مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
آخر الكلام فساد الأنظمة وفساد العقول
 
كفروني، يوسف
 

 

ماهي التبريرات التي يسوقها مثقفو العصر الاميركي-الصهيوني في اطار الحرب المفتوحة ضد سورية؟

 

هل مواجهة فساد النظام هو السبب الحقيقي لقيام المعارضات السورية؟

 

نحن لانبرر الفساد ولا القمع ونعتبر أن الاصلاح ضرورة قومية ووطنية، ونرى أن وجود معارضة وطنية هو الذي يلجم الاستبداد ويضع حدا للفساد ويساهم في قيام دولة ديمقراطية عصرية تحترم حقوق المواطنين.

 

يوجد فاسدون في النظام جاهزون للخيانة الوطنية في أقرب فرصة، ويوجد وطنيون في المعارضة مستعدّون للتضحية والاستشهاد في مواجهة أي تدخّل أجنبي.

 

معظم الفاسدين في النظام تحولوا الى قادة للمعارضات ورموز للطهر الثوري.

 

الفاسدون هم اكثر الاشخاص وصولية وانتهازية وهم الأكثر استعدادا للخيانة.

 

قبل خيانة الفاسدين للنظام كانوا ينعتون بأبشع الصفات من قبل المعارضات السورية والقوى الأجنبية الداعمة لها،بعد الخيانة بلحظات رفعت صورهم وأصبحوأ أبطالا وقديسين.

 

النظام السوري لم ينكر وجود الفساد واكد على اهمية الاصلاح،واتخذ اجراءات قانونية وعملية في هذا الاتجاه،ولكن القوى المعارضة المرتبطة في الخارج لم يسمح لها بالحوار مع النظام لأن المطلوب خارجيا رأس النظام وموقع سورية السياسي وليس الاصلاح.

 

الادعاء بأن الحرب في سورية هي لمواجهة فساد النظام هو ادعاء باطل،فالقائمون بهذه الحرب لا يهمهم مصالح الشعب السوري ولا حريته وهم اعداء حقيقيون له.

 

ما هو فساد النظام وهل الدول التي تقود الحرب على سورية لاسقاط النظام هي دول نزيهة؟

 

فساد النظام هو انحرافه عن وظيفته المفروض القيام بها،وسوء أداء القيّمين عليه في تنفيذ واجباتهم.

 

يمكن تحديد الوظائف الاساسية المطلوبة من اي دولة او نظام لتكون الدولة دولة الشعب المعبرة عن ارادته وليكون النظام معبرا عن مصلحة المجتمع ككل وليس عن مصالح خاصة او مصالح فئوية وشخصية.

 

أهم المعايير لما يجب ان يكون عليه النظام السياسي:

 

التعبير عن ارادة المجتمع وتأمين مصالحه بدون اي تمييز بين المواطنين

 

انتظام عمل المؤسسات وفق الدستور والقوانين

 

المساواة بين جميع المواطنين

 

ضمان حقوق الأفراد في الحياة: حقهم في التعليم والعمل والطبابة

 

ضمان حرية المعتقد الدينية والسياسية وحرية الحركة والنشاط السياسي والاجتماعي

 

الدولة هي دولة المواطنين وليست اقطاعية ولا ملكية وراثية لعائلة او عشيرة او قبيلة او اي فئة خصوصية.

 

استقلالية الدولة وعدم التبعية للأجنبي  

 

اذا طبقنا هذه المعايير بطريقة علمية وموضوعية،على الانظمة السياسية في العالم العربي،لوجدنا ان الانحراف يطال الجميع بنسب متفاوتة.

 

واذا قمنا بترتيب الأنظمة بدءا من الأكثر فسادا لوجدنا ان الدول التي تحوز المراتب الاولى هي الملكيّات والامارات حيث تغيب الدساتير والقوانين وتتماهى الدولة مع العائلة الحاكمة ويغيب مفهوم المواطن وحقوقه،وهناك نجد الدول الاكثر تبعية وخضوعا للامبريالية الاميركية.

 

 هذه الدول ترعى ماليا واعلاميا وعسكريا وامنيا التحركات المسلحة ضد النظام السوري، وتدفع بكل طاقاتها وامكانتها المادية الضخمة لتحقيق غرضها باسقاط النظام.

 

هل يمكن لعاقل أن يصدق أن السبب الذي يدفعها لذلك هو فساد النظام والعمل على انقاذ الشعب السوري وتحقيق الحرية والديمقراطية له؟

 

هل يمكن تفسير استخدام الآلاف من ناشطي القاعدة في الحرب ضد سورية وبرعاية وتسهيل الادارة الاميركية التي صنفتهم كأخطر تنظيم ارهابي وشكلوا مبرّر حربها المفتوحة ضد ما أسمته بالارهاب؟

 

بعض المثقفين والسياسيين الذين يعبرون عن دعمهم للمعارضات السورية، يصرحون بأن سبب دعمهم لما يسمونه الثورة السورية هو مواجهة النظام الفاسد.

 

هل يمكن لأحد من هؤلاء أن يبرهن لنا بالمنطق، لماذا الدول الأكثر فسادا في التاريخ تدعم ثورة بمواجهة فساد لا يمكن مقارنته بمقدار فسادها وما هي مصلحتهم في ذلك؟

 

يذهب بعض المستكتبين في هذا الموضوع الى استنتاجات فاسدة منطقيا وتدل اما على تعطيل عقولهم وادراكهم نتيجة العصبيات والغرائز أو بسبب تلوّث عقولهم بأموال النفط والغاز.

 

في دعمهم للمعارضات ضد النظام السوري،يطرحون عدم مواجهة النظام للكيان الصهيوني منذ 40 سنة، وأنه تخلى عن كيليكية والاسكندرون لتركيا.

 

هذا الكلام غير صحيح لأن النظام السوري واجه الكيان الصهيوني ودفع آلاف الشهداء خلال الاجتياح الصهيوني للبنان وواجه من خلال الدعم الكبير للمقاومة في كل حروبها التي توّجت بالتحرير عام 2000 وبالانتصار عام 2006

 

ولكن بغض النظر عن صحة او عدم صحة المقدمات فالاستنتاج يدل على فساد المنطق.

 

اذا سلمّنا بأن النظام السوري لم يواجه الكيان الصهيوني وتخلى عن كيليكيا والاسكندرون فهل يؤدي هذا الى تأييد معارضات يلتقي قادتها علنا مع الزعماء الصهاينة ويظهرون في الاعلام الصهيوني بدون خجل ويتلقون الدعم والمباركة من قادة العدو؟

 

قادة المعارضة السورية موقفهم واضح ومعلن  ضد محور المقاومة ومؤيّد للسياسة الأميركية، وهم يتلقون التدريب والدعم من ضباط فرنسيين وانكليزوأتراك، ويتم تشكيل مجالسهم وهيئاتهم في تركيا ودول الخليج، وبارادة اميركية.

 

هل يعني وقوف المعارضات مع السياسة العثمانية الجديدة أنه السبيل لتحرير كيليكية والاسكندرون؟! وهل وقوفهم مع المشروع الأميركي الصهيوني سيؤدي الى تحرير القدس؟!

 

انه فساد العقل

 

هو تعطيل وظائف العقل وشل قدراته.

 

عندما يسيطر الجهل وتسود العصبيات والغرائز يتعطّل فعل العقل

 

عندما نفتقد القدرة على حل المشكلات عن طريق الحوار،وعندما نرفض مبدأ الحوار بالمطلق ونلجأ الى لغة العنف والسلاح والدمار والقتل العبثي والمجاني ضد المدنيين والابرياء لمجرد الاختلاف في الدين او الطائفة اوالمذهب او اللون السياسي،نعلن موت العقل وانفلات وحش الغرائز.

 

 تنطلق حركات المعارضة في سورية، بسلوك غرائزي وتغييب لفعل العقل، لا يوحدها فكر سياسي ولا تلتقي على حد أدنى من المبادىء الأساسية، ولا تجمعها برامج عملية. انها معارضات بدون رؤية وفكرواضح سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، انها تجمع الناس بالحقن المذهبي والطائفي والدعوات التكفيرية.

 

قادة المعارضة كل واحد متربص بالآخر،وكل واحد مرتبط بجهة خارجية وتلتقي جميعها عند السيذ الأميركي.

 

المثقفون الداعمون لهذه المعارضات هم في غالبيتهم من  الماركسيين المتحولين الى ليبرالية المحافظين الجدد والمرتبطين بأموال النفط.

 

انه فساد العقول عندما يبيع المثقف ضميره ويبدل قناعاته وفق الأهواء والمصالح.

 

انه فساد العقول عندما يتم تعطيل وظيفة العقل في الادراك والتعيين والفحص والتدقيق والتمييز والربط والاستنتاج، والابداع والابتكار،وعندما نفتقد القدرة على حل قضايانا ومشكلاتنا بالحوار والمنطق.

 

غياب المنطق بسبب الجهل والتعصب والحقد لظلامة شخصية أوغيرذلك يدفع الى السلوك غرائزيا بالانتقام فيتعطل التحليل العقلي.

 

غياب الأخلاق بسبب ارتباطات مالية ومصلحية، يدفع المثقفين  الى الافتراءات والاكاذيب و اللف والدوران والسخرية والاستهزاء والوقاحة.

 

رؤوس عاجزة عن التفكير السليم لأنها استبعدت العقل وأفرغت كل مستوعبات الرأس لاستقبال آلهة الجنس والمال.

 

فساد النظام يمكن مواجهته والحد منه واصلاحه أما فساد العقول فهو مرض يصعب علاجه ومداواته.

 

فساد النظام تصلحه العقول الجيّدة التي تعمل بالمنطق، والارادات الحرة المستقلة وغير المرتهنة للأجنبي. أما العقول الفاسدة فهي كفيلة بافساد أي نظام مهما كان جيّدأ.

 

ان فساد النظام اهون كثيرا من فساد العقل، ومحاربة العقول الفاسدة هي أولى من أي شيء آخر.

 

 
التاريخ: 2012-08-08
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro