مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
عرزال من ضوء
 
ألقيت في ضهور الشوير في اللقاء السنوي التاسع مع سعاده 2017 - تحية إلى خليل حاوي
محسن، نديم
إعداد: مؤسسة سعاده للثقافة
 

 

 

أكثر الأفكار روعةً في العالم وعلى مرّ التجربة الإنسانيّة هي التي تشتعل في آن حبًّا وصراعًا.

 

نرحّب بكم ويسعدُنا حضورُ هذا الجمعِ الطيّب الذي يلتقي من دونِ ضجيج أو تبجّح، صورةً مصغّرةً عن لبنان الذي نريد، لا لبنان المقاطعاتِ الطائفيّة المنعزلة المنغلقة على ذاتها المتآكلة تعصّبًا وصدأ! هذه الفسحة بمَن قصَدَها تتحدّى، على بساطتِها، مسارَ طوفانِ السياسات اللبنانيّة والإقليميّة والدوليّة التي تشوّه اجتماعيّة الإنسان وتسيرُ عكسَ اتّجاه التطوّر بعد أن زوّرت ما اختطّه التاريخ.

 

في هذا اللقاء – التحيّة، نقدّم إليكم لحظةً من لحظات سعاده المفكّر الفيلسوف النهضويّ الصراعيّ؛ لحظةٌ مفتوحة على الشعر والمسرح والأغنية تحيّةً إلى الخليل الشاعر التمّوزيّ الأوّل مع أصدقاء حياته، وأدهم المواهب، وغادة الأنسام، وعشاء قرويّ شويريّ يحمل عطر الأرض التي أَحبَّ والأيادي الخيّرة. فمؤسّسة سعاده للثقافة التي أسّستها باقةٌ من شِيب شباب الوفاء منذ ما يقارب العقدين، وانتسب إليها عدد من محبّي العمل النهضويّ الثقافيّ وقامت بإصدارات قيّمة متعدّدة وأطلقت برامج تشجّع على البحث الجامعيّ ونظّمت المؤتمرات والمحاضرات، وهي مستمرّة اليوم بجديدها فاتحةً يديها لمشاركتكم الفعّالة وأفكاركم؛ إن المؤسّسة هذه على قناعة بأنّ الثقافة في القرن الواحد والعشرين باتت تصنعُها صناعةً وتخترعُها اختراعًا دولٌ وحكومات وشركات على امتداد العالم، وما عادت نسجًا بطيئًا طبيعيًّا لجماعات في بيئاتها عبر مئات السنين وآلافها. والحال، فالمؤسّسات الثقافيّة التي تُعنى بأفكار التلاقي وقيَم الفعل النبيل ليست من الكماليّات ولا هي من باب الجاه أو أنشطة الكاميرات، بل إنّها في صميم معركة الوجود وجودة الحياة، ومن أولويّات البقاء وضروريّات النفْس والنفَس!

 

أيّها الأحبّة،

 

نجحت السلطات الطائفيّة والدّينيّة والإقطاعيّة والماليّة والسياسيّة والأكاديميّة والإعلاميّة في جعل مجرّدَ ذكرِ إسم سعاده أو طرحَ فكره في أيّ محفل مثارَ ذعر وابتعاد، وأطلقت ضوضاءَ الإشاعة التي تهدف إلى تفريغنا من المبادئ الخيّرة كي تملأنا بالفراغ!

 

فمقبول جدًّا ومن غير المستهجَن أن توضح الكنائس، مثلًا، صفتَها هكذا: "في لبنان وسائر المشرق"؛

 

ومثلًا أن يكون الكلا مُ جرّارًا عن حرب طاحنة تدور ما بين هلال شيعيّ هو نفسه آخرٌ سنّيّ؛

 

وأن يكون من المسلّمات الجيو-استراتيجيّة اعتبار القوى الدوليّة والإقليميّة والعربيّة منطقتَنا جبهةً عسكريّة واحدة وسوقًا استهلاكيًّا واحدًا وطقسًا مناخيًّا واحدًا ومنهبة اقتصاديّة واحدة وموقعًا جغرافيًّا واحدًا؛

 

وأن يكون من حنكة المحلّلين السياسيّين الأضداد برمّتهم أن يفشخوا بتحليلاتهم التلفزيونيّة ذهابا وإيابًا من البحر المتوسّط إلى شرق العراق ومن ديار بكر إلى غزّة بسرعة شبحيّة بين وقفة إعلانيّة وأخرى؛  

 

أمّا أن يرى شويريٌّ المشرقَ ذاتَه واحدًا إنّما في دولة لا في هيكل، والهلالَ ذاتَه واحدًا إنّما خصيبًا، والجغرافيا ذاتَها واحدة إنّما قيامًا على علوم الاجتماع والاقتصاد والآثار والتاريخ، وموضوعَ التحليلِ ذاتَه إنّما حقيقةً مدرحيّة رائعةَ الإمكانيّات، وأن يعلّمَ ويناضل ويكتبَ لأجلها سوريةَ طبيعيّةً لا رأسماليّة لا إقطاعيّة لا طائفيّة ممنوع فيها على رجال الدين التدخّلُ في السياسة والقضاء، مفصولٌ فيها الدّينُ عن الدولة، موصولة فيها شرايينُ الحياة بين جميع أبناء وبنات المجتمع المولودين تحت ختم قسريّ طائفيّ؛

 

أمّا أن يرى شويريّ فدائيّ حرّ عزيز ما يراه العالم كلّه إنّما بعين الحياة والخير والتعاون لا بمناظير فئويّة تقسيميّة فمحرّم وتابو!

 

يستحقّ سعاده منّا نحن أهل بلاده أوّلًا ومن العالم أن يُحيا ويفكَّر بما طرح ويُتأمّل بما طمح إليه بعيدًا عن ضوضاء الإشاعة التي تهدف إلى تفريغنا من المبادئ الخيّرة كي تملأَنا بالفراغ!

 

نحن في المؤسّسة ندعوكم إلى تحرير سعاده من بعبع الاستثناء وإلى إطلاق فكره للنقاش والحوار للإنطلاق إلى فضاءات جديدة تتّسع لمنابع مستقبليّة وعصريّة، إذ يكاد يُغرِقنا الجفاف! كما وندعوكم إلى تحرير سعاده من معتقلات الوكالات الحصريّة، واعلموا أنّ ادّعاء أيِّهم سعاده لنفسه، علامةٌ على أنّه السجّان!

 

ليس المطلوب أن نوافق على كلِّ تفصيل تطرّق إليه سعاده منذ ثمانين عامًا، فما هكذا يًقرأ المفكِّرون. غير أنّنا أمام خيارات كبرى وعلى كلّ منّا اتّخاذ الموقف وتوضيح الوقفة!

 

يا ملبّي دعوتنا،

 

أردنا أن نكون معكم، فاستدرجناكم إلى بيتِنا الطلْق نحن الذين ننتصر للعريشة على العرش، والرقّة على البطش، ونجد قيمة المعنى في عرزالٍ من ضوء.

هذه سهرةٌ للقمر!

 

... وأردناكم نجومَ سحرٍ في لحظةٍ من كَون. أنتم الغاية والمبتغى، فاقبلوا منّا وعدًا دائمًا بالحبّ وبالصراع.

 
التاريخ: 2017-07-22
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro