مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
آخر الكلام الجامعة العربية والحرب على سورية
 
كفروني، يوسف
 

 

تجاوزت الاحداث في سورية شهرها السابع، ولم تتحرك الدول العربية وخاصة دول الخليج للعب دور ايجابي. على العكس من ذلك ثمة دول كانت تنقل الشروط الاميركية، وثمة دول أخرى كانت ضالعة في مخطط الحرب الاميركية على سورية اعلاما تحريضيا كاذبا،وتمويلا وتسليحا ،وتدريبا وتشكيلا للمعارضات السورية.

 

لقد اصطدمت الحرب على سورية بالمناعة الوطنية السورية ووعي الشعب السوري وحكمة القيادة السورية في مواجهة هذه الحرب.

 

 الوعي الوطني للشعب السوري منع الانزلاق الطائفي والانجرار الى حرب اهلية. 

 

وعي المعارضة الوطنية رفض منطق التدخل الاجنبي وتشبث بمنطق الحوار الداخلي.

 

تجاوب النظام السوري سريعا ومبادرته بالخطوات الاصلاحية ضاعف اللحمة الوطنية وأظهرالتفاف الاكثرية الشعبية معه،واظهر عجز الرهان الخارجي على المعارضات التي شكلوها، والمفتقرة الى قواعد شعبية حقيقية.

 

وحدة القوى الامنية وتماسكها ومهارتها فككت ألغام التفجير من المناطق الحدودية والمناطق الداخلية، ومنعت تشكيل قاعدة للتدخل الخارجي كما حصل في ليبيا.

 

فشل التدخل الخارجي عبر المؤسسات الدولية دفع أميركا الى تحريك ادواتها عبر مؤسسة الجامعة العربية، عسى ان ينالوا عبرها على ما عجزوا عنه، ليتابعوا حربهم بطرق جديدة.

 

الحرب لم تنته بعد، ولن تنتهي قبل السقوط الكلي للمشروع الاميركي-الصهيوني وادواته في المنطقة العربية.

 

من يصدق ان اميركا تريد الحرية والديمقراطية والسلام للشعوب؟

 

من يصدق ان اميركا تدافع عن الاسلام والمسلمين؟

 

مواقف اميركا خاصة والغرب عامة، ضد حقوق الشعوب ومصالحها هي نهج ثابت.

 

كل الشواهد تؤكد هذا النهج الاميركي، ولا يوجد شاهد واحد عكس ذلك.

 

الاستراتيجية الاميركية  بعد انتهاء الحرب الباردة، تقوم على:

 

- الهيمنة عالميا ومنع صعود اي قوة منافسة

 

- السيطرة على الطاقة والتحكم بامداداتها

 

- ضمان امن اسرائيل وتفوقها عبر تفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية واتنية ضعيفة وتدور في الفلك الصهيوني.

 

الدول العربية المرتبطة بالنهج الاميركي تترجم عربيا المشروع الاميركي، وعندما تخفق المؤسسات الدولية في تحقيق اغراضها تسخر المؤسسات العربية لذلك.

 

هذه الدول التي رعت ومولت المعارضة السورية ودعمتها بالمال والسلاح وسخرت لها محطات التلفزة، ليست حريصة مطلقا على الحل السلمي والحوار.

 

الجامعة العربية من خلال الرئاسة القطرية، تمرر اوامر خارجية وتنقل ضغوطات الغرب، بالرغم من انها لا تملك الحرية الكافية نتيجة تركيبة الجامعة والاصوات داخلها الرافضة لما تطمح اليه.

 

بعد الاعلان عن الاتفاق لحل الازمة السورية مع الجامعة العربية، تصاعدت التهديدات التركية والاميركية والغربية ضد النظام السوري.

 

كلام رئيس الوزراء القطري اثناء الحوار مع الوفد السوري كان متعاليا ومستفزا ومبطنا بالتهديد، عندما تكلم عن اللف والدوران. ولم تخل نبرة صوته عند اذاعة نص الاتفاق من الاستفزاز والتهديد المبطّن.

 

يتقاطع الدور القطري مع الدور التركي في تنفيذ المشروع الأميركي لتفتيت المنطقة العربية وفي استهداف سورية بشكل خاص.

 

يستحيل فهم هذين الدورين من خلال الحرص الظاهر بدعوات الاصلاح والديمقراطية.

 

لن يصدق احد ان امارة قطر يؤرقها غياب الديمقراطية والحريات والتعددية السياسية.

 

ولن يصدق أحد أن تركيا أردوغان هي مع القضايا العربية وقضية فلسطين خاصة بغير المواقف الكلامية

 

تركيا حليفة أميركا وحليفة الكيان الصهيوني فعليا لايمكن ان تكون صادقة في ادعائها الحرص على المصالح العربية ولا في ادعائها الحرص على الاسلام.

 

اسلام أردوغان هو اسلام الظاهر المتصالح مع الظلم الأميركي والظلم الصهيوني، وهذا هو الاسلام المكلف بدعمه ورعايته لاستلام السلطة حيث يمكن استلامها في اي بلد عربي.

 

لفهم هذين الدورين يجب أن نفهم دور الطاقة بشكل عام والغاز بشكل خاص في الحرب الدائرة على الدول العربية، باسم ثورات لها منطقها الشعبي الذي لا يمكن تجاهله، ولها وجه التآمر والتدخل الخارجي الذي لا يجوز اغفاله. ويجب ان نفهم دور قطر ودور تركيا في انتاج الغاز وفي طرق امداده.

 

ما دور الاعتماد المتزايد على الغاز بعد اتفاقية كيوتو وتخلي المانيا عن الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان؟

 

ما دور المناطق الغنية بالغاز؟ وهل طرق الامداد آمنة؟ وما هو السبيل لجعلها آمنة؟

 

ما هو خط الغاز نابوكو(نبوخذنصر) الذي يريد تقليص او الغاء دور خط الغاز الروسي ؟وما هو خط الغاز الاسلامي؟

 

انها حرب مصالح كبرى لها ابعادها الدولية، تحاول فيها اميركا تضييق الخناق على الدول الناهضة ومنعها من منافستها، وتحاول في الوقت عينه منع قيام اي دولة عربية قوية تستطيع ان تهدد الكيان الصهيوني، وذلك من خلال تفتيت يطال كل الدول العربية، ودعم حركات اسلامية برعاية تركية لاستلام السلطة.

 

 حركات اسلامية مدجّنة، لا يهم اذا كانت متطرفة أو معتدلة، المهم أن يتوجه عنفها في الداخل الاسلامي او العربي او غير ذلك، المهم أن لا يتوجه ضد الكيان الصهيوني وأن لا يهدّد المصالح الأميركية.

 

أميركا ترحب باستلام مثل هذه الحركات السلطة، شرط اعترافها بالكيان الصهيوني وتسليمها بالمصالح الاميركية وهيمنتها.

 

 
التاريخ: 2011-11-04
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro