مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
حفل تأبين الرفيقة د. حياة الحويك في الأردن
 
 

 

 

 

بدعوة من «مؤسسة حياة الحويّك للدراسات الثقافية، وعموم السوريين القوميين الاجتماعيين»، وبرعاية وزارة الثقافة الأردنّية أُقيم احتفال تأبينيّ للكاتبة والمفكرة الرفيقة الدكتورة حياة الحويك، وذلك في المركز الثقافي الملكي في عمّان، مساء الخميس في 2 أيلول 2021، بحضور العديد من المثقفين والأكاديميين الأردنيين، وممثلين عن قوى سياسية.”

 

 

اشتمل الحفل على فيلم قصير تضمّن شهادات حية لمجموعة من المثقفين من العالم العربي ومن فرنسا، وعلى عدد من الكلمات، وقد استهلّ مقدّم الحفل الرفيق الدكتور عزمي منصور اللقاء بالكلمة التالية:

 

 

 

 

 

كلمة الدكتور عزمي منصور

 

 

الحضور الكريم.. تحية المحبة لكم جميعًا

 

نجتمع اليوم لا لرثاء عزيزة فقدناها، فالكبار والأعزاء لا ينتهون بمأتم، فأثرهم وإنجازاتهم تبقى حية فينا. فحياة التي هي من أبناء الحياة ستبقى حية في وجداننا وذاكرتنا، وفي عقولنا وقلوبنا.

 

لقد رحلت عنا جسدًا، ولكنها لم ترحل عنا فكرًا وفلسفة وأدبًا ومسرحًا وسياسة وإعلامًا... وصوتًا مدويًا بالحقّ والخير والجمال. إنها حياة عطية، سنديانة من هذا الوطن الكبير والجميل جذورها في أعماق الأرض، وفروعها في السماء مواطنة حرة تسمو على الطائفية والمذهبية والتعصب الإثني والهويات الفرعية، وصاحبة إرادة واعية، لا تقبل بدون وقفات العز بديلًا... مؤمنة بالمستقبل وحتمية الانتصار على أعداء الأمّة إن عاجلًا أو آجلًا. لم تنحنِ أمام الصعاب بل أحالتها إلى فرص نجاح، حاربت مرضها الخبيث بإرادة صلبة...

وسابقت الزمن بمزيد من العطاء والبحث والدراسة. فتركت لنا مكتبة غنية وثرية. كما علّمت أجيالًا معنى الولاء والانتماء، وكيف يكون الإعلام سلاحًا في معركة الحقّ والوجود. وما زال صوتها مدويًا بلسان طلابها، وفي سطور كتبها وأبحاثها، وعبر أثير الفضائيات، نصرة لفلسطين وللمقاومة، وللنهضة الشاملة لهذه الأمّة التي تليق بها حياة الأحرار.

 

قارعت خصومها بالمنطق والحجة والموضوعية، ولم تنحرف بوصلتها رغم ضجيج الثرثرة والصياح والتضليل والعويل، والإغراءات العديدة. فبقيت متمسكة بأهدافها وغاياتها المثلى بإحداث النهضة، وبناء الإنسان الجديد، وبأن فينا قوة قادرة على تغيير وجه التاريخ.

 

وماذا نقول أيضًا عن حياة حياة، فمهما قلنا أو كتبنا لن نوفيها حقها، فهي الزوجة المكافحة، والأم الحنون، والإنسانة المبدعة والإعلامية المتميزة والأستاذة الجامعية المخلصة والكاتبة الملتزمة والمناضلة العنيدة الصابرة على جرح لا يساوم، وتمشي وتمشي وتقاوم.

 

أنها حشد جماهيري وجيش في شخصيتها وحضورها.

 

تعلمنا يا حياة من المعلم أنّ «الافراد في المجتمع يأتون ويذهبون، يكملون آجالهم ويتساقطون تساقط أوراق الخريف، ولكن الحقّ (القيمة) لا يذهب معهم، بل يبقى لأنّ الحقّ إنسانيّ، والإنسانيّ اجتماعيّ، فهو يبقى بالمجتمع وفيه»، فكنتِ من الرواد الساعين لتثبيت هذا الحقّ، ولم تتخلي حتى آخر اللحظات، فغرستِ في تاريخنا إنتاجًا وفيرًا يستعين بثماره شعبنا لأجيال.

 

وفي الختام ليكن ذكراك مؤبدًا، وستبقين حياة لأنك وجدان حي، وألقٌ فياض في مسيرة حياتك، وعلى كلّ من عرفك.

 

 

 

كلمة المطران عطالله حنا

 

 

ثم بثّت كلمة مسجّلة من القدس لرئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطالله حنا، الذي قال: «إننا اليوم في القدس في تأبين الدكتور حياة الحويك، نقف تقديرًا واحترامًا لتضحياتها ولمواقفها وإنسانيتها وثقافتها الغزيرة ودفاعها الدائم عن فلسطين، وقضيّتها، وعن القدس عاصمة فلسطين من خلال شخصية تميّزت بالتواضع الكبير والحكمة»، مثمّنًا دور الدكتور حياة في كلّ ما له علاقة بقضايا الأمّة، ولا سيما فلسطين، مضيفًا أن ذكراها ستبقى خالدة في كلّ مكان حيث وصل صوتها، ونداؤها المدافع عن الأمّة كلها.

 

 

 

الروائية سحر خليفة

 

بعده رأت الروائية الفلسطينية الدكتورة سحر خليفة، أنّ الراحلة كانت قدوة في الصمود في وجه النكبات، من خلال الشاشات والفضائيات والمنابر لتقول الكلمة والتفسير والمعنى، وتلقي الضوء على المستور والمبهم في العتمة، لتنير الطريق وترشدنا ألًا نستسلم للمكائد.

 

 

 

 

كلمة الرفيق الدكتور طارق خوري

 

 

ثم ألقى الرفيق الدكتور طارق خوري، النائب السابق في البرلمان الأردني الكلمة التالي نصّها:

 

"قد تسقطُ أجسادُنا، أمّا نفوسُنا فقد فرضت حقيقَتَها على هذا الوجود". أنطون سعادة

 

"أيُّها الأحبّة..

 

إننا لا نجتمعُ اليومَ لتأبينِ السيدة حياة الحويك، ذلكَ أنّ «أبناءَ الحياةِ لا ينتهونَ بمأتم."

 

إننا هنا اليوم لتكريمِها حاضرةً بيننا وفي وجدانِنا، بتاريخِها، بنضِالها الطويلِ من أجلِ رفعة أُمّتِنا، بقلمِها الذي لمْ ولنْ يكسِرَهُ موتٌ أو يلويهِ غيابْ.

 

منذُ تفتُّحِ براعمِ الوعي القوميّ في نفسي ووجداني عرفتُها من خلال والدي المنتقل الأمين سامي، أيقونةً في العلمِ والعطاءْ تُجسّدُ ما تكتنزُه أُمّتُنا السورية من حقٍّ وخيرٍ وجمالْ. وازدَدْتُ إعجابًا بها بعدَ أن قابلتُها وقدْ وجدتُ فيها نموذجَ المرأة السورية القومية،” أمُّ المجتمع“ كما وصف الزعيم المؤسّس أنطون سعاده المرأة، بأنها كلٌّ متكاملٌ، وليست جزءًا ولا نِصْفًا.

 

وحينَ قرّرتُ خوضَ غِمَارِ العملِ السياسيّ كانت السيدة حياة القدوةَ والعَضُدَ المُسانِدْ، تُتابِعُني وتُواكِبُني بقلبِ الأمِّ وعقلِ الحكيمة وعطاء القديسة.

 

كانت حياتُها مثالًا عامرًا بالخير في نفس الإنسان، وبحبِّ الحياة مهما زادتْ المشقّات وتعرّجتْ السُّبُل، لأنّ الحقّ بالنسبة إليها يستحقُّ أن نعيشَ لهُ وأن نموت في سبيله، أمّا الطريق فهو البحث عن صواب الطريقة وتأكيد الحقيقة.

 

وبما أنّ لكلِّ امرئٍ من اسمهِ نصيب، هزمتْ حياة الموت مرّتين، وقاومتْ الخبيث بقوة وعزم. وكانتْ تخرج من معركتها معهُ في كلّ مرة، أكثر صلابة وإيمانًا بأنّ الموت لا يقوى على قهر الحياة.

 

فكم يُشبِهُكِ وطنُكِ يا حياة؟

 

وكم تُشبهينَهْ؟

 

غادرتْ حياة أرض ”أهل العزم“ في الأردن، من دون أن تعلم أنها الرحلة الأخيرة، لتوافيها المنية في القاهرة الساحرة الساهرة على ضفاف النيل. وتُنقل إلى ترابِ الوطن لبنان، الذي عاشت خارجه لكنّه سكنَ داخِلَها، إلى حيثُ بيروت التي مهما حامَت حول نوافِذِها خفافيشُ الظلام تنامُ كلَّ ليلةٍ حالمةً بيومٍ آخر. ولم يكن رحيلُها عن دُنيانا سوى استكمالًا للحياة في عالم آخر، ربّما يكون أكثرَ عدلًا وإنصافًا..

 

أيتها العزيزة حياة..

 

ماذا أقولُ لكِ في حضرةِ هذا الغياب الحافل بالحضور، والموت الضاجِّ بالحياة؟ وهنا لا يسَعُني إلّا أن أستعيرَ سؤالًا قديمًا جديدًا، بل أزليًا: هل نحنُ أحياءٌ هنا؟ وهل أنت مَيْتةٌ هناك؟ فأغرقُ في المجاز.. وأمضي بحثًا عن تفسيرات لا تهدأ للحياة والموت حتى التعب!

حياة..

 

أيتها الكاتبة والأديبة والمُترجِمة..

 

حضرتُ إلى هنا في غيابك لأرثيكِ..

 

هي محاولة رثاءِ من لم أصدق أنها غابت..

 

وكأنني أرثي فيكِ زمنًا لن يعود..

 

فمن يكتُب لنا النهايات؟

 

من خطّ خطابَ الموت على جدارِ الزمن؟

 

ومَن بعدك يُترجِم لنا أوجاعَ الروح؟

 

أيتها الغالية..

 

في نهاية كلمتي، فلتأذني لي يا سيدتي، أن أشكر محبّيكِ الذين حضروا إلى هنا، ولم يتمكنوا من حضور تشييعك إلى ذلك السفرِ الأخير، وأن أواسي عائلتَكِ وزملاءَكِ وطلابَكِ وكلَّ من نهَلَ من فكرك حرفًا أو كلمة..

 

واسمحي لي أن أقول لكِ وأنتِ تنظرين إلينا من عليائك:

 

سنموت كثيرًا..

 

كثيرًا يا حياة..

 

حتى نصلَ إلى حيثُ أنتِ..

 

فسلامٌ لكِ وسلامٌ عليكِ..»

 

 

الدكتور موفق محادين

 

 

 

بعده أشار نائب رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتور موفّق محادين إلى «حضور المفكرة الحويك في وسائل الإعلام ضدّ الغزاة والرجعيين واليهود، وإبداعاتها على الصعيد الثقافي في المسرح والترجمة والنقد الأدبي والفلسفة، من أجل الأمل، ومن أجل الإنسان

 

 

 

 

كلمة زينون عطية

 

بعده ألقى نجل الرفيقة الراحلة زينون عطية كلمة العائلة، متحدّثًا عن مسيرتها التي بدأت من كاتبة مقال في الثانوية وحزبية إلى ”دينمو“ في مشروع ثقافي وتنويري، ومنظّرة مشتبكة ضدّ الاستلاب الفكري، ومؤرّخة لذاتها التي لا تنفصل عن الجماعة روائيًّا، مشيرًا إلى أنها تجرّأت على التنظير إلى أن اعتمدت مرجعًا، حيث كانت تقول إن «علينا أن نصنع نظرياتنا ونبني عليها طريقنا لا أن نقاوم بفكر غيرنا».

 

وقال «إن الفقيدة حملت مشروعها إلى بلدان دون دعم فئة من أيّ شكل، وحملت هم أمّة آمنت بحقيقتها، مضيفًا أن منزلها وسع عائلة تكوّنت من أصدقاء ورفقاء ومثقفين وعرب، إلى طلبة أحبّتهم واحتضنتهم بكثير من المسؤولية والمعرفة»، معلنًا عن إطلاق مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية لإكمال المشوار من بعدها عبر مشاريع إبداعية وعلمية كثيرة كانت مؤجّلة لديها.

 

 
التاريخ: 2021-09-02
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro