مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
كلمة في ندوة تكريم الأمين حيدر حاج اسماعيل (عبود عبود)
 
رماح، نصير
إعداد: مؤسسة سعاده للثقافة
 

 

 

اعتذرُ وأتأسفُ على عدم تمكني من المشاركة في هذه الندوة اليوم بسبب ارتباطٍ بموعدٍ مفاجئٍ خارجَ الكيان اللبناني، خصوصا ان هذه النُدوةَ تضيء على محطةٍ مهمة من محطات تاريخ مسيرة النهضة القومية، من خلال تكريم مفكر ومناضل كبير كالأمين حيدر حاج اسماعيل.

 

تعرفت على الأمين حيدر او الأمين عبود عبود، عام 1988، على ما اعتقد، وذلك إثرَ اغتيال أحد رموز الحزب في تلك الفترة الصعبة وهو عميد الاذاعة والاعلام الأمين حبيب كيروز.

 

في تلك الفترة كان الحزب يعاني من أزمةِ انقسام بين ما عرف بالطوارئ والمجلس الأعلى، وحينها كنت عضوا في منفذية الطلبة الجامعيين ضمن إطار تنظيم الطوارئ الذي كان يقوده ظاهريا الأمين الراحل عصام المحايري وفعليا يقوده احد الذين طردوا من الحزب مؤخرا ...

 

 وبحكم وجود مكتب منفذية الطلبة في نفس مبنى مركز الحزب الرئيسي في منطقة رأس بيروت، تعرفت هناك على الأمين عبود عبود بعد عودته من استراليا، واستقراره في منطقة رأس بيروت، واصبحت اللقاءات معه يومية، بعد ان عين عميدا للإذاعة والاعلام والثقافة، وكان يولي اهتماما كبيرا بالطلبة الذين كانوا في تلك الفترة المشؤومة، لولب الحركة ضمن إطار تنظيم الطوارئ، ومن هذا المنطلق خلال اللقاءات الدورية مع الأمين عبود تعرفت على شخصيته عن قرب وتعرفت على عائلته، زوجته الرفيقة منى وابنتهما رولا،

 

فكان كل اهتمامُه منصبا على كيفية بناء الحزب، ولهذا السبب، كما سبق ان قلت، كان يركز على الطلبة فأقام الندوات واللقاءات الاذاعية - الثقافية المتعددة، حيث كان اللقاء معه يمتد احيانا الى ما بعد منتصف الليل، وأكثر ما كان يركز عليه هو صورةُ الحزب - المؤسسة وليس صورةُ الشخص، لأنه كما كان يقول لنا أخطر شيء ان نتعلق بالأفراد لان هؤلاء ذاهبون والباقي الوحيد هو المؤسسة الحزبية.

 

خلال اللقاءات الدورية معه سمعت منه شخصيا انه عندما استدعي من استراليا كان مطلوبا منه ان يأتي ليكون رئيسا للحزب وليس عميدا ولكن بعد عودته وتعرفه على واقع الحزب وجد انه لا يمكنه تولي رئاسة الحزب، لأن من كان سيتولى القيادة كان عليه سلوكُ دروبٍ لا يمكنه سلوكَها، وهي ان يكونَ على وئامٍ تام مع اجهزةِ مخابراتٍ كانت فاعلة في تلك الفترة. وهو لا يقبل كرئيس ان يمارس هذا الدور فتمت إزاحتُه عن هذه المهمة، وتابع عملَه في إطار العمل الاذاعي الثقافي، حيث أطلق كلية سعاده التي جال فيها على معظم مناطق الكيانين اللبناني والشامي، دون أن يعرف الراحة، متنقلا من مكان الى اخر ملقيا المحاضرات مركزا على وحدة الحزب الضرورية لوحدة الامة.

 

عام 1989  كنت ناموسا مساعدا في عمدات العمل والتربية والخارجية التي كان عميدها نائب رئيس الطوارئ الأمين نصري خوري، فطلب مني الأمين عبود ان اتولى  مسؤولية ناموس عمدة الثقافة، وعينت حينها ناموسا واصبحت ملازما له في معظم اللقاءات والجولات وتعلمت منه الكثير، خصوصا في الادارة الحزبية، حيث كان يركز على ضرورة ان تكونَ كلُ اعمالنا موثقةً خطيا، فكان يكلمني عبر الهاتف طالبا مني القيام بأمر معين، وبنفس الوقت يرسل لي ما طلبه خطيا، مشددا على ضرورةِ توثيقِ كل الأعمال، لأن الطلبَ الشفهي قابلٌ للنسيان او للنقض لاحقا، اما الكتابُ الخطي فهو باق، وهو جزءٌ من محفوظات مسيرة النهضة نتركها لمن سيأتي بعدنا.

 

من خلال عملي مع الأمين عبود في عمدة الثقافة تعلمت الكثير وتعرفت على كثيرين من الرفقاء والمسؤولين ولكن بالحقيقة مع كل الاحترام والتقدير للجميع لم أجد بين كل الذين تعرفت عليهم واحدا يتمتع بسلوكية ومناقبية وحسن ادارة الأمين عبود، فاذا قلنا عنه انه أحد مشاعل النهضة فهو كذلك عن حق.

 

شكرا لكم على هذه اللفتة الهامة في الإضاءة على رمز من رموز مسيرة الحزب وألف شكر للأمين عبود الذي علمنا الكثير الكثير وما احوجنا الى امثاله في مسيرتنا الحزبية الطويلة والشاقة.

 

 

 

 

 

 
التاريخ: 2024-02-04
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro