مار أفرام السرياني (حوالي 306-373 م) هو قديس وشاعر ولاهوتي سرياني من أهم شخصيات المسيحية السريانية، يُعتبر أحد كبار آباء الكنيسة ومعلمها. يُعرف بـ"قيثارة الروح القدس" لشعره الديني العميق وتأثيره الكبير على التراث المسيحي الشرقي.
- وُلد في نصيبين (في تركيا الحالية) ضمن أسرة مسيحية
- خدم كشماس طوال حياته ولم يتقلد درجة كهنوتي
- عاصر الاضطهادات الرومانية وعاش الفترة الانتقالية بين الحكم الروماني والساساني
- انتقل إلى الرها (أورفة حالياً) بعد سقوط نصيبين بيد الفرس سنة 363 م
- أسس هناك مدرسة لاهوتية أصبحت مركزاً للإشعاع الفكري
توفي أثناء خدمته للمرضى خلال مجاعة
- الإنتاج الأدبي الغزير: كتب مئات الترانيم (المدراش) والشعر الديني بلغة سريانية بليغة
- التفسير الكتابي: وضع تفاسير للكتاب المقدس بأسلوب شعري
- الدفاع عن العقيدة: حارب الهرطقات والبدع عبر الشعر اللاهوتي
- التأثير اللغوي: ساهم في تطوير اللغة السريانية كلغة أدب ولاهوت
- الترانيم: أدخل الترانيم والأناشيد في العبادة المسيحية بشكل منهجي
- الكتابات النسكية: تحدث عن الفضائل والروحانية العميقة
أنطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، اعتبر مار أفرام من الأعلام السوريين العظام للأسباب التالية:
التمثيل الحضاري: رأى سعاده في مار أفرام تجسيداً للعبقرية السورية المبدعة التي أسهمت في الحضارة العالمية.
الهوية السورية: اعتبره نموذجاً للشخصية السورية المتكاملة التي تنتمي للأمة السورية بغض النظر عن الانتماء الديني.
الإبداع الوطني: أشاد بإبداعه الأدبي والفكري كإسهام أصيل في التراث السوري العام.
اللغة السريانية: نظر إلى إنجازه اللغوي كجزء من التراث اللغوي السوري المتعدد الذي يشمل الآرامية والسريانية والعربية.
المقاومة الثقافية: رأى في مار أفرام رمزاً للمقاومة الثقافية السورية في وجه التأثيرات الأجنبية.
الوحدة الحضارية: اعتبره دليلاً على وحدة الحضارة السورية عبر تاريخها الطويل.
"القدرة على تأصيل الهوية الثقافية الجامعة من خلال الإبداع اللغوي والفكري"
مار أفرام - كما رآه سعاده - لم يكن مجرد شخصية دينية، بل كان مبدعاً استطاع أن يحوّل التحديات إلى فرص إبداعية، وأن يصوغ هوية ثقافية مميزة تجمع السوريين عبر:
1-الإبداع في زمن الأزمات
· التحدي: عاش مار أفرام في فترة انتقالية صعبة (بين إمبراطوريتين، حروب، تهجير)
- الإلهام للسوريين اليوم: القدرة على تحويل المحن إلى منح إبداعية، واستخدام المعاناة كوقود للإنتاج الثقافي بدلاً من الاستسلام
2-اللغة كوسيلة توحيد
- استخدم السريانية (إحدى اللغات السورية الأصيلة) كلغة حية للإبداع الديني والأدبي
- الإلهام: أهمية تطوير لغتنا الوطنية كوعاء للهوية المشتركة، والكتابة بلغة تنتمي للجميع
3-الهوية الجامعة فوق الانقسامات
- رآه سعاده نموذجاً لـالسوري الذي يخدم أمته كلها، لا طائفته أو منطقته فقط
- الإلهام: بناء سورية جامعة تتسع للتنوع وتقوم على الإسهام الحضاري المشترك
4-الإسهام العالمي من الجذور المحلية
- أبدع من موقع محلي (الجزيرة السورية/بلاد الشام) وأثّر عالمياً
- الإلهام: الثقة بأن الإبداع المحلي الأصيل يمكن أن يصل للعالمية، لا بالتقليد الأعمى بل بالابتكار الجذري
5-المرونة والصمود
1-في التعليم: تدريس تراث مار أفرام كجزء من التراث السوري العام لكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم
2-في الإعلام والفن: إنتاج أعمال إبداعية تستلهم قيم الوحدة في التنوع التي مثّلها مار أفرام
3-في السياسة: تبني نموذج المواطنة الجامعة القائمة على الإسهام الحضاري لا على الانتماءات الضيقة
4-في الأزمات: النظر إلى التحديات الحالية كفرصة لولادة إبداع جديد يضيف لتراث سوريا الحضاري
سعاده رأى في مار أفرام النموذج السوري المثالي: المبدع الذي يستمد من تراثه، يواجه تحديات عصره بإبداع أصيل، ويبني هوية جامعة ترفع شأن أمته. هذا بالضبط ما تحتاجه سوريا اليوم: هوية جامعة تقوم على الإبداع المشترك لا على الانتماءات الفرعية.
كتب سعاده في "العهد الجديد" عن الأعلام السوريين الذين يفتخر بهم الوطن السوري، ووضع مار أفرام بين هؤلاء العظماء الذين قدموا إسهامات جليلة للأمة السورية وللإنسانية.
بهذا، يجسد مار أفرام عند سعاده فكرة "السوري العظيم" الذي يخدم أمته بالإبداع الفكري والروحي، متخطياً الحدود الطائفية والمناطقية الضيقة نحو رؤية قومية شاملة للهوية السورية.