مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
أنطون سعاده - زعامة أصلية جديدة
 
ملحم، ادمون
 

 

فيديو للدكتور ملحم يتحدث فيه عن معنى العطاء في النهضة القومية الاجتماعية

 

 

تجلّت عظمةُ سعاده في قيادته الجريئة ‏للنهضة القومية وفي مواقفه البطولية التي شكّلت دروساً خالدة ‏للأجيال. هذه القيادةُ النادرةُ التي شقّت الطريقَ لحياةِ الأمةِ ‏بالمبادىءِ التي وضعتها وبالحركةِ التي أطلقتها لحملِ هذه ‏المبادىءِ والإنتصارِ بها في صميمِ الشعبِ... هذه القيادةُ التي ‏أنشأت المؤسساتِ والهيئاتِ الإدارية الجديدة لحملِ قضيةِ الأمةِ ‏المقدسةِ ولصيانةِ النهضةِ القوميةِ وضبطِ مجهودِها والتي خطّطت ‏وشرّعت لِبناء الدولةِ القوميةِ الإجتماعيةِ الناهضةِ... هذه القيادةُ لم ‏تكن وليدةَ الإراداتِ الأجنبيةِ كما هي الحالُ مع أكثر الحكّام في ‏عالِمنا العربي ولم تفرض نفسها على الشعب بحكمِ الوراثة ‏لزعامةٍ عائليةٍ أو إقطاعية كما هي حال الزعامات التقليدية ‏المنتشرة في بلادنا ولم تأتِ بداعي التمثيل لسلطةٍ روحية-غيبية ‏أو لسلطةٍ ماديةٍ نافذةٍ فهي لم تدعِ يوماً النبوة ولا تمثيلها للألوهيةَ ‏إنما هي قيادة فريدة وقفت نفسها على حياة الأمة ورقيها وأقسمت ‏يمين الحق غير شاعرةٍ بأنها تقدم منّة للأمةِ بل تشعُرُ بأنها تعطي ‏الأمةَ ما يخصها من خيرٍ وطموحٍ وعظمةٍ لأن كُلَ ما فينا من ‏الأمةِ وكُلَ ما فينا هو لِلأمة..

 

هذه القيادةُ الفريدة من نوعها هي ‏زعامة أصلية جديدة منبثقة من صميم عظمة الأمة السورية ومن ‏نتاج عبقريتها ونفسيتها. وهي تعبيّر عن الأمال الكبيرة العالقة بها ‏أنفس ملايين البشر وعن إرادة أمة ستعود إلى الحياة وتثب للمجد ‏والفلاح. فسعاده القائد الزعيم شقّ طريقه خارجاً من صفوف ‏الشعب وآلامه وجذب إليه الشبيبة السورية بفضل تفكيره القويم ‏ونظراته العميقة فإنقادت هذه الشبيبة إلى تفكيره إنقياداً ليس فيه ‏إكراه وسارت وراءه مختارةً ومقتنعةً بمبادِئِه المفعمةِ بقيم الحق ‏والخير والجمال، صارت صفوفاً منظمة من آلاف السوريين ‏ومعلنة ولاءَها وتأييدها للقائد الأعلى ولزعيم الأمة المعبّر الأوفى ‏والأصفى عن حقيقتها ومثلها وتطلعاتها. وهذه القيادة الجريئة التي ‏لم تتخلَ عن أقدس واجباتها وهي في ميادين القتال وساحات الدم ‏من أجل سلامتها الشخصية والتي لم تتخلَ يوماً عن "عقيدتها ‏وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له"‏[1] ‏ بل رحّبت بالموت ‏طريقاً لحياة الأمة، هذه القيادة الحية المستمرة ستبقى فعل إشعاع ‏لا يخبو ولا ينطفىء وستبقى حاضرة في الأجيال التي لم تولد بعد ‏وخالدة بخلود الحياة السورية.

 

[1]  أنطون سعاده. "النظام الجديد" الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة الأبحاث السورية القومية الإجتماعية، 1951، ص 48.

 

 

 

 

من كلمة ألقيت في مئوية سعاده 2004 في ملبورن

 

نص الكلمة

 

 

 

 

 

 

 
التاريخ: 2004-07-11
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro