مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
الحبُ السوريُّ المدرحي
 
ملحم، ادمون
 

 

 

النهضة القومية الإجتماعية غرست في نفوسنا المعرفة واليقين والمبادىء المناقبية الجديدة لنصارع بها قوى الذل والخنوع والباطل والشر والطغيان وقوى التفرقة والظلام والحزبيات الطائفية... قوى الحقد والنفاق والتكاذب والتدجيل والإستغلال .

 

والنهضة القومية الإجتماعية علمتّنا ان نعشق حياة العز والشرف وأن نصارع من أجلها، من أجل ان ينعم شعبنا بأسره بحياة حرة كريمة لا مكان فيها للقتل والذبح والهدم والعنف والخوف والتكفير ولا للفقر والبطالة والإستعباد والإستبداد والجهل والتخلف والإنحطاط والفساد...

 

هذه النهضة القومية العظيمة زرعت في نفوسنا الوجدان القومي والأمل بالمستقبل والإيمان العظيم وفيض من الحب الذي به وحده يحيا الإنسان وتبنى الأوطان والذي يقول فيه سعاده: "متى وجد الإنسان الحب فقد وجد أساس الحياة والقوة التي ينتصر بها على كل عدو".

 

هذا الحبُ العميقُ الكامنُ في جوهرِ المناقبِ القوميةِ الصافية هو حب النفوس الجميلة المؤمنة التي تشترك في فهم جمال الحياة، هو حب النفوس المصمّمة على الوقوف معاً في تحقيق غاياتها ومطالبها العليا في الحياة، هو حب الأرض والمجتمع والإنسان، حبِ العملِ والإنتاج والبناءِ، حبِ الخَلْقِ والتفوق والإبداعِ، حبِ العطاءِ والتضحيةِ حتى الفداءِ، حب العزةِ والكرامةِ والحياةِ الحرةِ الشريفةِ، حب البطولةِ والموتِ متى كان طريقاً للحياة.

 

بهذا الحبُ السوريُّ المدرحي الذي يملأ نفوسنا صدقاً وإخلاصاً ووفاء.. بهذا الحبُ الكلي المرتبط بالنظرة الفكرية الجديدة إلى الحياة والكون والإنسان نعمل ونصارع ونجاهد للإرتقاء بالأمة وتحسين حياتها بجميع وجوهها.. وبحافز الحب القوي لسورية وجمالها نبذل التضحيات ونقاتل أعداء الأمة الطامعين بحقوقها وخيراتها وفي طليعتهم الصهاينة المجرمين الذين يغتصبون الأرض ويشرِّدون الشعب ويمارسون أبشع أنواع القهر والإرهاب.. نقاتلهم بالدماء الحارة التي تجري في عروقنا من أجل ان تنال سورية حريتها وتحقق سيادتها على نفسها فننعم عندئذ في الحب الحقيقي و"يصبح الحب السوري حب أحرار لا حب عبيد".

 

نحن نؤمن بنفوسنا وحقيقتنا وننهض بحب عظيم لشعبنا لا حدود له وبمنافب جديدة تبغي الخير العام والتفاني من أجله.. ننهض بقيم الخير والحق والعطاء ونعمل بعزم وإيمان وتفانِ وإخلاص وببطولة ساحقة للأهواء والنزوات الفردية.

 

نحن جماعة أخلاق وصراع تحب الحياة وتواجه ما يعرقل مسيرتها بمناقب البطولة والتضحية والفداء لا تخيفنا ضغوطات ولا تثنينا صعوبات.. أحياناً كثيرة نتلقى إساءات وضربات فنتألم ونصبر "ولكننا لا نذلّ ولا ننسحق"[1] وأحياناً اخرى يساءُ فهمنا ولكن نحن لا نحقد على الذين يسيئون إلينا ولا نبخل عليهم بالمحبة القومية وبالعز القومي الذي ننهض به لأن زعيمنا أوصانا: "إذا غلط ابن أمتك فلا تجعل من غلطه سبباً لعداوة داخلية، بل اعمل على إصلاحه."[2] والحق نقول، إن إساءة فهم الآخرين لنا لا تدفعنا للتراجع والإحباط فكما يقول المعلم: "سواء أفهمونا ام أساؤوا فهمنا فإننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها."[3]

 

 

 

[1] رسالة إلى وليم بحليس بتاريخ 17/03/1941. أنطون سعاده، الآثار الكاملة – الجزء الثامن 1941، ص 231.

[2]  أنطون سعاده، الآثار الكاملة – الجزء الثالث 1937، الطبعة الأولى، بيروت 1978، ص 77.

[3] المرجع ذاته، ص 52.

 
التاريخ: 2021-05-31
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro