لمواجهة الاستعمار الغربي، لم يكن من بدّ العمل على إلغاء اتفاق سايكس-بيكو البريطاني-الفرنسي وتحديد معالم هذه الأمة «السوراقية». كان سعادة قد سمّاها في ثلاثينيات القرن الماضي «سورية الطبيعية» لأن حدودها تصل، بالنسبة إليه، إلى نهر الفرات، إلا أنه وبعد إجراء دراسات مستفيضة، وجد أن العراق هو جزء من هذه الحضارة لأن الصحراء الفاصلة بين هذين البلدين في الوقت الحاضر لم تكن موجودة في تاريخ الهلال الخصيب القديم أو الوسيط، ما يعني التواصل الحضاري، فأدخل العراق عام 1947 كجزء من هذه الدولة-الأمّة، وأبدى استعداده لتغيير الاسم من سورية الطبيعية إلى "سوراقيا".
حين عاد سعادة من الأرجنتين عام 1947، استأجر منزلاً له ولعائلته مقابل مستشفى خالدي في منطقة رأس بيروت، ومن الصدف أن ساطع الحصري، القومي العربي، كان يقيم في الطابق الثالث، بينما أقام سعادة في الطابق الأول.
أخبرني خلدون، ابن ساطع الحصري أنه حين عرف والده بأن سعادة اعتمد وحدة «سوراقيا» سُرّ كثيراً واعتبر أن ذلك يشكل تقارباً كبيراً مع رؤيته.