مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
أشهدُ أنّه الأمين - كلمة في ندوة تكريم الأمين حيدر حاج اسماعيل
 
الباشا، فهد
إعداد: مؤسسة سعاده للثقافة
 

 

اضغط هنا لمشاهدة كامل الندوة

 

 

 

 

تحيّةً ومثلَها الى كلا مُكرَّمٍ وإلى هيئةٍ تُكرِّم، والى كلِّ من كرّمَ ذا موهِبةٍ، أنتجتْ فكراً أنتج، بدوره، فكراً أنتج صناعةً وغلالاً. تحيّةً ومثلَها أيضًا الى كلّ من أحيا ذكرى كبيرٍ وفى نذره للحياة بأنْ ردّ لها، للمجتمع، بعضاً من جميل ما جادت به الحياةُ عليه من مواهبَ وقُدُرات. أوَليستْ هذه هي المناسبة اليوم؟ أوَلسنا نحن الرافعين لنا بوصلةَ هدىً ونور مبدأنا القائل: "تستمدّ النهضةُ روحَها من مواهب الأمة، من تاريخها السياسي الثقافي القوميّ؟" من شرفة مبدئنا الأساسيّ السابع هذا أُطلّ على المبدئي الأمين الدكتور حيدر الحاج إسماعيل (عبود) أطلُّ شاهداً. فأسمعني وانا في سبيلي الى الإدلاء بشهادتي سائلاً نفسي، قبل سواي: ما عسايَ أقول شهادةً بالمُكرَّم حيدر بعدما شهدت أعمالُه الشهادة الأوفى له؟

 

كلمتي، اذاً، ليست بشهادةٍ أكثرَ ممّا هي محاولةٌ للإضاءة على ما تركه الأمين حيدر من أثرٍ في تصانيفه وآثاره الكتابية والعمليّة في مسيرتِه النهضويّة الطويلة. لقد اغنى الأمين المجاهد في غير حقلٍ وساح المكتبةَ القوميةَ الاجتماعيّة بوافر من عطاء. وهو العطاء الذي طالما وفّرَ لغير راغبٍ في السير النور المزيدَ من محطّات الإنارة. أخص بالإشارة، هنا، سلسلتَه العشريّة َ المختصّة بالتعريف بفكر سعاده مباشرةً ومقارنةً.

 

حضرة المحترَمات والمحترَمين. لقد عرفتُ المحتفى به من بعيد، ومن زمن بعيد. عرفتُه عبّوداً قبل أن اعرفَه باسمه الحقيقي حيدر الحاج إسماعيل. وكنتُ، وفي اسمَيه معاً، دائمَ الإعجاب به لغزارة قلمه على رصانة علمه عمقاً واتّساعاً. وفي سنة 2008 وما بعدها، تسنّى لي وأنا، وقتَها، عميدٌ للثقافة، أن اعرفَه مثابرًا على الحضور الى العمدة واضعاً نفسه متطوِّعاً للعمل الثقافي. وكان من حصيلةِ هاتيك الأيام، قاموسُ المفاهيم.

 

لقد تأكّد لي بالتجربة أن حضرة الأمين المعروف باسمَيه العلَمَين هو، في رحاب النهضة والثقافة، اسمٌ عَلَمٌ. والعَلَميّةُ فيه متأتِّيةٌ، لا من اتّساع اَفاقِه وحسب، بل، وعلى الأخصّ، من انفتاحه الدائم على مزيدٍ من الآفاق المعرفيّة. عَلَميّتُه هي في هذا النهج العلمي الصارم، وفي وفائه لما أقسم عليه عاملاً مثابراً، ثابتاً على الإيمان بصحّة عقيدةٍ تُعنَى بقضيّةٍ تساوي وجودَه. وما كانت صلابتُه هذه لمجرّدِ تعنّتٍ فكريّ، كما يحلو لبعض الطارئين على الفكر، أن يتّهموا المؤمنين في عمق إيمانهم. صلابتُه انّه المؤمنُ بعقيدة /حقيقةٍ، هي الكفيلةُ، دون سواها، بإخراج الأمّةِ من قبر التاريخ الى نور مجدها.

 

وبعدُ، وفي إشارةٍ عابرة لمن يعنيهم امرُ الإشارات العابرة، سؤالٌ يقطع الدرب على مجيدي السباحة في الوحول وعلى رماة الحجارة على الشجرة المثقلَة بالثمار: أوَ يضيرُ الفارسَ المقدامَ أن كبا جوادُه كبوةً في الميدان؟ وبعدُ وبعدُ. لو تأتّى للأمين حيدر أن يقولَ كلمتَه في مناسبة تكريمه هذه، هل كان ليقول، في سرِّه، شبيهَ ما قاله الأخطلُ الصغيرُ، في جهرِه، بمناسبة تكريمه وهو على شفا المقلب الآخر، مطلع ستيّنات القرن الماضي:

 

أيومَ أصبحتُ لا شمسي ولا قمري! من ذا يُغنّي على عودٍ بلا وترِ؟

 

يقيني أنّ عبوداً ما كان، لطبيعة ثقافته، أن يقولَ، في تكريمه، شبيها لما قاله الأخطل الصغير. فعبود / الأمين حيدر الذي انصهر في وجدانه أن كلّ ما فينا هو من الأمّة ولها يعرف يقينًا أن تكريمَه الحقيقي هو في تعميمه إرثاً ثقافياً معرفيّاً يفيدُ منه المقبلون على الدعوة والمسؤولون عنها وفيها.

 

ومن قبلُ ومن بعدُ، التحيّة، مع الشكر والتنويهِ عالياً لمن وفّر للأمين عبود الأمان العميق في تحقيق أمانيه ومراميه، التحية لحارسة المرمى، لرفيقة دربه والعمر، لزوجتِه الرفيقة منى، والتحيّة الدائمة مرفوعة على الدوام لكل العاملين لتحي سورية.

 

 

 

 

 

 
التاريخ: 2024-02-04
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro