الأمين انعام رعد كما عرفته

 

كلمة موجزة في الذكرى ال 25 لرحيله

ابراهيم، شريف

 

 

يبدو أن الأمين انعام رعد منذ انتمائه للنهضة- السورية الاجتماعية، لم يكن رفيقا عاديا..

 

كان قارئا جيدا لفكر سعاده ومبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغاية هذا الحزب.

 

عرف بكل جوارحه ماذا يعني أن الحزب فكرة وحركة..

 

آمن ايماناً راسخاً بهذا الفكر، فكرس حياته كلها حركة لا تهدأ في سبيل تحقيق الغاية التي هي بعث نهضة سورية قومية اجتماعية - نهضة الأمة السورية.

 

لذلك نشط رفيقاً بين الرفقاء وأميناً بين الأمناء وعميداً في مجلس العمد وعضواً في المجلس الأعلى، ورئيساً في قيادة الحزب - ولأربع دورات - فتح خلالها آفاقا جديدة للحزب داخل مناطق لم يكن موجوداً فيها واقام علاقات متعددة مع أحزاب وتنظيمات وحركات تحرر وطنية وعربية وعالمية.. وقام بدور كبير داخل الحركة الوطنية اللبنانية التي كان فيها نائباً لرئيسها، فلعب الحزب السوري القومي الاجتماعي دوراً ريادياً آبان ذلك.

 

كما انه رسخ البعد الثوري مع المقاومة الفلسطينية وتنظيماتها وأعاد أمتن العلاقات مع الشام وبأبهى صورها.

 

الأمين انعام قرأ سعاده قراءة متطورة وحديثة لأنه عرف اين يقف في الزاوية الصحيحة لقراءة النظرة الجديدة للحياة والكون والفن عند سعاده ببصيرة المتمعن المتبصر.

 

الأمين انعام ولتوسيع دائرة مروحة الحركة الحزبية أنشأ المعهد الحزبي لتخريج الرفقاء كوادر مثقفة واعية تعمل بشكل صحيح في الإدارات الحزبية.. كما طرح شعار "عسكرة الحزب وعقدنة العسكر" واقيمت لذلك مخيمات التدريب.

 

وبين المعهد الحزبي و"عسكرة الحزب وعقدنة العسكر" كانت العلاقة التكاملية التي تجلّت بأبهى صورها اثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث نهض السوريون القوميون الاجتماعيون نهضة الأبطال يتصدون لهذا الغزو الصهيوني مسطّرين وقفات العز بأبلغ الإبداعات الإستشهادية والمواكبة الفكرية – العقائدية، فتساوت نسب الدم بين الشهداء والشعراء والأدباء. رفقاء تصدوا بالرصاص والاستشهاد. ورفقاء تصدوا بالكلمة وقلم الحبر وقلم الرصاص ايضا.

 

الأمين انعام اعتمد بحركته الحزبية على الجيل الشاب، حتى كان مجلس العمد بأكثريته من الطاقات الشابة، والبعض لا تزيد اعمارهم عن الأربعين عاما. كان يؤمن ان الجمود -- فكرا وحركة - يجعل من الحزب (طائفة جديدة تضم اللاطائفيين). لقد ترك بصماته على مسيرة الحزب، وفي مختلف المجالات الفكرية والاذاعية والاعلامية والسياسية......وبالمحاضرات والندوات والخطب والمقالات والمقابلات والتأليف...  كأنه كان حزباً بحد ذاته يسابق بحركته النهار بالعمل الحزبي المتواصل، كأنه على موعد مع النجوم..  وفي المساء يختبىء منه النوم بين جنبات الليل، فيبقى ساهراً قارئاً نهماً ومؤلفاً فذاً، وكاتباً مبدعاً، منتظراً الفجر وكأنه على موعد مع الشمس.

 

اعتقد ان الأمين انعام كما عرفته لم يكن قائداً او رئيساً للحزب السوري القومي الاجتماعي فحسب، بل كان يتصرف كرئيس دولة الأمة السورية المفترضة. كان مفكراً وعقائدياً وسياسياً فذاً، يطحن الفكرة ويعجنها بخميرة الحزب ويقدمها خبزاً طازجاً لمن يريد.

 

لكن الأمين انعام لم يسلم من سهام الاخرين... كان صبوراً على ذلك. وكلما ازدادت السهام، كان يزداد نضالاً ما دامت غاية حركته بعث نهضة سورية قومية اجتماعية.. فهل كان يردد مع المتنبي:

 

وصرت إذا أصابتني سهام    تكسرت النصال على النصال

 

في الذكرى ال 25 لرحيله يفتقده الحزب ويفتقده الرفقاء والساحات والميادين القومية. والمنابر والمنصات الفكرية والعقائدية. وإذا كان الشاعر المتنبي الذي جئنا على ذكره هو مالئ الدنيا وشاغل الناس، فإن الأمين انعام رعد كان مالئ الحزب وشاغل الدنيا وشاغل الناس.

 

على الثائرين         سلام الينابيع والأنهر

 

على المنهكين       سلام التعب

 

على الميتين         سلام التراب

 

وللعاشقين           سلام القلوب

 

وللشهداء            سلام الجنوب

 

فيا ايها العائدون الى زمني   عليكم سلامي            

 

        

 شريف ابراهيم - البرازيل

 

 

 

التاريخ: 2023-02-25