مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
عالأوف مشعل(*)… العثماني بين الأمس واليوم
 
جلبوط، رامي
 

 

 

 

صعد الخطيب منبر المسجد الجديد القديم بهدوء، وهو يمتشق سيفه المستعمل كرمز “لفتح” القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية على يد القوات العثمانية منذ مئات الأعوام. كانت قلوب ملايين المسلمين المتعبين حول العالم متعلقة بمشهد خطواته على درج المنبر، وتخفق مع خفقات السيف المسلط مرة أخرى، تراقب بشوق ظهور المخلص الجديد كلما جاءت صورته على الشاشات وهو يرتل القرآن ويرنو بعينيه إلى الخطيب ليتابع خطبته باهتمام.

 

إنها صلاة الجمعة الأولى في جامع آيا صوفيا، الكاتدرائية السابقة والرمز السابق للكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية، تعود اليوم لتصبح جامعاً من جديد، وترسل من خلالها السلطة التركية مئات الرسائل لكل العالم. مخلفة وراءها ملايين الأسئلة حول الطريق الذي تسير فيه السلطة التركية وماهية الدور الذي تحاول أن تلعبه في السياسة الحديثة.

 

في الحقيقة، الكثير من هذه الأسئلة قد تمت الإجابة عليها مسبقاً، من قبل الأتراك أنفسهم، فهم على اختلاف توجهاتهم السياسة، لم يوفروا الفرصة للتعبير عن رفضهم لحدود تركيا الحالية. وفي كلمة مصورة ومنتشرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدث بصراحة أن حدود تركيا الحقيقية (كما يراها) أوسع بكثير من حدودها الحالية، مؤكداً على الرابطة الروحية مع أبناء المناطق والمدن خارج هذه الحدود والذين تعلقت قلوبهم مع الميراث العثماني ويتمنون عودته. إذاً فإن المشروع التركي الحالي وبلسان القادة الأتراك يذهب إلى إعادة السيطرة والسيادة التركية على حدود الدولة العثمانية السابقة وهو ما يتمناه أبناء هذه البلاد أنفسهم بحسب تعبير أردوغان.

 

إن المتابع للنقاشات الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين أبناء المشرق في مختلف كياناته، يجد بلا شك أن الأصوات التي تنادي بالعودة إلى الانضواء تحت ظل الخلافة العثمانية الجديد أصبحت تتعالى بالفعل، فهناك الكثير من أبناء أمتنا من أبدى الندم على قيام ما سمي بالثورة العربية الكبرى، وخيانة الخلافة العثمانية والاستقلال عنها، ويمكن للباحث بعمق في سبب هذه الردة إلى العثمنة أن يستنتج بسهولة أن الدافع الرئيس وراءها هو الواقع المرير الذي يعيشه أبناء هذه الدول المشرقية والمستمر لسنوات طويلة، وأحلام أبناء هذه الدول في حياة كريمة مستقرة يعتقدون أن الدولة العثمانية الجديد قادرة على توفيرها لهم.

 

إن عقوداً طويلة من الذل والهوان والفاقة وفقدان الأمل جعل أبصار هؤلاء ترى في القائد العثماني الطموح الساعي لإعادة أمجاد امبراطورية الأجداد السالفة، فرصة قد تساعدهم في الخلاص من هذا الواقع، خصوصاً مع جو الحريات والتقدم والديموقراطية والاقتصاد القوي الذي تروج له الدولة التركية الحديثة بقيادة أردوغان. ولم يجد أبناؤنا من رابطة يستطيعون من خلالها اللحاق بركب هذه الدولة المتوسعة إلا الروابط الدينية، خصوصاً مع يقين الكثير منهم أن الهوية العثمانية الجديدة ستعيد لهم أمجاد تلك الإمبراطورية فيخضع قادة أوروبا أمام الخليفة الجديد، تماماً كما استطاع الخلفاء القدامى سابقاً إخضاعهم. ولكن هل هذا ما حصل بالفعل عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في أوج قوتها؟ هل حقاً كان أبناء هذه البلاء يعيشون برخاء واستقرار في ظل الإمبراطورية العثمانية البائدة؟ في محاولة الإجابة على هذه الأسئلة سنلقي نظرة على الحياة في ظل الحكم العثماني في المنطقة ككل وفي فلسطين على وجه الخصوص.

 

تأسس مجلس المبعوثان العثماني (البرلمان) في العام 1877 على يد السلطان عبد الحميد، وبدأ المجلس أعماله بنشاط وحيوية خصوصاً أنه أول تجربة ديموقراطية ناتجة عن أول تجربة انتخاب في تاريخ المنطقة، ناقش المجلس مشروعات قوانين منها قانون الصحافة والإعلام، قانون عدم مركزية الحكم، وقانون الانتخابات، وكان السلطان قد وزع التمثيل في المجلس على الشكل التالي: 71 مقعداً للمسلمين، 44 مقعداً للمسيحيين، وأربعة مقاعد لليهود. وقبل أن يبت المجلس بأي من مشاريع القوانين التي كان يعمل عليها، وبعد أحد عشر شهراً فقط على انطلاقه، صدر قرار السلطان عبد الحميد بتعطيل المجلس، واستمر التعطيل ثلاثون عاماً ليعود للانعقاد في منتصف العام 1908.

 

كان تمثيل فلسطين في هذا المجلس هو أول تجربة برلمانية للبلاد في تاريخها، حيث كان في البداية هناك نائب واحد عن فلسطين في الآستانة عن منطقة القدس، وهو النائب يوسف ضيا باشا الخالدي، أما برلمان عام 1908 فقد مثل فلسطين فيه كل من سعيد الحسيني عن القدس، حافظ السعيد عن يافا، أحمد خماش عن نابلس، وأسعد الشقيري عن عكا، أما في انتخابات عام 1912 فقد مثل فلسطين كل من روحي الخالدي وعثمان النشاشيبي عن القدس، أحمد عارف الحسيني عن غزة، حيدر طوقان عن نابلس، أسعد الشقيري عن عكا، وفي انتخابات عام 1914 فقد ارتفع تمثيل نواب فلسطين إلى ستة نواب هم راغب النشاشيبي، سعيد الحسيني، فيضي العلمي، توفيق حماد، أمين عبد الهادي و عبد الفتاح السعيد. وقد بلغ مجموع النواب الفلسطينيين في المجالس العثمانية أربعة عشر نائباً، والجدير ذكره أنه وعلى الرغم من أن الرعايا من أبناء المنطقة من غير الأتراك احصائياً كانوا يفوقون الأتراك عدداً بمراحل، ومع ذلك فإنهم لم يتمثلوا بأكثر من 25% من البرلمان الذي بلغ عدد أعضائه 273 عضواً.

 

هذه الفكرة الأخيرة تلخص تاريخ فلسطين والمناطق غير التركية مع الدولة العثمانية. هذه الدولة التي بدأت كاستمرار للدول التي سبقتها من ناحية الهيكلية ونظام الحكم الفردي الشمولي والذي يتمتع به الحاكم بالسلطتين الدينية والدنيوية، وتكون قراراته غير قابلة للنقاش أو المراجعة حيث أنها تتمتع بصبغة إلهي. لقد أدرك العثمانيون مبكراً جداً أهمية الخطاب الديني في ضمان خضوع الشعوب التي سيطروا عليها واستعمروها، فأصبحت حروبهم التوسعية فتوحاً دينية ظاهرها نشر الإسلام وأصبحت الضريبة زكاة واجبة.

 

غير أن الحال لم يدم طويلاً، فباستثناء فترة حكم السلطان سليمان القانوني، الذي استمر عهده قرابة خمسة وأربعين عاماً، تميزت بسطوته وجبروته وقوة شخصيته ونفوذه الواسع الذي استطاع من خلاله توسيع رقعة الإمبراطورية إلى أقصى اتساع لها. باستثناء فترة حكمه هذه، فإن الإمبراطورية العثمانية لم تعرف الهدوء طوال فترة سيطرتها على بلادنا.

 

لقد تعامل العثمانيون مع بلادنا على أنها مستعمرات تضمن لهم تدفق الخيرات والموارد على اختلاف أنواعها، وضمان هذا التدفق يكون فقط في بقاء هذه الشعوب على حالها. فلم يهتم العثمانيون بالتعليم إلا في مراحل متأخرة جداً من حكمهم وخصوصاً بعد الضعف الذي أصاب جسد الرجل المريض وبدء المدارس التبشيرية والجامعات المدعومة من حكومات أجنبية بالظهور في بلادنا. قبل ذلك بقي التعليم بدائياً جداً طوال قرون من حكم العثمانيين، وكان بمعظمه يقتصر على مبادئ التعليم الديني. أما في الشأن الاقتصادي، فلقد أرهق العثمانيون سكان المناطق غير التركية بالضرائب التي كانت تتفاوت شدتها بحسب حالة الإمبراطورية السياسية. ففي أوقات الحروب أصيبت بلادنا عدة مرات بالمجاعات التي ضربتها، حيث لم يجد الناس ما يأكلونه عندما سخرت الدولة كل الموارد الاقتصادية لتمويل حملاتها العسكرية، مع العلم أن المناطق التركية لم تتأثر أبداً بهذه الأحداث ولم يحدث يوماً أن ضربتها المجاعة أو فرضت على المواطنين الأتراك ضرائب مرهقة جداً مثل تلك التي فرضت على الرعايا من المناطق غير التركية. أما في الممارسة البرلمانية والديموقراطية، فكما أسلفنا أعلاه فإن تلك التجربة جاءت خجولة ومتأخرة جداً. فعلى سبيل المقارنة مثلاً، تأسس البرلمان البريطاني في أوائل القرن الثالث عشر ولا يزال مستمراً حتى اليوم وإن مر بمراحل وصراعات سياسية كثيرة كانت نهايتها تكريس الديموقراطية في بريطانيا، في حين مرت الإمبراطورية العثمانية بتجربة خجولة في بدايات القرن العشرين.

 

شهدت فلسطين تمردات عديدة ضد الدولة العثمانية، كانت بغالبيتها محلية وذات أثر محدود وقمعت بسرعة باستثناء تمردين مسلحين واسعين.

 

كان التمرد الأول بقيادة ظاهر العمر الزيداني الذي ولد في نهاية القرن السابع عشر، وورث مهنة أبيه في كونه ملتزم صغير، أي متعاقد. وقد عملت الدولة العثمانية بنظام التعاقد في جميع المقاطعات غير التركية التي كانت تحت نفوذها حيث كان المتعاقد يسدد الضرائب المطلوبة للدولة من ماله الخاص على أن تسمح له الدولة باسترداد هذه الضرائب من السكان المحليين مباشرة وهو ما كان يضاعف حجم الضرائب على السكان عدة مرات.

 

عمل الزيداني على زيادة نفوذه في منطقة سنجق صفد من خلال عقد التحالفات مع القبائل البدوية التي كانت في المنطقة، ومن خلال هذه التحالفات استطاع تشكيل جيش صغير بدأ من خلاله بتكوين قوة رادعة في فلسطين مستغلاً انشغال الأتراك بحروبهم مع روسيا، واستطاع ضم حيفا ويافا واللد ونابلس إلى نفوذه. ولكن وبعد مناوشات عديدة استطاع الأتراك القضاء على حركته بواسطة جيش كبير تم تجهيزه لذلك وكان ذلك الجيش بقيادة أحمد باشا الجزار الذي قاد التمرد الثاني ضد الدولة العثمانية.

 

كان الجزار مملوكيا بوسني الأصل عُيّن والياً على ولاية صيدا وعلى ولاية دمشق بشكل متقطع حيث تحدى العثمانيين وقام بتقوية نفوذه في المنطقة وسيطر على جميع القوى المحلية في فلسطين وجبل لبنان وبرز بشكل أكبر من خلال تصديه لحملة نابليون بونابرت على فلسطين وهزيمته على أسوار عكا.  بعد دحر نابليون عاد الجراز ليوسع نفوذه وفرض سلطته على كامل فلسطين وجبل لبنان ودمشق واتسمت

 

فترة حكمه هذه بالبطش الشديد وإرهاق السكان بالضرائب لتعويض الخسائر التي لحقت بجيشه في الحروب التي خاضها. مات الجزار فجأة في العام 1804 وخلفه مملوكه سليمان باشا الذي لقب بالعادل حيث ساد الاستقرار خلال حكمه وخفف الأحمال عن السكان المحليين إلى أن انتهى كل هذا مع قدوم حملة إبراهيم باشا الذي أرسله أبيه محمد علي باشا من مصر ليضم بلاد الشام إلى حكمه ودحر العثمانيين حيث بدأت معه مرحلة جديدة.

 

وبتحليل هذا الصراع المستمر نجد أن الأمور خلال الحكم العثماني لم تكن أبداً بالرخاء والاستقرار الذي يحاول أن يروج له العثمانيون الجدد وأتباعهم في المنطقة اليوم، حيث أن الاضطرابات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كانت قد بدأت خلال مرحلة مبكرة من الحكم العثماني واستمرت حتى أفول الإمبراطورية مع نهاية الحرب العالمية الأولى. وأفضل تلخيص للواقع المرّ الذي عاشه المشرق السوري خلال هذه المرحلة ما ذكره قسطنطين بازيلي في كتابه المهم جداً “سورية وفلسطين تحت الحكم العثماني” حيث يقول:

 

إن العرب لا يتعاطفون أبداً مع الفاتحين الذين حولوا مهد عظمة الإسلام – الخلافة القديمة بتقاليدها المقدسة – إلى إقليم تابع لإمبراطوريتهم المحاربة. لكي نقدّر بشكل أصح الأهمية السياسة لهذا القوم العربي، الذي أطنبوا في الحديث عنه لسنوات، ينبغي أن نتذكر أن القبيلة العربية، أقدم قبائل العالم وأكثرها نفراً، لم تستطع يوماً أن تشكل شعباً واحداً ودولة واحدة، وفي عهدها الباهر لم يستطع إلا كلمة القرآن المتقدة أن ترص في كتلة واحدة القبائل المشتتة منذ القدم بحكم تكوين أراضي شبه جزيرة العرب نفسه، هذا الأرخبيل من الواحات في بحر من الرمال الذي تمخره كالأساطيل قوافل الرعاة والمحاربين، ومن فتور التعصب ضعفت أيضاً أواصر الاتحاد الروحي والمدني لهذه القبائل، ويكاد عداؤها المتبادل في زماننا أن يكون أقوى من كراهيتها المشتركة للأتراك، ومهما كان الأمر، فإن هذه النزاعات الموروثة محلياً بين القبيلة والأخرى، بين سكان الحجاز وسكان اليمن، بين السوريين والمصريين، بين رحل شرقي الأردن وقرويي الساحل السوري، بين الجبليين اللبنانيين وجبليي نابلس، هذه الضغائن التي غذّاها في سوريا في أغلب الحالات أمراء الإقطاع واختلاف الأديان، تشكل كما هو واضح، عربوناً للسيطرة التركية على كل هذه القبائل، ولنفوذ الباشوات الأتراك سواء أكانوا خداماً للباب العالي أم أتباعاً متمردين مسلحين، شأن باشا مصر.

 

إن مآثر فخر الدين وضاهر العمر، شأن الاضطرابات الدينية السياسية القريبة العهد للقبائل العربية تحت تأثير تعاليم عبد الوهاب، كانت – في رأينا – المحاولات الوحيدة من أجل البعث السياسي للعنصر العربي على امتداد سبعة قرون منذ أيام السلجوقيين إلى الآن، ولكن هذه المحاولات نفسها لم تؤد، كما رأينا، إلا إلى تقوية النفوذ التركي، ومن المحتمل جداً أن القبائل العربية قد حكم عليها أن تبقى أمداً طويلاً أيضاً تحت الوصاية التركية”.

 

من الصادم حقاً أن تجد كلام بازيلي أعلاه يتكرر حرفياً اليوم بحذافيره، حتى بعد مئة عام على خلاص  بلادنا من سطوة العثمانيين الذين كانوا سبب تأخرها عن ركب الحضارة العالمي باسم الدين.

 

أما القول الفصل في كل هذه الرواية، فقد جاء على لسان شابة قروية بسيطة، من خلال بضع أبيات شعبية وثقت فيها علاقة أبناء بلادنا مع التركي، وتروي فيها قصة ذلك الشاب ابن قريتها، مشعل، الذي أحبها وأحبته، ولكنه اضطر للهرب خوفاً من “الأخدعسكر” وهي العبارة التي وصف بها المحليون عملية سوق الشباب للتجنيد الإجباري في جيش الدولة العثمانية للقتال في حروبها خلال فترة السفربرلك والتي لم يعد منها سوى قلة قليلة من الشباب في حين قضى البقية غرباء في أرض لا يعرفونها يخوضون حرباً ليست لهم.

 

غنت تلك الصبية حبيبها، ووصفت على لسانه لحظة القبض عليه من قبل قانون تركي (كان الدرك الأتراك يطلق عليهم لفظ قانون في تلك الأثناء) فقالت:

عالأوف مشعل أوف مشعلاني

ماني تبليته هو اللي تبلاني

أنا شفت واحد واقف جنب البركة

حاكيته عربي جاوبني بالتركي

نسوان بتغني والأطفال بتبكي

مع مين تحكي تركي أو ألماني

  • –     – 

أنا شفت قانون جايي من بعيدي

وجيت أهرب ما طلع بإيدي

قال لي: (الوثيقة) ناولته مجيدي

لطش المجيدي وقلي انت فراري

 

 

فعندما كان مشعل عند نبع الماء، ينتظر قدوم حبيبته، وإذ بالعسكر التركي يلقي القبض عليه، وعندما حاول مشعل رشوته بأن ناوله ليرة ذهبية مجيدية، أخذ العسكري التركي الليرة ومع ذلك أخده للسوق للجندية. لتكمل الحبيبة نحيبها على حبيبها الذي لم يعد.

 

أنا شفت مشعل ماشي وسط الحارة

يا خدود مشعل تفاح بسحارة

لما أجونا الانجليز بالطيارة

ضربوا العنابر وضربوا الألماني

  • –     – 

الله يزيلك يا غراب البين

فرقت ما بين حبيبي وبيني

وين جيت نحو الدار بكت عيني

ونزلت دموعي ع ربعي وخلاني

 

وكما نلاحظ فإن هذه المقاطع من التراث الشعبي الفلسطيني الذي لا يزال متداولاً حتى الآن تحمل في طياتها الكثير من الدلالات السياسة والاجتماعية، من تحالف الأتراك والألمان خلال الحرب العالمية الأولى واستهداف الإنكليز للمنطقة، والأهم هو وصف العلاقة ما بين المحتل التركي والمواطن المحلي بدقة بحيث تظهر تمني الفتاة للحظة التي يزول فيها هذا الاحتلال الظالم.

 

لم تكن الحياة في ظل الحكم العثماني كما يتخيلها أبناء جلدتنا اليوم، فقد كانت حافلة بالمظالم والقهر والفقر والحروب التي لا طائل منها والتي لم تعد على المواطن بأي نفع. فبأي آلاء ربكما تحدثان؟

 

* أغنية عالأوف مشعل لفرقة “صول” الفلسطينيةhttps://www.youtube.com/watch?v=qIzUIEmCk58

المراجع:

  • The Fall of The Ottomans, the Great War in the Middle East by Eugene Rogan
  • سوريا وفلسطين تحت الحكم العثماني، تأليف قسطنطين بازيلي.
  • الديموقراطية والتجربة البرلمانية الفلسطينية تأليف أحمد قريع.
  • دراسات في الشعر الفلسطيني تأليف علي محمد عودة.

 

 
التاريخ: 2021-05-31
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: مجلة الفينيق
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro