مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
تعاليم وشروح في العقيدة الحق والحرية
 
 
 
بقلم الزعيم
 

النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية،

بيروت،المجلد 1، العددان 3 و4، 15/12/1947 و1/1/1948

 

(من دائرة الإنشاء: صدرت، في العدد السابق من النشرة الرسمية، الـحلقة الأولى في هذه السلسلة الهامّة من التعاليم والشروح في العقيدة القومية الاجتماعية التي يكتبها الزعيم لتلاميذ الـمدرسة القومية الاجتماعية التي تقوم على أساسها هذه الـحركة الـمباركة. وفي هذا العدد ننشر في ما يلي الـحلقة الثانية وموضوعها «الـحق والـحرية». فنلفت نظر الـمسؤولين وجميع الرفقاء الذين يستضيئون بنور تعاليم الـمعلم إلى هذه السلسلة ووجوب قراءتها ودرسها والعودة إليها في قضايا الفكر والقيم:)


الـحق انتصار على الباطل في معركة إنسانية وليس في معركة غيبية تـجري وراء هذا العالم ولا يشترك فيها الإنسان - الـمجتمع الإنساني!
هذا هو الـحق من حيث هو قيمة إنسانية - هذا هو كل الـحق. هذا هو مطلق الـحق.


ليست قيمة الـحق، ولا قيمة الـحقيقة والـخير والـجمال، مادية، فهي لا تقاس بالسنتيمترات أو بالأمتار الـمربعة أو الـمكعبة، ولا توزن بالأواقي ولا بالأرطال، ولا تـحدّ بـمكان أو زمان معيّن. إنها قيم إنسانية نفسية - إنها قيم مجتمعية.


لذلك هي قيم انتصار الروح - انتصار النفسية القوية الـجميلة.
الباطل انخذال - انخذال في الـمعركة الإنسانية.
لولا انتصار الـحق وانخذال الباطل لـما عرف أيهما الـحق وأيهما الباطل! فالباطل لا يظهر بلباس الباطل بل بلباس الـحق. وتدرك النفوس القوية الـحق وتدرك النفوس الضعيفة الباطل. فإذا الـحق والباطل في صراع إلى أن ينتصر الـحق وينخذل الباطل، فإذا الـمجتمع كله على الـحق!
الـحق والـخير والـحقيقة والـجمال، من حيث هي قيم مطلقة، هي قيم للمجتمع.

 

ولـما لم تكن هذه القيم مادية، لم يـمكن أن يكون لها تـحديد واحد أو مفهوم واحد في العالم. فلا إجماع على مدلول هذه القيم ومفهومها بصورة كلية مطلقة في العالم الإنساني إلا حيث ينتفي تنوُّع النظر أو تنوُّع الـمصالح وتصادمها بين الـمجتمعات الإنسانية كما بين فئات الـمجتمع الواحد.


الـحق انتصار يشهد للنفوس التي انتصرت أنها أصابت، ويشهد على النفوس التي انخذلت في الباطل أنها أخطأت. والانتصار هو الانتصار الأخير - هو الانتصار في صميم الـمجتمع - هو انتصار الـمجتمع بيقينه في ما هو الـحق.


الانتصار لا يكون إلا بالـحرية فالـحرية صراع.


الـحرية ليست حرية العدم، بل حرية الوجود، والوجود حركة. هي حرية الصراع - صراع العقائد في سبيل تـحقيق مجتمع أفضل - ولا معنى للحرية وراء ذلك.


ويل للمستسلمين الـمستجدين الـحق استجداء!
إنّ الـمستسلمين قد خسروا الـحق وفقدوه. فالـحق ليس نصيب الـمستسلمين الـمستجدين!
ويل للمستسلمين! إنهم قد رفضوا الصراع فرفضوا الـحرية وأسلموا للعبودية!
الـحق ليس طلباً، بل مطلباً - تطلبه النفوس القادرة وتـحارب في سبيله فتظفر به وتسعد!
الباطل ليس مطلباً، بل طلباً - هو يطلب النفوس العاجزة فيجرّها إلى الصراع لتهلك!
ويل للعقائد الباطلة من الـحرية، لأن الـحرية صراع!
الصراع امتحان العقائد والقيم. وهو امتحان النفوس. ونهايته هي دائماً: غالب ومغلوب!
الـحق والـحرية هما قيمتان أساسيتان من قيم الإنسان - الـمجتمع!
كل مجتمع يفقد هاتين القيمتين يفقد معنى الـحياة السامي.
الـحياة بدون هاتين القيمتين عدم!

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro