مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
رسالة نيويورك خمسة عشر ألف دولار تسبب إنفاقها الوفود العروبية على الحفلات والولائم
 
 
 
سورية الجديدة،سان باولو،العدد 1، 1939/3/11
 

لمراسلنا الخاص: إنّ الدعاية «العروبية» القائمة على العاطفة الدينية واللغوية فقط، والسائرة بعناية الجامعة العربية هنا، التي أصبحت فرعاً لمكتب فخري البارودي، وخاضعة لتعليمات فؤاد مفرج، شريك فخري البارودي تحوّل أفكار السوريين عن الاشتغال بقضية وطنهم السوري والدفاع عن جزئه الجنوبي إلى الغرق في حلم العروبة الذي يريهم إمبراطورية ممتدة من جبال طوروس إلى المحيط الهندي ومن بلاد فارس إلى حدود موريتانية الغربية. وعوضاً عن أن يقوم السوريون في الولايات المتحدة حيث لهم مكانة أدبية ومالية، ويُفهموا الرئيس روزفلت أنّ قضية فلسطين هي قضية بلادهم ووطنهم الذي لا يمكن أن يحيا إلا بدورته الاجتماعية والقومية التامة، وأن يبيّنوا له أنّ تقسيم ذلك الوطن إلى مقاطعات عديدة وتوجيه كل مقاطعة بواسطة السلطات الأجنبية توجيهاً لا قومياً خاصاً، قد سبّب هجرتهم إلى هذه البلاد وسلخهم عن وطنهم العزيز الذي يتوقون إليه دائماً، عوضاً عن أن يقوموا بعمل عظيم من هذا النوع، نراهم يطبلون لكتابٍ وجّهه ابن السعود إلى روزفلت أو كلمة فاه بها السويدي أو أي رجل من الأقطار الشقيقة.


ونراهم مسيّرين في فوضى هذه الدعاية العربية آناً والإسلامية حيناً، دون أن يفكروا أنّ القضية هي أولاً قضية وطنهم السوري.


وعامة الشعب هنا لا يمكن أن تدقق وتدرس الأمور كما هي، بل تسير بعاطفتها الطيبة وتؤيد كل ما يقوله المتزعمون، وتدفع مالاً لا تعرف كيف ينفق.


فـ «الجمعية العربية» هنا قد جمعت منذ سنتين إلى اليوم أربعة وثلاثين ألف دولار لتدفع إلى لجنة الدفاع عن فلسطين المجاهدة، ولكنها عوضاً عن أن تدفع المبلغ بعد حسم بعض المصارفات البسيطة فقد سببت لها الوفود العديدة مصاريف كبيرة لإقامة الحفلات والولائم وقد حوّلها فخري البارودي إلى محطة إذاعية عن العروبة وقرب تحقيقها.


هكذا نرى السوريين النابهين والمخلصين يسيرون مع هذا التيار العروبي تاركين بلادهم يجزئها الأتراك والفرنسيون واليهود والإنكليز، منتظرين أن تتم أعجوبة غريبة:

فتتألف الإمبراطورية العربية بين عشية وضحاها، وفي هذا الانتظار تلفظ الأمة السورية أنفاسها بين الجهل والاستعمار. وكل يوم نرى وفداً جديداً آتياً لجمع الإعانات وللقيام بالدعاية لفلسطين ولا نعلم حقيقة مِن قِبَلِ مَن وبالنيابة عن مَن يأتي هؤلاء «الوطنيون». بالأمس جاء فخري البارودي يرافقه شريكه فؤاد مفرج، ثم جاء السيد جميل بيهم ورفيقه، واليوم يصل الريحاني ولا نعلم من يصل غداً. إننا رغم وجود بعض المخلصين بين هؤلاء القادمين كالسيد جميل بيهم، لا نرى بداً من التساؤل عما إذا كانت هذه الفوضى ستدوم وعما إذا كان يجب أن نسكت عنها إلى النهاية.


إنه معلوم أنّ فخري البارودي وشريكه فؤاد مفرج هما صاحبا شركة خاصة تُدعى «مكتب فخري البارودي للدعاية والنشر»، وهذه الشركة التجارية الاستثمارية، المستثمرة عواطف بعض السوريين الطيبة، لا تمثل مقاماً رسمياً في البلاد بل تعمل لحسابها. والمعلوم أنّ الريحاني كان قبل هذه الزيارة منزوياً في الفريكة يشتغل في التأليف، في تأليف كتاب عن لبنان كما تقول الهدى، وها نحن نراه يظهر بغتة على مسرح الدعاوة لفلسطين والعرب، فقد أصبحت قضية سورية الجنوبية أغنية محزنة «يغنيها» كلٌّ على «ليلاه»، وحقلاً إستثمارياً مشاعاً يمرح فيه المتاجرون بالوطنية حسب أهوائهم ومعارفهم الشخصية. أمَا حان للمؤسسة القومية أن تقف أخيراً في وجه الانتهازيين الذين يتخذون من الطوارىء والحوادث وسائل لظهورهم ولمنافعهم!

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro