مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
آخر الكلام وقاحة الخيانة وفجورها
 
كفروني، يوسف
 

 

 

18-11-2011

 

تحوز الجامعة العربية في هذه الأيام أهمية استثنائية بغض النظر عن موقف الشعوب العربية منها .

 

انها اليوم أهم من المؤسسات الدولية ،التي تسخرها أميركا لتنفيذ سياساتها، والتي استطاع الفيتو المزدوج الروسي الصيني أن يلجم اندفاعها .

 

نجحت السياسة الأميركية عبر بوابة الجامعة العربية في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه عبر المؤسسات الدولية . وبذلك تثبت الجامعة العربية أنها أهم من أي مؤسسة دولية في عملها لخدمة السياسة الأميركية ضد مصالح الشعوب والدول العربية .

 

يستأهل حكام قطر أن ينالوا من أوباما ابتسامة الرضا والتربيت على الأكتاف العريضة،وكلمة "ثانكس".

 

ويستحقون الثناء الكبير من قادة الكيان الصهيوني،ليس فقط لتبرعهم ببناء المغتصبات (المستوطنات)، بل للتنفيذ الدقيق للسياسة الأميركية وخدمة مصالحها التي تضع في أولوية سياستها في العالم العربي ضمان أمن واستقرار وهيمنة  العدو الصهيوني .

 

انهم يؤدون دورهم باتقان وتفان،وتضحية كبيرة بالجهد والمال دون أي مقابل . يساعدهم في ذلك سائر الأعراب في دول الخليج ،والأنظمة المتهالكة والفاقدة لوزنها وتوازنها ، والحركات الاسلامية المستسلمة للمشيئة الأميركية،والمتواطئة معها بانتظار وعود جنتها السلطوية ، والليبراليون الجدد من ذوي الأصول الماركسية وغيرها من التابعين والمتحولين لايديولوجية الغاز والنفط .

 

ماذا يأمل القطريون من هذه السياسة ؟!

 

هل يأملون بعد تمزيق العالم العربي أن تصبح قطر من الدول الكبيرة في هذا العالم الممزق ؟

 

هل يظنون أن الأميركي والصهيوني سيحميان عروشهم بعدما يستنزفان ثرواتهم ويعيدانهم الى صحراء قاحلة ؟

 

هل يوجد أعمى في العالم ،لم يدرك بعد ، أن ما يجري في سورية والعالم العربي هو حرب أميركية مفتوحة تستهدف تفتيت العالم العربي والهيمنة على ثرواته ، طريقا للهيمنة على العالم ومنعا لصعود أي قوة منافسة لامبراطوريتها وتثبيتا للمشروع الصهيوني ومطامعه ؟

 

هل يعلمنا الكتاب والصحفيون الماركسيون والليبراليون عن ثمن حرصهم على الحرية والديمقراطية في سورية ، حتى يكتبوا عنها باستمرار ، دون أن يجدوا موضوعا آخر يستدعي اهتمامهم  ؟

 

وهل يخبرونا سبب التعامي عن رؤية المجازر التي ترتكبها العصابات المسلحة في سورية ، والصمت المريب على ارتكاب الفظائع وقتل الآمنين من اطباء ومهندسين وصيدلانيين واساتذة جامعيين وعسكريين مع عائلاتهم والتمثيل بجثثهم ،وكل ذلك باسم الثورة السلمية ونموذج الاسلام التركي المعتدل .

 

وهل يخبرونا أسباب الغياب الكلي لحرصهم على الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لدى الأنظمة النفطية ؟

 

ألا تستدعي تجربة هذه الأنظمة الكتابة عن عبقريتها وابداعها في مجال الدستور والقوانين والحريات الدينية والسياسية، لنتعلم منها؟!

 

والساسة اللبنانيون الذين يبدون الحرص على الشعب السوري ، أين كان حرصهم يوم قتل رعاعهم المئات من العمال الفقراء دون أي ذنب ؟

 

الحرص على الشعب السوري يجب أن يشمل كل الشعب وليس جزءا قليلا منه ، ولا يجوز أن يشمل الحرص عصابات القتل والاجرام.

 

 ولا يجوزتعمية البصر والبصيرة عن رؤية الملايين التي تعبّر عن دعمها للحوار والاصلاح ورفضها للتدخل الخارجي .

 

الشعار الكاذب " حماية المدنيين " ، كانت نتيجته دائما قتل أكبر عدد من المدنيين .

 

والشعار الكاذب " الحرية والديمقراطية " ، كانت نتيجته الفوضى والدمار والخراب والتقسيم .

 

لماذا نتعامى ونتغابى عن الأهداف والمطامع الحقيقية للمشروع الأميركي –الصهيوني في العالم العربي وفي العالم ؟

 

حماية أميركا للمدنيين في العراق كانت نتيجتها قتل أكثر من مليون عراقي وتهجير الملايين والفوضى والدمار واثارة النعرات المذهبية والعرقية .

 

حماية أميركا والأطلسي للمدنيين الليبيين كانت نتيجتها أكثر من مائة وخمسين ألف قتيل ودمار وخراب بمئات المليارات من الدولارات ووضع اليد الغربية على الثروات الليبية، وترك البلاد أمام صراعات مفتوحة ومستقبل غامض .

 

الذين يرددون ببغائيا شعارات ومطالب أميركا في الحرية والديمقراطية وحماية المدنيين ، هم في الحد الأدنى  جهلة وساذجون  أوهم في الواقع عملاء وخائنون .

خونة ولكن لا يستحون ولا يخجلون !

 

الخيانة ظاهرة انسانية وهي موجودة في كل المجتمعات وفي مختلف العصور .

 

ولكنها تتميّز بالندرة وتنبع من الضعف والانحراف الانساني ، ويتميّز أصحابها بالخجل والانطواء وقد يلجأ بعضهم الى الانسلاخ عن مجتمعه والى الانتحار في بعض الأحيان .

 

الخيانة القائمة اليوم في العالم العربي هي ظاهرة جديدة ، فهي تتكرر بنسبة ملفتة وأصحابها لايشعرون بالخجل ولا يعرفون الحياء ، بل يتصرفون بكل وقاحة وفجور .

 

يعمل الخونة لصالح اسيادهم ولا يعملون لصالحهم، لذلك هم دائما خاسرون في رهاناتهم .

 

هذه سورية أيها الجاهلون ، ولا تدرون لا انتم ولا اسيادكم أين ومع من تلعبون . 

 

هذه سورية التي بها بدأ التاريخ صفحته ، وفيها رسم الحرف آيته .

 

 أبجديتها توزعت على معظم أبجديات العالم ، ولولاها ما قرأ انسان كتابا مقدسا أوغير مقدس .

 

هذه سورية التي سجلت أول وأهم الظاهرات الحضارية في العالم ، التي سنّت أول وأعظم الشرائع البشرية ، وكتبت أرواع الملاحم الانسانية .

 

هذه سورية التي بنت أول مدينة وأول عاصمة وأول ديمقراطية .

 

هذه سورية التي في عاصمتها أنطاكية دعي التلاميذ مسيحيين أولا. وهي التي حملت الرسالة المسيحية الى العالم . وهي منبع القديسين والشهداء وأهم مدرسة في الفكر المسيحي .

 

هذه سورية التي حملت الرسالة الاسلامية وساهمت بشكل كبير في نشرها عالميا، وفي صياغة مجد العروبة وعزها، ثقافة انسانية منفتحة .

هذه سورية التي أعلت قيمة الانسان في الحياة وأعلت قيمة الحياة في الشهادة لأجلها .

 

هذه سورية التي علمتنا التضحية بالنفس لتزهر الحياة ربيعا متجددا وقيامة دائمة .

 

تعلمنا مع تموز وأدون والبعل وصيدون وأليسار  ويسوع وشهداء الكنيسة السوريين الأوائل ،ومع الرسالة الاسلامية وملاحم الجهاد ،وملحمة الحسين والثورة على الظلم والطغيان في كربلاء .

 

تعلمنا مقاومة الأعداء مهما علت شوكتهم .وتعلمنا أن لا نخاف الموت وأن نهزأ به وأن نضحي بأرواحنا لتستمر الحياة بغد أفضل .

 

هذه الروح المقاومة لا يمكن القضاء عليها فهي محفورة في جيناتنا وفي ذرات ترابنا ومائنا وهوائنا .

 

هذه روح سورية المنتصرة دوما ، فلن يقهرها الشيطان الأميركي ولا المسخ الصهيوني ولا العبيد ولا أزلام العبيد .

 

 أيها المستسلمون لارادة أميركا والمراهنون على كسر ارادة المقاومة :

 

ان لم تستطيعوا الصمت فاخفضوا صوتكم .

 

 قليلا من الحياء والخجل ،ان رهانكم فاشل وأنتم فاشلون .

 

يصعب تغيير طبع الخيانة فيكم ،ولكن يسهل كبح وقاحتها وفجورها ، قبل أن يحاسبها التاريخ والمجتمع .

 
التاريخ: 2021-05-31
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro