مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
استدارة الدم ومدارات العشق
 
ابراهيم، شريف
 

 

 

 

 

خبّأْتُ وعدكَ بين القلبِ والكبدِ             فأخصْبَ الشوق حتى فاضَ من جسدي

 

كأنّني عاشقٌ في صمته لغةٌ               يومَ اللقاءِ، وغير الصمت لم يردِ

 

يا للمواعيد.. كم اهفو لموعدها             ويستفيقُ على صحْو الورود غدي

 

احاور الشمس لا أشكو الى أحدٍ           وعاشقُ الشمس لا يشكو إلى أحدِ

 

يستيقظ الجرح من أعماق غفوته           من أضْرم النار في جمرٍ لمتّقدِ

 

حاولتُ حاولتُ انْ أنسى الجراح وهلْ       تنسى الشواطئُ طعمَ الموج والزّبدِ

 

إنَّ الهُتُافاتِ قد ضاعتْ حناجرها           حتى صداها برجع الصوت لم تجدِ

 

اقسمتُ بالأرض في منفاي في وطني      لا للقيود وللأغلال والزّرد

 

اقسمتُ بالجرحِ لا تفترُّ لي شفةٌ            حتى أمزِّقَ وجه الليل عن بلدي

 

اقسمتُ بالشهداء الخالدينَ وانْ             تظلّ ساهرةٍ فوق الزّناد يدي

 

 

☆☆☆

 

 

ثارتْ بلادي وقد قصّوا ضفائرها           وحاصروها وظنّوا الأرض تُغتَصبُ

 

مواسم الحزن من قاموسها احترقتْ         فأزهر الدّم والمتراسُ واللهب

 

اعلنتُ للريح انَّ البحر ساريتي             والريحُ تعصفُ والتيار يصطخبُ

 

امتدُّ دون انحناءٍ، لا يرافقني               غبر المداراتِ في عشقي لمَ العجبُ

 

خطوتُ في الموت أمشي فوق جثّتِه        وبالشهادة نحو النصرِ أقتربُ

 

هذي دمائي بأهدابِ المدى وثبتْ          وتستديرُ رصاصاً عندما تثبُ

 

يا شعر عفوك إنّ الجرح داهمني           فاجتاحني الثأر والإعصار والغضبُ

 

أين الوعود التي ما ابصرتْ غدها          أين الوعود التي ضجّتْ بها الخطب؟

 

أين الوعود التي في مهدها قُتِلتْ           كانت سراباً بماء العين تنسكب

 

وأين أين فإنّ (الأين) قد تعبتْ             أين الجنوب وأين القدس يا عرب

 

 

☆☆☆

 

 

عبرتُ للتبغ والزيتون مرتحلا              كما يسيرُ بشوق الغيمة المطر

 

شاخَ انتظاري فغادرت السنين إلى          حيث الدمُّ الحيّ في الشريان ينتظر

 

ها انتَ تُشْعلني للحبٍّ أغنيةً               والصوتُ انت، وانت اللّحن والوتر

 

من أين ادخل في أرضي إلى وطني       والليل حاصرني والموت والتترُ

 

في ظلمة الليل ما ابصرت نافذةً           حملتُ عينيكَ لما خانني البصرُ

 

هذي امانيك في أجيال أمّتنا               وموكبُ النصرِ معقودٌ له الظَّفرُ

 

هذي معانيكَ رمزٌ للفداء، بها              بعدُ المسافاتِ للعلياءِ تُختَصرُ

 

نلقاكَ وعداً، اليكَ الشوق يَسبقنا            كما تحنُّ إلى أوراقها الشّجرُ

 

نراكَ صبحاً، على مينائه غدُنا             وكمْ يطيبُ إلى عشّاقِه السّفرُ

 

ويُزْهرُ الفجرُ شمساً من قوافلنا             منها الحياة ومنها يولدُ القدرُ

 

 

 

 

شريف ابراهيم

 

مهرجان اذار الشعري   - بيروت

 

 
التاريخ: 1981-03-04
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro