مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
الدرس الإذاعي السادس الكفاح القومي المسلح – مجتمع الكفاح المسلح
 
 
 
 
يقول سعاده: "لا سبب عندنا لنخاف العراك من أجل تثبيت حقنا في الحياة. نحن لا نبحث في إنشاء الامبراطوريات, لكننا نبحث في حق صحيح, في حق الحياة في الوطن الذي هو ملك الأمة" (المحاضرات العشر). ويقول سعاده في 1949 "نشأنا حركة عنف قومي ضد عنف أجنبي". ويقول سعاده في 1925 "القوة وحدها تخلّص الشرق من استعمار أوروبا.. الشرق أصبح فاهماً فلسفة القوة، وهو يجب أن يستعملها حالاً وسريعاً فإن إطالة اجل الاستعمار تعني إطالة أجل الذل والعبودية والآلام الكثيرة". ويقول سعاده في التعاليم إن على السوريين القوميين الاجتماعيين أن يدفعوا بكل قوتهم هجرة خطيرة لا يمكن أن تُهضم.. ولا يمكن ان تتفق بوجه من الوجوه مع مبدأ القومية السورية هي الهجرة اليهودية". ويقول سعاده في حزيران 1949 "إن اتصالنا باليهود هو اتصال النار بالنار". ويدعو سعاده في حزيران 1949 في آخر خطاب له في برج البراجنة إلى مواجهة قيام الجيش الإسرائيلي بإقامة الجيش القومي. منذ 1967 رفع شعار التسوية مع العدو في الاطار الدولي وفق القرار 242 وفي 1978 حقق السادات الصلح المنفرد مع العدو في كامب ديفيد.
 
حرب لبنان الإسرائيلية كانت تستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية, عزل الشام وضربها, تدمير لبنان لأن جزءاً من شعبه قبل أن يكون لبنان الوطني الصامد المعادي لإسرائيل متحالف مع المقاومة الفلسطينية.
 
حرب لبنان استهدفت فرض الاستسلام على الهلال الخصيب بدءاً من لبنان وفرض مخطط تفجير مجتمعنا بالكانتونات الطائفية وصولاً إلى إفنائه. كانت التتمة لكامب ديفيد على جبهتنا.
 
لماذا نرفض الصلح مع العدو, لماذا نرفض التطبيع معه, لماذا نرفض التسوية, لأن العدو ليس جاراً اختلفنا معه على الحدود, لأن العدو أقام كيانه من الأساس على الاغتصاب. إنه جماعات غريبة من خارج الوطن, استوطنت واستعمرت مقتلعة شعبنا. لأن العدو يفهم من أن سلمه وأمنه وسلامته تدمير وجودنا, فلا تسوية بين مفهوم إذلال شعبنا وتدميره وإفنائه وبين حياة شعبنا. والعدو له حليف واحد هو: عصر الانحطاط, تمزقنا, تناقضا الداخلي الذي إذا ما انطلق جيش العدو ليغتصب انطلق جيش الأمة ليحرر الأرض, أرض الآباء والأجداد من رجس الاغتصاب.
 
نهج الكفاح المسلح هو النهج الوحيد الذي رأى سعاده أن تتعامل مع امتنا مع الاستعمار والصهيونية, ومنذ ذلك الحين, كانت السياسات العربية الرسمية تجهض الكفاح القومي المسلح لمصلحة التسوية مع العدو بدفع من الاستعمار.
 
ثورة 1936 التي استشهد فيها القائد القومي الاجتماعي سعيد العاص أجهضها الملوك العرب بندائهم الى شعب فلسطين بوقف القتال لأن الملوك سيأتون بالحل.. من الحليف البريطاني.
 
حرب 1948 كان العرب متفوقين فيها، فعقدت الهدنة الأولى والثانية حتى استطاع العدو الحصول على صفقات السلاح ودحر "الجيوش العربية"، لأن بريطانيا أرادت ذلك.
 
 
حرب 1967 انتهت بكارثة عربية بعد أن مضى على وقف الكفاح الشعبي المسلح عشرون عاماً وكانت إيذاناً ببدء الكفاح الفلسطيني المسلح.
 
ثورات فلسطين منذ العشرينيات أسهم فيها الشاميون واللبنانيون رغم التجزئة وحدود سايكس – بيكو, ولكن العقلية الكيانية كانت هي السائدة, فلم تنشأ مقاومة قومية مسلحة ضد العدو الصهيوني.
 
إن هزيمة 1967 وتوسّع الاغتصاب اليهودي حتى شمل كل فلسطين وسيناء والجولان طرحا الحاجة إلى قيام جبهة شرقية أي الى تحقيق وحدة سوريا الطبيعية العسكرية بعد أن أدّى وضع التناقضات الكيانية الى تعطيل المجابهة الفعالة ضد العدو وكما أن إقامة وحدات أوسع لم تصل الى نتيجة عملية, ولقد جاءت حرب تشرين 1973 تؤكد هذه الحقيقة إذ إنها لم تحقق الانتصار المرجوّ بسبب عدم قيام وحدة عسكرية سابقة لها.
 
وأكدت حرب لبنان 1982 النقض المخيف الذي ينتج عن انعدام وحدة سوريا العسكرية.
 
إن مشروع الجبهة الشرقية على أهميته العسكرية الاستراتيجية يبقى ناقصاً لأنه يؤكد وحدة الارض الاستراتيجية من دون تأكيد وحدة المجتمع القائم عليها, وهي النقطة الجوهرية التي تميز بها فكر سعاده في ربطه بين وحدة المجتمع ووحدة الأرض. "وان الترابط بين الأمة والوطن هو المبدأ الوحيد الذي تتم به وحدة الحياة. ولذلك لا يمكن تصور متحد إنساني اجتماعي من غير بيئة تتم فيها وحدة الحياة والاشتراك في مقوماتها ومصالحها وأهدافها وتمكّن من نشوء الشخصية الاجتماعية التي هي شخصية المتحد, شخصية الأمة". (المحاضرات العشر، ص. 54), بدون أن نعي حقيقة وحدة الجماعة البشرية في بيئة معينة, لا يمكن أن نعي مبدأ سيادتها القومية على هذه البيئة.
 
العدو الصهيوني يريد الأرض بلا شعب, لذلك الصراع معه، كما قال سعاده، هو صراع الحياة أو الموت. العدو يريد الصلح معه مرحلة ليفرض علينا الشروط التي تهجّر شعبنا ويستولي على أرضنا ومياهنا, اقتصاده على حساب اقتصادنا, كيانه على حساب أرضنا, هجرة جماعاته على حساب نزوح شعبنا, هذه هي المعادلة, ولذلك لا مجال للتسوية بل لحرب شعبية قومية طويلة الأمد.
 
كان أخطر ما في المقاومة الفلسطينية أنها انطلقت من المجاميع الفلسطينية المشردة في محيط فلسطين الطبيعي, فتحوّل مخيم اللجوء الى مصنع المقاومين.
 
كان يمكن ان يتحول محيط فلسطين الطبيعي الى مجتمع كفاح مسلح لو صاغت المقاومة الفلسطينية علاقة تفاعل وتكامل مع قوى الثورة والتقدم في محيطها الطبيعي.
المقاومة الفلسطينية ضُربت في الأردن بواسطة النظام على أساس اللعب على التناقض الكياني الأردني – الفلسطيني وافتعل الطرف اللبناني الانعزالي الحرب اللبنانية في 1975 وأحد أهم أسبابها تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية من لبنان في 1974 ضد العدو الإسرائيلي, وخلافاً لما حصل في الاردن فإن النظام لم يستطع قبول المقاومة الفلسطينية لأن القوى الوطنية اللبنانية شكّلت السياج الذي حمى ظهر المقاومة واندلعت الحرب الأهلية اللبنانية بين اتجاه وطني واتجاه انعزالي. حسم هذا الصراع كان في ان تحل المقاومة الفلسطينية محل القوى الوطنية في التعاطي مع الشأن المحلي والكياني ولا أن تجعلها امتداداً لها بل ان تضع كل إمكاناتها لتحسم هذه القوى وتقيم الحكم الوطني الملتزم قومياً لأن البديل الصهيوني كان الحكم المتصهين الذي يعمل لأبعد من تصفية المقاومة بل لتصفية الوجود الشعبي الفلسطيني بالمجازر والإرهاب.
 
وعلى أرض الجنوب نشأت القوات المشتركة الفلسطينية – اللبنانية لتكرّس تجربتها الأوسع في حصار بيروت وصمودها.
 
ومن رحم هذه التجربة وفي وجه الاحتلال الإسرائيلي انبثقت المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي وهي الظاهرة الاهم في الحرب الإسرائيلية في لبنان وهي ظاهرة يعتزّ بها حزبنا لإسهامه فيها سواء بالأفعال الرائدة في بدايتها عملية سمير خفاجة أو من استمرار تصاعد وتيرة إسهام أبطاله في عملياتها في كل المناطق, حيث سجلت المقاومة اللبنانية الإنجازات التالية:
 
1- أسقطت المقولة الصهيونية أن التناقض إسرائيلي – فلسطيني لتؤكد أن التناقض لبناني – إسرائيلي أيضاً، وهو تناقض بين السيادة والاحتلال, بين الشعب والأرض ضد المحتل, وأن الاحتلال الإسرائيلي ليس "قوة لتحرير لبنان من الغرباء" كما زعم الانعزاليون المتصهينون, بل إنه احتلال بغيض يقاومه أبناء لبنان كما قاومه من قبل ابناء فلسطين.
 
2- أسقطت بحرب الاستنزاف الشعبية اسطورة الحرب الخاطفة وبات العدو يعاني من تناقضات داخلية بتصاعد دعوات الانسحاب وتخفيف الخسائر, وسمّيت طريق بيروت – صيدا "بطريق هو شي منه" ووادي الشوف "بوادي الدموع" عند العدو الإسرائيلي.
 
3- إن من أهم أسباب الانسحاب الجزئي لإسرائيل من الجبل الخسائر التي أصابت جيش العدو في الأرواح والتي لا يستطيع تعويضها بوجوده البشري المحدد بسهولة, الدبابة تعوّض, الطائرة تعوّض, لكن الإنسان – المستوطن – إنسان الهجرة اليهودية لا يعوَّض بسهولة.
 
4- لقد تجاوزت حرب لبنان المستمرة تقديرات العدو وهي أول حرب طويلة الأمد مع العدو.
 
5- إن قرار صمود الشام شكل العمق القومي للمقاومة الوطنية لكن ظاهرة المقاومة الوطنية كانت التبرير الوطني للوجود الشامي على أرض لبنان في تكامل معادلة الأمن القومي ضد العدو الإسرائيلي.
 
- إن ظاهرة المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد العدو الإسرائيلي أصبحت ظاهرة عامة لشعبنا, لأمتنا تنتقل من كيان إلى كيان، حيث يحل الكيان الإسرائيلي, إنما هذه الظاهرة لم تزل مجموعة مقاومات وطنية، لأن المطلوب هو قيام المقاومة القومية المسلحة, مقاومة أمتنا الموحدة للعدو الإسرائيلي.
 
- إن ظاهرة المقاومة القومية المسلحة هي التي يولدها وضع قومي يحلّ محلّ الأوضاع الكيانية.
 
- إن مصدرها الأساسي حزب قومي وحدودي يثوّر المجتمع فينقله من مجتمع السكون والاستسلام الى مجتمع الكفاح القومي المسلح, وهذا هو هدف النضال القومي الاجتماعي داخل المجتمع. أي صياغة معادلة الوجود في زمن حرب الوجود.
 
 
 
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro