مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
خاصة العقيدة القومية الاجتماعية - السلام الأهلي
 
سلسلة القراءات القومية الاجتماعية - قراءة ابتدائية للفلسفة المادية - الروحية
حاج إسماعيل، حيدر
إعداد: المعتمدية المركزية في استراليا ونيوزيلندا - كلية سعاده - تموز 1983
 

 

                                                             

 

سأبدأ كلامي على "العقيدة القومية الاجتماعية" من النشيد الحزبي (الذي سمعتموه)، العبارة الاولى التي وردت في النشيد الحزبي الرسمي هي عبارة "سورية لك السلام". في اعتقادي ان هذه العبارة التي تشتمل على فكرة السلام لسورية، تلخص على نحو مكثف وجدّي حقيقة العقيدة القومية الاجتماعية. لذلك ليس غريباً قولي انني سأبدأ شرحي للعقيدة القومية الاجتماعية من هذه العبارة. ماذا تفيد هذا العبارة؟ تفيد ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يريد السلام لسورية. هذا هو المعنى المباشر لها. ولكنني لن أقف عند المعنى الظاهري المباشر بل سأحاول أن أغوص وراء فكرة السلام في تراثنا القومي وأهمية فكرة السلام في هذا التراث فأرجع بالذاكرة الى حوالي ثلاثمائة عام قبل ميلاد السيد المسيح.

 

في ذلك الزمان وجدت عائلة سورية من فينيقيا عاشت في صيدون وانتقلت بعد ذلك الى قبرص ثم انتقل أحد ابنائها الى أثينا عاصمة بلاد اليونان وكان اسمه زينون. عرف عن زينون انه تعلم الحكمة، أعني الفلسفة القديمة في بلاده وفي بلاد اليونان وعرف عنه انه كان يقيم في رواق او في مكان هو ممر محاط بصفين متوازيين من الأعمدة، عرف باسم "الرواق". وكان يذرع هذا الرواق جيئة وذهاباً. وكان شبّان مدينة أثينا يزورون زينون ويلاحقون الحكمة التي كانوا يتسقّطونها من شروحاته ودروسه، وعرفت فلسفة زينون بعد ذلك باسم "الفلسفة الرواقية" نسبة الى المكان الذي كان يعلم فيه الحكمة. والأصح ان نسميها بالفلسفة "الزينونية". على أي حال ما هو جوهر فلسفة زينون؟

 

عندما كان الفلاسفة اليونان مهتمين بفلسفة المدينة وأخلاق المدينة وسياسة مجتمع المدينة الذي عرف باسم " بوليس Polis" مثل مدينة " أثينا" او مدينة "سبارطه" او غيرهما. عندما كانت القضية المركزية في تفكيرهم الأخلاقي والسياسي هي قضية المدينة وما كان يجلب مثل ذلك الاتجاه في التفكير من صراع بين مدينة واخرى مثل الصراع الذي نشأ بين مدينة " سبارطة" ومدينة " أثينا". عندما كان فلاسفة اليونان محور تفكيرهم هو مجتمع المدينة الضيّق فيفّرقون بين أبناء مدينة واخرى ويميّزون بين اليونانيين وغير اليونانيين الذين كانوا يسمونهم البرابرة كما فعل الفيلسوف " ارسطو". عندما كانت هذه هي حالة الفلسفة اليونانية قام زينون وقال في قلب اليونان بحكمته الجديدة التي عرفت باسم الحكمة العالمية لأنه اول من نحت عبارة " المدينة الكونية" " كوزمو بوليس COSMO POLIS". رفض زينون التفكير في المدينة وحدها لان كلمة " POLIS " تعني المدينة، بل فكّر بــ " كوزمو بوليس"، كوزموس COSMOS" تعني في اللغة اليونانية القديمة العالم او الكون و" بوليس POLIS " تعني المدينة او مجتمعها، اي انه كان يدعو الناس قائلاً لهم: "يجب ألا تتخاصموا، يجب ان لا تتنابذوا، يجب ان لا يحارب بعضكم بعضا، يجب ان لا يكون هناك تفريقات عنصرية بين مدينة ومدينة، لذلك ايها البشر إذا ما التقى واحدكم الآخر عليه ان يعامله كما لو كان واياه في مدينة كونية واحدة."

 

فالمدينة الكونية التي دعا اليها زينون الرواقي ليست موجودة في عالم الطبيعة، وليست موجودة في عالم الواقع. هو يعرف ان هنالك مدناً مختلفة في العالم." المدينة الكونية" مدينة روحية، هي مدينة السلام البشرية وباللغة الانكليزية تترجم حكمة زينون الرواقي بالعبارة التالية: " ALL MEN ARE FELLOWMAN" أي "كل البشر أخوة".

 

اذن نلاحظ على ان حكمة زينون تركزت على فكرة السلام بين البشر وهذا مغزى قوله بأن " كل البشر اخوة"، وهذا جوهر ما عناه عندما قال على البشر ان يعاملوا بعضهم بعضا كما لو كانوا مواطنين في مدينة كونية واحدة لأن العار كل العار ان يعامل ابن المدينة اخاه في المدينة الواحدة معاملة تفريقية. فالعقيدة الزينونية جوهرها السلام. السلام بين البشر كان جوهر الفلسفة الرواقية الزينونية.

 

بعد حوالي ثلاثمائة عام يأتي السيد المسيح فيقول: "لم آت لليهود فقط، بل جئت لجميع الأمم وعلى الأرض السلام". جاء لكي ينشر السلام على الأرض فتكون العقيدة الإسلامية- المسيحية ايضا قرينة الحكمة الزينونية جوهرها نشر السلام بين أبناء البشر. ثم بعد ذلك بحوالي ستمائة عام ونيّف جاءت العقيدة الإسلامية-المحمدية فماذا قالت؟ قالت: ان الدين للعالمين. وعندما يخاطب مسلم محمدي مسلماً محمدياً في أية بقعة في العالم يقول له "السلام عليكم" او "سلام الله عليكم" وهي أجمل وأسمى تحية في العقيدة الإسلامية المحمدية. "ولا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى". وهكذا نلاحظ ان جوهر العقيدة الإسلامية – المحمدية مثيل جوهر العقيدة الإسلامية – المسيحية، مثيل جوهر الحكمة الزينونية السورية من صيدون. الجوهر واحد متكافىء وهو السلام للبشر. السلام لبني الانسان. يجب ان تعامل المدن المدن بأسلوب سلمي ويجب ان تعامل الأمة الأمة الأخرى بطرق السلام ويجب ان يعامل الفرد الفرد في الشعب الواحد ايضا بلغة السلام وبتحية السلام وروح السلام. فتكون نتيجتنا التي نحصلها من النشيد الحزبي، من عبارته الأولى نتيجة أساسية وهي: ان العقيدة هي التي تهتم بنشر السلام بين بني الإنسان هذا معنى أساسي من معاني كل عقيدة على الأقل في تراثنا السوري، على الأقل في العقائد التي قامت في بلادنا ونشأت من بلادنا وانتشرت في أصقاع الدنيا، على الأقل في حضارتنا السورية. فالعقيدة في الحضارة السورية مهما تبدلت اسماؤها هي في جوهرها عقيدة واحدة من حيث ان جوهرها يركّز على السلام بين البشر. فإذا اجتمع البشر مدناً فالسلام السلام بين المدن وإذا كان البشر امماً فالسلام السلام بين الأمم البشرية. وإذا كانوا افراداً فالسلام السلام بين افراد الأمم، او افراد الشعوب. وهكذا هو الحال في الحزب السوري القومي الاجتماعي. وهذه هي حقيقة العقيدة القومية الاجتماعية ان جوهرها السلام. لذلك ورد في نشيد الحزب، في مطلعه المتكرر:

 

سورية لك السلام         سوريا انت الهدى

سورية لك السلام         سوريه نحن الفدى

 

وهكذا تسقط دفعة واحدة كل الاتهامات المغرضة التي توجّه الى الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه حزب العنف الداخلي او حزب النزاعات الأهلية او حزب الفاشية والنازية لأن جوهر عقيدتنا جاء يؤكد السلام لسوريه، لجميع السوريين بفلسطينييهم وأردنييهم وشامييهم وعراقييهم ولبنانييهم والسلام لسورية هو سلام للعالم العربي، هو سلام للعروبة وسلام سورية وسلام العروبة هو سلام المسكونة كلها. لماذا؟ لأنه كما ان المرض معدٍ كذلك الحرب. لننظر الى الحرب في بلادنا: الحرب في بلادنا تكاد تجر العالم كله الى حرب عالمية ثالثة. فالحرب كالمرض وكما ان المرض يعدي. فالحرب الصغيرة تنتشر وتستدرج الى ساحتها بلاداً اخرى وشعوباً اخرى، كما ان المرض يعدي فيتوسع وينتشر، كذلك العافية تعدي والصحة تعدي، فإذا كانت الحرب في سورية فكل العالم يشارك فيها من قريب او بعيد. وويل للعالم إذا وقع في حرب عالمية ثالثة. وإذا كان سلام لسوريه فهو سلام للعروبة كما قلت وسلام للبشرية كلها، " فسوريه لك السلام" تعني السلام للبلاد العربية وتعني السلام لكل شعوب العالم.

 

الآن، كيف يمكننا ان نشرح بتفصيل حقيقة ان جوهر العقيدة القومية الاجتماعية هو السلام؟ هل يكفي مثلاً ان أقول ان العقيدة القومية الاجتماعية جوهرها السلام؟ هذا يكفي بالنسبة للقوميين الاجتماعيين المطلعين على عقيدة الحزب، ولكن عليّ أن أجيء بالبرهان على ذلك من كتابات سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وباعث النهضة القومية الاجتماعية. حتى أبرهن على صحة اعتقادي الذي هو العقيدة القومية الاجتماعية هي السلام الأهلي لسورية وبعد ذلك للعروبة وبعد ذلك للعالم سأنشىء تمييزاً فلسفياً بين نوعين من الأحزاب، بين طرازين من التنظيمات.

 

هنالك أحزاب تعرف بالعلم السياسي الأكاديمي اي في قاموس السياسة باسم الأحزب السياسية، والعلم السياسي يعرّف الأحزاب السياسية بأنها الأحزاب الفئوية. مثلاً حزب "الكتائب" حزب سياسي لأنه يدّعي انه يخصّ فئة معينة من الشعب وانه هو المنافح او الحامي لمصالح تلك الفئة أعنى فئة الموارنة بالرغم من ان الحقيقة الواضحة انه لا يمثل كل الموارنة. فأخيار الموارنة ووطنيو الموارنة هم من الأحزاب القومية والتقدمية والوطنية. لكن حزب الكتائب حزب سياسي لأنه تقمص او ادّعى انه يخص جزءاً من الشعب هم الموارنة وبعض الموارنة على وجه الدقة. وهو يهتم فقط بالدفاع عن مصالح تلك الفئة. الحزب الشيوعي حزب سياسي لأنه حزب فئوي ايضا حيث تبنى فئة من الشعب هي طبقة العمال ويقول انه المدافع عن مصالح العمال. طبعا الحزب الشيوعي تطوّر خلال القرن الحالي فلم يعد الحزب الشيوعي حزب العمال فقط بل صار يقول بانه حزب العمال والفلاحين مثلا وهذا واضح في علم الاتحاد السوفياتي مثلا او علم الأحزاب الشيوعية عموما حيث نجد صورة المطرقة التي ترمز للعمال وصورة المنجل التي ترمز للفلاحين. على اي حال إذا كان الحزب الشيوعي يريد ان يكون حزباً ماركسياً على نحو دقيق جداً فهو حزب العمال فقط. حزب البروليتاريا والبروليتاريا تعني طبقة العمال فهو حزب سياسي وهو يدافع عن مصلحة تلك الفئة من الشعب. حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب سياسي لأنه يقول بانه حزب العرب فهو يدافع عن كل من اعتقد انه من أصل عربي او كل من قال بانه عربي وليس حزب الاكراد مثلا ولا حزب الآشوريين وليس حزب الأقباط في مصر ولا حزب الطوارق في ليبيا ولا حزب البربر في المغرب العربي مثلا فهو حزب فئة وليس حزب الشعب كله ولأنه حزب فئة، فهو حزب سياسي. المرابطون حزب سياسي لأنهم بالرغم من اسمهم وهو "الناصريون المستقلون" اكثرية عناصرهم تأتي من الطائفة الإسلامية المحمدية السنية. حركة “امل" هي حزب سياسي لأنها تهتم بالدفاع عن حقوق المحرومين من أبناء الشيعة. كذلك "الأخوان المسلمون" وحزب "التحرير الاسلامي".

 

لذلك نقول ان كل حزب وكل تنظيم يتبنى جزءاً من الشعب ويهتم بمصلحة ذلك الجزء فقط هو حزب سياسي. فالأحزاب السياسية كما قلت هي الأحزاب الفئوية والأحزاب الفئوية هي الأحزاب السياسية. الأحزاب السياسية في رأيي هي أحزاب العنف وليس أحزاب السلام ولا تستطيع ان تكون أحزاب السلام الأهلي. مثلا الحزب الفئوي الطائفي الذي يهتم بجزء من الشعب اسمه الطائفة، هو بالضرورة يدعو الصراع الطائفي لأنه عندما يهتم الحزب الطائفي بمصلحة طائفة ولا يهتم بمصلحة طائفة اخرى فهو يحرّض عن طريق الفعل ورد الفعل أحزابا طائفية في الجهة المقابلة لكي تدافع عن مصالح الطوائف الأخرى. فالحزب الطائفي اذن يتضمن النزاع الطائفي او الحرب الأهلية على قاعدة المذهب ضد المذهب والطائفة ضد الطائفة. الحزب الطبقي ايضا حزب سياسي لأنه يتبنى فئة هي طبقة دون غيرها سواء كان اسمه حزب العمال او الحزب الليبرالي في استراليا الذي يتبنى مصلحة طبقة الرأسماليين. كل حزب طبقي يهتم بمصلحة طبقة ولا يهتم بمصلحة الطبقة الأخرى لذلك فهو سيؤدي الى نشوء أحزاب طبقية معاكسة او مناقضة له فتنشأ الحرب الطبقية او الصراع الطبقي. والحزب العنصري مثل الحزب الكردستاني البرازاني الذي يقول بالأكراد دون العرب او حزب الحركة الآشورية العالمية الإنعزالية التي تقول بالآشوريين دون الأكراد والعرب. كل تلك الأحزاب العنصرية الفئوية تؤدي الى ماذا؟ طبعا للنزاعات العرقية او العنصرية او السلالية. فالحزب الفئوي الطائفي يقود الى الحرب الطائفية في قلب الأمة. والحزب الفئوي الطبقي يقود الى الحرب الطبقية في قلب الأمة. والحزب الفئوي العنصري يقود الى الحرب العنصرية في قلب الأمة. لذلك قلت ان الأحزاب الفئوية التي هي أحزاب سياسية هي أحزاب العنف الأهلي. هي أحزاب الحروب الداخلية الأهلية وليست أحزاب السلام. هذه هي صفة الأحزاب السياسية باعتبارها أحزابا فئوية. وهذا هو الطراز الأول او النوع الأول من الأحزاب.

 

النوع الثاني من الأحزاب هو الأحزاب العقائدية. الأحزاب العقائدية لأنها عقائدية، ولان العقيدة في جوهرها تريد السلام لذلك هي أحزاب السلام. والحزب السوري القومي الاجتماعي لأنه حزب عقائدي وهو في نظري الحزب العقائدي الوحيد في بلادنا والشرق الأدنى هو حزب السلام لأنه لا يقول بمصلحة طائفة دون طائفة ولا بمصلحة طبقة دون طبقة ولا بمصلحة عرق دون عرق بل هو من اسمه نستطيع ان نستدل على حقيقته اذ اسمه "الحزب القومي" او هو حزب الأمة. فالحزب القومي هو حزب الأمة كلها وانني أستطيع ان اسوق لكم امثلة كثيرة بعضها من الكتاب وبعضها من الوجود العيني الملاحظ في هذه القاعة فيمكنني ان اشير الى بعضكم من أعضاء الحزب فتجدون بينكم سورياً قومياً اجتماعياً من فلسطين وبينكم تجدون سورياً قومياً اجتماعياً من لبنان وبينكم تجدون سورياً قومياً اجتماعياً من الشام ومن الأردن ومن العراق. وتجدون بينكم سورياً قومياً اجتماعياً من المذهب الإسلامي المحمدي السني والمذهب الإسلامي المحمدي الشيعي والمذهب الإسلامي المحمدي الدرزي والمذهب الإسلامي المسيحي الماروني او الارثوذكسي وهكذا وهكذا. وتجدون بينكم سورياً قومياً اجتماعياً من طرابلس ومن زغرتا ومن دمشق وتجدون بينكم سورياً قومياً اجتماعياً من كل مناطق الوطن في البلاد السورية هذه الحقيقة العينية، المقرؤة بالعيون. هذه الحقيقة الوجودية تدل على ان حزبكم جمع كل أبناء الأمة في جسمه، في تنظيمه، في مؤسساته، فليس الحزب مقصوراً على طائفة دون سواها وليس مقصوراً على عنصر دون سواه فهو حزب المعتقدين انهم من أصل عربي كما انه حزب السوريين من الأكراد وحزب السوريين من الآشوريين وحزب السوريين ممن يتوهم او يعتقد انه من أصل فينيقي او خلاف ذلك. وهو حزب السوريين من العمال وحزب السوريين من الفلاحين وحزب السوريين من المثقفين وحزب السوريين من اية طبقة جاؤوا ولكن بشرط العقيدة القومية الاجتماعية. وأعني بذلك إذا كان هناك انسان متموّل او غني واراد ان ينتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي فليس في دستورنا ما يمنعه إذا سلّم بحقيقة الأمة وإذا سلّم بالمبادىء القومية الاجتماعية وإذا آمن "بمصلحة الأمة فوق كل مصلحة" وتخلى عن اقطاعيته إذا كان اقطاعياً وعن استغلاله للعمال إذا كان استغلالياً. فحزبنا ليس تراكماً عددياً فنحن في حزبنا نؤمن بنفس العقيدة ونطبق نفس المبادىء. فإذا انتسب انسان الى الحزب فهو يدخله بشرط العقيدة القومية الاجتماعية اي بمناقبها ومقتضياتها وعقليتها الجديدة ولا يدخل بعقلية الرجعية القديمة سواء كانت عقلية انعزالية او طائفية او عنصرية او استغلالية. الحزب القومي هو حزب الأمة كلها لذلك تجدون الفلسطيني في الحزب واللبناني في الحزب هما رفيقان متحابان. اللبناني في الحزب السوري القوي الاجتماعي يدافع عن الفلسطيني في حين ان اللبناني الإنعزالي في حزب الكتائب يطعن الفلسطيني في ظهره وكذلك الفلسطيني يدافع ويساعد اللبناني في الحزب. فالحزب السوري القومي الاجتماعي لأنه حزب الأمة كلها قد أسس السلام الأهلي بين أبناء كل الطوائف المتواجد أبناؤها في الحزب وبين أبناء كل العناصر المتواحد أبناؤها داخل الحزب. لان العقيدة القومية الاجتماعية هي عقيدة السلام وقد اسست السلام الأهلي وقد حققته في صفوف الحزب لان الحقيقة العلمية الموضوعية الراهنة التي يمكن ان نراها بالعين ويمكن ان نشير اليها بالبنان هي الحقيقة التي مفادها ان في الحزب السوري القومي الاجتماعي يوجد سوريون من فلسطين وسوريون من لبنان ومن الشام والاردن والعراق ويوجد سوريون من الوطن وسوريون من المغتربات ويوجد سوريون من كل المذاهب الدينية ومن كل فئات الشعب على اختلافها وعلى تناقضاتها خارج الحزب، اما بعد الإنتماء للحزب انتهت التناقضات بفضل العقيدة القومية الاجتماعية لأن جوهرها السلام. هذه العقيدة العظيمة، عقيدة السلام الأهلي وحّدت ابناء الأمة على اختلاف فئاتهم، على اختلاف انتماءاتهم السابقة لعهد دخولهم الى الحزب السوري القومي الاجتماعي فهي جوهر الحزب السوري القومي الاجتماعي. بدونها لا نستطيع ان نقول ان حزبنا هو حزب عقائدي. ولأهميتها في توحيد أبناء الأمة وفي انقاذ الأمة من حالة النزاعات والتناقضات العابثة بالأمة خارج الحزب كان سعاده يهتم دائما بتدريسها. ولأهميتها أسسنا الكلية الحزبية لغاية تدريسها. هذه هي النقطة الهامة الأولى المختصة بالعقيدة القومية الاجتماعية انها عقيدة السلام الداخلي.

 

 

أهمية العقيدة وأهمية وحدتها

 

سنقدم الآن الى النقطة الهامة الثانية ألا وهي ان العقيدة القومية الاجتماعية هي عقيدة واحدة وليست عقيدتين. الحقيقة الواضحة ايها المواطنون والرفقاء، هي ان كل جماعة تعمل في داخلها فكرتان سرعان ما تتحوّل الى جماعتين. فنحن نقول بالعقيدة القومية الاجتماعية وحدها ولا نقول بالقومية وبالمبدأ الطبقي معاً على سبيل المثال، هنالك أحزاب تقول بالقومية والطبقية هي أحزاب وطنية تقول بالصراع القومي والصراع الطبقي، ولكن هذه الحال اسمّيها سيكسة فكرة (نسبة لإتفاقية سايكس – بيكو التقسيمية) اسميها حالة انقسام فكري، فكما ان معاهدة سايكس بيكو جزأت بلادنا سياسياً فكان هناك سيكسة سياسية نسبة الى سايكس الانكليزي الذي اتفق مع بيكو الفرنسي على تقسيم بلادنا الى لبنان وشام واردن وعراق وفلسطين وخلقا هذه الكيانات التي هي حبوس في حقيقتها. هناك سيكسة فكرية. والسيكسة الفكرية هي المرض الذي يصيب اي تنظيم عندما تدخله فكرتان لأنه لا يمكن ان يدخل جماعةً فكران دون يشقّا الجماعة الى جماعتين. فدرس العقيدة القومية الاجتماعية اذن هو من اهم مهمات الحزب السوري القومي الاجتماعي سواء للقوميين الاجتماعيين قبل دخولهم الحزب وبعد دخولهم او بالنسبة الى شعبنا عموماً.

 

في كتاب "المحاضرات العشر" الذي يشتمل على المحاضرات التي ألقاها سعاده في الندوة الثقافية المركزية في عام 1948، بعد عودته الى الوطن من المغترب القسري، يذكر سعاده ما يلي مدللاً على أهمية درس العقيدة وعلى مركزها في الحزب، يقول: "في الاجتماع الأول للندوة الثقافية المركزية، اعلنت للرفقاء الطلبة اني أرى انتشار الحركة القومية الاجتماعية في السنوات الأخيرة كان مجرد انتشار افقي سطحي يعرضها بقاؤها عليه للميعان والتفسخ والتفكك لذلك ارى الإسراع بإعادة الندوة الثقافية ودرس تعاليم النهضة القومية الاجتماعية والقضايا التي تتناولها ضرورة لا يمكن اغفالها."[1] ماذا يعني هذا النص؟ يعني ان سعاده يعتبر ان الميعان والإنتشار السطحي العددي الذي اصاب الحزب اثناء غيابه كان سببه إغفال العقيدة القومية الاجتماعية وإهمال درس تعاليمها لذلك اهتم بإعادة الندوة الثقافية المركزية لدرس العقيدة. وانني اؤكد هذا الكلام بقولي: لا يوجد خطر على الحزب السوري القومي الاجتماعي من خارج الحزب. لا توجد قوة في العالم لا الامبريالية العالمية، ولا أساطيلها، ولا دباباتها، ولا الصهيونية العالمية ولا "اسرائيل" الكيان الصهيوني الإغتصابي ولا الرجعية العربية. نعم لا يوجد قوة في العالم مهما بلغت قدرتها، تكون قادرة على قتل الحزب السوري القومي الاجتماعي. هي قد تصيب بعض افراده، قد يُغتال بعضنا، ولكن لا تستطيع قوة في العالم ان تهدد مصير الحزب السوري القومي الاجتماعي او ان تقضي عليه. وقد جُرّب معدن الحزب، عندما دول في بلادنا حاربته بجيوشها وأجهزة مخابراتها، ولكنها ما استطاعت شيئاً. استطاعت ان تسجن الأجساد وان تحاربنا بلقمة العيش، ولكن انتهى رجال المخابرات لمصيرهم وبقي الحزب السوري القومي الاجتماعي. بالرغم من هذه الحقيقة المؤكدة من تاريخ الحزب والبلاد، هنالك حقيقة اخرى، هي انه يوجد مقتل للحزب السوري القومي الاجتماعي، نعم هنالك مقتل للحزب. ليس هنالك مقتل للحزب السوري القومي الاجتماعي إذا كان المقتل وارداً سلاحه من الخارج. ان المقتل الحقيقي للحزب الذي يقضي عليه ولا يعود حزباً سورياً قومياً اجتماعياً هو في إفراغ الحزب العقائدي من عقيدته. هذا الكلام اسوقه لأنه ينسجم مع النص الذي قرأته من محاضرة الزعيم الأولى. الخطر الخطر الذي يقتل الحزب قتلاً هو إفراغ الحزب من عقيدته لأنه حزب عقائدي. تصوّروا ان حزب المسلمين المؤمنين ايام الرسول العربي "محمد" (صلعم) تصوّروا (لا سمح الله) انه أفرغ من العقيدة الإسلامية المحمدية ماذا يبقى منه إلا القبائل المتقاتلة وإلا الجاهلية.

 

تصوروا حزب المسلمين المؤمنين المسيحيين إذا كانت جماعته أفرغت من العقيدة الإسلامية المسيحية ماذا يبقى فيه غير الفريسيين وغير تجار الهيكل وغير الشيع المتنابذة من اليهود وغيرهم. فكل حركة عقائديه لا يهددها إلا إفراغها من عقيدتها كما يصيب حبة الجوز إذا أفرغ لبهّا تتحول الى حطبة، إلى شيء، لا قيمة له وإلى تراب بعد ذلك. او عناصر تتحلل إليها قشرتها. لذلك نحن نؤمن أنهم "لو قضوا على المئات منا لما تمكنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا ولما تمكنوا من القضاء على بقية منا تقيم الحق وتسحق الباطل. فيكون انتصارنا اكيداً في حياتنا وبعد موتنا لذلك نحن جماعة لا تهاب الموت ولا تأبه للموت".[2] الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا هي حقيقة العقيدة. وانني لا أكون مجانباً الحقيقة الحرفية إذا قلت لكم الكلام الهام التالي: ان عدم العقيدة هو عدم الحزب. ذلك لأن الحزب حزب عقائدي. وأحب في هذا المرحلة ان استخرج نتيجة هامة تتعلق بسلوكنا اليومي وتتعلق بواجباتنا اليومية. إذا كانت العقيدة هي الحزب، هي شخصية الحزب، هي ميزته، هي امتيازه على غيره من الأحزاب الفئوية والسياسية، هي حضارته الجديدة للأمة السورية ولعالمها العربي وللعالم إذا كانت العقيدة هذا مركزها فكم نحن قوميون اجتماعيون إذا لم نكن دارسين لها ولم نكن ناقليها الى أبناء شعبنا؟ كم نكون قوميين اجتماعيين، كم يبقى من صفتنا اننا قوميون اجتماعيون إذا لم نهتم بدرس العقيدة القومية الاجتماعية التي ذلك مركزها وإذا لم ننقلها الى أبناء شعبنا؟ كم يبقى من قوميتنا الاجتماعية وكم يبقى من عضويتنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي إذا كنا على مسافة متباعدة من عقيدتنا القومية الاجتماعية؟ إذا لم تكن هي نحن ونحن هي؟ إذا لم تكن وجداننا القومي إذا لم تكن بيرقنا الذي نحمل وهتافنا الذي نردد وغايتنا التي نتوجه لتحقيقها؟ وفي هذا الصدد أقرأ كلاماً لسعاده عن نفس الفكرة، فكرة أهمية العقيدة القومية الاجتماعية للحزب العقائدي القومي الاجتماعي. يقول الزعيم في أواخر المحاضرة الأولى: " كل عقيدة عظيمة تضع على اتباعها المهمة الطبيعية الأساسية الأولى التي هي انتصار حقيقتها وتحقيق غايتها. كل ما دون ذلك باطل. وكل عقيدة يصيبها الإخفاق في هذه المهمة تزول ويتبدد أتباعها".[3] اذن الخطر. الخطر هو في تخلينا عن العقيدة والخطر الخطر إذا لم ننقلها الى شعبنا ولم نجعلها تنتصر في نفوسنا وفي نفوس شعبنا. لأنه بالعقيدة أمكن خلال تجربة الأعوام الطويلة السابقة ان نجتمع أمة واحدة في الصفوف القومية الاجتماعية البديعة النظام. بفضل العقيدة أمكن ان نأتي للماروني المحامي الشاب الذي لولا العقيدة القومية الاجتماعية لكان من الممكن (ومن يدري) ان يكون في موقف آخر. ولكن بفضل ذكائه وأخلاقه والعقيدة القومية الاجتماعية تمكن من ان ينتقل من الموقع الإنعزالي الى ساحة فلسطين ويستشهد في ساح فلسطين، أعني الرفيق فؤاد الشمالي. الرفيق فؤاد الشمالي من المذهب الماروني فمن يستطيع أن يحوّله؟ العقيدة هي التي عقدته وربطته بالأمة كلها وبقضية الأمة المركزية – القضية الفلسطينية. فالعقيدة القومية الاجتماعية اذن هي شخصية الحزب هي ميزته. بدونها يتحول الى حزب سياسي الى حزب شيع وتكتلات مثل حزب العمال في استراليا وحزب الكتائب في لبنان وغيرهما. فالعقيدة هي أساس قوتنا ووحدتنا وهي شرفنا، وهي شخصيتنا وهي التي علمتنا ان نكون لفلسطين في معركة تحرير كامل التراب الفلسطيني من رجس الاغتصاب الصهيوني وان نكون للبنان في معركة تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي وان نكون في كل معارك تحرير الأجزاء المغتصبة من الأمة او من العالم العربي. العقيدة السورية القومية الاجتماعية هي التي علمتنا ان نضع مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، وان نكون في قضايا الحياة العامة والمصير العام اجماعاً لا شراذم من كل لون. هي التي علمتنا ان حقوقنا واحدة وان واجباتنا واحدة وان زوبعتنا واحدة وان نشيدنا واحد وان قضيتنا واحدة فأي خطر يصيب اي جزء من وطننا وشعبنا يخصنا ونحن عنه مدافعون مهما كلفنا ذلك من نضال وتضحيات.

 

 

عدم إجازة التناقض التعليمي

 

قبل الإستراحة وقبل ان تشاهدوا ألوانا من الرقص الشعبي قدمته لكم فرقة تموز للفلكلور كنا بصدد الكلام عن العقيدة القومية الاجتماعية على وجه الخصوص وعلى العقيدة في تاريخنا السوري على وجه العموم واذكر بأننا وقفنا عند المحطات الفكرية التالية: تحدثنا عن وظيفة العقيدة وقلنا انها وظيفة تأسيس السلام الأهلي وضربنا على ذلك أمثلة من تاريخنا ومن حضارتنا السورية ثم تحدثنا عن أهمية العقيدة ولخصنا كلامنا بالعبارة التالية، قلنا: "عدم العقيدة هو عدم الحزب"، ومما ذكرنا ايضا بالإضافة الى أهمية العقيدة ذكرنا فكرة أهمية وحدة العقيدة واستشهدنا بكلام عن ان الجماعة التي يدخلها فكران او تتغلغل فيها عقيدتان لا تلبث ان تصبح جماعتين واننا حزب العقيدة الواحدة والزوبعة الواحدة والقضية الواحدة. الآن أحب ان اضيف قليلاً على أهمية وحدة العقيدة. العقيدة مهمة ووحدة العقيدة مهمة، كلاهما مهم، العقيدة مهمة لأن إفراغ الحزب من عقيدته يعني قتل الحزب. فالعقيدة هي وجوده، هي قوام وجوده لكن بالإضافة لأهمية العقيدة هناك أهمية وحدة "العقيدة أي ان تظل العقيدة عقيدة واحدة فلا يحصل هناك تشعب او تناقض في ساحة العقيدة. استشهد بكلام مؤسس الحزب الزعيم انطون سعاده في رسالته التي وجهها الى فايز صايغ الذي كان عميداً للإذاعة والثقافة، الرسالة مؤرخة في 30 من نوفمبر عام 1947 وهي موجودة في مجلد "الرسائل – الجزء الثالث". يقول الزعيم موجهاً كلامه الى فايز صايغ، ما يلي: "ان اجتهادكم الشخصي في تعليم النظرة البرديايفية من مراكز الحزب العالية التي وصلتم  اليها يدل على انكم لم تهتموا بدرس العقيدة القومية الاجتماعية ونظرتها ولم تأخذوا بعين الاعتبار ان الحركة نشأت على عقيدة،  اي فلسفة اجتماعية كاملة موجودة في المبادىء وفي كتابات المعلم وشروحه، في خطبه ومحاضراته واحاديثه وفي قدوته، وان الواجب الطبيعي لهذه الحركة تثبيت عقيدتها وانتصارها ككل حركة في العالم تقوم بتعاليم اساسية".[4]

 

قبل هذه الفقرة يوجد فقرة هامة تتعلق بفكرة أهمية وحدة العقيدة وهي قول الزعيم: "لست بداخل هنا في النظرة " الكيركيقاردية " او " البرديايفية" المنعوته بالوجودية او الكيانية، اذ ليس هذا الكتاب مجال هذا البحث، ولكني اريد هنا ان ألفت نظركم الى ان واجباتي الأولية عدم إجازة التناقض التعليمي والتوجيهي في صلب الحركة وقيادتها وعدم السماح بتشعيب النظرة الى الكون في هذه الحركة او بلبلة تفكيرها".[5]

 

يتضح وضوحاً لا جَمجمة فيه ان سعاده يرفض ان يكون في صلب الحركة إلا الفكرة القومية الاجتماعية. ويرفض ان تتحول العقيدة القومية الاجتماعية بالإجتهادات او خلافها الى أكثر من فكرة، لأنه كما ان حياة الحزب وبقاء الحزب وانتصار الحزب كل ذلك يقوم على العقيدة القومية الاجتماعية ووجودها وبقائها كذلك هي وحدة الحزب باقية ما دامت وحدة العقيدة محفوظة. وبهذه المناسبة ايضا أقرأ لكم كلاماً آخر يصب في نفس الاتجاه. اذ ليس الحزب السوري القومي الاجتماعي وحده الذي أدرك أهمية العقيدة وأهمية وحدتها، حتى الأحزاب السياسية، أخشى ما تخشاه هو تشعب النظر داخلها. هذا هو كتيّب النظام الداخلي للحزب الشيوعي اللبناني الذي أقرَ في المؤتمر الوطني الرابع في تموز عام 1979، ماذا يقول، النظام الداخلي لهذا الحزب يقول في صفحته الخامسة ابتداء من نهاية الصفحة الرابعة ما يلي: "وحفاظاً على الأمانة التامة الثابتة لهذه الأسس والمبادىء والأهداف يبدي الحزب نشاطه على اساس التقيّد الصارم الدقيق بقواعد اللينينية في حياة الحزب فتأتي وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية في طليعة هذه القواعد فهي القانون الثابت الذي يجب ان يسود حياة الحزب". اذن هناك تشديد على التقيّد الصارم الدقيق بقواعد اللينينية واعتبار وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية في طليعة القواعد التي هي القانون الثابت الذي لا مجال الى العبث به. وهناك كلام تأكيدي لهذا الكلام في صفحات اخرى من هذا الكتيّب. من ذلك ما ورد في الصفحة الخامسة والعشرين في المادة السادسة والأربعين في باب "الإنضباط الحزبي" وهو: " الإنضباط الحزبي هو واجب ملزم لكل عضو من أعضاء الحزب ولكل منظمة من منظماته ولكل هيئة من هيئاته. وهو يستند الى الموافقة الطوعية الواعية على برنامج الحزب ونظامه الداخلي والى التقيّد بخطة الحزب وبقرارات مؤتمراته وهيئاته القيادية والى السهر على توطيد وتعزيز وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية والسياسية ومحاربة العمل التكتلي الإنقسامي بكل مظاهره واشكاله والحفاظ الكامل على سرية العمل الحزبي". اذن حتى الأحزاب السياسية ومنها الحزب الشيوعي. أدركت أهمية الوحدة الفكرية وعدم العبث بها. لأنه بدون الوحدة الفكرية لا يعود هناك وحدة حزبية قائمة.

 

اضغط هنا لمتابعة القسم الثاني من هذه الدراسة

 

 


[1] أنطون سعادة، "المحاضرات العشر"، طبعة 1976، - المحاضرة الأولى-، 7 كانون الثاني 1948، ص 13.

[2] أنطون سعادة، الأعمال الكاملة، المجلد الثامن، ملحق رقم 9 خطاب سعاده في اللاذقية- 26/11/1948

[3] المحاضرات العشر، ص 25.

[4] "الرسائل"-الجزء الثالث- رسالة سعاده إلى فايز صايغ 30/11/1947.

[5] المرجع السابق.

 
التاريخ: 2021-12-26
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro