مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
فداء
 
ابراهيم، شريف
 

 

 

 

 

 

 

شعر: شريف ابراهيم  

 

 

عال ٍعن الموت جرح ٌمنك قد نزف

 

وعانق المجد في العلياء فاْتلف

 

كأنما الشمس سالت من توهجه

 

وايقظت قدرا حيث الزمان غفا

 

بل قل حياتك فوق الكون انهمرت

 

وشعَّ منها وضوح النور فانعرف

 

الليل والصبح كانا واحداً احدا

 

لما أضأتهما بالفكر انكشفا

 

أنشودة الفجر من تموز نشوتها

 

نبض الفداء على اوتارها عزف

 

 على رمالك يا بيروت لي عبقٌ

 

يفوح شكراً من الجرح الذي رعف

 

ما أعظم الناس تجري في تسامحها

 

وأعظم الخلق بالجلاد قد رأف

 

ففي الشواطئ يمتدّ الأسى شفة

 

للإعتذار على ما رملها اقترف

 

ان الزعيم استوى فوق الذرى قدرا

 

للخالدين.. وفكراً حدد الهدف

 

أنا أموت.. ويبقى الحزب رددها

 

فم الزمان، وللصوت انتهت كنف

 

يا رمل بيروت فلتشهد لنا بطلٌ

 

في وقفة العز، فوق العز قد وقف

 

حبيبتي وفداء الأرض موسمنا

 

عطر المواويل في أزراره هتف

 

أهوي بعينيك شوقاً من سنا وطني 

 

تألّق العز فيه عاشقاً شغف

 

أهوي بعينيك صوتاً من صهيل غدي

 

يمشي اليه خلود الأرض معترف

 

أهوي بعينيك آفاقي وأشرعتي

 

فلا تبوحي بها واستمهلي اللّهف

 

 

وعلّميني رسوّاً   في موانئها

 

لا يقرأ الرمل من لا يعرف الصدف

 

أمشي اليك ونهر النار أوردتي

 

يجري ويسري بشرياني الذي عنف

 

أقول أرضي وأتلو من هموم دمي

 

وجه التراب الذي من جرحنا غرف

 

يد الجراح مواعيدٌ مضرّجةٌ

 

وأول الفجر حلمٌ في الدّجى عصف

 

هاتي يديك تضم ُّالحب في لغتي

 

قبل اشتعالك كان الشعر معتكف

 

هاتي يديك فأني من أصابعها

 

أرى اتّساع المدى في عُرّيه زحف

 

هاتي يديك أرسميني في دفاترها 

 

صحواً يبّلل أجفان السطور صفا

 

هاتي يديك وصيغي من مشاعلِها

 

حكاية النار في وجه الذي انحرف

 

وعانقيني وضوحاً، في تعانقنا

 

آيات ُمن قسم ٍ منها الرّدى رجف

 

وضيّعيني بعيداً فوق شط يدٍ

 

 

تعلّم المجد والتاريخ والانف

 

اقلّم الشوقَ من شوكٍ يجرّحه

 

فأورق العشق في حد ّ الهوى رهف

 

وفي فؤادي مدى روحي يوحّدني

 

حباً، مداراته لم تقْبل النتف

 

من صرخة الشمس موالي وحنجرتي

 

صوتي شعاعاتها منه اللظى قُطف

 

حبيبتي يا تراتيل السحاب وفي

 

عرس التراب، لهيب القمح لن يقف

 

فدثريني بشعرٍ من سنابله

 

دفء الحقول الى أعماقها دلف

 

اني أحب بلادا في تنهّدها

 

 

قلبٌ، يعرّش بين العاشقين وفا

 

إني أحب جراحاً في تلفّتها

 

دم الشهادة فيها استنفر الخلف

 

يا من تلظّى جناح الفجر من دمه

 

فانساب بين تناهيد الصباح دفى

 

جنازة الصيف تمشي للعلا فمشى

 

على خطاها الذين استنهضوا الشرف

 

واسْتمطر الرفقاء العز، فانفتحت

 

لهم، مواعيد نهر الفداء.. كفى

 

حبيبتي يا مشاوير النهار على

 

درب العطاء الذي من عزمنا رُصف

 

إني اضأتك في جنح الظلام غدي

 

وقامتي قمر في الليل انتصف

 

نحن الرّهان الذي من فوق صهوته

 

نحطّم العار والأصنام والتّحف

 

أيقظت جرحي على أنغام أغنيتي

 

 

عرش الطغاة على ايقاعها ارتجف

 

رفعت رأسي وكي لا اأحني ابدا

 

انّي اتّخذت ُجبين الشمس لي كتف

 

انّي نسيْتُ على خصر اليراع يدي 

 

فناوليني يد السيف الذي نزف

 

إني رأيت صعاليكاً وقد هرموا

 

من قبل موتهم ماتوا غدوا جيفا

 

وكلما زار عزرائيل واحدهم

 

يعود أدراجه لا يقبض القرف

 

تمرّد القسم المصقول من قدرِ ال

 

صراع، أوقيت فيه كل من ضعف

 

أسرجت خيلهم لكنها انبطحتْ

 

بين النهوض وبين المقعدين جفا

 

قومٌ إذا عرفوا، ان اللبيب بهم

 

لا يعرف الباء بالتحديد والألف

 

ان البصير بهم أعمى البصيرة بل

 

بالكاد بالكاد حيناً يقرأ الصحف

 

أوعاهم حججاً يهذي بحجّته

 

أقلهّمْ في الأذى، يؤذي إذا عطف

 

في صدقهم دجلٌ، في ودّهم زللٌ

 

في كدّهم شللٌ، قومٌ من السّخفا

 

صغيرهم عللٌ، كبيرهم جملٌ

 

أصحاهم ثملٌ محتال لو حلف

 

فللْتّشفي أشادوا الحقد مملكة

 

وللتّردي بنوا صرحاً ومحترف

 

لو يخجلون تنحوا عن رذائلهم

 

لكنما العيب من قاموسهم حذف

 

(سعيد) لو عاد من دار الخلود

 

لكان قدّم العذْر (للقحباء) والأسف

 

ذرفت حزني وآلامي على بلد

 

كل الولادات فيه، اُجْهضتْ سلفا

 

آهٍ على وطنٍ، فيه الأسى وطنٌ

 

والناس مقتولةٌ، والله قد خُطِف

 

فيه الطواغيت من انصاف آلهةٍ

 

تختار موتك او أن تعبد النّصفا

 

كأنما الحرب لا جاءت ولا اندلعت

 

حتى رجعنا إلى الماضي الذي انصرفا

 

توارثونا كأن الرّب نصّبهم

 

على العباد، مدى أزمانهم خُلفا

 

الآب ُوالإبنُ، وإبْنُ الإبن ِ قافلةٌ

 

فيها الخلود وروح القدس قد قُذِفا

 

والذئب والكلب وابن الكلب واحدهم

 

ذات الفصيل وان باللون اختلفا

 

لا تأمن الكلب واحذر من غريزته

 

فبالسلالة فنّ العضّ احترف

 

 
التاريخ: 2021-07-09
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: جريدة الديار، 9 تموز 2021
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro