مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
زعيـم الـحركـة السوريـة القوميـة الاجتماعيـة «الاختلاقـات العدائيـة ضـد شخصـه وحركتـه»
 
 
 
الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 81، 2/10/1944
 

في عدد جريدة الضلال المسماة الهدى الصادر في 29 مايو/أيار الذي وصلت من مدة قريبة نسخٌ منه إلى الأرجنتين، ترجمة رسالة، أرسلها من منتويداو مراسل «وكالة أخبار ما وراء البحار» الأميركانية، طام نلسن ونشرتها بعض صحف الولايات الـمتحدة، تناول فيها صاحبها السوريين في أميركة الـجنوبية، الذين سمّاهم العرب، وجعل بيت القصيد فيها شخصية مؤسس نهضة سورية وباعث قوميتها. فأورد من الروايات الـملفقة والأخبار الـمشوّهة ما يكون من الغريب أن لا يستغرب. ولكن جريدة الهدى الـمضللة قد عوّدت قراءها أغرب الـمستغربات حتى لم يعد شيء يرد فيها يـمر تـحت نقد أو تـحليل.


تتوهم الـجريدة الـمذكورة أنها تقوم «بحملة» مرتبة على الـحركة السورية القومية الاجتماعية بإرسالها الطعن في شخصية مولّدها وتشويهها مبادئها وغايتها تشويهاً قبيحاً فحاولت، في أعداد أخرى تناولت في رئيسياتها حكومة ثورة 4 يونيو/حزيران الأرجنتينية، أن تـجمع بين أغراض الـحركتين السورية القومية الاجتماعية والأرجنتينية العسكرية الوطنية وتصبغهما بالصبغة التي تشاؤها مرامي إذاعتها، فخبطت في هذه الـمحاولة خبط السائر في الظلمة، الفاقد الهدى وبالغت بتأويلاتها الـخاطئة في تشويه مقاصد النهضة السورية والثورة الأرجنتينية.
ننشر في ما يلي ترجمة رسالة الـمراسل الأميركاني طام نلسن ومقدمة الهدى ثم نشير فيما يلي إلى اختلاقاتها وأغلاطها الفاحشة.

 

​العرب في الأرجنتين يساعدون المحور
زعماء العرب يروجون القضية المحورية في أمريكة الجنوبية - نبذة عن أنطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي
«نشرت جريدة جورنال كورير الأمريكية التي تصدر في نيوهافن  كنكتيكت في عددها الصادر بتاريخ 17 مايو/أيار الـجاري مقالاً بقلم طام نلسن مراسل «وكالة أخبار ما وراء البحار» الـمساهمة عن منتويداو - أروغواي استعرض فيه الكاتب حركات الزعيم السوري العربي أنطون سعاده ومساعيه لترويج الدعاوة الـمحورية بين العناصر العربية في الأرجنتين وقد بعث إلينا بهذا الـمواطن السيد رشيد رزق نزيل إنسونيو كنكتيكت ونحن ناشرونه معرّباً بالـحرف حتى بالعناوين:


«من أشد عمال الـمحور في أمريكة اللاتينية نشاطاً، وأقواهم عزيـمة لا تكل وأفعلهم تأثيراً رجل عربي بهيّ الطلعة بدين الـجسم أسمر البشرة يناهز العقد الرابع من العمر هو أنطون سعاده، وأنطون هذا هو «الفوهرر» - الزعيم على منظمة عسكرية على شكل منظمة هتلر الـخاصة، أعضاؤها من العرب الوطنيين ويـمتد نفوذها إلى كل قطر من أقطار أمريكة اللاتينية، ولها صلات عديدة حتى في الولايات الـمتحدة.


«وبينما أنّ جنود هذه الـمنظمة العسكرية العرب لا يربى عددهم على 20 ألفاً ولذلك ليس لهم أي نفوذ عسكري هام يعترف لهم الـمراقبون الـمطلعون على دخائل الأمور بأنهم منظمة جاسوسية مـمتازة تعمل لـمصلحة الـمحور في هذا الـمحيط الغربي، ومن خصائصهم التي تنفعهم منفعة مـمتازة في الأحيان التي يجد فيها سواهم من الـجواسيس صعوبة في العمل هي أنّ السلطات قلّما تعيرهم شيئاً من الاهتمام، ولهم في سبيل الـمحور خدمات عديدة جُلّى في أقطار الشرق الـمتوسط أقلها أهمية. وهم يقومون بهذه الـخدمة بواسطة الصحف العربية التي تصدر في أمريكة اللاتينية وعلى الأخص في الأرجنتين التي تهرب أعدادها إلى كل الأقطار العربية لتحمل شعوبها على الاقتناع والتصديق أنّ كل العرب في أمريكة هم فاشستيون ومؤيدون الـمحور.


«وصحيفة أنطون سعاده الـخاصة «العاصفة» تصدر نصف شهرية بدون أقل تدخّل من حكومة الأرجنتين في حين أنّ صحف العناصر الـحرة العربية وقد كان يصدر منها عدد عطّلتها الـحكومة الدكتاتورية العسكرية في الأرجنتين.
«ولكن حركات أنطون سعاده على الرغم مـما تبطن من الـخطر على قضية الـحلفاء لا تعرب إعراباً صادقاً عن شعور الأكثرية من العرب في أمريكة اللاتينية ويناهز مجموعهم نحو 900 ألف نسمة.


«ومن هذا الـمجموع يستوطن نحو 400 ألف في الأرجنتين، ومثل هذا العدد في البرازيل، وعشرة آلاف في كل من بارغواي وأورغواي، و20 ألفاً في تشيلي، و15 ألفاً في كولومبيـة، و8000 في بوليفيـة، ونحو 15 إلى 20 ألفاً في سائر أمريكـة الـجنوبيـة.


«ولكن وجود أربعمائة ألف عربي في الأرجنتين لا يسترعي إلا القليل من الانتباه لأنهم عادة يـمتزجون بسهولة في جسم الأمة التي استوطنوها. فمثلاً لا يوجد في الأرجنتين إلا عدد قليل جداً من الـمدارس العربية حتى أنّ أولاد العرب ينشأون ويؤمون مدارس البلاد مع سائر أولاد الأرجنتين دون تـمييز أو فرق تقريباً.


«وفي بوينُس آيرس توجد شوارع أغلبية سكانها من العرب وكذلك تظهر الأغلبية العربية في بعض الأوساط التجارية، ولكن سواد الـمهاجرين العرب استوطنوا الـمقاطعات الشمالية لأنهم وجدوا طقسها أكثر ملاءمة لهم، وفي هذه الـمقاطعات كثيراً ما يـمثّلون أقليات تربى على 15 في الـمئة من السكان، وبينما أنّ الـمهاجرين الـماهرين اشتغلوا بالأكثر في صناعة الـمنسوجات والتصدير إلا أنهم اليوم لهم يد ومنزلة في كل الـمراتب الاجتماعية وكل الـمهام والأعمال.


«وثلاثون في الـمئة من الـمهاجرين العرب جاؤوا من سورية، وخمسون في الـمئة من لبنان، ولكن بينهم أيضاً مهاجرون من فلسطين ومصر والبلاد السعودية، وثلثا مجموع الـمهاجرين من الـمسيحيين والثلث الباقي مسلمون ويـمثّلون في مجموعهم أكثر من عشرين شيعة مسيحية وإسلامية.


«والعرب في الأرجنتين منظمون في نحو 200 مؤسسة سياسية واجتماعية ورياضية وثقافية. ولهم جريدتان يوميتان، وإحدى عشرة صحيفة أسبوعية أو نصـف شهريـة، وثمـاني مجـلات، ومن الوجهـة السياسيـة يقسمـون إلى أحزاب عديـدة.


«والراجح أنّ ستين في الـمئة من مجموع عرب الأرجنتين يؤيدون الـحلفاء، إما بالعطف عليهم أو بالاشتراك الفعلي في الـجهود الـحربية، ولكن على الرغم من ذلك لقد برهنت الـحوادث على أنه من الـمستحيل التوحيد بينهم. فالفروقات التي أثارتها بينهم مسائل تبدو ثانوية برهنت على أنها من العقبات الـجسام في سبيل هذا التوحيد.


«ومن أحدث الـمساعي التي بذلت للتوحيد بين كل عرب الأرجنتين أو بالأحرى العرب في كل الأقطار الأمريكية هي التي قام بها أنطون سعاده الذي ما فتىء لأكثر من عشر سنوات يسعى لأن يعترف له بأنه الفوهرر «الزعيم» على كل العرب السوريين واللبنانيين. فبعد أن درس الطرق الفاشستية للتأسيس والدعاوة في ألـمانية وإيطالية واكتسب صداقة هتلر وموسوليني وتعلّم كيف يـمكنه أن يصير الزعيم على شعبه الـخاص، عاد أنطون سعاده في أوائل العقد الـماضي إلى سورية وقد حصل على الأموال الكافية من الـمتمولين السوريين الوطنيين ومن مصادر أخرى وأسس إذ ذاك الـحزب القومي السوري. وبفضل تروّضه على مبادىء التنظيم ولكونه داعية ملساناً وخطيباً مـمتازاً مفحماً نـجح في تأسيس حركة وطنية تـمكنت بفضل حركات الشباب والطلاب والـمنظمات العسكرية التي أنشئت على مثال فرقة هتلر الـمصادمة وفرقة موسوليني من لابسي القمصان السوداء - تـمكنت هذه الـحركة من إزعاج السلطة الفرنسوية التي اضطر الفرنساويون في الأخير قبل الـحرب بقليل إلى قمع هذه الـحركة فألغت حزب أنطون سعاده والتنظيمات الأخرى الفرعية وزُجّ في السجون عدد من زعماء الـحزب الثانويين ولكن أنطون سعاده ونحو ستة آخرين من الزعماء الكبار فرّوا إلى برلين وبعد ذلك آثر الألـمان إيفاد أنطون سعاده إلى أمريكة الـجنوبية.


«وكان ذهاب أنطون سعاده أولاً إلى البرازيل مع اثنين من أصدقائه وأصدر هناك جريدة دعاها سورية الـجديدة وضم إلى حزبه السوري القومي نحو ألفين من السوريين البرازيليين ولكن حالـما بدأت البرازيل تشعر بحمى الـحرب ونفوذها حلّت كل الـمؤسسات الفاشستية وعطّلت صحافة الـمحور فلجأ أنطون سعاده مع بضعة من رفاقه الزعماء إلى الأرجنتين حيث أولته حكومتها الـحيادية الـحرية الكاملة لتنظيم حزبه.


«والـحزب مؤسس على مبادىء الـحزب النازي الألـماني ويقضي على أعضائه بالطاعة التامة للفوهرر أو الزعيم وبضرورة إنشاء فرقة عسكرية لـخفارة الاجتماعات وتتولى حراسة الزعيم وسوى ذلك بين الزخارف والـمراسيم الـخلابة التي توجد عادة في كل الـمؤسسات الفاشستية والنازية - انتهى.»


تعليق الزوبعة: - أولينا هذا الـمقال الكثير الـخنفشاريات شيئاً من الاهتمام، لأنه صادر عن كاتب أجنبي، ولكن ليس لأننا نقدّر ترّهات الأجانب أكثر مـما نقدّر ترّهات بعض الـمواطنين، ولا لأننا نقدس كل كلمة تصدر عن أجنبي، مهما كان فيها من غرض مستور أو تضليل مقصود، كما يفعل أكثر اللاقوميين من السوريين، أولئك الذين لم يتعودوا أن يقابلوا تقدم الأمـم الناهضة إلا بالانحناء والـخضوع والتقليد، بل لعلمنا مقدار تأثير كلام الأجنبي في أذهان خاصة السوريين اللاقوميين وعامتهم ودفعاً للوهم الـخادع الذي قد يزيّن لكثير من الناس الذين يتفق أن يقرأوا مقالة الـمراسل الأميركاني، والـمشار إليها، أنّ ما ورد فيها هو حقائق مجرّدة مدونة بنزاهة غير متحيزة، من أجل ذلك، لا من أجل أنّ الـمقالة الأجنبية هامة في ذاتها، نعيرها هذا الالتفات.
يصف الـمراسل الأميركاني الزعيم بقوله إنه «بدين الـجسم»، فجميع الذين يعرفون الزعيم أو رأوه عياناً يعرفون حق الـمعرفة أنه ليس بديناً مطلقاً وأنه أقرب إلى النحافة منه إلى السمن والضخامة.


وجرياً على عادة الأجانب الـمتأخرة في تضليل السوريين عن شخصيتهم القومية سمّى ذاك الكاتب السوريين في أميركة عرباً. وهذا الـخلط هو من أبدع مظاهر التلفيق الكاذب في رسالته.
لا يقلّ عما تقدم تخليطاً وتلفيقاً قوله عن الـحزب السوري القومي الاجتماعي في أميركة إنه «منظمة جاسوسية مـمتازة تعمل لـمصلحة الـمحور في هذا الـمحيط الغربي.» ولسنا ندري من يعني ذلك الـخابط، الـحاطب ليلاً، بقوله «الـمراقبون الـمطلعون على دخائل الأمور» فإذا كان أولئك «الـمراقبون الـمطلعون» هم على شاكلته فما أبعدهم عن معرفة أي شيء من الواقع الظاهر الـمختص بالـحزب السوري القومي الاجتماعي فضلاً عن دخائل أموره!


الظاهر أنّ الكـاتب الأمـيركـاني صـاحـب الـمقـالـة التـي نحـن فـي صـددها يـجـهـل كـل الـجهـل حقـائـق تـاريـخ الـحــزب السـوري القـومـي الاجتمـاعي الـمجيـد، والـمراحل التي اجتـازها والامتحـانـات التي جـازهـا، وإلا لـمـا أخـذ يعيـد نغمـة مـملة قد سئمت تكـرارها النفـوس، وهو يظـن أنه قد جلـب شيـئاً جديداً، نعني التجسس لدول الـمحور الألـماني - الطلياني.
إنّ الذيـن اطَّلعوا على شيء من حقائق الـحزب السوري القومي الاجتماعي من الأجانب، وفي مقدمتهم رجال دائرة الأمن العام الفرنسية في بيروت وأعضاء الـمحكمة

الـمختلطة، علموا منذ البداية أنّ الـحزب القومي الاجتماعي هو ضد كل جاسوسية أجنبية وأنّ زعيمه أصلى الـجاسوسية الأجنبية ودعاوة ألـمانية وإيطالية في سورية حرباً شديدة. ومن الـحقائق الراهنة في صدد الـحركة السورية القومية الاجتماعية أنّ الزعيم كان أول سوري نبَّه إلى خطر الدعاوة الإيطالية والدعاوة الألـمانية في سورية، في خطابه التاريخي الذي ألقاه في اجتماع وفود الـحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت في أول يونيو/حزيران سنة 1935 أي قبل انكشاف أمر الـحزب بنحو ستة أشهر.


من أشد اختلاقات الـمراسل الأميركاني الـمذكور تضليلاً لغير الـمطلعين قوله:
«فبعد أن درس الطرق الفاشستية للتأسيس والدعاوة في ألـمانية وإيطالية واكتسب صداقة هتلر وموسوليني وتعلّم كيف يـمكنه أن يصير الزعيم على شعبه الـخاص، عاد أنطون سعاده في أوائل العقد الـماضي إلى سورية وقد حصل على الأموال الكافية من الـمتمولين السوريين الوطنيين ومن مصادر أخرى وأسس إذ ذاك الـحزب السوري القومي. وبفضل تروضه على مبادىء التنظيم ولكونه داعية ملساناً وخطيباً مـمتازاً مفحماً نـجح في تأسيس حركة وطنية تـمكنت بفضل نشاط الشبان والطلاب والـمنظمات العسكرية التي أنشئت على مثال فرقة هتلر الـمصادمة وفرقة لابسي القمصان السوداء الـموسولينية من إزعاج السلطة الفرنسية حتى اضطر الفرنسيون في الأخير قبل الـحرب بقليل إلى قمع هذه الـحركة وإلغاء حزب أنطون سعاده ومنظماته الأخرى الفرعية، الخ.»


إنّ الذين يعرفون متى سافر الزعيم من الوطن الـمرة الأولى ومتى عاد إليه يعرفون جيداً مبلغ الكذب والاختلاق في هذه الرواية الغريبة. فالزعيم غادر الوطن مصطحباً معه أخوته الصغار ملبياً دعوة والده وأخوته الكبار، فزار أولاً أميركانية ومكث فيها نحو سنة. ثم قدم البرازيل حيث اجتمع بوالده واشترك معه في إنشاء الـجريدة والـمجلة وإدارتهما وبقي في البرازيل إلى أن عاد رأساً إلى الوطن. فإذا كان التعارف بين سعاده وهتلر وموسوليني قد جرى في نيويورك أو شيكاغو وتـمكنت الصداقة بينه وبينهما في ريو دي جانيرو أو سان باولو، فيكون تشرشل قد تـمرن على السياسة تـحت إشراف شن كاي شك في بكين وروزفلت تعلّم الـحكم على يد ستالين في موسكو.


إنّ تتبُّع كل خلط الكاتب الأميركاني وخبطه أمر يطول. ولكن لا بد من الاعتراف بأنه جاء بحقيقة واحدة أكيدة هي قوله: «من أحدث الـمساعي التي بذلت لتوحيد جميع سوريي الأرجنتين أو بالأحرى جميع السوريين في كل الأقطار الأميركية هي التي قام بها أنطون سعاده.»


إنّ مساعي أنطون سعاده لتأليف قلوب السوريين وإيقاظ وجدانهم القومي وجمع كلمتهم في الأرجنتين وفي جميع الأقطار الأميركية هي كمساعيه لتأليف قلوب أبناء أمته وإيقاظ وجدان شعبه وجمع كلمته في الوطن. وكما كان أنطون سعاده في الوطن شوكة في جنب السيطرة الفرنسية في شمال سورية وفي جنب الاتفاق البريطاني - الصهيوني على حساب سورية في جنوبها، كذلك هو قذى في عيون السياسات الغامضة ذات الـمرامي الاستعمارية في كل مكان تطأه قدماه وكل جو تنتشر فيه أفكاره وتعاليمه القومية الاجتماعية.


كما قال الـمراسل الأميركاني عن الزعيم إنه «بدين الـجسم»، كذلك قال إنّ الـحزب السوري القومي لم يجد مكاناً يعمل فيه بحرّية إلا في الأرجنتين حيث «أولته حكومتها الـحيادية الـحرية الكاملة لتنظيم حزبه.» فالكاتب يجهل من هو أنطون سعاده بشخصه وتعاليمه ومقاصده ويجهل أنّ الـحكومة الأميركانية أولت الـحزب السوري القومي الاجتماعي الترخيص الرسمي ليعمل بحرّية وعلناً في صميم الأوساط السورية في طول الولايات الـمتحدة وعرضها، لأن تلك الـحكومة أيقنت أنّ أنطون سعاده لم «يوفد» من قِبل الألـمان ولا من قِبل الطليان، بل جاء أميركة عملاً بخطة حزبية أقرها في الوطن وشرع في تنفيذها ليوصل مبادىء النهضة القومية الاجتماعية التي أوجدها إلى مواطنيه الـمغتربين متوخياً توحيد القوى السورية العظيمة في العالم كله وتنظيم الـمساعي السورية لإبلاغ النهضة القومية غايتها وتـحقيق مرامي الـحركة السورية القومية الاجتماعية الـخطيرة.


إنّ الـحقيقة الكبرى في حياة أنطون سعاده وتعاليمه وخططه وحركاته تظل تسطع مهما حاول أعداء الـحق تعكير الـجو الـمشرقة فيه شمسه. والغيوم السياسية كالغيوم الـجوية تـجابهها الرياح وتبددها الرياح، أما الشمس فتضيء كل مكان أشرقت فيه.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro