مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
الصهيونية الثالثة
 
تسخير الدين في خدمة الإستعمار
كفروني، يوسف
 

 

الصهيونية هي الحركة السياسية التي تأسست فعليا في مؤتمر بال في سويسرا عام 1987 بزعامة الصحفي النمساوي تيودور هرتزل،وقد هدفت الى إقامة دولة يهودية في فلسطين،التي لم يكن يشكل اليهود فيها سوى بضعة آلاف.

 

لم يكن تجاوب اليهود قويا مع هذه الدعوة بداية الأمر،رغم البعد الروحي لصهيون في التراث الديني اليهودي،فقد استكان اليهود خلال القرون الماضية وتأقلموا مع أوضاعهم. ومع حركة التنوير الاوروبية أصبح الاندماج الاجتماعي هدفا قويا بديلا عن الانغلاق وثقافة الغيتو.

 

كانت الأهداف الصهيونية أهدافا للسياسات الاستعمارية التي بدأت بالظهور مع الامبراطورية البريطانية  كقوة استعمارية كبيرة منذ القرن السادس عشر،هذا ما نجده في دعوات العديد من السياسيين الانكليز وبعض رجال الدين الذين رأوا في اقامة دولة لليهود في فلسطين خدمة لمشاريعهم الاستعمارية،وهذا ما رأيناه مع دعوة نابليون لليهود لتأسيس دولتهم في فلسطين خلال حملته على المنطقة.

 

انتشرت الأهداف الصهيونية في بعض الأوساط البروتستانتية المتأثرة بفكرة اقتراب نهاية العالم والعودة الثانية للمسيح وكانت ترى أن تأسيس دولة لليهود في فلسطين هو من المؤشرات على قرب النهاية. بعد حرب حزيران 67 واحتلال القدس،عبّرت هذه الجماعات عن فرحها وتعاطفها مع الكيان الصهيوني بشكل هستيري.

 

الجماعات المسيحية المؤيّدة للصهيونية تتجاوز الأربعين مليونا في الولايات المتحدة الأميركية وحدها ، وهي متطرفة في هذا التأييد أكثر من أي حزب صهيوني متطرف .

 

الصهيونية المسيحية سبقت الصهيونية اليهودية بما يقارب 300 سنة،وهي تفوق أعداد اليهود في العالم بعدة أضعاف.

 

الصهيونية المسيحية هي الصهيونية الأولى وهي تجد الرعاية والدعم بشكل مباشر أو غير مباشر من دولها ،لأن عملها يخدم السياسات الاستعمارية لتلك الدول.

 

الصهيونية الثانية هي الصهيونية اليهودية .

 

 المؤسسة الصهيونية منذ تأسيسها أواخر القرن التاسع عشر،شكّلت دولة لا أرض لها ولا شعب. وهي الدولة الوحيدة في العالم التي نشأت بشكل مغاير ومناقض لمنطق نشأة الدول عبر التاريخ. تأسست الدولة أولا ثم تم تجميع الجماعات اليهودية من مختلف البقاع والثقافات ليشكلوا شعب هذه الدولة، وتم البحث عن أرض لهذا الشعب فاستقر الرأي على فلسطين التي تشكل عامل جذب روحي استنادا الى الأساطير التوراتية والتلمودية،وتشكل استثمارا ناجحا للاستراتيجية الاستعمارية الهادفة الى الهيمنة والسيطرة على قلب العالم القديم وما يعنيه ذلك من هيمنة على العالم.

 

شكلت الصهيونية دولة اليهود قبل ايجاد الارض واغتصابها، وأقامت مؤسسات هذه الدولة بدعم ومساندة القوى الاستعمارية. واستطاعت أن تجذب غالبية اليهود إليها عن طريق الوعود والاغراءات من جهة وعن طريق الارهاب الذي مارسته ضد الجماعات اليهودية لدفعها الى التخلي عن أماكن تواجدها والهجرة الى فلسطين . وقد نجحت في جذب غالبية اليهود للانخراط في مشروعها العدواني والاستعماري باستثناء جماعات قليلة أبرزها جماعة ناطوري كرتا وبعض الآفراد المثقفين المناهضين لها. ولكنها لم تستطع أن تجذب إلى فلسطين سوى نصف الجماعات اليهودية و النصف الآخرتقريبا انجذب الى الولايات المتحدة الأميركية وبقيت جاليات قليلة العدد موزعة على بعض البلدان .

 

الصهيونية الثانية هي الصهيونية اليهودية التي شكّلت الحامل والمنفّذ الأساس للمشروع الاستيطاني الاستعماري. وبقيت هذه الصهيونية مرتاحة على وضعها نتيجة تفوقها وانتصاراتها الساحقة والكبيرة، وأحلامها تكبر ومطامعها تزداد،إلى أن بدأت الصعوبات والاخفاقات نتيجة القوى المقاومة وصولا الى الانسحاب لأول مرّة،دون مفاوضات ودون قيد أو شرط.

 

 منذ اندحار العدو الصهيوني عن الجنوب اللبناني في 25 أيار 2000 ، بدأ العد العكسي لاستمرار المشروع الصهيوني وكانت الطامة الكبرى في حرب تموز 2006 حيث كانت الهزيمة التي طرحت علامات استفهام جدّية حول امكانية بقاء الكيان الصهيوني .

 

المشروع الصهيوني هو مشروع استعماري مرتبط بمصالح الاستعمار الكبرى ويعمل على ضمان  استمرارالهيمنة الأميركية على العالم و ضمان مصالحها وسيطرتها على منابع النفط والغاز .

 

ان الحرص الأميركي على كيان العدو الاسرائيلي لا ينبع من عقيدة دينية، بل من مصالح مادية ملموسة،

 

وان حروب العدو الصهيوني ضدنا ليست حروبا دينية بل هي حروب تأمين مصالحه ومصالح أميركا والغرب.

 

الصهيونية الأولى أي الصهيونية المسيحية هي صهيونية دعم ومساندة ، وهي لا تستطيع انقاذ المشروع الصهيوني،إذا لم تستطع الصهيونية الثانية أي الصهيونية اليهودية أن تتثبت وتترسخ في فلسطين بشكل آمن ومريح.

 

حتى تثبت الصهيونية الثانية يجب أن تبقى متفوقة بشكل مطلق على كل الدول العربية ، ويجب أن تكون قادرة على فرض هيبتها ورعبها على المحيط ،وهذا ما أصبحت عاجزة عن تحقيقه، لذلك يجب العمل على خلق صهيونية ثالثة تساعد في إطالة عمر الكيان الصهيوني وفي استمرار الهيمنة الأميركية على العرب والعالم.

 

الصهيونية الثالثة هي ضرورة ملحة لضمان الكيان الصهيوني وإلغاء مصادر التهديد الذي يطاله.

 

أهداف الصهيونية الثالثة هي ضمان أمن وسلامة الكيان الصهيوني والتطبيع الكامل معه،وضمان المصالح الأميركية والغربية. لذلك من أولى واجباتها:

 

1- حرف وجهة الصراع فتصبح إيران هي العدو وتصبح أميركا والغرب والكيان الصهيوني أصدقاء وحلفاء

 

2- نزع سلاح المقاومة لأن هذا السلاح يشكل تهديدا حقيقيا للعدو الصهيوني

 

3- محاربة كل حركة أو حزب أو تنظيم يتكلم لغة وثقافة المقاومة

 

4- التآمر على سورية تنفيذا للمخطط الأميركي الصهيوني وضرب جيشها واغتيال علمائها وقادتها،حتى لاتبقى أي قوة يمكن أن تشكل تهديدا لأمن الكيان الصهيوني

 

5-اشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية والاتنية لتفكيك المجتمع وتقطيع أوصاله ومنع قيام أي دولة يمكن أن تقول لا للارادة الأميركية.

 

6- القضاء على جوهر الاسلام باسم الاسلام ،ومن خلال حركات تدّعي الاسلام،تتحالف مع أميركا ربيبة الكيان الصهيوني وراعيته وحليفته وتعمل على ترويج ثقافة التكفير والالغاء، والقضاء على ثقافة الوحدة والانفتاح والتسامح الانساني وأسمى القيم التي دعا إليها الاسلام.

 
التاريخ: 2012-07-25
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro