مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
تكريم الأمين سهيل رستم
 
رستم، سهيل
إعداد: مؤسسة سعاده للثقافة
 

 

 

 

كلمة التقديم للأمين الدكتور ادمون ملحم

 

 

برنامجُ مشاعل النهضة في مؤسسة سعاده للثقافة مُخصّصٌ اليوم لرجلٍ تربّعَ على قمةِ الصفاءِ والنقاوةِ المُحِبَّةِ والإخلاص، وتميّز بمسلكيتِهِ الأخلاقيةِ النابعةِ من العقيدةِ الصحيحةِ التي آمنَ بها وكرّسَ حياتَهُ من أجلِ انتصارِها.. رجلٍ غابَ عنا بجسده تاركاً فراغاً وحزناً كبيرين في أعماق نفوسنا، ولكن ذكراه باقيةٌ في تاريخِ حزبه وفي ذاكرةِ كلِّ الرفقاءِ والأشخاص الذين عَرَفوه، لأن نفسَه النبيلةَ المتساميةَ فرضت حقيقتَها على هذا الوجود، معلنةً أنَّ في النفسِ السوريةِ كلَّ خيرٍ وحقٍ وعلمٍ وجمال.

 

هذا الرجلُ، الذي وُصِف بأنه "نادرةُ النوادر" وأحدُ "قدِّيسي" النضالِ القومي، هو الأمينُ المتفوّقُ بامتيازٍ في مدرسةِ النهضةِ الفكرية والمناقبية. هذا الرجلُ الذي شكّلَ حالةً نضاليةً مضيئةً في تاريخ الحزب، والذي نفتقدُ اليومَ حضورَه البهي، هو الأمينُ المتواضعُ المتميّز في شخصيته المحببة: في أخلاقِهِ ومحبتِهِ وإخلاصِه.. في رصانتِه وهدوئِه وابتسامتِه.. وفي عقلِه الثاقبِ وتفكيرِه العميق وثقافتِه الواسعة.

 

وهو الأمينُ النقيُّ المُشِعُّ وعياً وعلماً والمتفوقُ في صلابةِ إيمانِهِ ونضالِهِ المشهودِ له، وفي التزامِهِ الصادقِ بقضيةِ الأمةِ والوطن، التي عنت كلَّ وجودِه فتفانَ من أجلها وأعطاها كلَّ عقلِهِ ووجدانِهِ ووقتِهِ وقلبِهِ.. وكان بذلك مثالاً للالتزامِ والنضالِ والعطاء السخي مُجسِّدا قيمَ النهضةِ الأخلاقية ومآثرَها.

 

علاماتُ التفوقِ بَدَت في كلِ أعمالِ هذا الأمينِ ومآثرِه: تجلَّت في عطاءاتِهِ الفكريةِ المشّعةِ ومؤلفاتِهِ الغنيةِ عن فكرِ سعاده وحزبِهِ وعن تاريخِ الأمةِ ومبدعيها وأجزائِها السليبة.. بدت في محاضراتِهِ القيّمة وفي عملِهِ الدؤوبِ مع الطلبةِ، وبَدَتْ في كلِّ المَهَمّاتِ التي قام بها والمسؤولياتِ العديدةِ التي تنكّبها بكلِّ عزمٍ وإرادةٍ وثبات.

 

هو الأمينُ سهيل رستم الوفيُّ لقَسَمِه، الأمين الذي التزم بمبدأِ الواجبِ المناقبي والذي جسَّدَ قِيَمَ القوميةِ الاجتماعيةِ في مسيرتِهِ الحزبيةِ وفي تعاطيهِ مَعَ الآخرين، فكان، بشهادةِ كلِّ الذين عَرَفوه، قُدوةً في الإيمانِ وفي الروحيةِ القوميةِ والمناقبِ والحبِ والعطاء.. وكان أكثرَ ما كان عاشقاً لسورية التي كانت محورَ حياتِهِ والتي سكنتْ في أعماقِه، فوقفَ نفسَه على مصلحتِها، ورَفَعَ لها مشعالاً يضيءُ ظلماتها وراح يُشيّدُ لها قصوراً من الحبِ والحكمةِ والجمال والأمل بتحقيق أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

 

باسمِ مؤسسةِ سعاده للثقافة ورئيستِها الدكتورة ضياء حسان، أرحبُ بكم جميعاً وأشكرُ كلَّ المتكلمين في هذه الندوة التي نظمناها كتحيةٍ لروحِ الأمين سهيل الحيِّ في نفوسِنا، وكعربونِ وفاءٍ وتقديرٍ لمسيرتِهِ الحزبيةِ المضيئة. كما أشكرُ حضرةَ الأمينة راغدة رستم، شقيقة الأمين سهيل، الجزيلةَ الاحترام وابنةَ شقيقته الرفيقة كريستا خوري والرفيقة عبلا خوري القاصوف لتعاونِهِنَّ معنا في التحضيرِ لهذه الندوة. والشكر الكبير للرفيق المبدع فادي خوري الذي ساهم بقسط كبير في إعدادِ هذه الندوة.

 

لكم جميعاً شكرُنا ومحبتُنا وتقديرُنا وأترككم الآن مع الرفيق فادي لإدارةِ هذا البرنامج.

وشكراً.

 

 

 

كلمة الأمين نزار سلّوم

 

 

ماذا لو بقيتَ وحدك؟

 

 

 

 

-1-

 

 

حسناً، بعد رحلة استغرقت ساعات عدّة، لم أعد أذكر إنْ كانت قد تجاوزت الثلاث ساعات، وبعد فاصل صوتي مشترك (هارموني) ما بين العجلات والصفير، حتى توقف القطار القادم من حلب في محطة الرقة ذات عصر يوم من صيف العام 1979. حقيبة كتف وحسب كانت تكفيني في هذه الرحلة، حقيبة واظبت على حملها لأكثر من عقد من السنين تحوي عدّة الكتابة والمطالعة، ولكنها تُخفي من وقت لآخر أوراقاً كانت مصنّفة كوثائق خطيرة! هي في الواقع الأوراق الحزبيّة المحليّة والمركزيّة التي من شأن وقوعها في أيدي أجهزة الأمن أن تكون سبباً لاستجوابٍ من الصعوبة التكهّن بطبيعته وما ينتج عنه؟

 

كان عليّ بعد نزولي من عربة القطار التوجّه نحو العنوان المتفق عليه.

 

 إلى جانب رصيف المحطة تنتظر ثلاث وسائط نقل: التكسي، والطرطيرة، والموتور. تجنّبت التكسي لأنّها الأعلى تكلفة، وتجنّبت الموتور لأنّه الأخطر وأخذت الطرطيرة ذات الدواليب الثلاثة والصوت العجيب الذي استمدت اسمها منه. استويت على المقعد إلى جانب سائقها الذي سألني عن مقصدي فأجبت بكل ثقة مكتبة الفداء، فتوجه نحوها دون أي استفسار إضافي وكأنه اعتاد على الذهاب إليها، فوجدت نفسي أمامها بعد قرابة ربع ساعة. كان عليّ أن أدخل المكتبة وأسأل عن الأستاذ سهيل رستم المهندس الجيولوجي الذي يعمل في الرقة ويقيم بجوار المكتبة... سألت عنه صاحب المكتبة، فأجابني بعفوية بالغة: أبو الفدا...؟ نعم هنا قريب جداً...منذ قليل مرّ وأخذ الجرائد اليوميّة... خرجت معه إلى أمام باب المكتبة فأعطاني تعليمات بسيطة مرفقة بإشارات من يديه تمكنني من الوصول إلى منزل سهيل الذي يقيم فيه...

 

بطبيعة الحال، سهيل كان ينتظرني، وكان يعرف أني سأصل دون عناء كبير. فتح الباب وسلّم علي ودخلت وقبل أن أجلس، قلت له: هم، أي (الرقاويون) يعرفونك كـ (أبي الفدا) ...؟ ضحك كما دائماً عندما يكتسي وجهه برداء ذلك الخجل النبيل: بلى، هم يفضلون أبي الفدا على سهيل...

 

كان علي أن أفرغ حقيبة الكتف من الوثائق الخطيرة... أبو الفدا يصب القهوة التي حضّرها فوراً... في اللحظة نفسها أشعلنا لفافتي تبغ... أخذ سهيل الوثائق، فيما تسمّرت عيناي على كتب موضّبة في أكثر من مكان، بما فيها حافة السرير الملتصقة بالحائط (السرير الذي سيأمرني سهيل بالنوم عليه، لتصيبني ليلاً متلازمة الجاحظ، من تفكيري بأن الكتب ستنهال عليّ كنهر جارف)، كتب مع أحواض صغيرة للنباتات الصبّاريّة التي تقيم بينها، فيما العديد منها سيقيم في صحن الدار الخارجي.

 

كتبٌ وصباريات!!!

 

قلت في نفسي:

 

لسهيل فنونه وللرقة ألغازها وأحاجيها...؟

 

 

-2-

 

 

إنْ قُدّر لك واستمعت إلى السرديات التي كان أبو الفدا يتلوها في أحاديثه، ستصاب بالحيرة في تقدير عمره، وإلى أي جيل ينتمي. ستسمع وقائع من ستينيّات القرن الماضي، بل ومن خمسينياته. يتحدث بثقة الشاهد والمشارك والفاعل، لكن سيرته تؤرخ دون أدنى شكّ لمرحلة استثنائيّة في تاريخ الحزب في الشام.

 

بعد المحنة الكبرى التي حلّت بالحزب بعد مقتل العقيد عدنان المالكي في العام 1955، تعددت التجارب التنظيميّة السرّية للحزب في الشام، غير أن المراقبة المستمرة لأجهزة الأمن كانت تؤدي إلى انكشافها ومن ثم التحاق من كان منظماً فيها إلى رفقائه في السجون وتعرض عائلته للمحاصرة والاضطهاد وتضييق سبل الحياة. بالرغم من ذلك كله لم تتوقف تلك المحاولات أبداً. الأمين سهيل رستم هو من بناة المحاولة الأخيرة التي بدأت نهاية الستينيّات واستمرت دون انقطاع على نحو سري أولاً، ومن ثم "سري – علني" أي "نص – نص"، وصولاً إلى الحالة الراهنة. على أنّ أبو الفدا لم يتصرف كعضو في خليّة سريّة، ولم يكن مؤتلفاً مع الحالة السريّة، هو كوردة تفتحت ولم يعد بمقدورها العودة إلى طي أوراقها وستر وتحجيب جمالها وخنق أريجها. هو منذ ذلك الوقت المبكر أقام على مِنصّة الانتماء للنهضة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة فأصبح واضحاً صريحاً ومرئياً ومقصوداً.

 

الخريطة الحزبيّة النهضويّة التي تم تدميرها ابتداءً من العام 1955، سيتم مرة تلو الأخرى إعادة بنائها ورسمها. سيتحوّل (بيت الرستم) إلى موقع نهضوي استثنائي، استجرّ على نفسه تسمية "بيت الأمة". من يقيمون فيه يشعرونك أنت الزائر أنهم قيمون وحسب على هذا المكان، وليس لهم فيه أكثر ما لك، لكنهم وبحكم نظام القيمومة السعادي يديرون شؤونه وفاعلياته ونشاطاته التي منها حياتهم الخاصة، وذلك وفق قواعد وفلسفة النظام الأخلاقي القومي الاجتماعي الذي لا يساومون في تطبيقه والعمل وفق معاييره في الحالات كلها ودون أية استثناءات.

 

 يتوضّع سهيل في وسط "بيت الأمّة" دائماً، وراغدة فراشته الحائمة حوله دائماً ودون انقطاع، تاركة لسهيلة أن تكون الترس اللوجستي والاجتماعي ومعها ضباط مثل عواطف ووصفي وفؤاد ووو ومن ثم جنود الجيل الثاني الذين تتقدمهم كريستا.

 

 

-3-

 

 

 لطالما تجنبّت قاموس المصطلحات ذات الإيحاء الديني، ولكن استعادة سيرة الأمين سهيل تضعني وجهاً لوجه مع حقيقة لا يمكن مقاربتها إلّا بمغامرة الأخذ بمصطلح متداول منذ أن بدأت الجماعات البشرية تبتكر دياناتها.

 

إنْ عجزت أو خارت قواك، سترى نفسك متجهاً صوب سهيل.

 

إنْ أنهكتك الظنون واستبد بك القلق ستتجه نحو سهيل.

 

إنْ تهت عن جواب لسؤال ما، أو احتجت معرفة تنقصك ومعلومات غائبة عنك ستتجه نحو سهيل.

 

إنْ ضربت روحك رياح الخماسين الناشفة، وخطر في بالك أن للنهضة أريجاً فوّاحاً يقف في وجهها...ستتجه نحو سهيل.

 

وإنْ كنت تبحث عن مؤنة أخلاقيّة تكفيك للدفاع عن نفسك وسط هذا الفساد الكبير ستتجه نحو سهيل.

 

وإنْ رأيت من حولك يهتزون لخطر قائم أو لمصيبة تلوح في الأفق ستتجه نحو سهيل.

 

إنْ أخطأت بحقه، نعم وتماماً بحقه، ستتجه نحوه... ستخجل من أخطائك وستغتسل ألف مرة بتعاليم النهضة قبل أن تفكر بالخطأ وتبرره... لن ولا يترك لك مجالاً كي تخاصمه إلّا إنْ خاصمت النظام الأخلاقي القومي الاجتماعي.

 

إنْ، وإنْ... وإنْ... لا تنتهي هذه " الإنّات"... هل أقول إنَّ سهيلاً كان (مزارنا)...؟

 

 ويحي...!! اضطررت لهذا المصطلح... رغم اعتراضك يا سهيل.. رغم هذا الخجل النبيل الذي يورّد وجهك. لكن لو كانت رتبة الأمانة تستوي إلى معناها، لكنت اكتفيت بها واستغنيت عن مغامرة البحث في قاموس آخر كي أقارب حالتك...

 

 

هل أقنعتك؟

 

أعرف أنك تعرف ما أرمي إليه، ولكنك لن تقتنع بمغامرتي أبداً.

 

 

-4-

 

 

من الصعوبة البالغة مقاربة شخصيّة الأمين سهيل رستم على نحوٍ مدرسي يحيل إلى أبواب وفصول وفقرات. ليس لأنَّ شخصيته معقدة وأعماله غامضة، بل لأنَّه وفي أقاصي مرتكزات العمل السّري، كان يتمترّس هذا التساؤل الرئيس: "ماذا لو بقيت وحدك؟"، وحدك تماماً بالمعنى الحرفي، "ماذا تفعل؟".

 

السؤال الافتراضي، كانت غايته تأمين إعادة الإقلاع بفرد واحد حتى ولو تم تدمير التنظيم مرة تلو المرة. سهيل من تلك الحلقة التي جهّزت نفسها تلبية لضغط هذا التساؤل. لن تبذل جهداً كبيراً لترى فيه إدارياً ومذيعاً ومثقفاً مفكّراً وباحثاً وجندياً تنفيذياً ... وفوق ذلك كلّه "عتّالاً"... عتّال كتب سعادة والنهضة أولاً، والمعرفة بشتى صنوفها دائماً.

 

(أذكر عندما كان مسؤولاً عن مكتب المطبوعات في الشام، وكان حينها الأمين ميشال نبعة مسؤولاً عن دار فكر في بيروت، وكنت حينها معتمداً مركزياً ومن ثم عميداً للثقافة... أذكر عندما يأتي الأمين ميشال من بيروت ونلتقي في دمشق، في مكتب المطبوعات... كان يتوجب علينا نقل صناديق الكتب العملاقة من سيارة الأمين ميشال للداخل... كنا نتعاون نحن الثلاثة... نتمازح ونضحك ونتشاكى، وبالطبع كنت أحاول إقناعهما أني الأقدر على الحمل...وبالطبع لم يصدقاني ليتركاني وحدي. مرةً لم أتمالك نفسي إذ صحت بهما بسبب من ثقل الصندوق الذي نحمله: آخر العتّالين الكبار... صاح ميشال فوراً: هذا عنوان فيلم، نظرت إلى سهيل: هل تقبل مشاركتنا البطولة في تمثيله؟ أجابني فوراً: نحن نمثّله الآن ودائماً...!

 

 ذهب الاثنان العتّالان الكبيران إلى أقاصي الذاكرة، وأنا تقاعدت من مهنة عتالة تلك الكتب التي في طياتها وجدنا خلاص أمتنا ومستقبلها... تقاعدت من مهنة عتلها مذ أقلعت الطائرة بي من مطار دمشق... أُسدلت الستارة، انتهى الفيلم، ولم يبق إلّا الحنين).

 

عليّ أن أعود من هذا الانخطاف إلى تلك اللحظات الهائلة، لأؤكد، بأنَّ عدداً من أعضاء التنظيم السّري كانوا بمثابة "كتيبة" درّبت نفسها بنفسها، وجهّزت نفسها بنفسها، ووضعت نفسها بحالة استنفار دائم إذا ما تحوّل التساؤل الافتراضي: "ماذا لو بقيت وحدك؟"... إلى واقع.

 

كان سهيل في طليعة هذه "الكتيبة" من الموسوعيين الكبار. بل كان ولا زال أيقونتهم.

 

 

 

-5-

 

 

ماذا لو بقيت وحدك؟

 

ومن قال ذلك... طالما سعادة حاضر بنهضته ونظامه وفلسفته... لن تكون وحدك.

 

سيقدم سهيل مقاربة مختلفة، فبدل أن تترك سعادة ينازل التنين وحيداً، لماذا لا تضع طاقتك في هذا النزال المصيري؟

 

هيا إلى الميدان إذاً...

 

سعادة قال: قبرص من الأمّة السوريّة... فتهكم الجهلة؟

 

سعادة قال: سيناء من الأمة السوريّة... فغار دعاة القوميّة العربيّة على مصريّة سيناء!!

 

سهيل أجاب بأبحاث موثّقة علميّة تاريخيّة... عوّض نقصاً رئيساً في تبيان حقيقة مناطق ما أسميته مرة "زنّار سورية المسلوب" الذي يبدأ بسيناء ويصل الأحواز.

 

ماذا لو بقيت وحدك؟

 

قاتل التنين ولا تستسلم.

 

سعادة نقّب وكشف أن للأمة تاريخاً ثقافيّاً سياسيّاً، ستستمد النهضة منه ومن مواهبه روحها المعبّرة عنها.

 

ما هو خط هذا التاريخ؟

 

من أين يبدأ؟

 

من هم المواهب الذين يشكلون المحطات الإبداعية المضيئة على خط ذلك التاريخ؟

 

على هذا الخط، بدأ سهيل العمل منقباً، باحثاً عن هؤلاء "السوريين في التاريخ"، منازلاً تنين الجهل إلى جانب قائده سعادة.

 

عمل سهيل كمذيع على إقامة عدد كبير من السوريين في منزل النهضة، وعمل كباحث على تمتين الجذور العميقة لهذا المنزل في تاريخ سورية.

 

ماذا لو بقيتَ وحدك؟

 

تتابع النحت النهضوي في هذا الحاضر المشوّه،

 

وتتابع التنقيب الحرّ على خط الابداع السوري في التاريخ.

 

تنقيبٌ ونحت؟

 

انكشفت الأحجيّة التي أربكت خيالي في بيت الرقّة...

 

بلى،

 

ألم أقل لكم كيف دهشت من الإقامة المشتركة للكتاب مع النباتات الصبّاريّة في منزل سهيل الرقاوي، ومنزله الدمشقي أيضاً؟

 

هو كان صبّاراً كبيراً، شاتل صبر في أرض هذه الأمة التي يضربها القحط من كل صوب.

 

هو صبّار... بلى، وهو صابر عظيم عمل على أن نتجه لنلتقي نصراً عظيماً كما عنون سعادة منازلة النهضة القومية الاجتماعية مع التنين في هذه الحقبة.

 

يا الأمين سهيل: كنت أظن أنَّ "أبو الفدا" لقباً... لقباً محبباً ... لكن تيقنت بعد هذا الوقت الطويل أنه رتبة... رتبة حصرية بك.

 

أحييك يا أبا الفدا الحضاري... لم تبق وحدك ولا في مرة، ولن تكون وحدك أبداً.

 

 

 
التاريخ: 2024-05-04
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro