مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
ابولودور الدمشقي Apollodorus of Damascus (60 – 130 م)
 
(من كتاب: شخصيات سورية تاريخية – تأليف سهيل رستم، دار فكر للأبحاث)
رستم، سهيل
 

 

ولد في دمشق حوالي 60 م. واهتم بدراسة الهندسة، خاصة فن العمارة، وكان في شبابه على علاقة جيدة مع (تراجان) الذي كان يومها حاكماً عسكرياً في سورية، وكان والد أبولودور والياً عليها. وعندما أصبح تراجان والياً على روما، استدعى أبولودور إلى روما وجعله مستشاراً له، وكلفه بتنفيذ مشاريع عمرانية في إمبراطوريته لتفوقه وتميزه في هندسة العمارة، إذ كانت العمارة في سورية متقدمة جداً، لذلك استقدمت روما من سورية معماريين آخرين إضافة إلى أبولودور، لكن يبدو أنه الأكثر خبرة، فذاع صيته.

 

أهم الأعمال المعمارية التي أنجزها هي:

 

- الجسر المعلق على نهر الدانوب: الذي صممه وأنجزه ما بين 104-105 م وبلغ طوله 100م وعرضه من 13-19م.

 

- عمود تراجان: الذي أنجزه عام 133م. ووصل ارتفاعه إلى 33م وتميز بشريطه الملتف حوله.

 

- السوق الشعبية: في قلب روما على سفح رابية (الكوبريناليس).

 

- الميدان التراجاني: الذي اعتبر أعجوبة العصور، والذي أنجز بين 108-112م. بطول 300م وعرض 185م.

 

- الحمامات: التي أدخل في تصميمها قاعات للمكتبة صنفها إلى: قاعة للكتب اليونانية، وثانية للكتب الرومانية، وثالثة للنشاطات الثقافية، آخذاً بالاعتبار الدور المتعدد للحمامات في الحياة الرومانية اليومية، ولقد أصبحت لاحقاً مكاناً يجتمع فيه الشعراء لإنشاد قصائدهم. وكذلك للفلاسفة والعلماء الذين يستعرضون أفكارهم ويدافعون عنها.

 

- مرفأ أوستيا: الذي أنشأ فيه حوضاً مضلعاً سداسي الشكل يشبه الأحواض الهلينستية السورية.

 

- البانتيون (مجمع الأرباب): الذي شيد بين عامي 114-123م. وبلغ قطره 44م تعلوه قبة دون رقبة بارتفاع 43م ومدعمة بأقواس من الآجر غير ظاهرة، ولقد اعتبرت يومها من أكبر القباب في العالم.

 

  • قوس النصر في مدينة (بينيفانتوم).
  •  
  • قوس النصر في مدينة (أنكونا).
  •  
  • قصر العدل: وكان التجار يجتمعون فيه لعقد الصفقات التجارية الكبرى، ودعي هذا النوع من الأبنية (بازيليك)، وتحول في العهد المسيحي إلى كنيسة، فصارت تسمية "البازيليك"، تطلق على أهم وأكبر الكنائس في العالم المسيحي، مثل كنيسة القديس بطرس في روما التي صارت تدعى "بازيليك القديس بطرس". ولقد أطلق على البازيليك التي شيدها أبولودور في روما اسم "ليبين" نسبة إلى أحد كبار رجال القضاء الذين عملوا في روما وهو الفقيه السوري "دوماتيوس البيانوس" ابن مدينة صور.
  •  
  • تجفيف المستنقعات التي كانت منتشرة في بعض المناطق.
  •  
  • إصلاح قناة ممتدة من النيل إلى البحر.
  •  
  • العديد من المكتبات.
  •  
  • (الأوديوم): وهو مسرح لإلقاء الشعر، ولحفلات الموسيقى.

 

ولأهمية أبولودور وإبداعاته، ألف العديد من الكتب عن إنجازاته المتميزة. فجاء في تاريخ كمبريدج:"إن سورية كانت متقدمة على روما في فن العمارة، وفي مهارة عمالها. وأبولودور الدمشقي اقتبس تصميمات المباني التي أنجزها في روما من موطنه الأصلي". وفي كتابه (العصر الذهبي للإمبراطورية الرومانية) قال "ليون هومو": "بعد العهد السلوقي طفت على السطح من جديد ثقافة سورية المحلية، وعندما حاولت روما كبحها لم تفلح. إذ ظهرت في القرن الثاني الميلادي الموجة السورية في ميدان الفن".

 

أما الشاعر الروماني جوفينال، فقد عبر عن التأثير السوري في روما، فقال: "إن نهر العاصي أخذت مياهه تصب في نهر التيبر حاملاً معه عاداته وفنونه". كذلك قال المؤرخ الإيطالي "بانوفاسيلي" عن الإنجازات المعمارية السورية في روما: "ظهرت في مجال المنحوتات مفاهيم جديدة تمثل رؤى جديدة لروما، وكان وراء كل هذا يقف أبولودور". وأيضاً، قال ليون هومي عن الميدان التراجاني: "لم تكن القضية قضية تشييد بناء من أفخم المباني فقط، بل كانت خلق مجموعة متكاملة ومنسجمة في قلب العاصمة الضخمة المكتظة بالمباني، وكان على أبولودور الدمشقي أن يؤمن الفراغ اللازم، ثم يستخدم أرضاً فيها سويات مختلفة، وعليه في المرحلة الثانية أن يبني الميدان ومنشآته، وقد حل تلك المعضلات على أفضل وجه، الأمر الذي خلد هذا المعمار الفذ". كما قال "باندينيللي" على السوق الشرقية: "إن سوق تراجان المعقد التكوين والمنسجم على سويات رئيسية، وعلى منحدر الرابية، يدل على العبقرية في الحلول المتبناة سواء من الناحية المعمارية أو العمرانية أو العملية". وقال أيضاً عن إنجاز ميدان تراجان: "أعتقد أن أبولودور الدمشقي استوحى الفكرة من الساحة الرحبة الموجودة حول معبد جوبيتر في دمشق".

 

في كتابه "الفن الروماني" قال "موثيمر هويلر" عن عمود تراجان والشريط الملتف حوله: "إن هذا الشريط هو الأعظم بين إنجازات الفن التاريخي الروماني. فالعمل يجري دون تردد من مرحلة إلى أخرى، والنحات يبرهن عن تمكن تام وحساسية فائقة". وقال "جيلبير بيكار": إن فكرة الشريط قريبة من عقليتنا المعاصرة". وتابع:"لإنه إبداع جديد كل الجدة وهو من أروع ما يمكن أن تقع عليه عين إنسان في تاريخ الفن في العالم أجمع". وفي كتابه "أبولودور الدمشقي" قال الآثاري عدنان البني عن البانتيون: "إنه وحدة متكاملة متناغمة، وغارقة في النور، وتلك هي أفكار أبولودور، إنها روح أبولودور الشرقية، فالشرق هو الهارموني". وعن الحمامات التي أنشأها أبولودور، قال روبرتسون:"إن حمامات تراجان، وهي من عمل أبولودور الدمشقي" كانت النموذج الذي اتبعه المعماريون فيما بعد".

 

إضافة إلى إنجازاته المعمارية التي أخذ عنها المعماريون في بلاد أخرى، وضع أبولودور كتاباً في آلات الحصار وأهداه إلى الإمبراطور هادريان الذي قتله فيما بعد. إذ أن "هادريان" قبل أن يتولى الامبراطورية كان يتحدث لتراجان عن هندسة البناء ليعطيه رأيه في أعماله، ومرة أجابه أبولودور ساخراً: "اذهب واشتغل بتصوير يقطينك". ولما تولى هادريان سدة الحكم أمر بقتل أبولودور عام 130. ونقض كثيراً من الآثار التي بناها. نشير أخيراً إلى أن اسم أبولودور يعني (هبة أبولو الذي توحد مع الله).

 

(المرجع: سهيل رستم - سوريون في التاريخ – دار فكر للأبحاث والنشر)

 
التاريخ: 2022-01-05
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro