مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
جوليات المير سعاده - من سجن المزّة
 
لقد تعاهدنا في الحياة حتى الموت
سعاده، جولييت
 

 

 

يا زعيمي... يا رفيقي:

 

لقد تعودت أن آتي إليك في مثل هذا اليوم وقلبي يطفح بهجة وفرحاً،

 

 حاملة إليك تعابير أزكى ما في نفسي وأطيب ما في كياني ...

 

 تعودت أن آتي لأراك، كما أنت

 

لأمزج فرحي بفرحك

 

 وبهجتي ببهجتك...

 

تعودت أن أستمد من إشعاع مغزى هذا العيد، عيد مولدك،

 

إيماناً بالحياة... الحياة التي ولدتْ يوم ولدت.

 

واليوم... كم أنت قريب مني، وستظل قريباً

 

أشعر بقربك

 

لأنك أنت شعوري. وشعوري يرافقك وأنت بعيد

 

تعودت أن أستمد من إشعاع مغزى هذا العيد

 

عبرة صوت الحق

 

الذي انطلق منك للأمة السورية وللعالم

 

صوت حق وخير وجمال

 

صوت صراع... صراع يسحق الباطل.

 

من يذكر هذا اليوم يذكر رسالتك الخالدة،

 

عبقريتك الجبارة... نفسيتك السورية الحرة...

 

يذكر مجد أمتي وفخر تاريخنا السوري...

 

من يذكر هذا اليوم يذكر...

 

إذ أتيت إلينا واحداً... واحداً...

 

فأيقظتنا من نوم عميق وأزحت عنا غبار التاريخ

 

الذي نسج علينا غطاء من الوهم كثيفاً،

 

وأنك كشفت حقيقتنا وبعثتنا أمة حية

 

مذهباً استوحيته من صميم نفسية أمتك العظيمة

 

 قيماً سامية ندين بها مؤمنين

 

وكنت أنت مثال هذا المذهب السامي.

 

كنا نرى في ارتفاع كمالك ارتفاع هذا المذهب

 

الذي رفعتنا به ومعه من الأرض نحو السماء.

 

إني أراك دائماً

 

أراك قائداً هادياً... وأراك رفيقاً وفياً

 

أراك مصلحاً عظيماً... وأراك متواضعاً أنيساً.

 

أراك نابغة العصور وتلميذ الحقيقة الباحث

 

أرى الأمة فيك وأراك في الأمة.

 

أراك زعيمي

 

من حياتك... من نفسيتك السورية العظيمة

 

نستمد كل ما نحتاج إليه لإتمام رسالتك الخالدة

 

نجتلي الكنوز التي كشفت لنا عنها في وجودك

 

ونضيف عليها ما علمتنا إياه الآن باستشهادك الرائع

 

أمثولة الموت لأجل الحياة المثالية

 

ميتة الأبطال صانعي التاريخ.

 

لقد سقط جسدك ليخلد ذكرك

 

إنك لم تمت لأنك أنت القضية...

 

والقضية حيّة إلى الأبد

 

 في قلب كل سوري حيّ

 

في قلب الأمة وفي دماغها.

 

وأنت أنت قلب الأمة وأنت دماغها...

 

يا حبيبي يا زعيمي

 

إن صدرك الرحب في احتمالك المشاق

 

علمني أن أخطو وراءك

 

واستشعر لذّات التضحية التي كنت تقوم بها

 

لأشاهد وأشهد: على إخلاصك الصافي

 

وكبرياء نفسك الجبارة

 

على تغلبك في المواقف الصعبة على الصعاب

 

لتخرج بنا والانتصار، انتصار العز والبطولة

 

 هالة على جبينك...

 

أراك في علياء نفسك تدوس النفعية المادية

 

وأراك منصباً ساعات طوالاً تعطي بلا انقطاع

 

خيرات تفكيرك وموهبة نفسك فيك...

 

لم تفكر مرة واحدة بذاتك لترتاح،

 

فكنت تعطي وتعطي بلا انقطاع

 

وكنت تحرق كل ما في كيانك لتنير الطريق التي  خططتها لنا

 

طريق مجد الأمة... طريق الحياة.

 

يا زعيمي... يا رفيقي:

 

لقد عاد أول آذار

 

فلنهيّء المشاعل على التلول...

 

لقد أتى أول آذار

 

وفي كل قلب رجاء لرؤيتك وشوق لسماع حديثك.

 

لقد أتى أول آذار

 

والأمة بحقيقتها تحج إلى مقرك وتتجه إليك

 

وقلبها طافح بشعور حيّ لشخصك المخلص

 

وأنا... أنا سائرة معهم يا زعيمي

 

ومعي طفلاتك الثلاث

 

إلى المحج... إلى المكان الذي ولدت فيه

 

حاملة إليك مشعلاً

 

في فكري لا ينطفئ،

 

وفي قلبي معبد منير.

 

لقد أردت لأمتك المجد والخلود

 

فخلدت فيها...

 

فنم يا زعيمي على أجنحة المجد وقمم العز والخلود

 

فهي طوع لك فخورة بك.

 

لقد تعاهدنا في الحياة يا زعيمي حتى الموت

 

وتعاهدنا للموت في سبيل الحياة.

 

سجن المزة

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: مجلة فكر، العدد 83، آذار 2004 (عدد خاص بمئوية سعاده) ص 43.
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro