مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
انطون سعادة والحرب العالمية الأولى (1914 - 1918)
 
سعاده، صفية
 

 

 

حين توفيت نايفة نصير، قرينة الدكتور خليل سعادة في مصر، أصبح عبء تربية أولاده السبع كبيرا عليه، فقرر ان يبعث بأولاده الكبار: ارنست وآرثر وشارلي عند أخوالهم في الولايات المتحدة الاميركية، بينما يذهب الصغار: انطوني وسليم وادوارد وغرايس، عند جدتهم المقيمة في الشوير (لبنان).

 

وبما ان اهل نايفة كانوا قد هاجروا الى الولايات المتحدة الاميركية، فان نايفة ربيت وتعلمت في المدارس الاميركية وكانت تتكلم اللغة الانكليزية بطلاقة، ولذلك أسمت أولادها كلهم اسماء انكليزية. وحين شب انطوني قرر ان يعرب اسمه فغيره الى انطون.

 

خطط خليل سعادة ان يغادر هو ايضا القاهرة بعد ان يصفي اموره، ويلتحق بأولاده الكبار، لكن الحرب العالمية الاولى سنة 1914 داهمته، وداهمت أولاده فانقطعت صلات التواصل لمدة أربع سنوات وحتى نهاية الحرب عام 1914

.

كانت سنوات شديدة الصعوبة على الأولاد، خاصة الصغار في لبنان، اذ لم يعد والدهم يستطيع ايصال المال لهم، وحلت المجاعة والحرب والموت.

 

كان انطون في العاشرة من عمره حين اندلعت الحرب، ومع ذلك وجد نفسه مسؤولاً عن اطعام اخوته الصغار وجدته ولا مال لديهم، فتطوع لشراء حاجيات الجنود البريطانيين والقيام بالترجمة اللازمة لهم، وفي المقابل يعطونه بعض الطعام والملبس له ولإخوته الصغار.

 

ولقد أخبرني الطبيب نسيب همام وهو من أقرباء سعادة، ان انطون أمّه ذات يوم حاملاً اخته الصغيرة غرايس وقد التهبت عيناها، فأعطاه الدكتور نسيب قارورة صغيرة فيها الدواء الشافي مجانًا، ولم يكن لدى انطون المال لشراء قطارة، فعمد هذا الطفل الى استعمال قطعة قطن يدخلها في القارورة ثم يعصرها على العينين الملتهبتين لغرايس.

 

وفي الصورة أعلاه التي اخذت عام 1916 وهو في الثانية عشر، نرى سعادة بلباس عسكري، ذلك ان المال لم يكن متوفراً له ولإخوته لشراء ثيابهم، فكان الجنود البريطانيون يعطونه ما لديهم لقاء عمله.

 

فيما بعد اُرسل الأطفال الى مدرسة برمانا التي تحوّلت الى ملجأ كبير حتى نهاية الحرب. ولقد أخبرني النائب السابق، المرحوم البير مخيبر والمقيم في بيت مري المجاورة لبرمانا ان والده طلب منه ان يقوم بزيارة قريبه انطون لأن والدة الدكتور البير قريبة الدكتور خليل. فسأل البير والده: وكيف أتعرف على انطون؟ فكان الجواب:

 

- فتش عن أذكى طالب تراه في المدرسة، فذلك هو انطون.

 
التاريخ: 2025-11-11
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2025 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro