مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
اللقاء السنوي الثالث مع سعاده 2010 - تحية إلى توفيق الباشا
 
ضهورالشوير – العرزال
إعداد: مؤسسة سعاده للثقافة
 

أقامت مؤسسة سعاده للثقافة على مألوفها، في كل سنة اللقاء السنوي الثالث مع سعاده في ضهور الشوير. وكان عنوان اللقاء لهذه السنة " تحية الى توفيق الباشا". وتضمن البرنامج نشاطات فكرية وثقافية وفنية مختلفة .شارك كل من السادة :

 

1- كلمة للأمينة هيام محسن

2- لقاء مع الشاعر نذير العظمة " ذكريات مع انطون سعاده – فكر ووجدان "

3- كلمة للفنان أمين الباشا

4- حفلة موسيقية يقدمها الاستاذ أندره الحاج مع فرقة "أماكن"

5- عشاء اللقاء السنوي – استراحة المطل

 

افتتح اللقاء في استراحة المطل بكلمة من رئيسة مؤسسة سعاده للثقافة السيدة هيام محسن وذلك بحضور حشد من المهتمين والمعنيين قالت فيه :

 

 

 

هيام محسن

 

 

لسعاده حق

 

 

مرة جديدة نجتمع في كنف مطل ينفتح على صنين الجبل وروح العز.

 

مرة جديدة نضرب موعداً مع الصنوبر الشويري لنجدد البوح بطريقتنا المتواضعة، ولنكشف عن الشوق الذي يسكننا.

 

ومرة جديدة نلتقي في قرية النور، ضهور الشوير، على مرمى قبلة من العرزال الذي شعَّ بالحب وفاض حتى الشهادة!

 

أيها الحفل الكريم، أهلاً وسهلاً،

 

انه اللقاء الثالث الذي تدعو اليه مؤسسة سعاده للثقافة، التي وضعت لنفسها هدفاً هو من أقل الإيمان، ولكنه من أكثره أهمية، وأعني به نشر فكر سعاده. فالرابطة التي تجمع السوريين عامة هي رابطة القومية، بما فيها من اجتماع واقتصاد وثقافة ووجدان، وأما الرابطة التي تجمع محبي سعاده، أكانوا أعضاء في الحزب الذي أسس أم لم يكونوا، فهي رابطة الفكر السعادي، اي الفكر القومي الاجتماعي.

 

ونحن في المؤسسة مقتنعون بأن الروابط الفكرية وحتى الاجتماعية – الاقتصادية، ليست حتمية مبرمة ولا هي ميكانيكية، بل انها حيوية ونتجة للفعل الحي، إلا انها، وللأسف، معرّضة للوهن والتفكك، ولكنها ايضاً قابلة للنمو والنضوج والتجوهر. كما أننا مقتنعون أن، لتكون الرابطة الفكرية حية ومزدهرة، يجب ان تتحرك في مدار من اهتمام وتقدير يجد فيها معيناً ومصدراً للفعل في الحياة.

 

نحن آثرنا ان تكون من دعاة حياة الرابطة الفكرية القومية الاجتماعية لا تمريناً فلسفيا ولا رياضة عقلية، بل رابطة حية تفعل فعل المحرّك في تنقية الروابط الحياتية الأخرى، وفي إعطائها معنى وغاية واتجاه.

 

ولأننا نعرف مدى أهمية فكر سعاده وراهنيته وعلميتته،

 

ونعرف انه لا يزال موجوداً في صميم الحوارات الفكرية وصراع الأفكار ليس بمنة احد ولا بفضل سلطة ولا مؤسسة، وانما هو حاضر بطاقته الذاتية المدعومة بفوار الدم التموزي الجديد،

 

لأننا نعرف ذلك، يحزُّ في القلب مدى الإهمال الذي لحق ويلحق بفكر سعاده فالأفكار لا تحيا بلا مفكرين ومفكرات، والنهضات لا تقوم بلا ناهضين وناهضات، والإنتصارات لا تتحقق بلا صراعيين وصراعيات.

 

لسعاده حق عند مجتمعه، فعقيدته ونهجه ومواقفه وأخلاقيات قدوته واستشهاده، كلها كنز كان يمكن ولا يزال يمكن الإستفادة منه خاصة في خضم ما تمر به أمتنا من حراك قليله يطمئن وكثيره يحزن ويقلق.

 

ولسعاده حق عند حزبه، فمن يرفع الراية ملزم بأن يكون أميناً للنبض والروح والمهمة والغاية!

 

ولسعاده حق عند المتعاطين بالفكر والسياسة والثقافة على أنواع مظاهرها، فتجاهله وإنكار مساهماته بل وفتوحاته في بعض الميادين يقطع التواصل السياسي – الفكري- الحركي للمجتمع على مدى سنواته المهيئة لزمننا هذا، كما يقتطع تجربة رائدة في مرحلة مفصلية من مراحل منطقة الشرق الأدنى خاصة والعالم عامة، فينتقص من إمكانية فهم تاريخنا الحديث فهماً صحيحاً واعياً ومنتجاً.

 

لسعاده حق... أي لفكر سعاده حق عند من أودع فكره في ضمائرهم والقسم، يستأهل الإقبال عليه باكثر من إستعادته عند ذكرى الولادة والشهادة بلقاءات باتت ممجوجة مبحوحة، وبأكثر من حمله أيقونات وبضعة جمل وأقوال مأثورة ويافطات.

 

لسعاده حق بألا يحور أحد من التزام سعاده بالمدرسة العلمية في مقاربة شؤون الحياة والكون، أو يخفف أحد من مقولاته الثورية التغييرية الجذرية بغية إيجاد حجج للعيش الوسط وأمان المستنقعات.

 

ولسعاده حق بألا يكون اللقاء حوله وبإسمه ترفيهاً، او مجرد نشاط يضاف الى أنشطة على الأجندة او عادة موروثة بقوة التكرار، أو طقساً من طقوس محاباة الذات وخداعها.

 

نقول هذا كله، ليس لجلد الذات ولا للتشويش ولا تلاوة لفعل ندامة، بل حسبنا في مؤسسة سعاده للثقافة ان نذكر بعظمة المسؤولية والحاح القضية، لعل في قولنا ما ينبّه ويستحث، فتتجدّد الهمم وتشتعل الطاقات ويصدق كل منا أفرادا وجماعة مع ما يتوجب من أجل انتصار فكر أحببناه اذ أشبعناه بحثاً ومساءلة وتأملاً، وأقبلنا الى عالمه الجميل طوعاً وانتماء!

 

أيها الأحبة الأعزاء،

 

يسعدنا ويشرفنا وجودكم معنا في هذا  اللقاء السنوي الثالث مع سعاده، ونتمنى ان تمضوا معنا وقتاً ممتعاً، فأهلاً من جديد.

 

 

 

 

 

لقاء مع الشاعر نذير العظمة

 

" ذكريات مع انطون سعاده – فكر ووجدان "

 

 

 

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو

 

 

 

 

حييتم مساء

كنت اتمنى ان لا أقف امامكم كأستاذ جامعي لأنني مدمن على الجامعة قضيت أربعين سنة الجامعة حفظت كرامتي وضربت في الآفاق حتى وصلت الى بلاد العم سام وعدت من بلاد العم السام الى ساحة النضال التي ورثتها عن انطون سعاده.

 

دخلت في الحزب بعمر 17 سنة والبيئة التي وجدت فيها كلها فكر قومي وتخرّجت من المعهد العربي الإسلامي. مصطفى السباعي كان استاذي قبل ان أكون قومياً اجتماعياً .تخرّجت من البروفيه واثناءها تعرّفت على فكر انطون سعاده. انطون سعاده إجتذبني من الفكر الإسلامي الإحيائي وليس الفكر الإسلامي الطائفي. وأسرتي كلها في العمل السياسي . الأسرة المنهمكة في العمل  القومي الى الشهادة.

 

لكن الفترة التي تخرّجت فيها من المعهد العربي  الإسلامي . كنت أعيش في بيئة صوفية يعني استبدال القضية القومية بقضية الله. كنت استمع الى خالد بكداش بخطاباته القومية العقائدية.

 

ما الذي جذبني في فكر سعاده واقعيته، علميته، انطون سعاده معلم وزعيم طبعا في الحزب. وقد ترك هذا الحزب العظيم الذي هو عنوان التغيّر في المنطقة لكن انطون سعاده في الجوهر معلم ونحن نأخذ أنطون سعاده في سلوكه ورسائله والكتب الأساسية هي "المحاضرات العشر"، "الإسلام في رسالتيه"، "الصراع الفكري في الأدب السوري" هذه الكتب لا بد لك من ان تعجنها بروحك وفكرك حتى تدخل الى عالم انطون سعاده .

 

اجتمعت ثلاث مرات به مرة مع وفد زيارة منفذية دمشق الى بيروت ألقى بها خطاباً رائعا". والمرة الثانية وقبلها في دمشق في مكتب الحزب أثناءها كنت مع شلة من الشباب نلعب "البينغ بونغ" فلعب معنا. والمرة  الثالثة اتيت بطلاب البكالوريا من ثانوية بن خلدون الى مكتب الحزب في دمشق آنذاك.

 

لكن سعاده الذي تعرّفت عليه هو سعاده الذي قرأته – سعاده الذي ناضلت من أجله. انطون سعاده الذي عرفته من خلال كتبه التي دخلت في ضميري ووجداني وناضلت من أجله من ناحية الفكر ومن ناحية الشعر. عندما خرجنا من سجن المزة في عام 1955 اذكر أثناءها كان يحاك مؤامرة لتصفية الحزب على اساس ان الحزب عميل "اسرائيلي" بينما كانت أول حركة شعبية ناهضة يمكن ان تقف بوجه "اسرائيل" هي الحزب. فصفوا قواها في العمل السياسي وأول حركة صفّوها في المنطقة هي السوريين القوميين الإجتماعيين في تلك الأثناء تم اعتقالي لمدة شهرين مع التعذيب النفسي.

 

كتاب الصراع الفكري في الادب السوري صدر 1948 في الأرجنتين لأول مرة.انطون سعاده كتب في  النقد الشعري ولإعجابه بالشعر وبقيمته وخاصة اذا كان الشعر متوهجاً وموّصلاً الى القارىء.

 

انطون سعاده وسع حلقة التراث فكل الحضارات التي وجدت على الأرض السورية هي سورية من سومر الى ميسلون.

 

الحقيقة برهنت على مصداقية رأي سعاده وعلم الانسان وعلم الآثار دعما الرأي النقدي الذي اعطاه انطون سعاده.

 

قلقامش يذكرني بما أشار اليه الزعيم  في خطابه في دير الغزال يحكي عن الأسطورة عن تحولات الأسطورة بين عصر وعصر فيتكلم عن بعل الذي صرع التنين في أوغاريت سواء التنين الأتي من البحر اوروبا او  التنين الذي يوجد في جوار مدينة أوغاريت لكن هذا البعل لم يمت ولم يندثر في الثقافات التي جاءت فيما بعد لا سيما الدينية والمسيحية. فالمسيحية اخذت بعل بشخصية مار جريس قاتل التنين ومارجريس الإسلام تحول الى الخضر.

 

فاذن الأسطورة لم تمت في فكر انطون سعاده . الأسطورة مرت في تحولات من الوثنية الى المسيحية الى الإسلام الى الحركة السورية القومية الاجتماعية لأن انطون سعاده في خطابه يقول بان البطولة التي تقوم بها الحركة القومية الاجتماعية تمثل إرثا لمناهضة الإستعمار بوجهه الاقتصادي . يتكلم عن النفط لأول مرة هذا الخطاب القاه انطون سعاده في دير الغزال.

 

سأسمعكم قصيدة قبة الصخرة:

 

سأحمل قبة الصخرة على كتفي

  وأحفر أحرف الثورة

على روحي على نطغي 

واكتبها على  الأرحام  فوق النسغ والنتف.

 فيا يافا كبرنا قبل ان تُوفى النذور.

تظل الغابة المخصاب إما تسقط الشجرة.

يظل النهر والينبوع ان تاهت هنا قطرة.

أقول الموت مهنتنا فيا أجيالنا احترفي.

تخط مصائر الأحرار

تبذر نخوة الخضرة

فيا اقدارنا ظلي خلاف الوهم الصدف

لنطلع من رميم القبر انسانا

ونرسم صورة للأرض نبنيها بأجرة.

نفجر ماءه المخزون خلف الموت

وان جاعت قوافلنا خبزنا روحنا كسرة.

تشعشع في ظلام الليل نجما يثقب الحسرة

يفتح أرضنا بالحب والأطفال والشرف

يهز الخصب والأحلام في ليل من اللهف

فيا اجيالنا من يصنع التاريخ لا يخف ِ.

 

++++++

 

إيه آذار – يا لرسالتنا السمحاء

يا بدء نهضة الأبطال

يا حنين العطاء في صدر صنين

وإرث الأجيال للأجيال

أمة  انت ارثها ما طوتها ظلمات

او ضيعتها ليال

أمة اعطت المحبة والخير

وكانت للناس خير مثال

ودعتها روما ومن قبل اثنيا

فمن جاحد ومن محتال

زوروها أسطورة الخلق وافتنوا

وشالوا بالزيت والمشعال

فضحتهم أجرة  تسكن الأرض

وازرت اصالة العرزال

 

  1.  

 

ابتسام انا يتوهج في العتم

اجمع النقيضين النار والماء

الجسد الذي يستحيل الى نجمه

اتوحد باشراق ال تي إن تي

واطلع فجراً يضىء الكلمات

ويصنع اللغة الجديدة

ابتسام حرب انا وحرب ابتسام

آتيكم بفكر تتغير فيه الأسماء

بزمن تكثر فيه القيم

ليس الجلد هويتنا

ليست  البشرة

انه الإنتماء الى الأرض التي يقطنها السرطان

يتنكر بالعافية يتلبس الأمن

ويستعين على براءتنا بالمخلب

يمده الى الرحم يمزق النبض

ليقيم رايته المسدسة

جرادة اسطورية تلبس ثوب الأنبياء

وتأكل صدر الأرض الأخضر فنخرج

عليه من لهب الجنوب – وقلعة الشهباء

سناءاً خالداً ابتسام شهادة وشهادة ابتسام

تغير وجه الأرض وترسم المصير

 

  1.  

 

قصيدة كبرياء الجرح

سامحينا سامحينا

يا جراحاً فتحت في عتمة الليل عيونا

يا جراحاً تزفت تشكو، وظلت ياسمينا

يا جراحاً، يا طري الورد، يا عطراً حزينا!!!

يا جراحاً كيف صارعت الأذى حتى يلينا

آه يا وقفة عز صمدت لطفاً ولينا

يا صموداً علم الريح حنيناً وصهيلا

علمينا كبرياء الحب، والبذل الحنونا

كيف فجرت الدجى كبراً وفجرت القرونا

يا جراحاً لم تزل فينا شموخاً وفتونا

أيها الكبر الذي ينهض فينا ميسلونا

أيها الكبر الذي قام على الدهر يقينا

يا جراحا شعشعت في عتمة السجن نجوما

كيف طوعت السجونا

علمينا كيف ان هبت رياح الغدر

نسمو قاسيونا

ونزيح الليل عن كاهلنا حتى نبينا

ويبين النور نوراً ويصير الطين طينا

قل متى في الروح طأطأنا وخبانا الجبينا؟

قل متى نجتث هذا الورم البالي، نجب الغرغرينا

 

 

سامحينا سامحينا

سامحينا إن فرقنا الكنز نصفين وبخسنا الثمينا

إن قسمن الرحم رحمين وعلقنا الجبينا

وتركنا الفارس المقدام مخذولا مهينا

وحملنا الجرح فوق الجرح مفتوحاً ثخينا

صار هذا الدم في أعرقنا دمعاً هتونا

يتها الأولى التي ظلت على القمة أولى

علمتنا كيف نبقى القلب خفاقا حصينا

 

 

سامحينا سامحينا

ان تركنا الخيل تقتات الجنونا

ورأينا الجرح يتداح فأغمضنا الجفونا

وتركنا البرج لا برجاً، وأهملنا الحصونا

آه يا عرزالنا الفادي وعرزالا دفينا

بيننا والجسر امتار فلا تستعجلينا

لهب حزنك بكر نهضة تكبر فينا

علمينا كيف بالنهضة نفتك الرهونا

كيف نسمو أمة تجتاز وهماً وظنونا

سامحينا سامحينا

يا جراحاً رفعت ضوء الشهادات يقينا

 

  1.  

 

لأنك أنت

لأنك أنت ولدت ولدت

لأنك أنت شهدت شهدت

لأنك أنت فإني

أجدد روح الفدا

وأكسر حرف التمني!!

لأنك أنت بطولة

تجدد في الطفولة

لأنك أنت احتراق مضيء

أصير أنا كاهلاً لا ينوء

على كتفي الشرق يضحك شمساً

لأنك في القلب نبع يضيء

لأنك في القلب صخر وماء

لأنك أرض

لأنك رفض

لأنك نسغ يضيء العروقا

دم عبقري يشق الطريقا

لأنك أنت رماد جبلنا

يه الكون، فاشتعل القلب فجراً

نظل هنا يقظة

لأنك أنت الحقيقة

نصير حريقه!!

لأنك انت جرحت الظلام

نسيل ضياء

لأنك انت شققت الغمام

نصير سماء

لأنك انت شهيد شهدنا

لأنك أنت جديد تجدد

فينا الفدا واستعدنا الرجاء

لأنك أنت عقيدة

وملحمة من جراح الربيع

تكر قصيدة

نصير هنا نهضة لا تغيب

وشمسا جديدة

لأنك في القلب ما صار خشبة

لأنك بسغ يصير محبة

لأنك في كل دفقة وعي

دم وضياء

يشيخ الظلام ويبقى الفداء

ونصحو بلاداً ووثباً ونهضة

وكل شهيد يسن العطاء

ويشحذ رفضه

لنبقى هنا حجرة فوق حجرة

لنبقى هنا غابة ليس شجرة

تقول لجيل الفدا ظلّ فيا

وظل مع الريح عصفاً شهياً

أنا الضوء لا ينكر الضوء فجره

لأنك انت ابتكرت المضيا

وفجرت نهره!!

دماً أحمراً صار نبعاً وخضره

وحلماً عصيا

يرش على الكون تبره

ويزرع في كبد الشمس فكره

تعلمنا: الموت درب الحياة

وتلغم قبره!!

لأنك أنت السطوع

لأنك انت أبيت الركوع

يموت الركوع

تصير الجراح بريقاً ودوحه

فكل يبرعم جرحه

ويثوى لدى عتمة الأرض نبضا

تغني الثواني له وتضوع

لأنك جذر تضيء الفروع !!

إحترقنا مع الجمر شوقاً

لأنك أنت الربيع!!

لأنك خبز وخمر

لأنك زيت خبيىء وشعر

نجوع ولكننا لا نجوع

يحقق حلم الولادات وعده

ويبزغ في كل قلب موده

لأنك صبح

لأنك جرح

تفتح نوراً وعطراً ووردة

لأنك رعد وبرق وقصف

هنا الأرض تنبت جمراً وتصفو

هنا باسمك الشهداء استماتوا

وحن الرعاة

هنا السنديان أباح اخضراره

وصار شراره

لأنك، فالأرزغات منيع

وللحب أشرعة وجذوع

تصير حضارة

نداء وأغنية ومنارة

لأنك عرزال حب وجره

نصير مجرة

لأنك أنت الرغيف الحبيب

فنشتاق كسره

نجوع فيخضر بالحب جوع

ويضحك في القلب فجر رضيع

لأنك أنت

ولدت ولدنا، ولدنا ولدت

فيا وطن الحب يا وطن الجرح

كيف أصلي بأرض غريبة؟!

نفيت كما الورد ينفي عن العطر

كالماء إما جفته العذوبة

أغني لمن؟ غير هذا الشهيد

على دمه تستفيق الخصوبة

لمن ارفع النذر أو أوقد الشمع

يا وطن كفنته المصيبة؟!

لمن ضيع الأرض من اجل فلسين

او صلب الشعب فوق الكتيبة

لمن يستر القلب من ورق التين

يكشف عورته وجنوبه

فيا منكر ضوء صيدا وصور

هل ينكر الثدي يوماً حليبه

أنا الجيل يحمل صلبانه

فاما صليب وإما صليبه!!

لأنك انت اغتربت اغتربت

لأنك أنت قسرت قسرت

ولكن ساحاتك القرمزية

تتشح الضوء مهما بعدت

لنا الأرض ساح

لنا الجرح راح

نشاوى – فلا تنضبي يا جراح

فيا جسدي كفن انت بال

إذا سكنت في هواك الرياح

تراث لنا الجرح حتى تصير

البيادر خبزاً لنا ونصيرا

تراث لنا الحلم حتى يصير التراب

جناحين حتى نطيرا

تراث لنا ان نصير لدى النار

مثل الرماد وضوءاً كبيراً

تموت الطواغيت من وهجه

وينهض كل شهيد اميرا

تراث لنا أنت يا وطن الحب

حتى نغير وجهاً أجيرا

ونرسم أمداءنا بالشهادة

أو نستحيل دجى وصخورا

تراث لنا انت يا نسغ آذار

يا حجرة القلب في كل آن

لأنك أنت حياة الدقائق

نبض الدهور ووقد الثواني

لأنك أنت نداء الملاحم

في حلم عرزالها والأغاني

لأنك أنت زمان الشموخ

زمان الشهادات والعنفوان

لأنك إنجيل هدي يعانق

قرآن وحي كريم الحنان

لأنك أنت!! زمان السقوط

انتهى، وابتدأنا زمان الزمان!!

لأنك أنت ولدت ولدنا

لأنك انك شهدت شهدنا

لأنك أنت فانا:

نجدد روح الفدا

ونكسر حرف التمني

لأنك فتحت ورداً من الحزن

فالريخ تقرؤنا وتغني

طقوس الشهادات

أمن اجل هذا الدمشقي

انت الرسولي

ترفع جرحك رايه؟!

ونغزو المسافة.. لا الفجر آت ٍ

وليس لليل الرحيل نهاية

تنام المرافىء في غبش الفجر

والجرح في صدرنا يستفيق

كما الرحم، تنبض فيه الحياة

كما السحب، تهتز فيها البروق

لأجلك تموز شاطرت قلبي الرياح

وصرت قلوع السفينة

ألم الجهات على كبدي

وأحمل هم ّ المراسي الحزينة

لأجلك أسكن في الحبر جمره

وأطلع عرزال شعر وثورة

لأجلك أعلو ولا أتعالى

وأغمس خبزي بآلام شعب

يحك إما أراد الجبالا

ومن أجل حبك أنفى

وأصبح حرفا

تهجئني في الجهات الرياح

لماذا نموت

ويستشهد الحب فينا

على رمل بيروت في سفح صنين

فاشهد على دمنا يا صباح

تغص بنا الفلوات

سكارى من الضوء يصحو من الجرح

كيف من الموت تصحو الحياة ؟!

ومن أجل تموز نرفع هذي المدينة

حجارتها شهداء يغنون

للحب والبذل.. خلف السكينة

ومن أجل تموز صدري جرح

يصمد كل الجراح

ويطلعها أنجما

تزين صدر السما.. وووجه الرياح !!!

فيا ارض تموز يا رحم الضوء

يا غرة الحلم لا تستحيلي

اطلعي كل عام علينا

ابذري حبك.. الحب في كل جيل

وخل القصائد تنبت فينا

كما ينبت العشب فوق الطلول

وخل الدم القرمزي يشعشع

فوق التلال وعبر الأصيل!!

ويا صخر صنين في عزمنا أنت

نار وملحمة واخضرار

عرفناك حلما من الأرجوان

يشع على كتفيه المنار

أأنت الممر

وأنت الحصار

هنا فوق صخرك يفنى الغزاة

ويحدق بالفاتحين احتضار

ومن عبروا الجسر لا يعبرون

لأن الحتوف عليهم تدار

هنا رفقة يحلف السنديان

ببذلهم والفدا والشرار

جسور ولكنها للشهادة

نعبرها فيطل النهار !!

تعددت لبنان ثم

توحدت فينا

لأنك صرت الفدا واليقينا

هنا نكس الموت رأسه

وصار محاره

لأنك ثلمت بالحب فأسه

وحولته دملجا وساره

وآن امتلأنا بنسغ الشهادة

تألفت في قطرة الدم كالضوء

واختلج الشعر مثل العبادة

ويا رمل بيروت .. كيف الرصاص

يصير عيونا

يضيء ويثقب حتى القرونا

ويزرع في كل صدر حنينا

لأنك تموز سمت سعاده

توحد فينا الفدا والإدارة

فتضحك للموت، نسقط كالحب

نصبح في كل رحم جنينا

حملتك تموز آناً صليبا وآناً مناره

وبين الولادة والموت أصبحت حلماً وشاره

أموت على خشب الصالبين فأصبح فيئاً

أقوم كما قمت من عتمة الموت، أصبح ضوء

واحذف ما بيننا البحر أحذف حد المسافة

وأدخل كل طقوس الشهادات

أنسي الردى شكله واحترافه

 

 

 

كلمة للفنان أمين الباشا

 

 

توفيق الباشا

                                          

 

لأن أتكلم عن أخي توفيق، لا أجد سوى قول ما يخطر ببالي وانا اتذكره. لم يكن أخي فحسب، بل صديقاً، كوننا قد جمعتنا الحياة الفنية بصلة متينة.. هي الحوارات التي كانت تجري بيننا ودائماً حول اللون واللحن. عبد الرحمن الباشا، والدنا. كان عاشقاً للفن، والموسيقى والطرب والأدب. وكما قال لي صديق العائلة الموسيقي زكي ناصيف، انه لم يعرف شخصاً هوى الطرب اكثر من أبي، وهو السّميع النادر للموسيقى والغناء وهذا ليس غريباُ، فاصدقاء الوالد كان خليل مكنية الموسيقي والرّسام وهو خالي وصديق العائلة زكي ناصيف .

أبتدأت تربية توفيق الفنية منذ صغره. في طفولتة كان يمضي وقته في صف القناني  ثم يأخذ ملعقة ويلمسها مستمتعا بما تعطيه من اصوات مختلفة وأصداء. كأن لعبة الأصوات المنبعثة من القناني كانت صلته الأولى بالموسيقى.

 

كان خالي مراقباً له، وكان توفيق يتمتع بالإستماع الى اسطوانات يابانية وموسيقى كلاسيكية وأغاني لكبار المصريين في ذلك الوقت، اذ كانت العائلة تملك منها الكثير.

 

ابتدأ توفيق دراسته الموسيقية في معهد الموسيقى في الجامعة الأمريكية. الذي كان بإدارة Bertrand Kouguell   العام 1941، بعدها درس مع Bertrand Robillard وفي عام 1951 دُعي ليكون المؤلف الموسيقي لمسرح الشرق الاوسط Middle East theater.  بعد سنتين دُعي كمؤلف وقائد للأوركسترا لمحطة الشرق الأدنى.

 

عام 1961 عين رئيسا لقسم الموسيقى في الإذاعة اللبنانية بطلب من الرئيس شهاب . في ذلك الوقت اعلن ان موسيقانا ليست شرقية كما يقال بل شرق عربية وشاع هذا المصطلح في لبنان وفي العالم العربي.

 

كان رفيق توفيق في تعلّم العزف على الفيولونسيل في الجامعة الأمريكية المؤرخ الدكتور كمال الصليبي والأستاذ نبيل أشقر، وكانوا يؤلفون فرقة موسيقية مؤلفة من حوالي ثماني عازفين، يحيون حفلات في مجتمع محب للموسيقى وفي الوقت عينه  كان توفيق مع خاله الموسيقي خليل مكنية وزكي ناصيف يؤلفون ثلاثي فني يحيون أمسيات فنية في بعض البيوت المتذوقة للموسيقى، وكان زكي يغني ليد Lead  من أعمال الألماني شوبرت دون ان يعرف الألمانية، كما كان يغني الفلامنكو الأسباني من دون ان يفهم اللغة الأسبانية.

 

توفيق كان يرغب في اوائل عمره الفنّي ان يكون رساما كذلك انا كنت ارغب بان اكون موسيقياً، لكن الأيام جعلت من توفيق موسيقياً واخذتني أنا للرسم والألوان.

 

اما الخال خليل فقد كان يكتب النوتا بيمينه ويلون لوحته بيساره.اذ كان موسيقياً ورساماً. لهذا كان منزله ملتقى رسامين وموسيقيين.

 

دُعي توفيق الى رام الله لتأسيس الإذاعة هناك، وبقي اكثر من سنة، وتأسست الإذاعة وصادف ان بعض مؤلفات توفيق كانت تذاع ذات يوم، وكانت في رام الله مستشرقة امريكية، سمعت موسيقى توفيق وطلبت التّعرف عليه؟ هذه المستشرقة "مسزكوك" مديرة فرقة باليه، مؤلفة من راقصات ايرانيات وراقصات من النمسا واليونان مع اوركسترا نمساوية. اخبرت المسزكوك توفيق انها دارت في البلدان العربية تبحث عن موسيقى، فوجدتها في الحانه. وتم الإتفاق بينهما وابتداء توفيق بكتابة نوعاً من اوراتوريو وبشعر عربي كلاسيكي. وقد اخذت السيدة بناءً في حي المنارة في بيروت للفرقة بأكملها سكناً وللتمارين الموسيقية والرقص. سافرت الفرقة الى عواصم عربية وشرقية وصولاً الى الهند. في هذه المرحلة مرض قائد الأوركسترا النمساوي، فحّل توفيق محلّه، ومن ذلك الوقت، قاد اوركسترات عديدة في العالم العربي وفي اوروبا وامريكا، وقد قاد الأوركسترا الشهيرة الفرنسية orch lamoureux  في باريس وهذا في الخمسنيات من القرن الماضي.

 

عندما انفصل وزكي ناصيف من مهرجانات بعلبك، بل فُصلا عنها متهمين تارة بترويج موسيقى لا تمت صلة بموسيقى للبنان وبان توفيق يروّج للموشحات الأندلسية، وانه وزكي أعضاء في حزب ... والحزب معروف اي حزب كان. فٌصلا من المهرجانات مع موافقة ومساعدة بعض الموسيقيين الذين اقترحهم توفيق بالإشتراك في إحياء الليالي اللبنانية وهم ساعدوا على فصله وزكي من المهرجانات.

 

بعد ان فٌصلا من مهرجانات بعلبك التي اقاماها مع الأخوين رحباني عام 1957 و 1959 وكان توفيق مدرباً للموسيقيين وقائداً لهم ومنفذاً لأعمال زملائه الموسيقيين وموزعاً لبعض موسيقاهم. عام 1960 قام الأستاذ سعيد فريحة صاحب مؤسسة الصياد وجريدة الأنوار وانشاء فرقة الأنوار التي ضمت زكي وتوفيق والمخرج نزار ميقاتي ووديع الصافي... وراقصات وراقصين وقد حضرت الليلة الأولى في مسرح le chatelet   في باريس حيث قاد توفيق اوركسترا lamoureux التي لعبت كل الأعمال الموسيقية بمشاركة للرقص والغناء تحت قيادته.

 

اما كيف ولدت الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك، ففي عام 1957، اتصلت السيدة زلفا شمعون زوجة الرئيس السابق كميل شمعون وطلبا من صديقهما السيد توفيق الهبري ان يفكروا معاً لإدخال ليالي لبنانية في مهرجانات بعلبك الدولية، فما كان من السيد الهبري الا ان يتصل بالفنان محمد شامل. وما كان من محمد شامل الا الإتصال بتوفيق الباشا. واجتمع هؤلاء واقترح توفيق ان تكون الليالي اللبنانية بمشاركة ثلاثة موسيقيين ويكون هو الرابع مقترحاً زكي ناصيف والأخوين رحباني. وهكذا كان. وكنت أحضر التمارين اليومية في قصر الأونيسكو التي يديرها توفيق .. ثم تمر الأيام وتبعد توفيق الباشا وزكي ناصيف عن تلك الليالي البعلبكية.

 

بعدها، يدعي توفيق لرئاسة القسم الموسيقي في الإذاعة اللبنانية وقد اشترط على ايجاد اوركسترا سموفونية لبنانية وبناء اوديتوريوم.. وبوشر ببنائه لكنه تحول الى شيء آخر.. كان يشرف في الإذاعة على اختيار الشعر لتلحينه من قبل الملحنين وعلى مستوى الموسيقى.. وهو حاضر دائماً في استديوهات الإذاعة. وقد دعي الأوركسترا السمفونية التركية بمرورها في بيروت لأن تسجل اعمالاً كلاسيكية لللإذاعة اللبنانية. وفي ذلك الوقت كانت العادة ان يقدم من الإذاعة برامج موسيقية كلاسيكية باللغة الفرنسية، يومها طُلب مني ان أقدم يومياً بعد الظهر برنامجاً عن الموسيقى العالمية باللغة العربية وللمرة الأولى .

 

قلت في اول سطر من كلمتي هذه اني سأحكي ما سأتذكره عن أخي توفيق او عن خالي خليل مكنية او عن زكي ناصيف الذي اعتبره من أعز أفراد عائلتي.

 

لا بد من ان اذكر الجامعة العربية مع المجمع العربي للموسيقى ومديرته الدكتورة رتيبة الحفني، الذين سمّوا جائزة كل سنتين باسم جائزة توفيق الباشا الدولية. وتعطى هذه الجائزة المالية والمعنوية لمن يقدم عملاً موسيقياً تحتاره لجنة خاصة كل سنتين.

 

ثم اني لم استغرب ان الأوركسترا السمفونية اللبنانية لم تحرك ساكناً ولم تقدم عملاً موسيقياً او  يعزف بعض مؤلفاته الأوركسترالية بعد غيابه. قلت اني لم استغرب هذا.

 

اخيراً. أشكر مؤسسة سعاده للثقافة لإقامة هذا الحفل الحضاري. ولكم مني ومن عائلتي كل الشكر للذكرى الخامسة لرحيل توفيق الباشا.

 

 

تركت التحية الى توفيق الباشا، الموسيقي النهضوي أصداء الحانه في ضهور الشوير وفي مطل الصنوبر وفي باحة النصب قرب العرزال والشعلة اثراً جميلاً ووقعاً طيباً وتقديراً للدور الذي لعبه في نهضة موسيقانا .

 

واخيراً كان العشاء السنوي في استراحة المطل مع المشاركين والحضور.

 
التاريخ: 2010-08-07
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro