مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
الدنيا في نظر سعاده سِباقٌ نحو القمّة
 
الدبس، ربيع
 



قد لا تكون سحر عدنان خليفة بحاجة الى تعريف سيرتها وهي نائلة جوائز الإبداع الأدبي من غير دولةٍ وهيئة. يشغلها موضوع تحرير المرأة منذ صِباها، ويَسكُنُها المُحرّك الخلاّق لنقل الواقع النسائي المرير الى مُرتجىَ أرقى وأفضل، بدءاً من روايتها الأولى «لم نعد جواريَ لكم». تُجيد التحرّك بين الماضي والحاضر، بين التراث المنقول والإبتكار الذي يفرضُ نفسه. وهي لا تجدُ غضاضةً في كسرِ القيود متى كان ذلك مُفيداً، خصوصاً عندما تجتاحُها حوافزُ الثورة، فالثورةُ لا يحتكرها العمل السياسي بل هي تتنفّسُ أيضاً في الأعمال الفنيّةِ والأدبية والفكرية والأخلاقية. لكنّها تُعلن «بملء الفم أنّ الأحزاب والتنظيمات الحزبية ضرورية جداً». وتعتبر خليفة أنّها تحرّت سجلَّ البطولات والهزائم في تاريخنا المعاصر فبدأت بعزّ الدين القسّام في روايتها « أصلٌ وفصل» ثمّ إنتقلت الى عبد القادر الحُسيني في « حُبّي الأول» قبل أن تتقدّم الى أنطون سعاده في "أرض وسماء"*


تحبك سحر خليفة تكنيكها الروائي في مؤلَّفها الجديد. أمّا الشخصيات الرئيسة كأمين وربيع ونضال وليزا، فتبرمج الكاتبة مقارباتها ومواقفها من الشخصية التاريخية لمصلحة الموضوعية الواجبة للرواية.

 

تُقر ابنة فلسطين المقيمة في الأردن أنّها كانت غريبة عن مشروع سعادة النهضوي، وبناء عليه فقد قرأت مُتأخرةً الكثير عن مطلق هذا المشروع فوجدت أنّها « أمام عبقرية لم تأخذ حقّها في التاريخ لأنّ التاريخ لم ينصفها». وفي مقابلةٍ مع صحيفة «السفير» بتاريخ 2 10 2013 قالت خليفة : «لم أكن واثقة من أنّ عملي سيُلاقي صدىً مُفرحاً بهذا الشكل. كنتُ خائفة لأنّ الكثيرين نبّهوني الى ما في شخصية سعاده من خطورةٍ ومآزق. كثيرون حاولوا أن يثنوني عن الإقتراب منه ومعالجته. لكنّني بعد دراسةٍ وتمحيص وتعمّق وجدتُ أن سعاده غير ما يصفون على الإطلاق، وأنّ دوري كباحثة وكاتبة ملتزمة قضايا الوطن والأمة أن أعيد هذه الشخصية المتميّزة الى الحياة عبر تجسيدها فنيّاً ليعرفهُ الناس عن قرب ويُحبّوهُ ويحترموهُ ويفخروا بهِ كمناضلٍ ومُفكر ثوري سبقَ عصرهُ، وأعتقد أنّي نجحت».

 

لا يُساورنا الشّك في أنّ الكاتبة نجحت في تقديم الرجل بصورته الحقيقية المشرقة. وقد يكون تجسيد سعاده فنياً أمراً مطلوباً ومستحباً باستمرار، لكنّ خليفة لم تتنبّه على الأرجح الى أنّ سعاده لم يغادر الحياة ليُستعاد. إنّه نابضٌ في حزبهِ وفكرهِ ووجدان أمّتهِ، وفي مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الأحياء، المدين كلُّ واحدٍ منهم له، بتحوّلهِ من مخلوقٍ طائفي مُغلق الى إنسانٍ عقلاني جديد، خصوصاً في صدقية طرحه وقدوة استشهاده.

 

لقد أدركت الكاتبةُ المبدعة، النابلسية المولد، العربية المدى، عمودية البعدِ الفلسطيني في الملحمة القومية التي سطّرها سعادة وحركته القومية بالأقلامِ والدماء والأرواح. لعلّها أرادت في «أرض وسماء» دعوة الناس الى الاعتبار من التاريخ، صوابه وخطئه، نجاحه وإخفاقاته، خصوصاً لجهة الارتهان الى الخارج وإسقاطاته التفسيخية ومؤسساته الفئوية المتلبّسةِ أحياناً بالدين والطائفة والمذهب والطبقة والعصبية الضيّقة. لعلّ تلك الآفات بل اللعنات هي الوجهُ الآخر للمحرّضات الثقافية والنّفسية التي أيقظت في الأديبة المقاوِمة إحساساً واعياً بالظلم، كما أثارت فيها كوامن النقمة على الواقع ، والشغفَ الآسر بالتغيير.

 

تتردّدُ في ثنايا الرواية كلمة شظايا، بما في ذلك شظايا الناس. فكأنّ الكاتبة يئست، أو كادت، من انطلاقة جديدة للحياة يتصدّرُها العمران وتتراجعُ فيها الشظايا. وتُشير خليفة في مطلع الرواية الى الإدمان على النكبات : نكبة التهجير، ونكبة الرحيل، والمنفى .. ثمّ نكبة الهزيمة. «هزمَنا العَرَبُ واليهود، وهَزَمنا الزمنُ المتردّي وحصار الوقت». هُنا أيضاً يستغربُ القارئ كيف أغفلت الروائية المحطات المضيئة من مقاومة شعبنا للاحتلال ، وكيف أنّ هذا الشعاع الذي بدأ خافتاً أخذ يكبر ويسطع كما لو أنّه البرق الذي لا ينقطع في ليلٍ غلبَت ساعاتُ ضوئه أوقات عتمته.

 

ترمي الكاتبة إحدى شِباكها في البركة الطائفية الراكدة بين الكتائب والنجادة منذ النصف الأول من القرن الماضي: «مِللٌ وطوائف في لبنان وكلُّ مِلّةٍ لها قادةٌ وشيوخ رعيةٌ، وطبعاً زعران. القادةُ من فوق يُخططون والعامّة من تحت يُنفذون». وهي تتعمّد إيراد ذلك الفصل الأسود من تاريخ الشارع اللبناني توصيفاً لواقع، وتبليغاً لمرتجى مفاده جمهوريةٌ مدنية بلا أنفاق وحواجز لأنّ الدين لله والوطن للجميع، من دون التعتيم على واقع يبرزُ فيه المدني مُثقفاً بالدين، والمتديّن مثقفاً بالوطنية وقيم المجتمع المدني. هذه، مثلاً، عيّنةٌ من مواعظ الشيخ الذي اختارتهُ المؤلفة: «إنّ لبنان قطعة حلوى مثل فلسطين، ومن لهُ أسنان يأكلها».

 

لا يقتصر المشهد الروائي لدى الكاتبة المثقّفة على لوحاتٍ شعبية أو تفاصيل سياسية أو مصالح إقتصادية، ولا على إقتناعاتٍ دينية معمّقة أو مسطّحة. فهي تُغربلُ الموروث الثقافي لشخصيات الرواية الملازمة أو لنماذجها الهامشية العابرة، فتخوضُ عباب العدالة في وجه الاقطاع والاستبداد، وتتأبّط مفاتيح الفلسفة المدرحية، ومعاني الحياة الانسانية، والخبزَ المغمّس بدمٍ مرموزٍ اليه بالخمر. كما تتوقّف عند الغدِ المزروعِ بالرؤى: بناءُ المدارس الجديدة والكهرباء ومياه الشّرب، والمكننةُ الزراعية والمصابع وآلياتُ تسويقِ المنتجات وحدائق الأطفال، وقاعات المهرجانات والاحتفالات وعروض المسرح والغناء والموسيقى ودُور الأوبرا.

 

تستشيطُ قلقاً معرفياً. تنقسم وشخصياتها الفنيّة الى نصفين: النصف الشاعر والنصف المهزوم المهاجر، النصف الحالم والنصف المحاذر، المُتخيِّل ما سيكون والمتذكّر ما نحنُ عليه في الواقع …نصفٌ يرى جمال الدّنيا مُجسّداً بقرى يُزنّرها الاخضرار والأفق الأزرق والقرميدُ الأحمر والحساسين، ونصفٌ يتذكرُ مرأى القسطل وما قاله زعماء الشام ووجهاء القدس، والشّيخُ المعمّم في الدكان، وتهديدات البيك الذي يعتمرُ الطربوش فوقَ المئذنة.

 

ونحنُ نرى، رغم التكرار الذي لا يمكن انكاره في الرواية، أنّ الفكرة عندها تلدُ الفكرة، والصورةُ الصورةَ، والحسرةُ الحسرة … تتحدثُ عن التّيهِ والخريف والمستنقع، عن غزوِ الحنين ونزفِ العواطف، عن أمنيات الصبايا الصغيرات اللواتي لا يعشنَ في الواقع بل في الأحلام. تُعجبها الجملة الشرطية التي لو تحقّق شرطها عن فعل القوة لغيرت وجه التاريخ. تؤلمها ذرائع «التكتيك» المزعومة للهروب من المعالجة، فالأبطال التاريخيون يستشهدون أمّا «المتكتكون» فيَنْفُذون بريشهم. لذلك يوجعك جوابها على السؤال الذي طرحتهُ ياسمين وجاء فيه : «لماذا يُصبحُ الرجلُ بطلاً حين يعجز؟» فتُجيبها همساً، كي لا يسمعَ ربيع : « هذا تكتيك!!». وفي حوارٍ بين بائع الفلافل الشويري والفلسطينيين القادمين سيراً الى جبل لبنان هرباً من الاحتلال «الاسرائيلي»، يتحدثُ البائع عن الدولة الحديثة فيستكثر ربيع عليه الفكرة، فيمتعِضُ بائع الفلافل قائلاً، في إشارةٍ أخّاذة الى سعاده: «هذا منهُ، وهذا لهُ، وهذا وهذا لسورية».

 

من أوراق «أمين» في الشوير أنّ الكاهن قصّ على الضيوف الآتين من فلسطين قصةَ سعاده وقضيتهِ واغترابه ثمّ عودته من المهجر: «سعاده لم يأتِ من فراغ، فقد شهدَ الويلات والكوارث، رأى الفقرَ والتخلّف وحكم الاتراك وسفَر برلك، ثمّ المجاعة الرهيبة وموتَ الآلاف .. في ذلك الجو نشأ سعاده. جاعَ وبردَ وعطِش مثل كلّ الناس، لكنّه لم يستسلم».

 

وفي قصّة الحب المغزولةِ عن «ليزا» الأديبة إدفيك جريديني ، نُقل عن سعاده قوله: «الانسان بما يعرف، لكنّ المعرفة لا تنزلُ مع مطر السماء. المعرفة تأتي بُمحفّز». وفي أحد الأدلّة على قدرة الكاتبة على الحدس والفراسة وخوض غمار التحليل النفسي، تُحسن خليفة على لسان شخصية محورية في الرواية ربيع وصفَ الامينة الأولى- عقيلة سعاده، لحظة وصولها من المغترب ومعها طفلتاها الكبيرتان: «في وجهها شيءٌ من العذراء ،كما في لوحات القيامة والمهد، وبيارق الاعياد في درب الصليب». وقد نشرت الكاتبة بلسان «ليزا» ما أخبرتها إيّاه جولييت المير عن آلام سعادة وآلامها في المغترب قبل الزواج وبعده.

 

أمّا أمين، ناموس سعادة، فتنقل صفحات الرواية قوله عن مُعلّمه: «كلماتٌ تكرج وتتسابق، وأفكارٌ تخرجُ مكتملةً كما لو كانَ روّضها أو جرّبها بمخيّلتهِ … في ذلك الوقت، حين سبقنا لقمّة صنين، قلت: هذا الرجلُ يسبقُ نفسه. الدّنيا سِباقٌ في نظرهِ نحو القمّة، والكلُّ معه، والحزبُ معه: آلافُ الشباب وجموعُ النساء والتّيارات». وفي وصف رحلتهما معاً للشاطئ للسباحة والصّيد، يقول «أمين القحطان» :

 

«حين انتهينا من كلّ ذلك وجلسنا في الشّرفة نتأمل ألوان البحر والمراكب في أفق المغيب، بدأ يحكي. قال : «العاطفةُ لا تبقى، تذوبُ وتتلاشى كرغوةِ صابون، لكنّ العقل هو المرساة، هو الميزان، هو الحكمة. كلّنا كشبابٍ نحبُّ ونهوى. هذا طبيعي من سُنَنِ الحياة. لكنّ الحب لا يكفي اذا لم يقترن بميزان العقل، وبهدفٍ سامٍ نعيشُ لأجله». وتُواصل الكاتبة نبشَ أوراق أمين، القائل في إحدى أوراقه بعد عودة سعادة الى الوطن في أعقاب الحرب العالمية الثانية: «في أقل من عامين على رجوعه قلبَ المعادلة السياسية. أعادَ اللونَ القومي للحزب بعدَ أن كاد يَتَلَبْنَن، وثبّت النظام في المنفذيّات والدوائر وأعاد الثقة الى النفوس» … كانت تلك الأوراق المنبوشة مُقدّمةً لإماطة اللثام عن المخطط الخبيث ضد الحزب، والذي ابتدأ تركيبُ حلقاته في آذار 1949. ولم يكن اعتداء الكتائب على مطبعة الجيل الجديد التي كانَ سعادة يَؤمّها باستمرار الاّ بنداً إجرائياً واحداً في بنود المخطط التنفيذي المعادي الذي بلغَ، بوشمٍ «اسرائيلي»، ذروته التآمرية في اغتياله فجر الثامن من تمّوز. لم تُغفل خليفة حلقات المؤامرة، ولا مراحلها، ولا منهجية تصعيدها، ولا الصعوبات الموضوعية التي واجهت سعادة في عملية التصدي لها، ولا لحظاتها الدقيقة. ففي الزيارة التي نسّقتها «ليزا» عام 1949 في الشام مع عمّها الوزير العلّامة، «بدأ سعادة بشرح الوضع من أوله الى آخره، أي منذ قدومه من المهجر، وكيف استقبلته الحكومة بالشّك والعداوة والتّرصد ومذكرّة التوقيف، واختبائه في الجبل، والكبسيات، ثمّ تزوير الانتخابات، وأخيراً اعتداء الجمّيزة وما تلاهُ من اعتقالات وتنكيلٍ بأعضاء الحزب، وحرقٍ وتدمير للمكاتب والمنازل والممتلكات. وخلصَ الى القول انّ لا بدّ من الثورة لأنّ الوضع باتَ لا يُحتمل. الفساد، والطائفية، والاقطاعية، والرجعية، والتعدّي على الحريات، ثمّ الضربة التي تلقّاها الحزب، كل ذلك يُحتّم علينا القيام بالثورة».

 

وحاولَ الوزير العلّامة محاولةً جادة ثني سعادة عن قراره، بفعل تشكيكه بالوعود والعهود التي قُطعت لسعادة بدعم ثورته ونُصرتها، وبسبب التهيئة غير الكافية لمتطلبات الثورة، لكنّ مؤسس النهضة أصرّ على الثبات وصدقية الالتزام، وعدم التراجع عن متطلبات الواجب القومي تجاه الحزب والمُحازبين والقضية والأمّة. عندها قال الوزير بألم الأعزّاء: «رجلٌ مؤمن، كم نحنُ بحاجةٍ لأمثاله»!!

 

ثمّ تقفل الكاتبة عائدة الى نصٍ منسوبٍ لسعادة مفاده أنّه كان واثقاً بالشعب وبالحق، «ولو لم أفعل لما كنتُ هنا، ولما جئتُ أصلاً من المهجر ولا بقيتُ هناك أنعمُ بالراحة والاستقرار. لكنّني جئتُ لأنّي مؤمن». كما تنقل الدكتورة سحر خليفة عن «ليزا» في إحدى رسائلها الى «أمين» الذي لعلّه هشام شرابي أنّ سعادة «أعطى كل شيء … ولم يأخذ».

 

لكنّ الأمر «الاسرائيلي» كان قاطعاً لشركاء المؤامرة. كان أمر «موشي شاريت» أقوى من أن يرفضه ضابطُ الانقلاب المتورّط، لأنّ كتفيهِ صغرتا، ونجومه انطفأت بداعي خِسّته وعمالته. هكذا جرت فبركة التّهم الجاهزة لسعاده، كما جرى ترتيب السيناريو لمخططِ اعتقاله في دمشق أيّام حسني الزعيم حيثُ كان مُقرراً أن تتم تصفيتُه على الطريق، قبل أن يصل الى بيروت حيثُ رأسا المؤامرة اللبنانيان رياض الصلح وبشارة الخوري. ولم تسمح «أم الشرائع»، كما يُبالغ بعضُ اللبنانيين في وصفِ بيروت، للمحامي الشهير المتطوّع إميل لحّود بأخذ 48 ساعة لدراسة الملف قبل المرافعة، لأنّ المحاكمة السياسية الشكلية كانت محبوكةً للتخلّص من الرّجل الزوبعة في أقصر وقتٍ ممكن، وهكذا كان.

 

لقد أضاءت الكاتبة، في وصفها لدفاع سعادة عن نفسه، على هُنيهات المشاعر النبيلة التي خالجتهُ، خصوصاُ حين فكّر بزوجته وكريماته بعدَ صُدور الحكم المعلّب. كما أدرجتْ بعض أهم أفكاره ومفاهيمه في سياق شروحه الدفاعية الرفيعة عن مبادئ الحزب وفلسفته السياسية والاجتماعية. لكنّ ذلك لم يَحُلْ دون لفظ الحكم الجائر، المُعدّ سلفاً في الغرف السوداء. الا أنّ المتواطئين، مخططين وأدواتٍ، لم يَدُرْ في خَلَدِهم المعنى العميق الذي عبّر عنه سعيد تقيّ الدين، بكثافةٍ في نصّه الشهير،حين علّق على تنفيذ حكم الاعدام ومواراة سعاده الثرى بالقول: «إنّ تراب الدنيا لن يطمر تلك الحفرة، ورنين الرفوش في ذلك الفجر سيبقى النفير الداوي ليقظة هذه الأمّة».

 

سحر خليفة عاشقةُ مروءة، وروايتُها الأحدث «أرض وسماء» ليست مجرّد عملٍ أدبي خطّه قلمٌ مُروّس … إنها شلّالُ خفقات من الخواطر والأحاسيس والآفاق. بل لعلّها شهادة معرفية أشرقَ في صفحاتها الأحترافُ الفنيّ وفاءً للفكر، للحق، للقيم الانسانية. بل إنتصاراً لقضية سامية حملها عملاق وجحدها أقزام، حفظَ أمانتها أبناءُ النور في حين أنكرها دعاةُ الظلمة. هيَ ذي حياةُ البشر : صراعٌ طاحن بين الخير والشّر من الأزل الى الأبد، وطوبى لأولئك الذين لا يعثرون في وحشةِ الطريق.

 

 

 

*أستاذ الفلسفة والحضارات في الجامعة اللبنانية

*إصدار دار الآداب، طبعة أولى 2013

 

 
التاريخ: 2021-05-30
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro