مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
رأي سورية الجديدة زوال تشكسلواكية
 
 
 
سورية الجديدة،سان باولو،العدد 2، 1939/3/18
 

بينما العالم يتوقع تمركز النزاع في البحر المتوسط بمناسبة إثارة مسألة المطامح الإيطالية الطبيعية وقرب تقديم المطالب الإيطالية الرسمية إلى فرنسة، تنتهز ألمانية الفرصة وتسجل تقدماً جديداً بتفكك تشكسلواكية وإلحاقها المنطقة التشكية المؤلفة من بوهيمية وموراوية، بدولتها بصفة «منطقة محمية» وتصبح سلواكية التي كان إعلان استقلالها بدء انهيار الدولة التشكسلواكية، تحت ظل نفوذها وحمايتها غير المعلنة.


إنّ هذا التقدم الجديد يؤلف جزءاً هاماً من خطة التقدم من الجهة الشرقية، التي هي خطة «الريخ» الثالث. ومنذ تبرهن في أزمة سبتمبر/أيلول الماضي على أنّ القوة المقاومة للسياسة الألمانية ضعيفة ضعفاً كبيراً لم يعد خافياً على الأوساط السياسية العليا أنّ خطة التقدم الشرقي للاستيلاء على الأراضي التي تعدّها الدولة الألمانية الثالثة ضرورية لشعبها ستستمر في عملها. وأصبح متوقعاً عند هذه الدوائر أن تحدث خطوة جديدة. ولكن أوساط السياسة «الديموقراطية» كانت تتوقع أنّ دور التقدم سيكون الآن لإيطالية وتكون ألمانية منتهزة لفرصة الخلاف الإيطالي - الفرنسي لتقوم بخطوة جديدة. فبرهنت السياسة الألمانية كم هو الفرق عظيمٌ بين الأساليب الكلية والأساليب «الديموقراطية» فتلك تهيىء وتعمل، بينما هذه تخطب وتناقش وتخمن.


سبق عمل ألمانية التخمينات والتقديرات السياسية العالمية. ونتيجة هذا السبق، أنّ قوة ألمانية قد زادت زيادة كبيرة. وأنه في حالة حرب سيكون موقف محور رومة - برلين أقوى من ذي قبل.


كانت مسألة تشكسلواكية من المسائل الهامّة، التي كان على ألمانية معالجتها، خصوصاً بعد إلحاق منطقة السوديت. فقد نشطت سياسة بريطانية وفرنسة بعد الإلحاق المذكور إلى تحسين مواقفهما ومحاولة إنقاذ ما تبقى من نفوذهما في شرق أوروبة، وساهم المال اليهودي في هذا النشاط. وعقد لتشكسلواكية قرض لتمكينها من الحياة والدفاع ضد النفوذ الألماني والإبقاء على الحالة الراهنة ريثما يتغيّر الموقف السياسي.


وكانت ألمانية تتوق إلى التأمين على ضغطها في الجهة الشرقية وألا  تجعل هذه الخطة وقفاً على نتيجة نزاع عام فانتهزت فرصة تفوّقها الحربي وقوة الاتفاق الألماني - الإيطالي - الياباني لتحصل على امتيازات جديدة رأت إمكان الحصول عليها بدون التعرض لخطر حرب. فنفّذت خطتها بسرعة مدهشة.


تقول بعض الأنباء، إنّ حادث تفكيك تشكسلواكية وإلحاق المنطقة التشكية بالريخ جرى من غير أن تطلب حكومة الريخ موافقة إيطالية، وأنّ إيطالية قد ترى فيه سبقاً لعمل كان القيام به عائداً إليها. ومهما يكن من هذا الأمر فإيطالية لا ترى فيه ما يعاكس سياستها في المتوسط، التي تهمّها أكثر من سياستها في شرقي أوروبة، وإن تكن دبلوماسيتها قد أصبحت أضيق نطاقاً من هذه الناحية.


يحتمل أن تؤدي خطوة ألمانية إلى استعجال خطوة إيطالية المنتظرة، بشأن مطاليبها في المتوسط من فرنسة. فإذا تأيّد هذا الاحتمال فالأزمة قد أصبحت قريبة الوقوع.


إنّ النتائج الأولية لزوال تشكسلواكية أنّ العناصر الصقلبية في يوغوسلافية وروسية تحركت فحدثت مظاهرات في بلغراد تحيي تشكسلواكية، وتقول الأنباء إنّ روسية قد زادت سلاحها وقواتها زيادة كبيرة. وقويت روح التسلح والاستعداد للحرب في بريطانية. ولكن النتيجة فيما يختص بالمسألة التشكسلواكية والخطوة الألمانية فيمكن اعتبارها نهائية.


وتتوالى الأنباء البرقية عن مصير تشكسلواكية، فإن الحركات العسكرية والاحتلالات من جانبي ألمانية وهنغارية تمتد وتتسع. فالمجر تريد الاستيلاء على روتانية بكاملها. والجنود الألمانية قد جاوزت بوهيمية وموراوية التشيكيتين وبلغت عاصمة سلواكية. وقد أعلنت حكومة الريخ إلحاق بوهيمية وموراويه بألمانية واعتبارهما «منطقة التشكية المحمية».

 

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro