مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
العظمة الطبيعية
 
وصية الدكتور خليل سعاده والد حضرة الزعيم والذي أعطاه اياها قبيل رجوعه الى أرض الوطن لتأسيس الحزب.
سعاده، خليل
 

 

إذا إستولى الإضطراب والهلع على من حولك، وضللت أنت وحدك هادئاً مطمئناً.

 

وإذا كانت ثقتك بنفسك راسخة، بينما إرتياب الناس يحيط بك من كل جانب.

 

وإذا كنت تستطيع مواجهة النصر والفشل بإبتسامة واحدة.

 

وإذا كنت تخسر ثروتك كلها في المصفق، دفعة واحدة دون كلمة تذمر أو شكوى.

 

وإذا كان في وسعك أن تماشي الجماهير، دون أن تخسر فضيلتك.

 

وإذا اضطررت الى الإنخراط في زمرة شر حرة، دون أن تخسر إحترامك لنفسك.

 

وإذا رأيت اليأس مستولياً على كل من حولك، وأنت وحدك راسخ الإيمان جريء الجنان.

 

فأنت هو الرجل الذي أنشد.

 

إن عظمتك حينئذٍ ليست عظمة المسارح والممثلين، ولا هي عظمة الصغار الذين يريدون أن يكونوا كباراً، ولا عظمة الجهال الذين يريدون أن يكونوا فلاسفة، ولا عظمة المجانين الذين يريدون أن يكونوا نوابغ، ولا عظمة الذين هم لا شيء، ويريدون أن يكونوا كل شيء.

 

ولا عظمة الثرثارين الذين يريدون أن يكونوا فصحاء، ولا عظمة الحمقى الذين يريدون أن يكونوا بلغاء، ولا عظمة البلداء الذين يريدون أن يكونوا رصينين، ولا عظمة العاجزين الذين يريدون أن يكونوا أقوياء.

 

إن عظمتك لطبيعية.

 

لقد وهبتك الطبيعة عقلاً نفاذاً يخترق المادة حتى يبلغ جوهر الحقيقة، وفؤاداً مملؤاً من النبالة، وقلباً ينبض بالجرأة والشجاعة، وإرادة من فولاذ وعزماً من حديد وإيماناً بنفسك لا يتطرق اليه الشك، وثقة بذاتك لا يأتيها الباطل من أمامك ولا من جانبك، ولا من ورائك، وروحاً كبيراً أثمن من كنوز الأرض كلها.

 

إنك لرجل عظيم.

 

وإذا حاول العالم حولك، أن يحجب عظمتك عن الأبصار، فاضحك منه كما تضحك الشمس ممن يحاول أن يحجب نورها بكفيه عن عيون البشر. لذلك قلت لك في مقالة سابقة لا تبالي بأصحاب القلوب الصغيرة، الذين يحسبون مواهبك ذنباً عليك، ويعدون عظمتك العقلية سيئة إليهم من سيئات الزمان.

 

كذا فعلوا بجماع العظماء والعلماء والأنبياء المتقدمين. وكذا يفعلون بالمتأخرين، لأن الطبيعة البشرية واحدة في ما تقدم من الدهور، وهي هي في ما يتأخر من العصور. فلا تكن خائناً للطبيعة التي جعلت دماغك مستودعاً لذخائرها الثمينة، التي صرفت قروناً متطاولة في إعدادها لك لتكون زينة الحياة العاقلة والأخلاق الراقية.

 
التاريخ: 1932-04-13
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: الرابطة، العدد 106، السنة الرابعة، 13 نيسان 1932 - منقول عن كتاب "الرابطة" للدكتور خليل سعاده
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro