مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
رؤيا في صور (4) - وحدة الجبهات
 
سعاده، صفية
 

 

 

قدّم سعادة مشروعاً حديثاً للغاية في زمانه، وحتى في أيامنا هذه التي نشاهد فيها عودة التيار العنصري في الدول الغربية بقوة واضحة كما تُظهر الانتخابات التي تجري في هذه الدول. سعادة بنى مفهومه للدولة القومية على أساس تراثنا الحضاري الاندماجي المنفتح، فكل من يحيا على أرض "سوراقيا " هو مواطن/مواطنة يتساوى مع جميع المواطنين في الحقوق والواجبات بمعزل عن الجذور الإثنية أو الدينية. النموذج الذي ارتكز عليه سعادة يعاكس تماماً المثال الصهيوني العنصري/الديني الحاقد الذي لا يقبل العيش مع الآخر تحت أي ظرف، وهو في حرب أبدية ضده.

 

أولوية سعادة تمثّلت في إعادة بلاد الشام إلى وضعها السابق للدخول الغربي الذي حلّل لنفسه قتل وتهجير السوراقيين، وتوطين عناصر أجنبية تستولي على الأرض تحت ذريعة التفوق العنصري للرجل الأبيض، كما صرّح رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، ونستون تشرشل، بعد صدور تقرير لجنة بيل البريطانية (Peel Commission).

 

انتقد سعادة التشرذم السائد في كيانات سوراقيا، ما يؤثر سلباً على مسار التحرر الوطني، فناشد الجميع عام 1948 بتوحيد الجبهات قائلاً: «مع كل الكوارث الجسام، ظلت الأمة السورية في شلل تجاه إطباق القوات والمطامع الأجنبية عليها لأن الفئات التي تصدّت للمعالجة السياسية كانت كلها من النوع الرجعي أو الإقطاعي أو العشائري، وكلها قامت تعمل عمل الشركات المحدودة الرأسمال... هكذا تحددت قضايا ما بين النهرين والشام ولبنان وفلسطين وشرق الأردن. فلم تكن هناك قضية واحدة تضم كل الأجزاء، وتجتمع فيها كل القوى، ويخطط لها عمل موحّد» (أنطون سعادة، «في المسألة الفلسطينية»، الصفحة 140 وما يلي).

 

أحد أهداف تقسيمات سايكس-بيكو (1916)، غير المعلنة طبعاً، تمحورت حول فتح الطريق أمام وعد بلفور (1917) لإنشاء «وطن قومي» لليهود في فلسطين، وعمل اللورد سايكس الصهيوني جاهداً لتقطيع أوصال المنطقة بشكل يسمح بإقامة دولة «إسرائيل» على أرض فلسطين. سايكس-بيكو ووعد بلفور مشروعان متلازمان، ولم يكن من الممكن تنفيذ أحدهما دون الآخر. ولا يزال هذا الأمر قائماً إلى يومنا الحاضر، فلا تسمح الولايات المتحدة الأميركية بأي تقارب بين دول سوراقيا، بل تعمل جاهدة لنشوب حروب بينها، وترسيخ التفرقة، حتى إنها أقامت معسكرات أميركية على الحدود بين سوريا والعراق والأردن، وتحاول إنجاز الشيء نفسه بين سوريا ولبنان. وتعي الولايات المتحدة الأميركية - خليفة إمبراطورية بريطانيا العظمى - أن أي تقارب بين دول «سوراقيا» سيؤدي إلى تهديد وجودي لـ«إسرائيل».

 
التاريخ: 2025-11-16
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2025 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro