مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
«أقدم خريطة فلكية في العالم» بقلم الدكتور ألفونس منغانا
 
 
 
الـمجلة، بيروت، المجلد 8، العدد ،4 1933/6/1
 

(نشر العلاّمة السوري الدكتور ألفونس منغانا مقالة في الـمانشستر غارديان الأسبوعية الصادرة بتاريخ 3 مارس/ آذار من هذه السنة أعلن فيها للملأ حقيقة تاريخية عظيمة الأهمية اكتشفها في أثناء تنقيبه في الـمخطوطات السريانية القديـمة التي له عناية خاصة بها وهي خريطة فلكية تامة وجدها في مخطوطة جمعت العهد الـجديد من الكتاب الـمقدس. وقد رأينا أن نعرِّب مقال الدكتور منغانا ليطَّلع قرّاء الـمجلة على اكتشاف خطير لعالِم كبير من علماء أمّتهم وهو كما يلي:)


«إني أضع أمام العالم أقدم خريطة فلكية موجودة خطّطها رجل ديني ذو مقام، ولا بدّ لي من التصريح هنا أنه بينما كان قسس الغرب ورهبانه مقتنعيـن بتوراتهم، حاسبيـن أنها تتضمن كل الـمعرفة اللازمة لفهم حقيقة الكون فهماً تاماً، مهمليـن مؤلفات العلماء القدماء أمثال حباركوس وبطليموس، كان مسيحيو الشرق منهمكيـن في دراستها وترجمتها إلى العربية في بلاط خلفاء بغداد. فتمكن العرب بهذه الواسطة من الاعتماد على الأساتيذ القدماء وإضافة الـمعلومات التي أخذوها عنهم إلى ملاحظاتهم الـخاصة وبلغت نتائج  دروسهم أوروبة نحو آخر القرون الوسطى عن طريق إيطالية وإسبانية.


«كتب واضع الـخريطة التي نحن بصددها عبارته بالسريانية وبالكرشونية أيضاً (أي بالعربية الـمكتوبة بأحرف اللغة السريانية) لكي يـُمكِّن السورييـن الـمتكلميـن بالعربية الذين كانوا قد نسوا تعابير واصطلاحات الفلكييـن السورييـن الأوائل من فهمها. وهو يستعمل أحياناً أسماء إغريقية للكواكب كأندروميدا وسفيوس وتريغونون وساتوس وغيرها.


«والـخريطة موجودة في مخطوطة للعهد الـجديد - عدد 480 من مجموعتي - ويعود  تاريخها إلى 2024 للإغريق (1173 ب.م.) وقد كتبت في كنيسة شهداء  سباسيتى الأربعيـن في بلدة ماردين. وتـحتوي الـمخطوطة على العهد الـجديد بكامله وعلى تعليقات على هامش الـمتـن. وموقع الـخريطة من هذه الـمخطوطة بيـن آخر إنـجيل يوحنا وبدء الأعمال. وليست الـخريطة التي نحن بصددها الوحيدة في هذه الـمخطوطة بل هنالك خريطتان أخريان تتقدمانها لا نعرض لهما الآن.


«أما تاريخ العصر الذي عاش فيه مؤلف الـخريطة فمعيّـن بإشارة وردت في الـخريطة الأولى من الـخرائط الثلاث الـمشار إليها آنفاً، لأن الـمؤلف يذكر فيها عبدالـمؤمن ملك دولة الـموحدين الذي يعود تاريخه الى 1145-1163 ب.م. لذلك، فالـخريطة التي هي موضوع بحثنا لا بد أن يكون وضعها  فلكي سوري عاش في منتصف القرن الثاني عشر من تاريخنا العصري أعتقد، لأسباب لا حاجة لي إلى الدخول فيها الآن، أنه ديونيسيوس بار صليبي الذي كانت وفاته سنة 1171.


« تتناول الـخريطة بذاتها «أبراج القمر» الثمانية والعشرين الـمعروفة جيداً في الفلك، كما تشير إلى ذلك العبارة السريانية الـموضوعة في أعلى الـخريطة إلى الـجهة الشمالية وترجمتها «أبراج القمر»، والقباب الـمرسومة حول دوائر الـخريطة الكبرى تدل على هذه الأبراج. ومجرى الشمس معيّـن بدائرة كثيفة في الوسط، والإثنا عشر قسماً الـمقسومة إليها الـخريطة تشير إلى أشهر السنة الإثني عشر.


«والظاهر أنّ الـخريطة تتضمن نظرية حباركوس وبطليموس القائلة بـمركزية الأرض. وتقسيم النجوم إلى ست درجات من حيث اللمعان والـحجم - كما سنرى فيما يلي من شروح الـمؤلف - قد يدل على أنّ «الـمجسطي» لبطليموس كان في عداد الـمصادر التي استند إليها. أما فيما يختص بالفلكييـن العرب فيقال إنهم قبلوا بدون تـحفظ نتائج النظام الكوني البطليمي، والذي نعرفه عنهم أنهم اعتبروا الأرض ثابتة في الوسط والأجرام السماوية دائرة. وعللوا عن عدم تـماثلها الظاهر بأنه متأتٍ عن توافق الدوائر الـمركزية مع دائرة البروج والدوائر التي تكون مراكزها في محيط دائرة أخرى.


(وبعد أن يترجم لنا الدكتور منغانا شروح الـمؤلف التي أحاط الـخريطة بها وهي تتناول السيارات والنجوم الأخرى وتنتهي بالقول: «إنّ أعظم الأجرام الـموجودة في الكون هي: أولاً الشمس، ثانياً النجوم الـخمسة عشر الـمذكورة آنفاً، ثالثاً جوبيتر، رابعاً زحل، خامساً النجوم الستة (تبعاً لـحجومها)، سادساً الـمريخ، سابعاً الأرض، ثامناً الزهرة، تاسعاً القمر، عاشراً عطارد» يتابع مقاله كما يلي:)


«عند هذا الـحد تنتهي شروح الـمؤلف الـمكتوبة حول خريطة السماء.


«وإني أعيد هنا ما قلته في البدء وهو إنّ أهم ما يستلفت النظر في الـخريطة التي أمامنا هو أنّ متديناً سورياً تـمكّن أن يجزم في ما كتبه بيـن سنة 1145 وسنة 1163، بأن الأرض أصغر من ثلاث سيـارات، وذلـك يعني ضمناً أنّ السيـارات الأخرى هي أراضٍ مثل أرضنا. فلو قال غليليو، الذي لـمع بعد مرور خمسة قرون، نصف هذه الإثباتـات الثورية لكانت الكنيسة رجمته لا محالة! إذ ماذا يحدث لسماء وجهنم القرون الوسطى؟»


الـمجلة: نشكر لعالـِمنا الكبير الدكتور ألفونس منغانا اهتمامه بآثار أمّته ووطنه وإظهار هذه الـحقيقة الـجديدة التي تـجعل كل سوري يفتخر بأن رجلاً سورياً متديناً استطاع في القرن الثاني عشر معرفة وإثبات حقائق فلكية لم يبلغ العالِم الغربي غليليو الذائع الصيت إلى القول بنصفها بعد مرور خمسة قرون على عالِـمنا الديني!

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro