راجع القصة السابقة

كانو عينيي بلّشو يغمضو، لمّا دقّ باب البيت قبل ما إفتح باب النعس، قمت متل الغافي، فتحتله وحسيته ماشي ورايي انا وراجع على النوم. سألته: ما معك مفتاح؟ سألني: من 9 سنين لهلق وبعد ما غيرتو الغال؟ ساعتها انتبهت وبرمت صوبه، قلّي انا راجع لعندكن. ع قدّ ما فرحت، حزنت وقلتله: يا بيي من لمّا فليّت العيشه تغيّرت كاّنك إلك ميّت شي 100 سنه، لوين بدّك ترجع؟ بتذكر هيدا اللي كان أكبر من التلفزيون، اللي تَشّو إيديي بِجلِي الصحون بالمطعم لقدرت إشتريه وحطيناه ع طاولة السفره وقدّيش إيامها حسيّت حالي مهم انا وعم برمج عليه وأطبع اشعاري؟ هيدا يا بيي صار كتير صغير وصرنا كلنا عايشين جواته، كأننا مخلوقات إفتراضيه.. ما بعرف كيف سايعنا هالصغير نحنا اللي مفكرين حالنا كتار، نحنا اللي مفكرين حالنا كبار! نحنا اللي الدني ما كانت سايعتنا! منحكي فيه، منهنّي فيه، منعيّد فيه، منعزّي فيه وصارو هلق يتعلمو لولاد فيه ويلعبو ويحضرو أفلام بس متل ما بقول دايماً السلبي نصف الإيجابي، هالصغير خلاّني عبّر، أنا اللي كنت كلّ عمري ما بقدر طلّعهن، صار فيي قلّك بحبّك بسهوله وحطلّك صورتك ويشوفوها كلّ الناس إلاّ إنت!.. وفوق الدكّه إجتنا هالكورونا خلّته يستعبدنا أكتر، شكلنا رح نصير نحبل فيه ونخلّف ونربّي! إيه إيه الكورونا، رح قلّك قبل ما تسألني، هيدا بقولو فيروس متل الإنفلونزا بس غريب، زرب كلّ هالناس بالكره الارضيه جوات بيوتها. إذا بدّك تشوفه من الناحيه الاقتصاديه بتقول أكيد مُفتعل وحرب بيولوجيه، أمّا إذا شفته من الناحيه الطبيّه فهو فيروس جديد يمكن من صنع البشري عن معرفه أو عن غباوه، بس إذا شفته من الناحيه البيئيه بتقول عداله سماويه…قدّ منّو عداله سماويه ما ضلّ حدا بلبنان إلاً ما زرع وتصوّر عم يزرع..شايف الحرش بالدير، آخر فتره ما عاد فيي أطلع امشي فيه وحدي، الناس متل كأنها بمول بين هالشجرات رجعو للطبيعه الأم وعرفو قيمتها وكلّه عم يتصوّر وينزّل صور بهيدا العالم الصغير ...ضاق خلقه الحرش فيهن... ومن كمّ يوم تذكرتك، لمّا رجعو فتحو البلد، رجعت أطلع اتمشى بالحرش وحدي.. ما بتشوف دومري. تذكرت وصيتك " عمول اللي بدّك ياه بس ما تكذّب عحالك وعالناس! تذكّرتك لمّا شفت قديّش كبيره هالكذبه اللي عايشين الناس فيها!

لوين بدّك ترجع يا بيي، بتذكر قدّيش كنت قيم القيامه عليك وما عود كنّ لمّا تقول عن اللي بشرته سمرا "عبد" وتصير تبررلي إنه ما قصدك وإنه انتو ربيتو ع هيده الكلمه وما قصدكن عاطل وتستشهد بقصيدة "أجوا" لخليل روكز صاحبك! معك حقّ يا بيي المشكله مش بالتسميات، المشكله بالنوايا الخبيثه، بالباطل اللي لابس لباس الحق. لأنّ اللي نظّرو علينا بالحرّيه وبالإنسانيه والمساواة ومحاربة العنصريه وتقنّعو مرات بالدين المسيحي ومرات بالدين المحمدي واتهمونا بمعاداة الساميه لأن دافعنا عن أرضنا اللي سرقوها ومشي معهن كتير من أهلنا وصدقوهن… بيّنت اليوم شعاراتهن الفارغه وقيمهن الممسوخه. بيّنو اليوم ع حقيقتهن وبلّشو يقلعو الأقنعه عبدة المال اللي إلهم مستعبدينا أكتر من 2000 سنة… رجعت ظهرت عنصريّتهن وطلعنا كلنا عبيد بالنسبة الهن.. عبيد عميان مُستهلِكين مستهلَكين …طلعنا فعلاً "غوييم".

لوين بدّك ترجع يا بيي وبعدو لبنان متل ما تركته طائفي للعضم، ونقلنا الطائفية لجوات هيدا الجهاز الصغير اللي عايشين فيه. وبعدهن بشعّلو الفتنه بكذبه وبطفوها بكذبه… شعارات بيجتروها من قبل ما تأسس لبنان الطائفي.. من ال 1840.. هنّي مش عارفين اذا بيكرهو بعض أو بحبو بعض...مصالح بتاخد ومصالح بتجيب. وبيعلقو وبعد كل علقه بيمشي التبرير والتقطير والتخفيف والتلطيف والتسطيح والتلوين والتجميل والتسميات من شركه وشراكه وعيش مشترك وميثاق ووفاق وثقه ووثاق ومش عارفين إنّه كل هالتكاذب ما بحلّ مشكلة إنهم شعب طائفي والشعب الطائفي ما في يبني وطن.

لوين بدّك ترجع يا بيي، انا بدّي روح لعندك!

"بس انا ما عدت موجود إلاّ براسك!"

بعد هالجمله ما عدت عارف أذا بفتح عيوني... أو اساساً إذا انا مغمضهن! يمكن مش لازم أوعى لما يموت بيي مرّه تانيه.. لما اقتله! بس كان في شي عم ينكزني لقوم.. لفتّح عيوني... ولمّا فتحتهن شفت بسينتي "تيما" عم توعيّني وكأنّها بدها تحكي! يا ريت بقدر أعرف شو كان بدها تقول...

يتبع..