مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
كلمة في ندوة مناقشة كتاب نزار سلّوم - في رحلة خلاص حزب الخلاص
 
مهنا، ابراهيم
 

 

لحضور الندوة اضغط هنا

 


أدخل إلى الموضوع من رِحْلات ثلاث تشكل كلاً واحدًا:

 

الرحلة الأولى: في رحلة التفتيش عن سر الحياة وسر الموت الذي شغلته طويلًا موت الفرد أو الانسان ككل، تنكب جلجامش القيام برحلة للتفتيش عن عشبة الخلود في جبال الأرز ولكنه نام وأكلت الأفعى العشبة، وكان أمام تحد كبير. وصل الى الحقيقة: الخلود حاصل بالحياة نفسها. الحياة بعد الموت وقبله. الموت دورة من دورات الحياة. الحياة في تجدد. التجدد هو انتصار الحياة على الموت. الحياة خالدة. وجعل للخلود إلهًا. التجدد هو الحل لهذا الويل.  

 

الرحلة الثانية: انطلق فيها انطون سعاده من الشوير مر على كل حقول المعرفة وجال على الفلسفة وفي عصارات العلوم، ليصوغ السؤال نفسه، عن الويل، ويل الامة والخلاص منه، وخلص إلى أن الأمم تتجدد وأن الموت دوري، تنفض الأمم عنها الموت بالتجدد. الحزب هو تجدد الأمة. إن الخلاص يحتاج عقيدة وحركة. الحركة أو الحزب هي المخلص. هنا افترق سعاده أن الخلاص يحتاج فعلا الى مخلص.


في الرحلة الثالثة بعد تسعين عاما قام الأمين نزار سلوم برحلته بعد عقود من العمل الحزبي والفكري وتبوؤ المسؤوليات عاد ليسأل عن الويل نفسه الذي اصبح ويلا يضاف الى  ويل الامة هو ويل الحزب، عن مؤسسات الخلاص وعن عقيدة الخلاص. تحليل واقعها وتجربتها التاريخية. وكأنني وجدت نفسي أمام رحلة التفتيش عن عقيدة جديدة للخلاص هي عقيدة خلاص حزب أنطون سعاده


وندخل إلى الكتاب بعد هذه المقدمة اللازمة.

 

أولا من الصعب رصد ما أراد قوله الكاتب وربطه ومعاينته وتقييمه، لسبب أساسي انه ليس بحثا تقليديا كما أشار في مقدمة الكتاب، بل هو وشائج معرفية. ولكن قراءته المتتالية وهضمه وإعادة تنظيم محتواه، تجعل من الممكن إعادة صياغة الكتاب بشكل بحث منهجي متسلسل حتى يمكن للقارئ والمستمع إدراك ماذا يريد الكاتب أن يقول. 


 السؤال الأساسي: ما الذي أراد الكاتب قوله في هذا الكتيب المكثف الصغير؟ وستقتصر ورقتي هذه لتعرض للكتاب من الناحية البحثية: السؤال البحثي، التحليل، النتائج، الخلاصة، وما يترتب على هذه الخلاصة.

 

إذا، دون مقدمات إنشائية وحشو ولت ورغي، يتقدم الكاتب إلى سؤال واضح محدد لا لبس فيه: لماذا لم ينتصر الحزب؟ لماذا لم يحقق غايته؟ وهذا يقع في صُلْب القاعدة التي أرساها سعاده قاعدة التعيين والوضوح. إذا هو سؤال الإنجازات وما مدى تحقق الغاية؟


وفي الواقع يقوم بضربة قوية على رأس المؤسسات فيسجل جرأة في هز تابوات أو مقدسات وأخرى على رأس القوميين إذ يهز أيضا وجدانهم. وهذه معضلة كبرى بين اشتباك عقلي ووجداني ما الذي وصلنا إليه.

 

نبدأ بالسؤال نفسه ونسجل هنا أن السؤال: من المسؤول عمّا جرى على الحزب؟ قد تم نقله إلى لماذا لم ينتصر الحزب؟ وهذا يشكل خروجًا من عقلية السؤال الإداني إلى السؤال التقييمي. وأيضا يطرح أسئلة فرعية، تحتاج كل منها إلى مناقشة على حدة.

 

في التحليل نرصد تحليلين تحليل تاريخي تم فيه رصد المشهد الأم للأمة وكيف تتطور والمشهد العام للحزب وكيف تتطور داخلا إلى المستويات الأساسية فيه وسنعرضها.

 

المسار التاريخي، تمت قسمته إلى مرحلتين: مرحلة سعاده ما بين خطي 16 من تشرين والثامن من تموز49. ومرحلة ما بعد سعاده

 

  • المرحلة الأولى: نبدأ من تأسيس الحزب، أسس سعاده حزبا غير اعتيادي. ألعقيدة والحامل. تعرض الحزب للاختطاف. عاد سعاده وكان أمام تحديات منها: استئناف المعركة الأولى معركة الوعي. ثانيَا استعادة الحزب المخطوف. صون النهضة وحمايتها من الأخطار المحيطة. خوض معركة الواقع والتعامل مع عناوينه الكبرى. عاكسته الظروف: الحرب العالمية الثانية واختطاف الحزب. من 2آذار 47 حتى تموز 49 كان يدير أربع معارك في الوقت نفسه.

 

  • ما هي الاستراتيجية التي وضعها سعاده لحماية النهضة؟

 

 

  • تاريخ 9 تموز 1949 استشهد سعاده. كان يمكن أن يكون إحدى خاتمتين اما على منصة انتصار أو على منصة إعدام. التاريخ هو من صاغ تلك الخاتمة. هنا ينشأ السؤال: لماذا وصل سعاده إلى المنصة الملونة بدمه؟ أول عائق للإجابة على السؤال صورة سعاده الملحمية.  ملحمية سعاده طغت على كل صورة أخرى. هنا أدى الغمر الملحمي لسعاده إلى إحالة نصه من نص ابداعي خلاق إلى وعظ تفسيري متواصل ومتكرر له، بما يوقعه في مصيدة النص الديني.

 

  • في هذه المدّة كانت شروط الانتصار متوفرة.

 

  • مشروع سعاده الذي تأسس عام 32 لم يتلق مؤازرة من حركة التاريخ العامة بل على العكس واجه صعوبات ومشاريع شكلت حصارًا عليه.

 

 

ننتقل إلى مرحلة ما بعد سعاده أو منذ غياب سعاده: عاد الحزب حزبا عاديا بكل ما في الكلمة من معنى. الحزب لم يتمكن من توظيف طاقته الكُلِّيَّة في العمل لإنجاز غايته /بدد الحزب طاقته واستعملها وقودا لأزماته المتلاحقة /الحزب في مسيرته تعرض لكوارث لعل اكبرها استشهاد زعيمه. هل تحققت إنجازات؟ يعتبر الأمين نزار أنه حصل فقط من نص سعاده الإبداعي. وهذا يحتاج إلى مناقشة.

 

  • بالمعنى الاستراتيجي أصبح الحزب ملتزمًا مقتضيات استراتيجية حلفائه منذ الخمسينيات حتى اليوم منذ غياب مؤسسه، الحزب في متاهة تنظيمية يحاول الخروج منها فيجد نفسه غارقا في تلافيفها /معظم الطاقة التي صرفتها الأجيال المتعاقبة لم تكن في سبيل قضيته الرئيسة بل وقودا لأزمة لا نهاية لها / في كل هذه المدّة كان حزبا مأزوما دائمًا من الصعب رؤيته معافى /المعاندة الصلبة والقاسية التي واجهها الحزب من الشعب المسجون في أقفاص الطائفية لم يتمكن من تفكيك أقفالها. 

  •  

  • السمة البارزة في هذه المدّة تطبيع الحزب مع الواقع القائم فقد القدرة على استعادة المسافة التي تجعل الواقع تحت نظره، ومعاينته الرؤيوية، فقد الحزب مِيزة الاختلاف وسلب الواقع منه فكرة تغييره فاشترك في تكريسه وحمايته.

 

  • فالارتقاءات المعرفية الكونية والإنجازات التكنولوجية التي بنى سعاده على أسسها التفكيرية و إنجازاتها الفلسفية والاجتماعية، نظريته المجتمعية الفريدة، أضحت في غيابه شبه عاجزة عن الارتقاءات المعرفية العالمية وانعكاساتها المحلية حيث اكتفت النخبة التفكيرية بنشوة راهنية سعاده، مكتفية منها بالفخر والاعتزاز وليس بالعمل و متابعة الإنجاز، فاتسمت بإعادة اكتشافها بالتفسير وإعادة تأويل السعادية كشروح في العقيدة على طريقة رجال الدين مستعرضين بين الفينة والأخرى جملا وكلمات سعادية ثبت اطلاعهم الدائم على ما أتى به سعاده.

 

  • سعاده أسس عقيده غير اعتيادية ومؤسسات غير اعتيادية، تم خطف الحزب من دعاة الواقع اللبناني، قام سعاده بتحرير الحزب، بعد استشهاد سعاده عاد حزبا اعتياديا وتفاحة التطبيع مع الواقع عادت…

 

 

    المشهدية:

 

  • على مدى أكثر من قرن تواظب الامة على ارتكاب فعل هزيمة نفسها مرة تلو الأخرى /هذا إفناء ذاتي. يمكن أن تلتقي سوريا بذاتها وتتعرف على شخصيتها الضائعة بالأخذ بعقيدة سعاده بكونها تشكل نظام وجودها /الآخذة بالعقيدة القومية الاجتماعية يتطلب خروج سورية وتحررها من استبداد السردية العربية الإسلامية وانتحارية السرديات المتمردة عليها. 

 

  • سوريا اليوم في مواجهة مصيرية مع خيارين أولهما مهلك سيقودها الى الفناء كأمة، وثانيهما يمثل لها طريق خلاص وحيد.

 

الخلاصة: كان حزبا غير اعتيادي منذ استشهاد سعاده. اعتبارًا من التاسع من تموز 1949 تكرس الحزب السوري القومي الاجتماعي كحزب عادي.

 

تتمة الخلاصة أو ما ينبى عليها: لم يعد البحث عن مخرج من المتاهة مجديا. والآن ما المشهد؟

 

  •  واقع الحزب: اليوم الحزب يكابد قدر الشيخوخة /تحاصره الأسئلة الكبرى من مثل: ماذا فعلت خلال حياتك المديدة؟ لماذا لم تنتصر؟ وأين أنت الآن وكيف ترى المستقبل؟ /الحزب يبدو كحطام تنظيمات مدمرة في بنيتها كما في كونها بالأصل تشكل حاملًا لعقيدة ونهضة

 

 

واقع الأمة: المشهد العام

 

1- مع انتهاء الحرب العالمية الأولى كانت سوريا خامدة، و لكنها أضاعت فرصتها التاريخية.
الخسارة الثانية كانت عندما لم تتمكن النهضة السورية القومية الاجتماعية من الانتصار مع فقدانها لرأسها الطبيعي سعاده 

 

2- تعاني من خطر الوجود لا من تحديات الدخول إلى الحداثة /دخلت في طور الإفناء الذاتي /اليوم سوريا على حافَة الضياع النهائي /سورية الآن في طور التيه العظيم أو الضياع الكبير

 

 

المشهد التفصيلي:

 

سوريا الآن دون قوام جغرافي وتاريخي وسكاني، ففضلا عن كونها أشلاء كيانات سياسية اكثر من ثلث اراضها محتل ة مستلب تمامًا شمالًا و جنوبًا و شرقا و غربا دولها مفككة ضعيفة و تحت سيطرة قِوَى و دول وإرادات و استراتيجيات إقليمية و عالمية، مجتمعها مفكك و منقسم على ذاته و متوضئ على مرتسم طائفي، مذهبي إقطاعي عرقي عائلي، أوابدها وآثارها التي هي شاهد على أسبقيتها الحضارية مهدمة و مسروقة و مهملة و مسجاة في متاحف العالم، ثرواتها داشرة ومبددة ومنهوبة، أرضها تتصحر ومياه أنهرها الكبرى تجف، العديد من مدنها وبلداتها مهدم و مدمر، إن بفعل أعداءها أو بفعل أهلها أو بفعل الكوارث الطبيعية، أكثر من ثلث شعبها نازح ولاجئ و مشرد، وأعظمه يحاول الهجرة، نخبها الفكرية ضائعة و مشتتة أو ملتحقة بمراكز مالية و سياسية إقليمية، عالمية، نخبها العلمية مهاجرة في معظمها، حركاتها و أحزابها عتيقة في طائفية و مذهبية وإتنية واعتباطية، وخادعة بأفكار وهمية، شعبها فاقد لنظام قيم واضح تحكمه فوضى أخلاقية  تغمره بمستنقع فساد هائل، ويخضع في الوقت نفسه لحملة تجهيل هائجة، ربما لا سابق لها من حيث شراستها، حملة تجهيل تستهدف إنتاجه ببعد واحد فقط : ديني يتمظهر بحالات طائفية.

 

بعد أكثر من قرن لم تتمكن سوريا الخامدة من إيقاظ نفسها/لا تخرج سوريا من التيه العظيم الا لتدخل في الوضوح العظيم /الوضوح العظيم: أن تعي ذاتها وتعرف تاريخها وتستعيد شخصيتها ومسارها وميزاتها وروحها و تعيد بناء قوامها. /وهذا المشروع ليس اقل من إنشاء أمة جديدة من قديمة على حد تعبير سعاده.

 

السؤال الثاني الأساسي:

 

مصير الأمة ومصير الحزب.

 

 

أزمة الحزب: علة أم أزمة؟ الفرق بين الأزمة والعلة كبير. ملاحقة مسارها الزمني.

 

 

 

 

التحليل البنيوي ثلاث مستويات:

 

  1. شرح مفهوم الحزب وتحليل مكوناته: الحزب النهضة العقيدةالحزب العقيدة المؤسسات. الدمج أم التفكيك؟

 

  • بين العقيدة والحامل التوازن المفقود. عدم توازن. بين العقيدة والمؤسسات. المؤسسات أقوى من العقيدة، تنزع نحو الانزياح عن العقيدة. الانسلاخ يؤدي إلى حالة الاستلاب. سؤال الضمانات 52 ضمانة عدم الانزياح وضمانة عدم التفكك وضمانة عدم الخطف.

 

ضمانة عدم الانزياح هي الانتصار ... ضمانة حماية النهضة: ما هي الضمانات التي تحمي النهضة؟ يعرض لخطرين التفكك والخطف.

  •  

  •  أيام الزعامة، سلطة الزعامة. حمت من الخطف ومن التفكك. بعد سعاده؟  من يأخذ مكان سعاده؟ فرد؟ غير ممكن لا فرد يملك صفات الزعيم. مؤسسة؟ المؤسسات انقلبت ليه في حياته، وهذا يقودنا إلى استنتاج وكأن هذا النظام مؤسسه زعيمه وسيقود قضيته إلى الانتصار.

 

  • ضمانة حماية النهضة من التفكك: كانت سلطة الزعيم، أمَا وقد غاب سعاده سلطة لم تعد موجودة ولم يتوصل الفكر القومي الاجتماعي إلى ابتكار نظام تعويضي عن هذا الغياب، ما الذي حصل؟ تفكك الدمج المنهجي بين العقيدة والحزب، فأمست المؤسسات في خدمة الحزب العادي بعيدًا عن العقيدة. تكرست حالة القطيعة بين النهضة الحامل العقيدة

 

 

  • فرادة الحزب وعلاقته بالواقع: الواقع تحت نظر الحزب يسعى دائمًا لتغييره. التطبيع مع الواقع: عندما فقد الحزب مِيزة الاختلاف سلب الواقع منه فكرة تغييره، فاشترك في حمايته وتكريسه منذ الاستقلالية الكيانية حتى اليوم مرورًا بتحالفات الخمسينيات والسبعينيات والى اليوم خض الحزب لمنطق التحالف مع قِوَى الواقع أحزابا وحركات وكيانات.  أمَا وقد غاب سعاده نخرت التفاحة المهترئة مجددًا.

 

 

الخلاصة:

 

اعتبارًا من صباح التاسع من تموز تكرس وجود الحزب السوري القومي الاجتماعي كحزب سياسي عادي إلى جانب الأحزاب السياسية الأخرى. وان العقيدة التي وحدها تمثل خلاص سوريا لا حامل لها يوازيها الآن. وهي أمام الشعب السوري الذي يفترض أن ينبثق منه هذا الحامل ليحصل ذلك التطابق الذي قصده سعاده بين النهضة والعقيدة والحزب.

 

وهنا الانتباه أن هذه الخلاصات إذا ثبتت قد يحتملها العقل، ولن يحتملها الوجدان وهذا مصدر استلاب اضافي. وهذا بحث آخر الحقائق بين العقل والوجدان

 

 

الأفق التي فتحا الكتاب: فتح الكتاب البحث أمام شتى الموضوعات لعل أهمها: موضوع الفكر النقدي داخل الحزب ومؤسساته ومدى حدود الهوامش الذي تتسع له. كتابة تاريخ الحزب. المؤسسات الغائبة في الحزب. من يحسم الاختلافات الفكرية وعلى أية قواعد، من يحسم دستورية القوانين؟ من يقيم تراث التلامذة؟ انقطاع الفعل الابداعي بعد سعاده. سياسة الانعزال والتبعية في مقابل الانفتاح والاستقلال. كيف نقرأ أنطون سعاده؟ طاقة الحزب أين تم صرفها؟ هل ولد الحزب الطاقة الكافية لتحقيق التغيير؟ أين يفتح سؤال كبير عن الضمانات: ضمانات عدم الانحراف وعدم الانسلاخ وعدم التفكك وعدم الخطف أهلية الحزب لحمل النهضة. مفهوم التاريخ نحن النصر السلبي ننتظر دما من التاريخ أم نحن محركه؟ مسألة حضور النهضة في الحزب. مسألة حضور القضية في الحزب. الحالة التي يكون فيها الحزب مفارقًا للنهضة. موت الحزب أم موت النهضة؟ الحزب فكر وحركة ماذا إذا انفصلت الحركة عن الفكر؟ (الحركة النهضة الحزب) الثالوث الأول (فكر، نهج، شكل). الثالوث الثاني.  مسألة المهام الأساسية الكبرى التي رسمتها الحركة السورية القومية الاجتماعية وتنكبت العمل لتحقيقها. التخطيط والاستراتيجي. الفكر الذي تنكب ايجاد الحلول لمشكلة امته ومجتمعه غير قادر على إيجاد الحلول لحزبه؟

 

هذا قسم يتناول أزمة الحزب أما القسم الثاني حول سؤال هل ما زالت عقيدة الحزب صالحة للخلاص؟ فهذا بحث لا يقل أهمية ويحتاج مزيدًا من الشرح. وأيضا يتابع في مشروع أنطون سعاده اليوم من مدخل معرفي، والذي لا تتسع له المناقشة أيضا.

 

سؤال: بالرغْم من ذلك وبرغم عدم الانتصار وبالرغْم من مرور هذا الوقت الطويل الذي يقترب ليكون قرنا نعود للتساؤل إذا كان مشروع سعاده لا يزال هو مشروع خلاص سورية، خلاصها من الفناء كأمة؟

 

لقد سبق لباحثين قوميين ان دخلوا إلى أزمة الحزب من هذا الباب: الحزب والحركة والعقيدة والنهضة، وهنا نسجل للأمين جورج معماري خلاصة بحثه: لقد سقط الحزب كأداة لتحقيق فكر سعاده، وبقي الفكر باحثا عن رافعة له من هذا الذي وصلت إليه أداته، كما أن الأمين هنري حماتي أجرى فصلا بين الحركة والحزب واعتبر أن أكثر من أساء للحركة هو الحزب لا بل كان عبئا على الحركة. هذا تحليل تحتاج إلى ضبط وتعمق وشواهد وتحمل البحاثة مسؤولية كبرى في تناولها وأخلص بالقول للأمين نزار: لقد قال الباحث ثلث الحقيقة: انه كان حزبا غير عادي. الثلث الثاني كيف ولماذا كان حزبا غير اعتيادي؟ أما الثلث الثالث: كيف يعود حزبا غير اعتيادي؟ مؤسسات خلاص؟ فهذا رهن طبعا بمزيد من البحث والتحليل والتأسيس الفكري.

 

أختم بسؤال من الكتاب: هل يكون تغيير الأسئلة وابتكارها مجددًا يمكن من وضع حد لهذه المتاهة؟

  •  

  •  

  •  

  • *تم قراءة مقاطع مختصر من النص في مناقشة كناب البحث عن زيوسودرا الذي أقامته مؤسسة سعاده للالتزام بالوقت المقتضب المخصص.

 

 
التاريخ: 2024-02-03
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro