مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
نظام عبدالله - الإنسان العصامي
 
ملحم، ادمون
 

 

 

الكلمة التالية كتبت على أثر وفاة الرفيق نظام عبدالله ونشرتها مجلة "البناء- صباح الخير" في عددها الصادر في 16/10/2000.

 

-------------------------------------

 

في قاموس النهضة القومية الإجتماعية الأفراد يأتون ويذهبون اما المجتمع فباق بقاء الحياة التي لا تزول بفناء الأجساد بل تنمو بما فيها من إمكانيات إنسانية فاعلة وقوى طبيعية متنوعة فتستمر بفعل هذه الإمكانيات واتحادها وفي تعاقب الأجيال وتواصل الأجداد بالآباء والآباء بالأبناء تواصلاً لا نهاية له.

 

وفي سياق هذه الفهم لبقاء المجتمع واستمراريته بوحدة إمكانياته الفاعلة نفهم حقيقة الموت الفردي فنرى فيه فناءً وزوالاً للأجساد الساقطة البالية وطريقاً للحياة الخالدة تعبره النفوس المؤمنة المعبّرة عن عظمة الحياة وقيمها فتردُّ للأمة أمانتها تاركة وراءها أفعالها وأخلاقها لتكون حوافز للأجيال اللاحقة وفارضة حقيقتها على هذا الوجود لتبقى حية خالدة خلود الحياة.

 

وبالأمس القريب رحل عنا وعن محبيه رجلاً مؤمناً ومناضلاً بإمتياز، إنساناً متواضعاً عصامياً عُرف بمحبته الشاملة لكل أبناء مجتمعه وبأخلاقه الرفيعة وسمعته العطرة وعطائه الصامت... رحل عنا الرفيق نظام عبدالله بعد صراع مع المرض لفترة قاربت العام تقريباً فتغلّب المرض الخبيث على جسده ولكنه لم ينل من إيمانه وإرادته لأنه بقي حتى آخر لحظة من حياته يصارعه بصبر وإيمان كبيرين وبشجاعة لا مثيل لها وبإبتسامة دائمة تختصر حبه للحياة وانتمائه إليها.

 

الرفيق نظام عبدالله عرفناه مؤمناً صادقاً بالعقيدة القومية الاجتماعية التي حملها في عقله وقلبه وملتزماً بأخلاقها ومتمرساً بروحيتها ...

 

عرفناه جندياً منضبطاً واعياً ومقداماً لم يتخلَّ يوماً عن واجب قومي بل شارك في المعارك وساحات القتال ضد جحافل الباطل وقوى الشر متسلحاً بوجدانه القومي وبصلابة الإيمان بمبادئ الحياة وقيمها السامية فتميّز بعشقه للحرية وتفوّق بجهاده الدؤوب وتحوّل الى إمكانية فاعلة في محيطه ومجتمعه.

 

عرفناه المسؤول الإداري الناجح يمارس صلاحيات مسؤوليته بنظامية وقدوة وحرص شديد على النهضة وسيرها ... وعرفناه الرفيق الحاضر دائماً لمساعدة كل أصدقائه وأبناء وطنه ولمدِّ يد العون لرفقائه العاملين عملاً بقسمه القومي الاجتماعي.

 

وعرفناه صديقاً مخلصاً وأباً حنوناً وقدوة لعائلة ربّى أفرادها تربية قومية إجتماعية عنوانها الحب والوفاء والإخلاص للنهضة وللمجتمع وكان بذلك مثالاً للقومي الإجتماعي الذي يعمل بموجب قسمه فيتخذ من المبادئ القومية الإجتماعية ايماناً له ولعائلته وشعاراً لبيته.

 

إن رحيلك يا فقيدنا الغالي، يا من تركت في قلوب رفقائك وكل الذين عرفوك غصة وفي جوارحهم حسرة، رحيلك لن يحول بينك وبينهم وبين أفراد عائلتك لأن نفسيتك وأخلاقك قد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولا يمكن ان تزول، كما يقول المعلم، بل ستستمر في حزبك ومع شريكة حياتك ورفيقة دربك وستتواصل مع أبناءك وأحفادك والأجيال اللاحقة.

 

عزاؤنا وعزاءُ أهلك ومحبيك أنك تركت رصيداً كبيراً من زاد القيم والمناقب القومية، تركت إرثاً كبيراً من المحبة وتركت ذكرى غنية بالإيمان الكبير وبالعطاء السخي وببذل الذات في سبيل مصلحة الأمة. وإلى حين اللقاء بك لك منا ومن جميع رفقائك الذين أحببتهم وأحبوك تحية الحياة.

 

والبقاء للأمة والخلود لسعادة.

 

 
التاريخ: 2021-12-05
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: مجلة البناء - صباح الخير، العدد الصادر في 16/10/2000
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro