مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
أقوى من الموت – الشهداء الستة
 
حردان، نواف
 

 

 

 

 الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل الحادي والعشرين من تموز 1949، والسكون العميق يخيم ثقيلا رهيبا فوق سجن الرمل في بيروت.. وبعد وقت قصير .. بعد ساعتين فقط، سينفذ حكم الاعدام، رميا بالرصاص، بالشباب القوميين الاجتماعيين الستة، القابعين في زنزاناتهم، يغطون في نوم عميق ، بالرغم من ادراكهم المصير الذي ينتظرهم.

 

ظلام.. وسكون.. ولا شيء يدل على حركة.. غير أشباح أخيلة الحراس تروح وتجيء على السطوح وعلى مداخل السجن.. وغير سيارات كانت تقترب تشق بانوارها حجب الظلام المخيم وتبعث بالمستيقظين الذين شعروا بها.. والحراس الذين رأوها.. ألف تفكير وألف إحساس.. فالسيارات كانت تقل رجال الهيئة المكلفة بتنفيذ حكم الإعدام بالقوميين الاجتماعيين الستة.

 

إذن.. فقد رفضت (السلطات العليا) طلب العفو الذي تقدم به وكلاء المحكومين .. وسينفذ الحكم بعد قليل .. هكذا.. بسرعة وفي طي الظلام دون أن يشعر أحد !!

 

وتقدم المكلفون من الزنزانات، يوقظون المحكومين، كلا منهم على انفراد فأفاق الأول وفي عينيه بريق متسائل.. ونظرات ازدراء وفي جبينه تقطيب وعبوس وعلى وجهه الصارم بوادر غضب مكبوت ومظاهر حماس مبارك.. وكذلك الثاني والثالث .. ما عدا السادس – عبد الحفيظ علامة – الذي كان يشكو مرضا عضالا وآلاما حادة في جسده هدت قواه. فظهر عليه إعياء ، خاله البعض ضعفا، إلا إنه ما لبث أن استعاد قواه.. وعصفت في جوانحه ثورة لاهبة، جعلته ينسى آلامه ويصيح بالجلادين:

 

- "أنا مريض.. مريض جداً.. لم يسجل تاريخ البشر أن المرضى يعدمون، أنا لم أطلق الرصاص على أحد.. ان حمل البندقية لا يستحق الاعدام. ان هذا ظلم ووحشية واجرام".

 

 فقابل الجلادون ذلك بهز الرؤوس كأنهم يقولون "أي نعم ظلم ووحشية واجرام".

 

وفتحت أبواب الزنزانات الواحد تلو الآخر وخرج منها المحكومون الذين ما أن رأى الواحد منهم الآخر حتى أسرع نحوه، وانتصب أمامه بقوة، وهتف به بصوت فيه الكبر والاعتزاز: لتحي سورية، فأجابه رفيقه، وقد انتصب أحد أيضاً بعزم، بصوت أهتز معه جسده كما اهنزت السلاسل في يديه: ليحي سعاده.

 

ثم التفوا حول بعضهم في حلقة ضيقة يتحادثون ويرددون أسم الزعيم.

 

فقال محمد شلبي، وهو شاب مثقف ثقافة عالية، وأحد المناضلين الأبطال، من فلسطين، خاض معاركها وأبلى فيها أحسن البلاء منتزعا بذلك اعتراف وإعجاب الجميع.

- "لقد سبقنا الزعيم ونحن لاحقون به ألا مرحبا بالموت طريقا لحياة الأمة ومجدها".  فأجابه أديب الجدع: " لا تنتصر العقائد إذا لم تسفك في سبيلها دماء معتنقيها. نحن في سبيل عقيدتنا نموت لتنتصر العقيدة وتحيا فتتمجد الأمة".

 

فقال عباس حماد، وهو شاب فلسطيني أيضاً، لم يكن منتمياً للحزب رسمياً، ولكنه سار مع القوميين الاجتماعيين الى المعارك يخوضها معهم، لاقتناعه التام بصحة مبادئهم ونبل مقاصدهم وسموها، فقبض عليه وحكم بالاعدام.

 

  •         "لقد أتم الزعيم رسالته وختمها بدمه ألا تباركت الرسالة وتمجد الزعيم..

 

قريباً ونلحق به الى عالم الخلود". ولكنني يا رفقائي.. أنا لم انتم للحزب بعد، فأرجوك يا محمد شلبي، بصفتك مديراً مسؤولاً لمديرية نبوخذ نصر في دمشق، أن تسمح لي بإداء القسم الحزبي الدستوري.. لأني أريد أن أموت قومياً اجتماعياً فأعد في مصاف الشهداء القوميين الاجتماعيين السعداء ".

 

-"تبارك الإيمان أيها الرفقاء، وتبارك المؤمنون – قال معروف موفق – ويا للتاريخ يسجل هذه البطولات بفخر واعتزاز، شهادة حق للحركة القومية الاجتماعية، بروح البطولة الخارقة، غرستها في شباب الأمة، ودرسا بليغا للأجيال الطالعة، يذكرها كيف مات الزعيم.. والجنود القوميون الاجتماعيون لتتغذى بدمائهم العقيدة وتنمو، فتعطي من خيرها للأمة والعالم".

 

 "حييت يا عباس – قال محمد شلبي – استلم القيادة يا أديب، ومر الرفقاء كي يأخذوا التحية.

 

  وارتفع صوت أديب الجدع داويا يشق السكون المخيم رهيبا فوق السجن: استقم، تحية خذ.

 

  فارتفعت الأيدي بالتحية القومية الاجتماعية، بحركات سريعة قوية، وبقدر ما سمحت لها القيود. ولكن الذين كانوا على مقربة سمعوا وشاهدوا فخيل اليهم أن "القانون" لا يسمح لذلك فتقدموا وحاولوا منع اجراء القسم. غير ان محمد شلبي تصدى لهم بعزة وإنفة وقال:

 

  - "نحن محكومون بالإعدام. وبعد ساعتين سينفذ فينا الحكم.. ففي هذه المدة القليلة الباقية لنا من الحياة، لنا الحق، كل الحق أن نكون أحرارا.. نريد أن نقوم بواجبنا كاملا غير منقوص ويما يمليه علينا ضميرنا وشرفنا القومي الاجتماعي.. هذه رغبتنا الوحيدة الأخيرة ومن حقنا عليكم أن تحترموها".

 

  وبعد جدال قصير.. وجد الحراس أنه من العبث والجدال.. فابتعدوا متظاهرين بعدم الاكتراث.. بينما شعروا في أعماق قلوبهم بالإعجاب بهؤلاء الأبطال والاحترام لهم.. الأبطال الذين لم يضعفوا ولم يتراجعوا.. وها هم يقومون بما يرونه واجبا عليهم.. بالرغم من الحراب المصوبة إلى صدورهم.. و بالرغم من الموت الذي ينتظرهم على خطوات..

 

 كان الرفقاء لا يزالون منتصبين دون حراك كالتماثيل.. ما عدا محمد شلبي الذي كان يجادل الحراس ويقارعهم.. وما أن ابتعد هؤلاء.. حتى عاد وانتصب هو أيضا رافعا يده بالتحية، ثم راح يردد القسم المقدس باحترام ووقار.. وعباس حماد يردد ما يقوله برهبة وخشوع.

 

"أنا...  عباس حماد أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على انني أنتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، بكل إخلاص وكل عزيمة صادقة.. الخ.

 

  وما أن انتهى القسم.. حتى أسرع الرفقاء الخمسة اليه يصافحونه ويقبلونه بحرارة وحنو. أما هو فبدا كمن لو أزيح عن صدره كابوس ثقيل. ثم سقطت من عينيه دمعتان. وأشرق وجهه بشرا وسرورا – وراح يبتسم ويشكر رفقاءه وقد أحس أن السعاده، تلامس أوتار قلبه الكبير النبيل.

 

  وأخذت المدة الباقية لموعد تنفيذ الحكم، تمر طويلة ثقيلة على الرفقاء، وبودهم لو كانت دقائق معدودات وبدأوا يتأففون من طول الوقت والانتظار، يمازحون بعضهم البعض.

 

 إلا أن الموعد الرهيب كان يقترب.. ولم يبق له غير ثلاثين دقيقة، فشعر بذلك أديب الجدع وقال:

 

   لم يبق أمامنا غير القليل من الوقت أيها الرفقاء.. فتعالوا نودع الحياة بالنشيد الحبيب المفضل الذي كنا ننشده مع مواكب المجد من رفقائنا في الحفلات الحزبية، وفي ساعات انطلاق الروح من قيودها وتوجهها الى الأمل الحلو الحبيب، تعالوا ننشد النشيد الذي نظمه وأنشده الزعيم لأول مرة في هذا "السجن" بالذات وفي إحدى هذه الزنزانات "سورية لك السلام".

 

 وارتفع النشيد يغمر بإيقاعه المتزن القوي العذب سكون الليل الساجي الحزين بأصوات صاعدة من أعماق القلوب التي غمرها الشعور بقدسية الإيمان، وعظمة التضحية، وعز الاستشهاد ومجده... وحناجر جلت صفاءها ثورة النفوس الجارفة على الظلم والطغيان:

 

            سورية لك السلام          سورية أنت الهدى

 

            سورية لك السلام          سورية نحن الفدى

 

  وتتابع النشيد.. مرتفعا متموجا يبعث في القوميين الاجتماعيين الأسرى في قواويش السجن الأخرى وفي نفوسهم الحائرة المضطربة الثائرة أي وحي وأي إلهام.. وفي بعض القلوب الواجفة أي نداء وأي هتاف يهيب بأصحابها كي يطلبوا الصراع، "لأن الحياة صراع" ويقفوا وقفة العز لأن "الحياة وقفة عز فقط".

 

 وكان كلما قارب النشيد نهايته كلما ارتفع عاليا رنانا كصطفاق الصنوج، هادرا كاصطخاب الأمواج الغاضبة الهائجة.. والمنشدون في غمرة من التفكير العميق بالغاية النبيلة التي من أجلها سيواجهون الموت.. والتوجه الكلي إلى الزعيم.. والى سورية الحبيبة:

 

            نهضة هزت قرونا          وجلت عنا الخمول

 

            أمة نحن يقينـــــــا           وحيـــاة لن تـــزول

 

وهنا بلغ الإبداع ذروته، فانساب اللحن حنونا لطيفا كالنسيم العليل في عشية يوم ربيع جميل. ثم فجأة .. أخذ يرتفع.. ثم يهدأ.. ويتموج.. كأنه "سمفونيا" سماوية تنشدها الملائكة صبيحة يوم عيد من أعياد السماء.

 

 وأخيرا حان الوقت فتقدم القوميون الاجتماعيون من السيارات التي ستقلهم الى ساحة الإعدام بخطى ثابتة وفي عيونهم تتلألأ أنوار قدسية، تنطق بالطمأنينة وراحة الضمير.

 

 واستقروا داخل السيارة يحيط بهم الجند ورجال التنفيذ.. وعندما رغب أحد هؤلاء أن يكون (لطيفا) معهم ويسري عنهم..!! عقدت الدهشة لسانه عندما رأى أن أديب الجدع يداعبه ويمازحه، غير عابئ بما هو ذاهب اليه.

 

 وبلغت السيارة ساحة الإعدام، القريبة من شاطئ البحر، فإذا هناك عشرات ومثات الجنود.. منتشرين في الساحة.. وحولها، وفي الطرقات المؤدية اليها، والمرتفعات المطلة عليها.. كأن (أصحاب السلطان) يخشون هجوما ما يقوم به رفقاء المحكومين من خارج السجن أو ثورة يقوم بها الشعب في (لبنان)، عندما يعلم كيف اقترع الحكام على أسماء المحكومين لتنفيذ الحكم بهم.. كأن ذلك الشعب يقوى على الثورة، وهو المحكوم بالحديد والنار، والسموم تفتك في شرايين حياته.

 

وفي وسط الساحة غرست ست خشبات، وقف قبالة كل واحدة منها أثنا عشر جنديا حاملين البنادق. وقفوا ينظرون الى القوميين الستة الذين أخذوا يقفزون من السيارة الواحد تلو الآخر وهم يضحكون، نظرات حائرة متعجبة متسائلة يمازجها الإعجاب والإكبار والعطف. ولكن ماذا يستطيع أن يفعل اولئك الجنود الفاقدو الإرادة كالالآت الطيعة الجامدة، تحركها الأيدي فتؤدي مهمتها من غير وعي وإدراك!

 

وتقدم أحد رجال التنفيذ يقرأ نص الحكم على مسامع المحكومين (حسب الأصول) فقال له أديب الجدع "شيء مفهوم يسلم تمك.. لا تعذب قلبك" ثم التفت الى رفقائه وهتف الهتاف القومي الاجتماعي بصوت تحركت له الضمائر الميتة، فأطرق أصحابها برؤوسهم خجلا من الاباء والكرامة المتجسدة أمامهم، وخجلا من نداء البطولة والشرف والحياة، يدوي في آذانهم كالرعد، وخجلا من العز المستأسد يزار ويصفع نفسياتهم الذليلة وعبودياتهم الرازحة، صفعا رهيبا.

 

دوى الهتاف.. هتاف الحياة.. فاهتزت له تلك الأرجاء.. وانخلعت قلوب الجبناء هلعا ورعبا.

 

  •         يا أبناء الحياة.. لمن الحياة؟
  •  
  •         لنا.
  •         لمن نحيا؟
  •         لسوريا
  •         من هو قائدنا؟
  •         سعاده
  •         ليحي سعاده
  •         يحي
  •         ليحي سعاده
  •         يحي
  •         ليحي سعاده
  •         يحي. يحي. يحي.

 

ثم صمت الهاتفون فجأة.. ليلتفتوا ويروا الجنود ورجال التنفيذ وباقي الحضور ينظرون اليهم كما لو كانوا ينظرون الى قديسين وأولياء، ويصغون الى الصدى الرهيب يردد الهتاف: "ليحي سعاده" فيدركون بلا وعي منهم، ان الأجيال القادمة ستردد هذا الهتاف، كما يردده هؤلاء الشباب.

 

ويستولي على الجند ورجال التنفيذ فزع ورعب، كالذي يشعر به المجرمون عندما يقدمون على قتل الأبرياء الذين احسنوا اليهم.

 

غير ان القوميين الاجتماعيين الستة، أنقذوا موقف جلاديهم، فتقدموا يتسابقون الى خشبات الإعدام.. واختار كل منهم خشبة وقف الى جانبها.. ما عدا أديب الجدع الذي كان قد توقف قليلاً ينظر الى رفقائه يتسابقون الى الخشبات فرانت على ثغره ابتسامة عريضة.. ثم تقدم الى الخشبة الخامسة التي كان محمد شلبي سبقه اليها فقال له ضاحكاً:

 

-"أنا مطرحي هنا يا شلبي.. اذهب انت الى الآخر" فنفذ الشلبي رجاء رفيقه وترك له مكانه وسار الى الخشبة السادسة مازحاً.. مداعباً..

 

وأخيراً تشجع الضباط، آمر الجند وأمر الجلادين بإجراء ما يلزم، فتقدم هؤلاء يطلبون من المحكومين الركوع فأطاعوا بطيبة خاطر، والابتسام لا يفارق شفاههم، ثم ربطت أيديهم بالحبال الى الخشبات من الوراء.. وأغمضت عيونهم بالعصائب ولبثوا راكعين بلا حراك ينتظرون..رؤوسهم مرفوعة بإباء وشمم.. وقلوبهم يغمرها العز والكبر والإيمان.

 

..وتحرك السلاح في أيدي الجنود وإذ باثنتي عشرة بندقية، تصوب الى صدر كل من القوميين الاجتماعيين.. وما ارتفعت يد الضابط بالسيف لتهوي به ثانية.. اشارة للجنود باطلاق النار.. حتى ارتفع صوت محمد شلبي للمرة الأخيرة داوياً كالزئير: ايها الرفاق.. "لتحي سورية" فأجابه الشباب الخمسة بصوت واحد، مجلجل كهزيم الرعد: "ليحي سعاده".

 

 وفي نفس الوقت انطلقت ست وستون رصاصة.. دفعة واحدة.. لتستقر في صدر كل قومي اجتماعي احدى عشرة رصاصة.. فاختلط صوت الرصاص بالهتاف الأخير ولكنه لم يطغ عليه..

 

وسقط القوميون الاجتماعيون الستة.. دفعة واحدة.. يعانقون الأرض، أرض بلادهم التي طالما أحبوها.. وعملوا لأجلها.

 

 (ولم يكن ذلك كافياً).. فتقدم ستة عرفاء.. وأطلق كل منهم رصاصة من مسدسه على رأس الشهيد (رصاصة الرحمة).. وتفجرت الدماء، من رؤوس الشهداء، غزيرة سخية تروي الأرض ويمتصها التراب العطشان بنهم.. ثم ساد السكون العميق الرهيب.

 

وفي تلك اللحظة.. وجم التاريخ مشدوهاً، مأخوذاً.. لانتفاضة في قبر الزعيم.. اهتز لها القبر.. ولصوت انبعث منه.. وكأنه آت من الأعالي.. من دنيا الخلود..هادئاً هدوء صوت الزعيم، صافياً صفاء نفسه، متزناً متموجاً قوي النبرات.

 

-"ما اشد اعتزتزي بكم، وما أروع الانتصار الذي أسير بكم اليه"

 

 فاختلجت أجساد الشهداء.. المسجاة على الأرض خلجتها الأخيرة.. وتحركت شفاههم، كأنها تتمتم بأصوات أودعت عصارة ما تبقى من قوة النفس الأخير.. والرمق الأخير..

 

-"لبيك يا زعيمي. لقد سرنا على خطاك.. على طريق الحياة.. لأن القوميين الاجتماعيين لا يحيدون عن مطلبهم القومي الاجتماعي ولو تراكمت جثثهم على طريق الحياة كي تطأها الأجيال القادمة سلماً نحو المجد".. ان النهضة القومية الاجتماعية تصارع لانتصار الحق، والحق انتصار على الباطل في معركة الحفاظ على تراث الاباء والأجداد.. ان جولة الباطل ساعة.. أما جولة الحق فتستمر الى قيام الساعة.. الى الأبد.

 

 ثم همدت كل حركة في أجساد الشهداء.. وبقيت الدماء الغزيرة تسيل من صدورهم على التراب.. فتصبغه بلون أحمر قان.. وانبلج فجر الحادي والعشرين من تموز مشرباً بلون الدماء أيضاً، يقص على الناس قصة أعظم بطولة.. وأروع استشهاد.. ويشهد على ذلك شهادة الحق.

 

 
التاريخ: 2021-05-31
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro