مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
الـحالة السياسية الـحربية الـحاضرة
 
 
 
الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 75، 15/4/1944
 

منذ مدة طويلة لم نعد إلى هذا الباب بسبب اهتمامنا بشؤون حالتنا الداخلية أولاً، ولأن الـحوادث الـحربية والسياسية التي عقبت احتلال الأنكلوسكسون جزيرة صقلية وحصول الانشقاق الإيطالي كانت حوادث سياقية. لا شيء خارق فيها إلى أن كان مؤتـمر موسكو بين وزراء خارجية بريطانية وأميركانية وروسية، ومؤتـمر القاهرة بين رئيس أميركانية ورئيس الصين ورئيس الوزارة البريطانية، ومؤتـمر طهران بين رئيس أميركانية ورئيس روسية ورئيس الـحكومة البريطانية. وفي هذه الـمؤتـمرات كانت الزوبعة تنتظر رأي مرجع رسمي للنهضة السورية القومية الاجتماعية لتعرف موقف سورية، وتتمكن من تعيين أهمية هذه الـحوادث السياسية. وقد نشرت الزوبعة منذ عددين خطاب الزعيم في بدء العام الثاني عشر لنشوء الـحركة السورية القومية الاجتماعية الذي اشتمل على موقف الـحركة من الـمؤتـمرات الـمذكورة وأهمها مؤتـمر موسكو بين الدول الثلاث الكبرى التي خصّت نفسها به وقررت نطاق الأمور التي يجب أن يتناولها (أنظر ج 6 ص 541). وفي صدد هذا الـمؤتـمر أعلن الزعيم، في خطابه الـمذكور، أسفه وأسف الـحركة السورية القومية الاجتماعية أن لا تكون هذه الـحركة من التكامل والقوة بـمكان يخوّلها الـمطالبة بإيضاح عما يـمسّ سورية ومستقبلها القومي من مقررات مؤتـمر موسكو ومؤتـمر طهران الذي كان تثبيتاً له.


بعد هذه الـمؤتـمرات ومن سياق الـحوادث التالية ابتدأت تظهر نتائج سياسية وحوادث ذات بال وسنحلل أهم هذه الـحوادث في ما يلي:
قلنا في الأعداد السابقة إنّ احتلال الأنكلوسكسون شمال أفريقية كله وبلوغهم صقلية وشواطىء إيطالية وخسارتهم جيشهم في جبهة ستالينغراد قد غيّرت الـحالة الـحربية تغييراً ظاهرياً كبيراً، فصار الـمد في الـجانب الأنكلوسكسوني - الروسي، وصار الـجزر في الـجانب الألـماني. ولكننا تساءلنا هل يكون هذا الانقلاب نهائياً أم ينتظر حصول تغيير جديد بعد أن ينفد قسم من زخم الهجوم الروسي، وبعد أن تـحشد ألـمانية قوات ومعدات حربية جديدة وتتمكن من ربح معارك كبيرة وتوقيف الـمد الـمعاكس. والـجواب كان يتوقف على معرفة أشياء كثيرة عن حالة ألـمانية الداخلية ومقدار إنتاجها الـحربي ومدى التجنيد الـجديد.


الـحقيقة أنّ عدم تـمكن الـمجهود الـحربي الألـماني الأخير من الاستيلاء على كل منطقة القوقاز وقطع نهر البلقا عند ستالينغراد دل على أنّ الـمجهود الـحربي الألـماني بلغ في سنة 1942 معظم مدى امتداده، إذ لو كان في مقدور القوة الألـمانية زيادة ضغطها في جنوب روسية من غير تعريض مواقفها في الـجبهات الأخرى للخطر لـما كان هنالك مبرر لتوقيف الهجوم قبل الاستيلاء على منطقة القوقاز كلها وكل مدينة ستالينغراد وما جاورها على مجرى نهر البلقا. وزاد الـحالة وضوحاً عدم تـمكن القوات الألـمانية من الثبات إلى أن يـمكن إنقاذ الـجيش القائم في ستالينغراد، فكان فقد ذلك الـجيش نكبة جندية من الطراز الأول.


بقيت هنالك مسألة مقدرة ألـمانية على التعويض عن خسائرها في الرجال والعتاد بـمقدار يسمح لها في مدة معينة من ردّ ضربات أعدائها. ولـما كانت هذه الـمسألة تـحتمل شكوكاً كثيرة كان من البديهي أن يجرَّ التراجع الـحربي تراجعاً سياسياً، فضعفت الثقة في أمـم كثيرة بإمكان انتصار ألـمانية، وصارت دول مثل إسبانية وتركية تعدل موقفها وسياستها كما يتفق مع الـحالة الـجديدة.
مـما لا شك فيه أنّ أهم ظاهرة حربية سياسية في هذه الـحرب هي ظاهرة القوة الروسية الـحربية التي جاوزت تقديرات حلفائها أنفسهم. فقد تـمكنت هذه القوة من تـجهيز احتياطي كثير، والاستفادة من نفاد قوة الهجوم الألـماني لتطويق ستالينغراد، وأسر جيش ألـماني بكامله، والقيام بهجوم مستمر شمل الـخطوط الـحربية في روسية كلها.


ولكن الألـمان تـمكنوا من تعديل الـموقف كثيراً في إيطالية والبلقان، وجعلوا التقدم الأنكلوسكسوني في إيطالية بطيئاً جداً وأوصلوه أحياناً إلى حالة الـجمود. وعلى نسبة تعاظم شأن القوة الروسية أخذ يتعاظم نفوذها السياسي تـجاه بريطانية وأميركانية وفي مناطق كثيرة من أوروبة، حتى ليمكن القول إنّ روسية قد فرضت سياستها على شرق أوروبة وجنوبها، وأدخلت ضمن نطاقها شؤون البحر الـمتوسط. ويـمكن القول إنّ سياسة التراجع الألـماني في روسية فيها بعض التفضيل والاختيار من جهة الألـمان لوضع سياسة بريطانية وأميركانية تـجاه الـمطامح الروسية ولتقليل نفوذ بريطانية في أوروبة.


في جميع القضايا والـمسائل السياسية الـجوهرية في حالة أوروبة الشرقية والـجنوبية يظهر فوز السياسة الروسية. في قضية بولونية (أو بولندة) ومسألة حدودها، وفي قضية صقالبة الـجنوب (يوغوسلافية) وفي مسائل الفرنسيين الـمحاربين وإيطالية وإسبانية يشتد التدخل الروسي.
إنّ أتعس حالة هي حالة بولونية التي تدفع اليوم ثمن السياسة الـخرقاء التي سلكتها حكومتها برفضها أن تكون إما مع ألـمانية أو مع روسية جارتيها القويتين. ففي حين كانت بولونية تريد مقاومة مطاليب الألـمان في دنتزغ ومحاربتهم من أجل الاحتفاظ بالـممر البولوني إلى البحر، كانت ترفض الـمساعدة الروسية إلا على شرط أن لا يدخل جيش روسي أرضها. والآن تدفع بولونية ثمن غلطها الفاحش وتعلم بالاختبار أنه حين لا يدخل أرضها جيش روسي يدخلها جيش ألـماني، وحين لا يدخلها هذا يدخلها ذاك، والـجيش الروسي يسير في أراضي بولونية أشاءت الـحكومة البولونية أم لم تشأ، وحدود بولونية إذا لم تقصر في الغرب تقصر في الشرق. وبريطانية التي أعلنت الـحرب على ألـمانية «قياماً بتعهدها لبولونية» تـجد أنه يجب قبول وجهة النظر الروسية، وأنّ روسية على حق في تعديل الـحدود البولونية من الشرق لتحصين جوانبها.


وحكومة الـملك بطرس في صقالبة الـجنوب التي انتقضت على الاتفاق الذي عقدته حكومة الوصي على التاج مع ألـمانية بالسماح للجيوش الألـمانية بالـمرور بأرضها إلى ألبانية، تـجد أنها لن تفوز بشيء من انتصار بريطانية وروسية، لأن روسية قد فرضت سياستها في بلاد صقالبة الـجنوب، ومنذ مدة اختفى من البرقيات والصحف إسم القائد ميخائيلوفش الذي يشغل وظيفة وزير الـحربية في حكومة الـملك بطرس اللاجئة إلى بريطانية أولاً وإلى مصر ثانياً، وحلَّ محله إسم القائد تيتو الذي تبنّته روسية.


مع جميع هذه التغييرات التي لا تودها السياسة البريطانية والسياسة الأميركانية، فإن هاتين الدولتين لم ترتكبا الغلط الذي ارتكبته ألـمانية بـمهاجمتها روسية قبل القضاء على بريطانية بالاستيلاء على إنكلترة واسكتلندة. فبريطانية وأميركانية تـجاريان السياسة الروسية الآن إلى أن يكون قد تـم القضاء على ألـمانية، ثم تتفرغ كل منهما لـمعالـجة الـمشاكل الناشئة عن امتداد النفوذ الروسي. وفي هذه الـمسألة ظهر في الأخير تفوّق السياسة البريطانية أو الأنكلوسكسونية على السياسة الألـمانية، وفيها يظهر مقدار غلط ألـمانية السياسي الذي لم يكن فقط في مهاجمة روسية، بل أيضاً في إغفال قواعد علاقات سياسية أخرى مع أمـم ودول غيرها. وقد سترت انتصارات ألـمانية الأولية أغلاطها السياسية، حتى ارتكبت الغلط الأخير بالإقدام على مهاجمة روسية قبل تقرير مصير بريطانية، فانكشف ضعف سياسة هتلر أو سياسة ألـمانية الاشتراكية القومية التي لم تختلف عن سياسة ألـمانية السابقة إلا في تفاصيل جزئية. بينما ظل أساسها الاعتماد على القوة الـحربية الـخاصة لتغيير وضع العالم. واعتمادها القوة الـحربية جعلها تهمل ضرورة الـحلفاء والأعوان، وتستخف بقضايا أمـم لو تـجمعت لكان لها شأن. وكانت حليفتها الكبرى في أوروبة، إيطالية، مغترّة بخيالات تاريخية قديـمة وذات مطامع أوسع مـما في مقدرتها الاستيلاء عليها. فكانت سياستها في الـمتوسط تـجاه سورية استعمارية  بحتة فلم تتمكن من التفاهم مع الـحركة السورية القومية الاجتماعية العاملة لتوحيد سورية والنهوض بها إلى السيادة والاستقلال، وفضَّلت الـمناورات الاستعمارية القديـمة فقربت إليها البطريرك الـماروني، وأقامت لنفسها عمالاً كالأستاذ يوسف السودا وجواسيس عديدين وأخذت تنشىء في الـمناطق الـمسيحية مدارس إكليريكية تزاحم الـمدارس الإكليريكية الفرنسية الصبغة. ثم جاء الـحاج أمين الـحسيني إيطالية هارباً من وجه الإنكليز في العراق فاحتضنته. وألـمانية لم تتدخل تدخلاً يـمكن أن يعدّل مجرى السياسة الإيطالية. فكأن الدولتين اتفقتا على أن تطلق كل منهما يد الأخرى في الدائرة التي تـحسبها «الـمجال الـحيوي لها».
رأت سياسة ألـمانية الاستغناء عن الأحلاف وعلى نقيضها سياسة بريطانية التي لا تكلّ عن طلب الأحلاف حتى في صفوف أعدائها. وقد تـحملت بريطانية صفعة روسية لها ولفرنسة سنة 1939 حين اتفقت سراً مع ألـمانية على اقتسام بولونية بينما كانت تتظاهر بالعمل للتحالف الـحربي مع بريطانية وفرنسة. وبعد انقطاع العلاقات بين الدولتين عادت بريطانية إلى التقرب إلى روسية والطلب إلى هذه الدولة السماح لها بإرسال مندوب فوق العادة إلى أن تـم لها ما أرادت، وأرسلت سر ستافورد كرفس الذي نـجح في مهمته ولم يلاقِ من الـجانب الألـماني صعوبات ومناورات جدية لإحباط مساعيه. فكأن ألـمانية كانت راغبة، بعد سحقها فرنسة، في حصول أسباب تؤدي إلى نقض الـمحالفة بينها وبين روسية لتنقضّ على هذا الـخصم وتـحقق عقيدة «الزحف شرقاً».
بعد سحق هولندة وبلجيكة وفرنسة ظنت ألـمانية أنّ الغرب قد أصبح مأموناً، ولكي تزيد الوقاية أخذت تنكّل بالـمدن الصناعية البريطانية واحدة بعد الأخرى وفي الوقت عينه تتأهّب للانقضاض على روسية. ولكن بريطانية بقيت حرة وشيئاً فشيئاً أخذت تعيد صناعتها وصارت تصل إليها القوات الأميركانية وتـحتشد فيها إلى أن تـمكنت من تشكيل جيش مختلط كبير واجتياح شمال أفريقية وجزيرة صقلية وشواطىء إيطالية.


ومع كل مظاهر التراجع الألـماني لا يـمكن الـجزم بـمبلغ ضعف ألـمانية أو قوّتها. فقد يكون بعد هذا السكون هبوب عاصفة حربية شديدة ولكن الـمواقع الاستراتيجية صار معظمها في جانب أعدائها. ويجب أن لا يفوت الناقد أنّ ألـمانية لم تتمكن من حمل شعوب البلطيكي على التجند بكثرة في صفوفها، ولا من استمالة الشعب الفرنسي إليها، ولا من حمل إسبانية على شهر الـحرب على بريطانية وتقوية جبهة الـمتوسط وأفريقية، فلم يكن لنجاحها السياسي الأولي استمرار منطقي وعملي.


أما إيطالية فحالتها شاذة ولا وجود لها كقوة عاملة حربياً أو سياسياً. وقد صحَّ في ملكيتها ما كانت الزوبعة أول صحيفة في العالم تنبأت بحدوثه إذ قالت، بعد تـحليل انشقاق الـملك وحزبه عن الـموقف السياسي الـمتّخذ سابقاً، أنّ عمل الـملك قد فتح مسألة الـملكية في إيطالية، ووضع على بساط البحث أمر تقرير مصيرها، فلم تـمضِ أشهر أو أسابيع قلائل، حتى أعلن كبار مفكري الـجبهة اللافاشستية أيضاً وسياسييها وجوب تنازل الـملك فكتور عمانوئيل الثالث وولي عهده. فكان خلع الـحزب الفاشستي الـملك وإعلان الـجمهورية معبّراً عن إرادة الأكثرية الساحقة من الشعب الإيطالي. ولكن تضارب الـمصالح الإنترناسيونية قد أبقى على الـملكية الإيطالية حتى الآن.


وأمَّا في الـمحيط الهادىء فاليابان أيضاً تتقهقر في الـجزر الأمامية بعد أن بلغت معظم امتدادها في جزيرة غينية الـجديدة أمام استرالية. ولكن اليابان تـمكنت من إنشاء دول حرة تـحت نفوذها في الفيلبين وغيرها، وأوجدت حلفاء لها تـجد فيهم ولو بعض الـمعاونة الـحربية والـحرب معها ستكون مضنية.


العالم ينتظر الآن قيام الأنكلوسكسون بالهجوم على غرب أوروبة. فإذا حدث هذا الهجوم قريباً فسيظهر ما تخبئه ألـمانية من قوة وضعف. ويبعد، على الغالب، حدوث انهيار سريع في ألـمانية.
بعد كتابة ما تقدم تتابعت البرقيات الـمعلنة أحداثاً ذات أهمية سياسية - حربية. فقد أرسلت ألـمانية فيالق من جيشها لأخذ مواقع استراتيجية هامة في بلاد الـمجر،

وعزَّزت قواتها في رومانية وبلغارية. وتقول برقيات الـمحور البريطاني - الأميركاني إنّ هذه التدابير هي تدابير احتلال عسكري للمجر ورومانية وبلغارية. أما إذاعات برلين فتقول إنّ هذه الـحركات العسكرية هي جزء من الـمساق الواجب تنفيذه لـمواجهة الأخطار الـمقبلة التي لا تتمكن الـمجر وحدها ولا رومانية وحدها ولا بلغارية وحدها ولا هذه الدول الثلاث مجتمعة من دفعها. فاقتراب الـجيوش الروسية من البلقان، يقتضي اتخاذ الـجيش الألـماني التدابير التي يراها أفضل لـمقاومة العدو الزاحف من الشرق.


مـما لا شك فيه أنّ تدابير ألـمانية العسكرية الـمذكورة، سواء أكانت احتلالاً عسكرياً لبلاد الدول الصغيرة الـحليفة، أم إنـجاداً لها بالـجيوش والعتاد، تدل على أنّ ألـمانية تريد أن تسبق الـحوادث الـمقبلة، وأن لا تنتظر حدوث مثل ما حدث في إيطالية حين اقترب الـجيش البريطاني - الأميركاني من شواطئها.
أهم ظاهرة في هذه التدابير، هي أنّ ألـمانية لم تفقد حيويتها ولم تتضعضع، وأنه لا تزال لها مقدرة حربية لا يستهان بها. والظاهر أنّ ألـمانية تتأهب لـمواجهة الـمجهود الـحربي الـمقبل حين يقرر الأميركان والبريطانيون الهجوم على شواطىء أوروبة الغربية، وفي هذه الـحالة يصح توقع حصول مفاجآت حربية ذات بال.


ومن أهـم الأخبـار الأخيرة الفاسحة الـمجال لتكهنات جديدة، ما ورد عن الـحملة اليابانية على الهند براً من بورمة. هذه الـحملة هي ذات مغزى خطير لأنها جاءت بغتة بينما اليابان متخذة خطة الدفاع بحراً في الـجزائر الصغيرة الـمنتشرة في جنوب الـمحيط الهادىء الغربي.


إنّ طريقة هذه الـحملة اليابانية الـجديدة وكيفية حدوثها لا تدلاّن على خطة اليأس، بل على تدبير هادىء محكم. وقد أحرزت هذه الـحملة نـجاحاً أولياً خطير الشأن. وهذه النتائج الأولية هي أعظم خطراً من نتائج الـحملة البريطانية - الصينية الـمزدوجة على بورمة. فالـحملة اليابانية تتقدم في بلاد أظهرت اشتياقها إلى التخلص من النير البريطاني وأعلنت بواسطة حزب الـمجمع الهندي رغبتها في الاستقلال التام ومقاومة بريطانية للوصول إلى غايتها. أما النير الياباني في بورمة فلا يزال جديداً والسياسة اليابانية تعتني بجعله خفيف الوطأة، خصوصاً في هذا الطور الأولي.


بعد كتابة القسم الأكبر من هذا الـمقال أخذت الـحالة الـحربية في أوروبة تتطور بسرعة رائعة كما كانت تتطور في بدء هذه الـحرب الطاحنة. فقد وصلت الـجيوش الروسية إلى رومانية وتشكوسلوفاكية، وأحدق الـخطر بألـمانية من جهة الشرق. وبعد أن اكفهر وجه الغرب منذ ابتدأت الغيوم تتلبد في هذه الـجبهة منذرة بعواصف وأعاصير. ولـما كنا لا نعرف، حقيقة، ما تخبئه ألـمانية للأيام العصيبة الـمقبلة فلا يـمكن التكهن بأكثر مـما قلنا في سياق هذا الـمقال.


هاني بعل

 

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro