هذا الإحتفال قد أُعدّ لشخصي مجرداً عن التعاليم القومية الإجتماعية … من هنا نؤكد أن العيد عندنا ليس طقساً يمارس كل سنة، ولا تقليداً فارغاً من أي مضمون بل إنه فعل ثقة بنفسنا، هذه النفس التي تختزن كلّ حق وخير وجمال. إنه فعل ثقة بأمتنا بكوننا أمةً هادية ومعلمة للأمم، إنه فعل إيمان بوطننا الذي لن نرضاه ناقصاً ولو شبراً واحداً … لذلك نحتفل بتكريمه تكريماً لذاتنا … هذه الذات المعطاءة التي عبَّ العالم من ينابيعها الفكرية والحضارية وكانت النبع شبه الوحيد الذي ارتوى منه.

 

نعم كانت أمتنا النبع الذي ارتشف منه العالم العلم في مختلف مجالات الحياة. من فنّ العمارة وإنشاء المدن، إلى ثقافة البستان واكتشاف المعادن واختراع الأبجدية، وإلى معرفة الله إلخ … وإذا كان العالم قد عرف القومية وكان عصر القوميات، أمًا في سورية الطبيعية فيحق لنا أن نقول بأن عصر القومية الاجتماعية قد ابتدأ. فالقومية الاجتماعية هي المرتبة الأعلى في سلّم الرقي الحضاري، هذه المرتبة التي يسعى إليها العالم جاهداً للتخلص من معضلاته ولكنه للأسف يسير نحوها بطريقة التجربة.

 

عندما قلنا بأنه لا يمكن بشكل من الأشكال إلغاء الشخصية القومية للأمم وكبت الشعور القومي عارضنا كثيرون. وها هي القوميات تنبعث مجدداً وتسعى لتوحيد شخصيتها، هي تنتصب مارداً ضخماً يزلزل الأرض تحت أقدام مَن يعمل للطغاة والبرابرة والإغتصاب والإحتلال … 

 

في العيد نقول لكم: أبناؤكم ليسوا لكم، أبناؤكم أبناء الحياة. وُلدوا في باطن الأرض، كبروا وتثقفوا في داخلها وقذفتهم الأرض على وجهها ليدافعوا عنها كأم وكمرضع.  هكذا تقول الأسطورة، فالأرض أمّنا ونحن منها ولها. إذ لا حياة لنا بدون أرضنا نمارس فوقها حريتنا وإرادتنا … نمارس عليها حياتنا بكل وجوهها ، إنه من السهل أن تقتلع الانسان من وطنه ولكن من المستحيل أن تقتلع الوطن من قلب الانسان ووجدانه … فتراث بلاده وإرثه الحضاري يحمله معه أينما وُجد وحلّ … أيها القوميون الإجتماعيون: هذا التراث، هذا الكنز نريده نحن القوميين الاجتماعيين مطهراً من كل دنس، من كل شائبة، من كل دخيل رذيل فاسد … نريد أن نحفظه لنورثه أجود وأجمل وأفضل مما استلمناه، نُجوده بقتل الأنا فينا ونعمل للنحن، للكل، للحياة التي هي استمرار ونمو ورقي.  الأنا قاتلة والنحن مُحيية… من أجل الأنا من أجل أن يبقى واحدنا متربعاً على عرش أنانيته، عرش شهواته ونزواته تشقفنا وهذا عيب!!!

 

إن حب التسلط كاد يقضي على عمراننا وقد دمرنا بعضه بأيدينا، لا لشيء سوى لنصرة فلان على فلان، محدثين التأخر لا التقدم منفذين دون أن ندري إرادة العدو المتربص بنا…

 

إن أمضى سلاح هو سلاح الفكر والحق والقضية، وإن كل سلاح مادي إذا لم تكن وجهته نصرة القضية القومية هو سلاح قاتل فاتك، مُدمّر لحامله أولاً وللمسألة التي يقاتل من أجلها… إن معظم المتكلمين باسم الطوائف والمذاهب في وطننا لا يزيحون عن المطلوب منهم خدمةً لعدوٍ يريد ابتلاعنا من الفرات إلى النيل… فالحقد والضغينة والأنانية والفردية وحب التسلط والنفوذ، تلك الشهوات المسيطرة على سلوك البعض، أما آن الآوان للتخلص منها والإنتصار عليها خاصةً أن أولى الانتصارات هي الانتصار على الذات، عندئذٍ نُصبح مهيئين للانتصار على عدونا الحقيقي وعلى كل واحد باع هذا الوطن وهذه الأمة بفضةٍ من اليهود.

 

بالمحبة والوعي لحقيقة قضية وجودنا القومي والانساني سننتصر لأنه كما قال لنا صاحب العيد سعاده العظيم: نحن حركة مهاجمة تأتي بتعاليم جديدة تهاجم وتقاوم بها المفاسد والفوضى التي بسببها بقي الشعب في الوضع المؤسف المحزن الموجود فيه.

 

 
التاريخ: 2022-03-01
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro