مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
رؤيا في صور (3)
 
مواجهة سعادة لتقسيم المنطقة
سعاده، صفية
 

ر

لم يكن يخطر في بال سكان بلاد الشام أنهم سيُقسّمون، وأن هذه الدول الغربية الزاحفة ستنصّب الأخ ضد أخيه باسم الدين والمذهب والطائفة والملّة والعرق. ولم يخطر في بالهم أن بلادهم الجميلة الملوّنة بالأعراق والملل المختلفة سيتم تقطيعها، وأن هذا التقطيع سيكون مفروضاً عليهم بالقوة بالرغم من نداءاتهم المتكررة الرافضة للتقسيم، كما بيّنت بعثة كينغ-كراين الأميركية حين جاءت إلى المنطقة عام 1919 وأجرت استفتاء حول الموضوع، كما وأنها نبّهت إلى خطر الاستيطان الصهيوني الذي سيفجّر المنطقة.

 

تصدّى أنطون سعادة بكل قوته وعزمه لمشروع التقسيم، واعتبر أن هذا التقسيم سيسمح للدول الغربية ليس فقط بالسيطرة على المنطقة، بل بتنفيذ المشروع الصهيوني بسهولة لعدم وجود جبهة موحّدة من دول «سوراقيا» أو منطقة الهلال الخصيب تستطيع أن تواجه الآلة الجبارة العسكرية الغربية. وسعادة هو أول من فصل بين اليهودية كدين والصهيونية التي هي مشروع قومي استيطاني يستعمل الدين لمآربه الخاصة. فـ«إسرائيل» دولة مركّبة من مبدأين عنصريين ( dual caste system): المبدأ الإثني المتمثّل بالانتماء العِرقي إلى الوطن، أي تعريف هوية اليهودي على أساس يهودية الأم، وهو بهذا يظهر جذوره القبلية القديمة للمجتمعات البدائية التي تعتبر أن أصل القبيلة يعود للأم (matriarchal society)، والمبدأ الطائفي المتمثل بالهوية الدينية، أي أن الصهيونية ترفض رفضاً قاطعاً الاندماج مع الآخر المختلف دينياً، والآخر المختلف عرقياً!

 

وسعادة أول من نادى بوحدة الجبهات، وأن لا مكان للتحرر من الاحتلال والتهجير والدمار إلا بهذه الوحدة، كما أنه أول من استشفّ تواطؤ بريطانيا العظمى التي فتحت الباب واسعاً أمام الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي ستعمل على تدمير بلاد الشام كما كانت قبل عام 1920. فوحدة بلاد الشام هي الوضع الطبيعي، لا تقسيمات سايكس-بيكو الاستعمارية، التي فُرضت على سكان المنطقة بقوة السلاح كما بيّنت معركة ميسلون السورية. التقسيم لم يكن نتيجة إرادة شعبية محلية، بل على العكس من ذلك تماماً، فإصرار سعادة لا ينبع من أهواء خاصة، بل من الإرادة الشعبية التي تريد استعادة أرضها ووحدتها

 

 
التاريخ: 2025-11-14
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2025 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro