مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
كيفية الانتخاب في الولايات المتحدة (2)
 
 
 
 

​أتينا في الـجزء الـماضي على كيفية الانتخاب في الولايات الـمتحدة في طوره العادي، وانتقدنا الطريقة التي يتمشون عليها هناك في التصويت. والآن نأتي على كيفية الانتخاب في أطواره غير العادية إتـماماً للفائدة.

متى تـوازن الـميـزان
منذ مدة غير بعيدة وزَّع مكتب «اليونيتدبرس» على الصحافة كتاباً أتى فيه على كيفية الانتخاب في الولايات الـمتحدة بصورة موجزة. وقد ورد في الكتاب أنه متى حصل توازن في تصويت «الكلية الانتخابية» أو منتخِبي الرئاسة الذين أتينا على ذكرهم في الـجزء الـماضي، فإن انتخاب الرئيس يصبح إذ ذاك من حق مجلس الـممثليـن كما ينص على ذلك القانون الأساسي للبلاد. وإننا في شرح كيفية ذلك لا نستند إلى كتاب «اليونيتدبرس» إلا قليلاً.


متى بلغت الـحال الانتخابية حدّاً يجب عنده على الـمجلس التمثيلي أن ينتخب رئيساً كما في حالة التوازن الـمشار إليه، فالـمجلس ينتخب بالاقتراع. أما الأشخاص الذين يقترع عليهم فهم الثلاثة الـمتقدمون أكثر من سواهم. والاقتراع يجب أن يكون بعدد الولايات، ولا يخوَّل لـممثلي أية ولاية كانت أكثر من صوت واحد. ويعقد لهذا الغرض مجلس يـمثُل فيه أعضاء ينوبون عن لا أقلّ من ثلثي الولايات. وأحقية الانتخاب لا تكون إلا بأكثرية الولايات كلها. أما فيما يختص بنيابة الرئاسة، ففي حالة توازن في منتخبي الرئاسة يصبح من حق مجلس الشيوخ أن ينتخب نائب الرئيس من الإثنيـن الـمتقدميـن أكثر من سواهم في القائمة الانتخابية، ويُعقد لهذا الغرض مجلس مؤلف من لا أقلّ من ثلثي الشيوخ. ويُعتبر الانتخاب حقيقياً إذا كان بأكثرية الشيوخ كلهم.


إذا لم ينتخب رئيس بواسطة «الكلّية الانتخابية» أو الـمجلس التمثيلي قبل انتهاء مدة الرئيس الـحالي في الرابع من آذار/مارس التالي، وكان مجلس الشيوخ قد توصل إلى انتخاب نائب الرئيس، فالقانون ينص بأن يصير نائب الرئيس الـمنتخب رئيساً إلى أن يكون انتخاب الرئيس قد تـمَّ، كما يذكر ذلك وُدبرن في كتابه الـجمهورية الأميركانية وحكومتها. ويقول صاحب هذا الكتاب إنه إذا لم يُنتخب رئيس ولا نائب رئيس قبل الرابع من آذار/مارس، فإن القانون لا ينص على من يقوم بوظيفة الرئاسة وليس لأحد سلطة تـمكنه من إنهاء الـمسألة. ففي مثل هذه الـحالة يصبح كرسي الرئاسة خالياً إلا إذا استعفى الرئيس الـموجود ونائبه قبل انتهاء مدتهما، وفي هذه الـحال يقوم ناظر الدولة بوظيفة الرئاسة إلى أن يُنتخب رئيس. وفي رأي صاحب الكتاب الـمشار إليه أنه يجب أن يكون في القانون الأساسي مادة تنص على بقاء رئيس موجود إلى أن يكون خلفه قد انتخب.

حادثـة انتخـاب سنـة 1800
لقد حدث في الولايات الـمتحدة أنّ مجلس النواب أو الـممثليـن انتخب رئيساً مرتيـن، الـمرة الأولى سنة 1800 عندما انتخب جفرسون والـمرة الثانية سنة 1824 عندما انتخب جون كونسي أدمس. في الـحادث الأول بعث تزاحم جفرسون و بر على وضع التحوير الثاني عشر للقانون. قبل التحوير الـمذكور كان الـمنتخِبون يصوتون لـمرشَّحَيـن للرئاسة يُجعل الذي ينال الأكثرية منهما رئيساً، والذي يأتي بعده يُجعل نائب رئيس. ومن الأمور الـمهمة في انتخاب سنة 1800 أنّ منتخِبي الرئاسة أو الـمصوتيـن الثانوييـن صوّتوا تصويتاً حزبياً للمرة الأولى. ولقد ذكر فولر في كتابه حكومة الشعب أنّ جفرسون و بر نال كل منهما ثلاثة وسبعيـن صوتاً، وهي آنئذٍ كل قوة الديـموقراطييـن والـجمهورييـن. أما أدمس، فيقول صاحب الكتاب الـمشار إليه، إنه نال خمسة وستيـن صوتاً ونال بنكني أربعة وستيـن صوتاً لأن مصوّتاً اتـحادياً واحداً صوّت لـجون جاي لكي يكون لأدمس سبيل إلى الرئاسة إذا ربح الاتـحاديون. ولكن الديـموقراطييـن والـجمهورييـن لم يتحفظوا مثل هذا التحفظ مع أنهم في الـحقيقة كانوا يريدون أن يجعلوا بر نائب الرئيس. فحدث من وراء توازن جفرسون و بر أنّ الانتخاب أصبح من حق مجلس النواب الذي انتخب جفرسون بعد الاقتراع ستاً وثلاثيـن مرة، إذ نال جفرسون عشر ولايات مقابل أربع ولايات في جانب بر.


حادثـة انتخـاب سنـة 1824
في الـحملة الانتخابية للرئاسة في سنة 1824 وجد أربعة مرشحيـن هم أندرو جاكسن وجون كونسي أدمس وهنري كلاي ووليم هـ. كروفرد. وكانت الكلية الانتخابية قد توصلت إلى انتخاب نائب رئيس هو جون كالهون، ولكن ولا واحد من الـمرشحين للرئاسة نال الأكثرية التي تخوله أن يصير رئيساً. إذ كانت النتيجة هكذا: 99 لـجاكسن و84 لأدمس و41 لكروفرد و37 لكلاي. فكان من وراء ذلك أنّ الانتخاب أصبح في هذه الـمرة أيضاً من حق الـمجلس التمثيلي كما يشير إلى ذلك فولر، فانتخب الـمجلس أدمس الذي كان في جانبه 13 ولاية مقابل سبع ولايات لـجاكسن وأربع ولايات لكروفرد. أما كلاي فلم يصوت له لأنه لم يكن من الثلاثة الـمتقدميـن أكثر من سواهم في القائمة الانتخابية الذين يحق للمجلس أن ينتخب منهم رئيساً.


وذكر الاستاذ وُدبرن في كتابه الـمشار إليه أنه حصل اتهام بأنه حدث تـحزب فاسد بيـن أدمس وكلاي. ولـمّا كان كلاي الرابع في القائمة لم يـمكن التصويت له، ولكن نفوذه هو الذي حقق انتخاب أدمس، كما يقال. وزاد الأستاذ وُدبرن أنّ كلاي عُيّـن بعد ذلك ناظر الدولة من قبل أدمس الأمر الذي بعث على التهمة مع أنه «لم يكن في الأمر مساومة أو فساد أو ما شاكل بيـن هذين الرجليـن.» ولكن جاكسن وأصحابه كانوا دائماً يشعرون أنّ الشعب جُرّد من اختياره. وقيل إنّ هذا الانتخاب زاد الـحركة الديـموقراطية نحو التصويت الـمباشر وطريقة أعم في الترشيح. وفي انتخاب جاكسن الثاني سنة 1832 كانت طريقة انتخاب مـمثلي الأحزاب قد ابتدأت.

 

انتخـاب سنـة 1876
يقول الاستاذ وُدبرن إنه حدث في سنة 1876 نزاع شديد في انتخاب الرئيس، «وهو نزاع أوضح جلياً فشلاً قاضياً تقريباً في طريقة انتخاب رئيس للجمهورية بواسطة الكلية الانتخابية.» في ذلك الانتخاب وُجد 369 صوتاً، وكان من اللازم الـحصول على لا أقلّ من 185 صوتاً للفائز. فكان أنّ الـمرشح الديـموقراطي تيلدن نال بدون أدنى مشاركة 184 صوتاً أي دون الـمعدل اللازم بصوت واحد، وكان الـمرشح الـجمهوري هايز قد نال 163 صوتاً. وحدث أنّ الأصوات التي أتت من ولايات أربع، أورغن وفلوريدا وسوث كارولينا ولويزيانا، لم تكن فيها أرجحية كافية.
فلو جاء من ولاية واحدة من هذه الولايات الأربع فوز كافٍ للديـموقراطييـن لكان تيلدن نال الأكثرية اللازمة في الكلية الانتخابية وانتخب رئيساً. بينما إذا كان حظ الـجمهورييـن أن يربحوا يجب عليهم أن ينالوا الإثنيـن والعشرين صوتاً كلها من الولايات الـمذكورة. ومـما لا شك فيه أنّ الـجمهورييـن الأمناء لـحزبهم ادَّعوا لأنفسهم الولايات الواقعة بيـن الشك واليقيـن كلها وقابلهم الديـموقراطيون بالـمثل، وإن تكن واحدة من الولايات الـمذكورة تكفي. ففي هذه الولايات القائم عليها النزاع اجتمع فريقا الـمنتخِبيـن وصوتوا وأرسلوا النتيجة إلى واشنطن. في الـمؤتـمر الذي عقد بعد ذلك نال الـجمهوريون الأكثرية في مجلس الشيوخ ونال الديـموقراطيون الأكثرية في مجلس النواب. وقد ورد لفولر الذي ذكرناه سابقاً بشأن هذه القضية ما يأتي:
 
«لم يتمكن أحد الـحزبيـن من الإقناع بالتعويل على ما ورده من الولايات القائم عليها النزاع. وقد تقرر أخيراً أن يعهد بالأمر إلى «مجلس مرجعي» أو لـجنة منتخَبة مؤلفة من خمسة شيوخ وخمسة نواب وخمسة قضاة من مجلس الولايات الـمتحدة الأعلى. فقررت هذه اللجنة أنّ هايز قد نال في فلوريدا 976 صوتاً وفي لويزيانا 4,627 صوتاً.
 
«وكان مجلس فلوريدا الأعلى قد أعطى تيلدن 94 صوتاً في تلك الولاية وما جاء من لويزيانا أعطاه 5,303. فحسبت الأصوات الانتخابية لهاتيـن الولايتيـن لهايز فنال هو 185 صوتاً ضد 184 صوتاً لتيلدن. ولم ينتهِ عد الأصوات إذ ذاك إلا قبل الرابع من آذار/مارس سنة 1877 بيوميـن وهو اليوم الـمعيّـن للاحتفال باستلام الرئاسة.»
 
بعد كل هذه التعقيدات الـمتقدمة، لا يـمكننا أن نتنبأ عن الوقت الذي تلجأ فيه الولايات الـمتحدة إلى خطة أبسط وأضمن لـحقوق الشعب من خطة «الكلية الانتخابية» وما لها من التوابع والذيول.
أنطون سعاده
 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro