مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
ترّهات «الهدى»
 
 
 
الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 82، 4/11/1944
 

يرى القارىء إلى جانب هذا الـمقال مقالة لـجريدة التضليل الـمسماة الهدى نشرتها منذ نحو ثلاث سنوات. وقد أعادت تلك الـجريدة نشرها في عدد 10 يوليو/تـموز الـماضي إلى جانب رد الأمين الدكتور فخري معلوف على رسالة الـمراسل الأميركاني طام نلسن في صدد الـحزب السوري القومي وزعيمه، لكي تشوش أذهان القراء وتثير الشكوك في نفوسهم.


الأمر الـجديد في إعادة نشر مقالة الهــدى القديـمة الكلمـة التي قدمتهـا بهـا التي افتتحتها بهذه الـجملة «هذه الـجريدة (الهــدى) لا تنكر أنها مناهضـة للحـزب السوري القومي لاعتقادهـا بأنه ذو علاقـة بالنازيـة. ويعززنا في اعتقادنا تبجح الزعيــم، أنطــون سعــاده، بعطف الزعيم هتلر عليه يوم زار برلين في طريقه إلى أميركـة الـجنوبية.»


إنّ قول الكذب والـمجاهرة به بوقاحة وصفاقة وجه هو من مزايا جريدة الهدى التي لا يختلف اثنان بتفوقها فيها. فلو سألت الإنس والـجن أن يأتوك بعبارة واحدة من تصريح أو مقال أو خطاب أو حديث للزعيم يؤيد إدعاء منشئي الهدى الكذابين أنّ الزعيم «يتبجح بعطف الزعيم هتلر عليه» لـما قدروا أن يأتوا بدليل واحد من هذا القبيل. ومع ذلك فجريدة الهدى تنشر أكاذيبها وتعيد نشرها كأنها واثقة أنّ قراءها، أو أكثرهم، لا يحققون في ما يقرأون.


إنّ اهتمام الدوائر العليا في عدة دول بشأن الـحزب السوري القومي الاجتماعي ليس دليلاً على أنّ الزعيم «يتبجّح بعطف» رؤساء بعض الدول، بل قد يكون، والأرجح أنه، تودّدٌ إلى الزعيم لاكتساب عطفه. يؤيد هذا الاستنتاج الأقرب إلى القبول، لأنه أشد استناداً إلى الـحقيقة التي لا مراء فيها أنّ الزعيم لم يتبجح قط بعطف أحد عليه، وأنه يرى قضيته قضية حق صريح يجب الاعتراف به لا مسألة اكتساب عطف أجنبي يعلو الزعيم عنه علواً كبيراً.


إنّ الذين يتبجحون بعطف برلين أو رومة عليهم لا يفرقون عن الذين يتبجحون بعطف لندن أو واشنطن أو باريس عليهم. «وأنصار الديـموقراطية» من السوريين لا يختلفون بطبيعتهم عن «أنصار الفاشستية والاشتراكية القومية». ومع كل اختلاف صاحب الهدى وصاحب السمير في ما يدعيه كل منهما صنوان في التزلف وربيبا النفسية الـمائعة الفاقدة الشخصية عينها، وأمرهما لا يختلف عن أمر أصحاب الـجرائد السورية اللاقومية في الأرجنتين التي استأجرت بعضها دعاوة الـمحور الألـماني - الإيطالي وبعضها استأجرته دعاوة الـمحور الإنكليزي - الأميركاني. وجميع الصحافيين والسياسيين السوريين الذين «ناصروا» إحدى الـجبهتين الـمتحاربتين بالتحيّز هم معروفون بأقوالهم وكتاباتهم وما أبعدهم، جميعهم، عن الـحزب السوري القومي.


ولندع الـحجة الـمتهدمة الـمتقدم ذكرها ولننتقل إلى الـمقالة عينها التي أعادت نشرها جريدة الهدى.
تقول تلك الـجريدة إنّ السيد توفيق يعقوب مفرّج الذي كان سابقاً من أعضاء الـحزب السوري القومي تلفن إلى إدارتها يسألها هل تستقبل «عميدين للحزب السوري القومي في أميركانية هما السيدان فخري معلوف وراجي الضاهر»، ولسنا ندري هل كلمة «عميدين» من اختلاق الهدى أم من اختلاق السيد توفيق مفرّج. فليس للحزب السوري القومي في أميركانية غير عميد واحد هو الـمنفذ العام صاحب رتبة الأمانة الشريفة الدكتور فخري معلوف، أما السيد راجي ضاهر الذي كان انضم حديثاً إلى الـحركة السورية القومية الإصلاحية فلم يكن سوى رفيق مرافق للأمين معلوف.


وقالت الهدى في صدد الـمدعو السيد توفيق يعقوب مفرّج إنّ هذا الشخص لم يكن غير وسيط و «شاهد»، لأنه تنصّل من كل علاقة بالـحزب «في الوقت الـحاضر»، لأن هذا الـمنبوذ «قال إنه الآن يشتغل لـمصلحة الـحلفاء حتى يحق لهم النصر وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.»


إنّ ظهور إسم الـمدعو توفيق يعقوب مفرّج مقروناً بزيارة الأمين الدكتور فخري معلوف يستلزم إيضاحاً للناس. فتوفيق يعقوب مفرّج الذي كان مهاجراً في الولايات الـمتحدة وزائراً الوطن في سنة 1935، إنضم إلى الـحزب السوري القومي في السنة الـمذكورة ولـما عزم على تنفيذ فكرة التعاون الاقتصادي بين أعضاء الـحزب، وإنشاء شركة تـجارية لتوزيع منتجات القوميين، وإيجاد صندوق للأرباح يعود إلى الـحزب السوري القومي لتغذية حركته ومشاريعه، إندفع توفيق مفرّج في شأن الشركة الـمذكورة اندفاعاً غريباً وصار لا همّ له غير التجول والسعي لتحصيل أموال أو منتجات من مناطق القوميين، ثم تبيّن أنّ مفرّجاً الـمذكور بذّر قسماً غير قليل من الـمال الذي جمعه على موائد القمار ومعاقرة الـخمرة، الأمر الذي أوجد تشويشاً في بعض الأوساط القومية، وساعد كثيراً على تنبّه جواسيس السلطة الفرنسية إلى حركة الـحزب القومي الإصلاحي التي كانت لا تزال مكتومة. وقاعات فنادق عاليه الـمخصصة للقمار تشهد على توفيق مفرّج بما جنى.
وبلغ تهوّر ذاك الشخص حداً مقلقاً أثار بعض الـمشاكل. وبلغت مسألته مجلس العمد ومكتب الزعيم. وبينما دوائر الـحزب العليا تبث العيون عليه لـمراقبة حركاته وجمع الـمعلومات الوثيقة عن مآتيه، حصل تدخُّل السلطة الفرنسية وألقي القبض على الزعيم ورجال مجلس العمد. وبعد أيام قلائل ألقي القبض على توفيق مفرّج نفسه، ولكنه خرج سريعاً من السجن، لأنه كان متجنساً بالـجنسية الأميركانية.وعندما أكمل الزعيم مدة ستة أشهر في السجن التي حكمت بها عليه الـمحكمة الـمختلطة، واستعاد حريته وعاد إلى قيادة الـحركة القومية الإصلاحية من مكتبه الطليق، بعد أن كان يقودها من السجن، علم من كتب الـمسؤولين وتقاريرهم أنّ الـمدعو توفيق يعقوب مفرّج غادر بيروت بعد إطلاق سراحه إلى فلسطين حيث أخذ يستغل شهرة سجنه مع رجال الـحركة القومية لـجمع الـمال. وإنه بعد أن ابتزّ كمية بهذه الطريقة سافر إلى مصر وهناك اتصل ببعض رجال الصحافة السوريين وأوهمهم أنه من عمدة الـحزب السوري القومي، مستغلاً حادث سجنه، وأنه مفوض من قِبَل الـحزب بالسفر إلى أوروبة لشرح القضية السورية القومية أمام عصابة الأمـم. واطلع الزعيم على كتابات لـمفرّج الـمذكور، في إحدى الـجرائد السورية في مصر، ولعلها الـمقطم، يؤوِّل فيها الـحزب وغايته تأويلات لا تـمثّل حقيقة وكمال غايته. ووجد الزعيم فيها ادعاءات للمذكور منافية للحقيقة فأوعز الزعيم إلى الدوائر الـمختصة بالكتابة إلى مديري الصحف في مصر نفياً لـما يدعيه مفرّج من تـمثيل الـحزب والتعبير عن غايته وتفويضه وغير ذلك من ادعاءاته الـمنكرة.


حالـما تبلغت الصحف السورية في مصر بلاغات الـحزب في صدد مفرّج الـمذكور قطعت ما كانت تنشره له ظناً منها أنه صادق. وأخذ توفيق مفرّج يرسل الكتاب تلو الكتاب طوراً إلى الزعيم وتارة إلى الأمين نعمة ثابت أو غيره محاولاً تبرير مقاصده فلم ينل غير السكوت فأسقط في يده وحقد على الزعيم ومجلس الـحزب ونظامه.


بعد عدة محاولات خائبة قام بها الـمدعو توفيق مفرّج لادعاء تـمثيل الـحزب السوري القومي في الولايات الـمتحدة، انطفأت أخباره إلى أن كان قدوم الأمين فخري معلوف إلى الولايات الـمتحدة للتخصص في الفلسفة. فعادت أماني مفرّج إليه فتقرّب إلى الأمين معلوف وأخذ يتبجح بصلاته في الأوساط السورية وبهذه الـمناسبة، كانت «وساطته» لإجراء مقابلة مع صاحب الهدى التي لم يشأ الأمين معلوف أن يحرمها من فرصة لإعادة النظر في إشاعاتها عن الـحزب السوري القومي.


هذا هو شأن الـمدعو توفيق يعقوب مفرّج، الذي كان في فتوّته طالباً ناجحاً وشاباً غيوراً على وطنه وخادماً له في العهد الفيصلي، على ما كان عليه ذاك العهد، ثم هاجر إلى أميركانية وغرق في غمرة العيش من تـجارة ولهو حتى نسي وطنه وقوميته وتـجنس بالـجنسية الأميركانية ثم صار سكيراً ومقامراً لا يصل إلى جيبه درهم إلا ويأخذ في التفكير أين يحسن أن يقامر به. وهذا من أرادت الهدى أن ترسم «تنصّله من كل علاقة بالـحزب» لتلقي الريبة في أذهان القراء، نذكر حقيقة أمره لكي لا ينخدع أحد بالتأويلات الفاسدة والـمظاهر الـخداعة.


ننتقل الآن إلى شيء آخر - إلى «القرائن التي تثبت، في مدى إدراك الهدى، علاقة الـحزب السوري القومي بالنازية.» تقول الهدى في هذا الصدد إنّ من القرائن الـمذكورة «الشبه الشديد بالـمبادىء والتنظيمات وتقليد الـحزب السوري القومي للنازية حتى في طريقة التحية وشعار الصليب الـمعقوف واللباس العسكري وما كان من هذا النحو.»


هذا كلام الهدى وهو خبط يحمل كل صفات انتفاء الـمسؤولية والبعد عن طلب الـحقيقة. فقول منشئها «الشبه الشديد بالـمبادىء والتنظيمات» هو كلام مرسل بلا ضابط. فهنالك تشابه أو توازٍ في بعض القضايا الإصلاحية الاجتماعية بين الـحزب السوري القومي والأحزاب الاشتراكية والديـموقراطية الإصلاحية والفاشستية والاشتراكية القومية في العالم. وكما يـمكن القول بهذا التشابه بين الـحزب السوري القومي والأحزاب التجديدية في ألـمانية وإيطالية وروسية كذلك يـمكن القول بوجوده بين الأحزاب الألـمانية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية والأميركانية.


ولكن كما يوجد تضارب بين النزعات الروسية والألـمانية والإيطالية وبين الروسية والإنكليزية والأميركانية، كذلك يوجد تضارب بين نظرة الـحزب السوري القومي الإصلاحي إلى الـحياة والأغراض الاجتماعية ونظرة الـحزب الاشتراكي القومي الألـماني أو الـحزب الفاشستي الإيطالي. ومثل هذا التضارب موجود بين الـحزب السوري القومي الإصلاحي والـحزب الروسي الشيوعي والـحزب البريطاني الـمحافظ والـحزب البريطاني الـحر وحزبي الولايات الـمتحدة الكبيرين. والتضارب في الاعتقاد والأهداف بين الـحزب السوري القومي الإصلاحي والـحزب الألـماني الاشتراكي القومي واضح جداً في مسألة السلالة وغيرها من الـمسائل الأساسية الـجوهرية، وعماوة الهدى فقط تقدر أن تـجهل استقلال الفكر السوري بخططه القومية الإصلاحية عن غيره ألـمانياً كان أم إنكليزياً أو غير ذلك.


أما التشابه في «التنظيمات» فلسنا ندري أي منطق جعل الهدى تضعه في صف «القرائن». ألا يوجد تشابه بين الكشافة الأنكلوسكسونية وتنظيمات الـحزب «النازي»، أو بين تنظيمات الـجيش الأميركاني والـجيش الألـماني وجميع جيوش العالم؟ أليست الصبغة العسكرية هي واحدة في جميع التنظيمات العسكرية في العالم كله؟ فلماذا أرادت الهدى أن ترى شبهاً في هذه التنظيمات منحصراً في الـحزب السوري القومي الإصلاحي والـحزب الألـماني الاشتراكي القومي، ولـماذا لم ترد أن ترى هذا الشبه بين تنظيمات الـحزب السوري القومي وتنظيمات «السخول» الشكسلوفية أو تنظيمات «التويسكوت» الإنكليزية أو الأميركانية؟ أليس السبب في هذا التحامل منحصراً في أنّ الهدى مناهضة الـحزب السوري القومي لأغراض خفية ليس التهويض «بالعلاقة بالنازية» سوى ستار مسدل لإخفائها؟ بلى، لأنه يستحيل على الـمنصف النزيه عن هذه الـحقائق إلى هذا الـحد.


تتابع الهدى شرح ما تسميه «تقليد الـحزب السوري القومي للنازية» فتقول إنّ حصر السلطة في شخص الزعيم هو من هذا القبيل. وسبب هذا القول الـجهل الفاضح وحده. والـحقيقة أن لا وجه للشبه بين حصر السلطة في زعيم الـحزب السوري القومي إلا في الصورة الـخارجية فقط. أما الأسباب فمختلفة، إذ زعيم الـحزب السوري القومي معلم وشارع مصلح، أوجد الدعوة القومية الإصلاحية بنفسه لم يشاركه في ذلك أحد، وكل أتباعه هم في محل تلاميذ له، وحصر السلطة فيه هو من باب التأمين على دعوته وعمله الإصلاحي. وليس كذلك شأن زعيم الـحزب الاشتراكي القومي الألـماني الذي انضم إلى حزب كان قد أسسه غيره، فتولى قيادته وتوجيهه بـمقدرته الشخصية، واستغل التعاليم السلالية القديـمة لإيجاد تعصب دموي شديد يجمع كلمته على الـحرب للاستيلاء على أرض جديدة تزيد ثروته وإمكانيات تقدمه وتوسعه، وهو ما عرف بتعبير «الزحف أو الانسياب شرقاً»، وليس في ما يدعو إليه سعاده شيء من هذه الأغراض الـمختصة بالأهداف الألـمانية، فزعيم الـحزب السوري القومي لم ينشىء حزبه للزحف شرقاً أو غرباً، ولا لـمساعدة أي زحف من هذا النوع، ولا للقول بتفوق العرق الآري، بل لإيجاد قومية صحيحة في سورية توحد شعبها وتـمكنه من الدفاع عن حدود أرضه، ولإيجاد نظام اجتماعي يحرر الـجماعات السورية من طغيان الإقطاع وخوف الفاقة.


وجهل الهدى وسوء ظنها يجعلانها ترى في زوبعة الـحزب السوري القومي الإصلاحي وصليب الـحزب الاشتراكي القومي الألـماني الـمعقوف «تقليداً» منا لغيرنا، فزوبعة الـحزب السوري القومي الإصلاحي نشأت من فكرة سورية خالصة أرادت أن ترمز إلى الاتـحاد الشعبي بإزالة الفوارق الدينية. وهذه الزوبعة هي الطريقة الوحيدة للجمع بين الصليب والهلال متدامجين ومتحدين اتـحاداً متيناً في حركة واحدة. هذا هو رمز الزوبعة وليس تقليد الصليب الـمعقوف الألـماني. أما أنّ الزوبعة جاءت تشابه في خطوطها الهندسية شكل الصليب الـمعقوف مشابهة تقريبية فلا يوجب ذلك كل تلك الاستنتاجات الغريبة التي يوغل فيها فاقدو الثقة بأنفسهم وبأمتهم. وعلى هذه الـحقيقة قس بقية «قرائن الهدى».


آخر حجة تـمسكت بها الهدى كما يتمسك الغريق بخشبة طافية ادعاؤها أنّ إطلاق قائد قوات فيشي في سورية سراح معتقلي الـحزب السوري القومي، حين يئس من الاحتفاظ بالبلاد ضد هجوم الإنكليز والديغوليين هو «حجة دامغة على علاقة الـحزب بالنازية وأتباعها!»


العقم الفكري وحده يقدر أن يقبل هذا الـمنطق الفاسد. لولا العقم الفكري لكانت الهدى أدركت أنه لو كان الـحزب السوري القومي متعلقاً «بالنازية» لكان يجب إطلاق سراح موقوفيه حالـما سلّمت فرنسة سلاحها أو، على الأقل، حالـما وصلت اللجنة الإيطالية والبعثة الألـمانية إلى سورية. وكلنا نعلم أنّ جميع جواسيس الألـمان والطليان ودعاتهم الـمبعدين والـمسجونين استعادوا حريتهم وعادوا إلى مراكزهم في سورية بعد عقد الهدنة مع فرنسة. أما رجال الـحزب السوري القومي فقد أبقتهم حكومة فيشي في سجونهم، ولم يطلب الألـمان ولا الطليان فك أسرهم وظلت قوات فيشي محتفظة بهم في السجن إلى أن تقدم الهجوم البريطاني على شمال سورية، وأيقنت تلك القوات أنّ الـمنطقة قد خرجت من يدها فكان آخر عمل أجرته، في يأسها، أنها أطلقت سراح الـمعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم رجال الـحزب السوري القومي الاجتماعي. وكان إطلاق سراحهم في آخر ساعة حتى حسب الناس أنه جرى بأمر البريطانيين وليس بأمر رجال حكومة فيشي.


هذه هي الـحقيقة أما ما استنتجته الهدى منها فلا يقدر أحد غيرها على استنتاجه إلا إذا كان مصاباً بالعقم الفكري مثلها. وماذا تقول الهدى الآن في ترخيص حكومة أميركانية وحكومة الـمكسيك إنشاء الفروع للحزب السوري القومي في بلاديهما؟ ألعل ذلك أيضاً من أدلة «الاستعانة بالـحزب لبث الدعاوة» للألـمان واليابان في الولايات الـمتحدة والـمكسيك؟


إنّ عقم التفكير في الهدى لا يقف عند حد، وشعوذتها لا تعجز عن أمر. فليس أبرع من الهدى في إسقاط الـحق وإقامة الباطل مقامه عند السذَّج، فالـمجد لعقم الهدى وعلى جميع عقيمي الفكر السلام!

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro