مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
رؤيا في صور (11)- المغترب القسري (1939 – 1947)
 
سعاده، صفية
 

 

 

غادر سعادة لبنان سرّاً وزار فلسطين قبل سفره باتجاه البرازيل بحراً. ومن مفارقات القدر أن سعادة سيتبع الطريق نفسها التي سار عليها والده مرغماً أيضاً من السلطات الفرنسية. ففي عام 1908 اختلف خليل سعادة مع القنصل الفرنسي بعد أن دعاه سعادة للمساهمة في إنشاء مستشفى وطني في بيروت إبان حكم السلطنة العثمانية. رفض القنصل الفرنسي المساهمة بالرغم من قبوله الدعوة، فكتب خليل سعادة مقالة انتقد فيها القنصل وموقف فرنسا، ما أثار حفيظة بعض الموارنة الذين قرروا التخلص من خليل سعادة، فما كان من السلطات العثمانية إلا أن تمنّت عليه مغادرة البلاد حفاظاً على نفسه وعائلته، فغادر إلى القاهرة وبقي فيها حتى عام 1913 حين توفيت زوجته نايفة نصير، فتكفّلت زوجة سعد زغلول بالاعتناء بالأطفال السبعة إلى حين تدبّر أمور والدهم. حنو واهتمام زوجة سعد زغلول بالأطفال تركا أثراً بالغاً في قلب أنطون سعادة الذي كان يحب والدته حباً جماً، فسمّى ابنته البكر «صفية» عرفاناً وامتناناً لهذه السيدة النبيلة.

 

وكما غادر الأب مصر متوجهاً إلى الأرجنتين فالبرازيل، سيجد أنطون سعادة نفسه في المسار ذاته لكن بشكل معكوس، فيصل البرازيل لينتهي به المطاف في الأرجنتين. وكما ترك خليل سعادة القاهرة عام 1913 وما لبثت أن نشبت الحرب العالمية الأولى في السنة التالية، كذلك سعادة حطّ في الأرجنتين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية! والاثنان اختارا منطقة محايدة في أميركا اللاتينية، وامتنعا عن الإقامة في الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا.

 

اختار انطون سعادة البرازيل لأنه أمضى فيها عقداً من الزمن وله معارف كثيرة وصداقات بين المثقفين «السوراقيين»، كما يحظى والده بتقدير كبير من الجالية العربية هناك. ما إن وصل ساو باولو حتى عمد بعض المناوئين لفكره إلى إبلاغ السلطات البرازيلية بأن وجوده يشكّل خطراً، فطلبت من سعادة مغادرة البلاد، ولم يكن أمامه من طريق إلا الذهاب إلى بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين.

 

لم تكن الجالية العربية في الأرجنتين بالمستوى الثقافي الموجود في البرازيل، فجلّ «السوريين» يعملون في التجارة. ومع ذلك لم ييأس سعادة بل عكف على تجميع القوميين، وباشر بإنشاء جريدة انطلاقاً من البرازيل حيث تولاها بعض معارفه.

 

راجع الحلقة العاشرة

 

 

 

 

تعرّف في العاصمة إلى جولييت المير التي تخرّجت لتوّها ممرضةً ونوت التخصص طبيبةً في قسم الأشعة، وهي الآتية من طرابلس الشام بعد أن هاجر أهلها مع نهاية القرن التاسع عشر. اهتمت جولييت بمبادئ سعادة لأنها كانت متحمّسة جداً لوطنها الأم، وتفتش عن طريقة للانخراط في عمل وطني، فتزوجا عام 1940. بقيت جولييت تمارس عملها كممرضة بعد زواجها، بينما زوجها يعمل دون أي مقابل مادي لبناء حزب وطني، ودفع المغتربين والمغتربات الى مؤازرة وطنهم الام.

 

 

 

 

 
التاريخ: 2025-11-18
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2025 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro