مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
مار مارون سوري أصيل
 
كلمات في زمن الغربة
الباشا، فهد
 

 

 

ستة عشر قرنا وبضع من السنين تفصلنا عن زمن الراهب الامين لعقيدته، الامين لسوريا. ستة عشر قرنا اندثرت، خلالها، هويات، وانطوت أعلام وبرزت هويات.

 

ستة عشر قرنا كانت كفيلة، بفعل تراكم الويلات، مصحوبة بمختلف موجات الثقافات التجهيلية، كانت كفيلة بالقضاء على مدرسة مار مارون، على ما عمل وعلى ما علم. لكن الأصالة تعصى، بعمق جذورها، على محن الزمن، وأبواب الجحيم لا تقوى عليها.

 

ستة عشر قرنا بادت، خلالها، حضارات وبانت حضارات، وتحضرت الصواب (هل فعلا تحضرت؟)

 

ستة عشر قرنا والراهب السوري مارون، الذي أبعد، لفترات، عن مضاربه في جبل نابو، ها هو يعود إلى هناك، بحلة جديدة، يقاوم ظلم البيزنطيين الجدد من « نصرة « الشر» و «دواعش» الظلام. ويدعو المنتسبين إليه أن يعيدوا إليه، في ذكرى عيده، ملامح هويته، المنصوص عنها، كان المنصوص عنها، في طلبة الصلاة، التي ظلوا يرفعونها إليه، خاشعين لحقيقتها حتى منتصف القرن الماضي.

 

وما حقيقتها تلك إلا ما أشار إليه النص لجهة عمله الإنقاذي من الطغيان البيزنطي، أو لما له صلة بتصديه للبيع والاضاليل، أو لجهة ما يفصح عنه الباقي من لازمة الصلاة، وفيه حرفيا ما ذكره كتاب الصلوات المطبوع بالحرف الكرشوني في مطبعة دير قزحيا سنة 1896. تنص الازمة: «لك شرف مفرد كبير الضيا. لك اسم يزهو كالثريا. لك اسم بالشرق مسميا. مار مارون يا فخر سوريا».

 

ومن قبل ومن بعد، لئن علا هوية مارون كثير غبار من عواصف التاريخ، إلا أنه يبقى لنا في التاريخ عينه، غير ضوء يجلو غموضا ويقطع الشك باليقين. وكما تختصر هوية الفرد كلمات معدودات، اختصر مستعيرا من الاب بطرس ضو، ضوءا من كتابه: « تاريخ الموارنة»، الجزء الأول 1970، ومن الصفحة 323، حيث يرد: «منذ اهتداء الشعب السوري في الأرياف، بين أواخر القرن الرابع ومطلع الخامس إلى المسيحية، وجرى هذا الاهتداء، بصورة رئيسية على يد مار مارون وتلاميذه، مذ ذاك تحول مجرى الأمور من الاتجاه اليوناني إلى الاتجاه السوري الأرامي الوطني».

 

ويضيف الأب ضو: «أضف إلى ذلك الحماسة التي دبت في الصدور من جراء أن المسيح سوري من فلسطين».

 

أو يشك، من بعد، المدققون بالثبوتيات على حواجز التاريخ وعلى مفارقه بهوية هذا السوري الأصيل، الذي طالما توجه إليه الموارنة، في طقسياتهم، مصلين مرددين: «مار مارون يا فخر سوريا». أو «نجم ساطع في سما سوريا».

 

 
التاريخ: 2022-02-09
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: جريدة الديار، 8 شباط 2022
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro