مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
بين التاريخ والتقاليد: هل مار مارون هو مؤسس الطائفة المارونية ام شفيعها؟
 
أبو زيد، سركيس
 

 

 

9 شباط هو عيد مار مارون. استنادا الى التقاليد توفي مار مارون في العام 410. واستنادا الى التاريخ لا يوجد ذكر للكنيسة المارونية رسميا قبل القرن الثامن. هل يوجد في هذه السيرة تناقض وتباين بين الوقائع التاريخية والتقاليد الموروثة؟ يجمع مؤرخو الطائفة المارونية، اليوم، على اعتبار مار مارون الناسك أباً للطائفة المارونية. وتعترف أيضا بقداسته كل من الكنيسة الرومانية والبيزنطية. فمن هو هذا القديس وما هو دوره؟

 

 

مصدران وحيدان، تاريخياً، عن حياة القديس مارون.

 

الأول، رسالة من يوحنا فم الذهب، بعث بها من منفاه حوالي السنة 404 أو 405م، ويطلب فيها إليه أن يذكره بصلواته. لكن الرسالة لا تقول شيئاً عن حياة مار مارون. وجاء في نص الرسالة:

 

 

"إلى مارون الكاهن الراهب؛

 

أما بعد فإن علاقات المودة والمعروف التي تضمنا إليك تجعل أبصارنا شاخصة إليك كأنك قائم هنا، فإن بواصر المحبة من طبعها أن لا يحجبها بعد المسافات ولا يوهنها طول الزمان، وكان في ودنا أن تكون مكاتباتنا إليك متتالية، ولكن يحول دون ذلك مشقة الأسفار وندور المسافرين والآن نهدي إليك طيب السلام ونسألك أن تتيقن أننا نذكرك كل حين، وأن لك في فؤادنا منزلة أينما حللنا، فاهتم أنت إذاً بأن تواتر إلينا أنباء عافيتك فإن أخبار صحتك على بعدنا بالجسد تولينا عظيم السرور وتخولنا تعزية كبرى في غربتنا ووحدتنا، ويلذ لنا كثيراً أن نعلم أنك متعاف وجل ما نسألك إياه أن تصلي وتبتهل لله من أجلنا".

 

الثاني، كتاب عن حياة النساك وضعه تيودوريتس، أسقف قورش (423 ـ 458م)، وردت فيه لمحة عن حياة الناسك مار مارون، تقول:

 

" تقترن ذكرى مارون بالشهرة الواسعة التي أحرزها اسمه، فهذا الاسم يزين جوقة قديسي الله. لقد اختار مارون حياة التوحد في البرية، فانتحى قمة جبل كان الوثنيون، سابقاً، يحيطونه بالتكريم فكرّس الله الموضع الذي كان الشياطين يمتلكونه من هذا الجبل، وعاش هناك، حيث ابتنى لنفسه كوخاً صغيراً، مع أنه لم يكن يأوي إليه إلا نادراً.. لم يكتفِ مارون بأعمال الورع المعتادة، بل ابتكر لنفسه ممارسات تقوية أخرى، وأخذ يجمع كنوز الحكمة....

 

"بعد أن وقف مارون حياته على تعهد الغرس الإلهي، معتنياً بصلاح النفوس وشفاء الأجساد معاً، توفي إثر مرض ألم به فترة قصيرة من الزمن، وكأن الله تعالى أراد تذكيرنا بضعف الطبيعة البشرية وبقوة إرادة رجله البار. وتجدر الإشارة إلى أن عراكاً عنيفاً نشب بين سكان القرى المجاورة لمنسك مارون، فور وفاته، سببه رغبة كل مجموعة منهم بالاستيلاء على رفاته. كانت النتيجة أن أهل بلدة مجاورة كثيرة السكان هجموا بصورة كثيفة فطردوا الجماعات الأخرى واستحوذوا على هذا الكنز الثمين، ومن ثم ابتنوا لجثمان الناسك القديس ضريحاً كبيراً، ومن يومها حتى الآن ما زالوا يجتنون من وجوده النفع العظيم، ويكرمون ذكراه بعيد حافل. أما نحن فسنظل ننعم ببركته على الرغم من المسافة التي تفصلنا عنه، لأننا، وإن كان حدثه بعيداً عنا، نكتفي بالحفاظ على ذكراه".

 

ما كتبه تيودوريتس باختصار، هو كل ما نعرفه عن حياة مار مارون، حتى إن فؤاد البستاني يقول: "فكان كلامه عن مار مارون، المصدر الوحيد الذي نستند إليه".

 

ومع ذلك، لقد اجتهد المؤرخون في محاولة شرح وتفسير النص الذي كتبه تيودوريتس، وذلك من أجل تحديد المكان الذي عاش وتنسك ودفن فيه، ومن أجل استنباط طريقة عيشه وأسلوبه في التنسك وعقيدته اللاهوتية، فضلاً عن تحديد تاريخ ومكان ولادته، ووفاته. وقد تباينت هذه المحاولات لقلة المراجع التاريخية من جهة، والكلام العام الذي وصف به تيودوريتس حياة مار مارون، من جهة أخرى.

 

ومع ذلك، جالت مخيلة بعض المؤرخين في متاهات الاستنتاج، وأنشأ كل منهم سيرة خاصة به لحياة الناسك، مستوحياً الأساطير، فجاءت مروياتهم متناقضة، تغلب التقاليد على المرجعية التاريخية.

 

لا مجال هنا، بالطبع، لعرض خلافات المؤرخين حول حياة مار مارون، بل أننا نكتفي بسرد أقوال بعضهم.

 

يقول المؤرخ فيليب حتي، في معرض كلامه على مار مارون: "لا يعرف عن حياته شيء كثيراً". أما أسد رستم فيؤكد قائلاً: "ولا نعرف بالضبط سنة ولادته ولا المكان الذي ولد فيه، ولا محل تنسكه". وذلك يعود، برأي فؤاد افرام البستاني، إلى كون ترجمة القديس مارون التي وضعها تيودوريتس "تكاد تظهر خالية من المعلومات الجغرافية. فلا ندري بالضبط في أي مكان من القورشية تنسك... وهناك بعض الاختلاف كذلك في تعيين منشأ القديس".

 

 

مار مارون مؤسس أو شفيع

 

أما السؤال الأساسي الذي لم يطرحه البستاني ولا غيره، والذي لا بد من تداوله، فهو ما إذا كان مار مارون هو نفسه مؤسس الطائفة المارونية، وكيفية هذا التأسيس. فلا تشير المعلومات التاريخية التي دونها تيودوريتس عن مارون الناسك، بأي شكل من الأشكال، إلى أن مار مارون قد أسس طائفة جديدة أو مذهباً جديداً، ولا أنه أنشأ بدعة جديدة مميزة تولد منها اتجاه أو تيار، التف حوله الناس، وشكلوا على قاعدته فرقة دينية جديدة.

 

كل ما نعرفه عن مار مارون، هو أنه أحد نساك القورشية وحسب. والناسك، هو من اعتزل العالم وانصرف وحيداً إلى التعبد والصلاة، فإذا مر به زائرون، بشرهم بالفضيلة وأعطاهم البركة، أو إذا قصده طلاب نسك ومريدون علمهم طريقته وأسلوبه، ليمارسوهما وحدهم بأسلوبهم الخاص.

 

لم يكن مار مارون، صاحب مدرسة خاصة للتنسك في العراء. و"لم يبتكر القديس مارون هذه الطريقة، إذ قد مارسها قبله يعقوب النصيبيني، أحد مؤسسي المدرسة الميزوبوتامية... اعتنق الحياة النسكية واتخذ مقراً له قمم أعلى الجبال. كان يقيم في الغابات أيام الربيع والصيف والخريف لا غطاء له إلا السماء... وتطورت هذه الطريقة مع القديس مارون الذي آثر الحياة في العراء صيفاً شتاءً وليلاً نهاراً... والقديس مارون أخذ طريقته النسكية أي الحياة في العراء عن القديس يعقوب أسقف نصيبين وناسكها (338م )".

 

عاصر مار مارون نساك آخرون اعتمدوا طريقة الحياة في العراء. أشهرهم زابينا الذي عبر مار مارون عن إعجابه به "حاثاً كل زائريه على الذهاب إلى زابينا لاستمداد بركته... وكان مارون يدعو الناسك زابينا أباه ومعلمه والمثال الكامل لكل أنواع الفضائل، وطلب بإلحاح شديد أن يوضع جثمانه في قبر واحد مع جثمان زابينا".

 

وعن أهمية دور "القديس زابينا المرشد" وتأثيره على مار مارون يقول فؤاد افرام البستاني: "إنه كان أسن من القديس مارون، على ما يظهر، وكان مارون يوقر شيخوخته النقية، ويعظم فضائله، ويقتدي ببعض طرائقه التقشفية، ويدعوه أباً ومعلماً...".

 

أورث مارون نساكاً آخرين طريقته في التنسك، كما أخذها عن يعقوب ناسك نصيبين، أو عن زابينا. ومن النساك الذين اتبعوا طريقته، نذكر يعقوب القورشي، الذي قال عنه تيودوريتس: "فاق معلمه ـ أي مارون ـ بعظم تقشفاته وأعماله: مارون اكتفى ببقايا هيكل بيتاً، وبجلود الماعز ثوباً يقيه المطر والثلج، أما يعقوب فرفض كل شيء، البيت والسقف والكوخ، متخذاً من السماء غطاء وحيداً له... ويعقوب الإلهي يقول إن زابينا هو الذي وشحه بأول رداء من شعر ماعز لبسه".

 

بلغت هذه الطريقة في التنسك ذروتها، مع النساك العموديين أمثال مار سمعان العمودي، الذي هو أشهرهم. وهو قديس مارس طريقة أكثر تطرفاً من طريقة التنسك في العراء وعلى الأرض، كما مارسها يعقوب النصيبيني ومار مارون ويعقوب القورشي، أو غيرهم... فلقد أمضى مار سمعان وتلاميذه حياتهم على قمة عمود، ارتفع عن الأرض أحياناً بحدود ستة وثلاثين ذراعاً، بهدف التقشف الوحيد وتعذيب الجسد، وفقاً لميل صوفي روحاني أفضى إلى الانقطاع الكلي عن العالم".

 

ينضوي زابينا ويعقوب ومار مارون ومار سمعان، وغيرهم من نساك العراء جميعاً، تحت لواء المدرسة السورية في التنسك، أي المدرسة التي تتميز بوسيلتها في "الإقامة في العراء، أي الهواء الطلق صيفاً وشتاء، لا في بيت مسقوف".

 

وما يؤكده الباحثون الاختصاصيون كتشالنكو وتشوبتز عن التنسك، هو أن "مدرسة سوريا الشمالية متصلة أصولها وجذورها بالمدرسة الميزوبوتامية... كانت سوريا الشمالية تتبع خطاً مستقلاً. ويبدو أن الخميرة أتت من منطقة الرها التي كانت آنذاك مركزاً نشيطاً للنسك".

 

نستخلص من كل ما تقدم بأن مدرسة التنسك في العراء أسسها في العراق يعقوب أسقف نصيبين وهو أول ناسك وصف سيرته تيودوريتس في تاريخه الرهباني.

 

أما زابينا ومار مارون، فهما أخذا التنسك في العراء عن يعقوب النصيبيني، مطورين إياه، مثلما طوره من بعدهما يعقوب القورشي وسمعان العمودي وغيرهما.

 

 

تلاميذ الناسك مارون

 

يمكن الاستنتاج إذاً، أن مار مارون لم يؤسس مدرسة في التنسك خاصة به، والذين اعتبروا تلاميذ له ليسوا غير نساك قلدوه في حياة العراء. فمار مارون نفسه لم يضع نظاماً خاصاً يصلح لأن يتبعه تلاميذ، ولم يؤسس بالتالي أي رهبنة. فشتان ما بين الحياة النسكية والحياة الرهبانية، حيث أن الحياة النسكية هي حياة فردية تصوفية منعزلة عن العالم، والحياة الرهبانية حياة جماعية داخل دير، وذات رسالة تؤديها في محيطها. ولم يذكر لنا تاريخ تلك الفترة وجود طائفة أسسها ناسك، حتى نقول إن مار مارون الناسك هو مؤسس الطائفة المارونية. ولم يرد في أي مرجع تاريخي، أن تلاميذ مار مارون النساك تحولوا إلى رهبنة، وبالتالي إلى طائفة، والاختلاف جذري وكبير بين مسلك الرهبان وحياتهم، ونظام الجماعة الطائفية.

 

الواقع أن نساك العراء، بحسب ما تذكرهم كتب التاريخ، قد عرفوا بتلاميذ "المدرسة السورية" في التنسك. أما الذين تميزوا في هذه المدرسة نتيجة لتطرفهم، أمثال سمعان العمودي، إنما عرفوا بالعموديين، أي نسبة إلى أول من مارس هذا النوع من التنسك. بينما لم تطلق على الذين قلدوا مار مارون في طريقته أي صفة مميزة، ولم يأت أي ذكر لكلمة مارونيين أو موارنة أو ما شابه، قبل أوائل القرن الثامن، ما يؤكد أن مارون الناسك لم يؤسس مدرسة لها نظامها وقوانينها، ولها عقيدتها وخصوصيتها، فينتسب إليها تلاميذ يعرفون باسمها. ذلك ما يذهب إليه البستاني بقوله: "بيد أنه لا يبدو لنا أن هؤلاء التلاميذ اجتمعوا في حلقة رهبانية منظمة، موحدة بإشراف رئيس واحد، إلا بعد وفاة القديس بمدة قد تتجاوز نصف قرن. وكان ذلك في دير مارون الكبير...".

 

بعد أن يعرض ترجمة تيودوريتس عن حياة مار مارون، يمضي البستاني فيؤكد قائلاً: "وتنقطع المعلومات عن مار مارون، ولا عجب، حتى أوائل القرن السادس، وإذا بنا نشهد بناء فخماً في وادي العاصي... شيد على اسم مارون...".

 

فالأخبار التي نقلها تيودوريتس، هي إذاً كل المعلومات التاريخية التي نعرفها عن مارون الناسك وعن تلاميذه. وترسم هذه الأخبار الإطار الصحيح لدور مار مارون، قاصرة تأثيره على بعض النساك الذين قلدوه، دون أن يعني ذلك أنه أسس مدرسة جديدة أو طائفة مميزة. لكن البستاني وغيره من المؤرخين الموارنة، يرغبون في إقامة تواصل أسطوري بين مارون الناسك من جهة، ودير مار مارون على العاصي من جهة أخرى، وحجتهم على هذا التواصل مفارقة "انقطاع المعلومات" في خلال فترة زمنية تزيد على القرن. غير أن تشابه الأسماء بين الناسك والدير، ليس بالدليل على أن الدير قد سمي نسبة إلى الناسك مارون، وخاصة أن التاريخ الديني، يذكر أسماء قديسين عديدين، حملوا اسم مارون، مثلما عرفت أديار عدة بهذا الاسم نفسه.

 

وفي كل الأحوال، لا تعني تسمية دير ما تيمناً بشفاعة قديس معين، أن لهذا القديس بالضرورة دوراً في تأسيسه. هناك أديار كثيرة حملت أسماء قديسين لا صلة لها بهم، فضلاً عن غياب أي دليل تاريخي على علاقة دير مار مارون، على العاصي، بمارون الناسك أو بتلاميذه النساك، ولا سيما أن الدير بني للرهبان، حيث ضم المئات منهم، بينما زهد مار مارون وتلاميذه من النساك عن هذه الدنيا، وانقطعوا عن العالم للتعبد. فلا صلة من تنظيم اطلاقاً، ولا من علاقة دينية مباشرة، بين الناسك مارون والدير.

 

المؤرخ أبو الفداء يؤكد أن الدير بناه الأمبراطور البيزنطي مرقيانس (451 ـ 457). بينما يقول الأب لامنس استناداً على ما كتبه تيودوريتس: "إن جمهور الرهبان الذين أتوا من القورسية إلى بلاد أفاميا لينشئوا فيها الأديار، كانوا تلامذة للقديس الناسك مارقيان وليس تلامذة القديس مارون، لأن تيودوريتس أفادنا أنه لم يخرج أحد من رهبان القديس مارون من بلاد قورس. ولا يبعد أن تلاميذ مارقيان، وأصلهم من قورس، دعوا أحد الأديرة التي شيدوها في بلاد أفاميا، باسم القديس مارون لإكرامه... ومارقيان الإلهي هو الذي أنشأ كل أديرة بلاد أفاميا. فلا يمكن اذن أن ينسب إنشاء أحد هذه الأديرة لتلامذة القديس مارون.

 

لم ينشئ مار مارون وتلاميذه أي تيار ديني خاص، تولدت منه رهبنة أو طائفة، بشهادة أبي الفداء والأب لامنس، اللذين ينفيان أي علاقة لمارون أو تلاميذه، ببناء دير مار مارون على العاصي. وإنما اقتصر دور مار مارون وتلاميذه، على التنسك وحياة الزهد والتقشف، حسبما قال تيودوريتس.

 

مع ذلك، يبقى السؤال مطروحاً، هل مار مارون هو مؤسس الطائفة المارونية ام شفيعها؟ وهل المارونية تنتسب إلى مارون الناسك؟ وما هو دور التقاليد في هذه العلاقة بين الموارنة والناسك مارون؟

 

نسبة المارونية إلى مارون الناسك وحده، إنما هو طرح كرسه مرهج بن نيرون وغيره، من طلاب المدرسة المارونية في روما. وذلك يدفعنا إلى استنتاج، مفاده أن ما من أحد قال جازماً بأن المارونية تعود في أصلها إلى مارون الناسك، قبل القرن السابع عشر. غير أن لهذا الادعاء سبباً تمثل في ما عاناه طلاب المدرسة المارونية في روما، من مشاكل جمة في الدفاع عن كاثوليكية طائفتهم، وفي رفض الاتهامات التي وجهت إليهم بأنهم من أصحاب البدع. كذلك اعتمد هؤلاء الطلاب هذه الحجة للتدليل على كاثوليكيتهم، حيث أن روما تعترف بقداسة الناسك مارون، فلا تعتبره بالتالي خارجاً على تعاليمها. في هذا السياق، يجدر أن نذكر أن الكاردينال بارونيوس الإيطالي هو أول من ربط المارونية بالناسك مارون، في كتاب عن التاريخ الكنسي، طبع في روما في أوائل القرن السابع عشر.ولا تخفى مساهمة هذا الكاردينال مع الفايتكان، في استيعاب الكنيسة المارونية، التي ظلت قروناً طويلة خارجة على طاعة الباباوات.

 

بعيدا عن التاريخ والتقاليد يبقى مار مارون نموذجا وقدوة للناسك الزاهد ، وعلى تلاميذه ومريديه تكريمه بتجسيد القيم التي جسدها.

 

 
التاريخ: 2023-02-07
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
المصدر: جريدة الديار، 7 شباط 2023
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro