الماء + السبيرتو = عيش
الماء + الزيت = تعايش
العيش + السلاح = دفاع عن الوطن
التعايش + السلاح = حرب أهلية
ونحن في لبنان بلد الحرب الأهلية بامتياز.
بلد كذبة تعايش الطوائف.
بلد الماء والزيت الذان لا يتخطلتان أبداً.

بلد الخوري والشيخ الذان يتعانقان من شدة المحبة. ومن شدة المحبة يفصفصان ويطحنان عظام بعضهم بعضا.
منذ نشأة هذا الكيان العجيب الغريب ونحن نكذب على أنفسنا ونقول أن لبنان رسالة.

أي رسالة؟

رسالة المناطق التي لا تختلط فيما بينها إلا زوراً وأمام الكاميرات، وفي فصول معينة وبطلبات خارجية آمرة؟

رسالة، حين يضرب الإسرائيلي منطقة، تفرح وتهلل المنطقة الأخرى؟

رسالة حين تهاجم زعيم سارق، يهب المفتي أو الخوري مثل زعران الشوارع. مثل ثيران التوريرو، ليصرخا بوجهنا : "يا غيرة الدين"؟

عن أي رسالة تتكلمون؟

رسالة الطوائف المتعددة التي لكل طائفة فيها ولاء لدولة؟ أو لسفارة؟

رسالة النار التي ما فتئت تحرق حاملها؟

رسالة الزعماء الذين نجوع أمام قصورهم إن اتفقوا، ونموت على حواجزهم إن اختلفوا؟

عن أي رسالة تتحدثون؟

رسالة الخوري والشيخ والبيك والمير؟

وغني فاسد يهرب أمواله، ومصرف جشع يحاصر فقير؟

عن أي تعايش طوائف تتحدثون؟

وهل لبنان هو البلد الوحيد الذي فيه طوائف مختلفة؟

لا. ولكن في البلدان الأخرى هناك أنظمة وقوانين تطبق على الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية.
هناك أنظمة علمانية وانتخابات على أساس المشروع. لا على أساس اللفة والآية
والهوية المذهبية.

عن أية رسالة تتكلمون؟
وإلى متى نبقى تكذب على بعضنا ونغني "لبنان يا قطعة السما"؟
وهل خرب بلدنا وهشم آمالنا بوطن إلا "السما"؟
وهل مزق وشرد أجيالنا إلا اقتتالنا السخيف على الله وعلى "السما"؟
إلى متى؟ إلى متى نبقى نسمي هذه العصفورية دولة؟
وهذه القنبلة العنقودية دولة؟
وهذة الكذبة الفلكلورية دولة؟
وهذه الجرثومة الدماغية دولة؟

نعم. هناك الشجر الجميل. وهناك الطبيعة الحلوة. وهناك الجبل يقابل البحر.
وهناك السنديان.والزيتون. والطقس المعتدل. والليمون.
نعم. وهناك أيضاً الزيزفون.

لكن أتشكل كل تلك العوامل الطبيعية دولة؟
ويشكل الهرج والمرج والدبكة والميجانا التي فوقها وتحتها دولة؟
ويشكل غمرة الشيخ للخوري ، والخوري للشيخ دولة؟
والأملاك البحرية المسروقة دولة؟
والأوقاف الدينية التي نهبت أراضي الناس دولة؟
وأيكون تهديم الجامعة الوطنية دولة؟
وخصخصة كل شيء حتى النفس البشرية دولة؟

أعط لكل هذه العوامل الطبيعية نظام طائفي، وسيخرب النظام الطائفي، عاجلاً أم آجلاً، كل العوامل الطبيعية.
ويخلط المياه الجوفية بمياه المجارير.
ويخرم البنى التحتية بالصفقات المشبوهة.
ويعطي الأحياء عيشة القبور.
ويبني الحواجز لا الجسور.
ويصحر الجبال. ويقطع الأوصال . ويدمر الآمال. ويفسد الأجيال. ويهجر الرجال.

عن أي رسالة تتحدثون؟
عن أي دولة تتحدثون؟
عن أي عيش مشترك تتحدثون؟
عن أي كذبة وكذبة وكذبة تتكلمون؟
وأي شعر وأي عزل وأي وهم تبيعون؟
أما آن لهذا الزجل الطويل أن ينتهي؟