مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى نعمان ضو
 
 
 
1941/1/20
 

عزيزي الشيخ نعمان ضو،


وصل إليّ كتابك الأخير الـمؤرخ في 1 يناير/كانون الثاني فسررت به كثيراً، كما كنت أسرّ بكتبك السابقة الـمعبّرة عن روحيتك الطيبة في الـمواقف الـمتعددة. والـحقيقة أنّ هذه الروحية لو وجدت في كثيرين في هذه الـجالية السورية لغيّرت الـموقف بسرعة.


سرّني موقفك، هنا، مع السيد حسيـن مداح. بقدر ما أسفت لـموقفه الأخير الـمبني على ما يسمعه من الـمدعو حسني عبدالـمالك وغيره من الدساسيـن الذين لا ينفكون يزورونه في محله، ويحشون دماغه بالروايات الـملفقة والتأويلات التي من شأنها تنفيره من الـحزب، وهم يرمون من وراء ذلك إلى جعله يضغط على قرينته الفاضلة الرفيقة القومية الشريفة السيدة عفيفة. وكنت أحب أن أقف على رأيك في هذا الشخص بعد مقابلتك له هنا.


إنـي أعلم أنّ القنصلية الفرنسية هنا لا تقدر أن تـمنعني من العودة إلى الوطن، ولكنها تقدر أن تـمنعني من الانتقال بين الـمهاجر الأميركية لتقوية الـحركة القومية فيها. وهذا كان قصدي الآن. أما العودة إلى الوطن في هذه الظروف، فأمر عسير، لأنه يقتضي سلك طرق بعيدة للدخول سراً. فالدخول علناً غير مـمكن بسبب وجود مذكرة توقيف من الـمحكمة العسكرية بحقي، ولصدور الـحكم الغيابي عليّ بعشرين سنة سجن وعشرين سنة نفي غير مخصص.

 

ودخول الوطن في هذه الظروف وبتجنب الوقوع في قبضة الأعداء يقتضي تـجهيز غير ورقة من الـحكومة الأرجنتينية تسمح لي بالعودة إلى وطني. وأما رأيك في أمر العودة إليه فلا خلاف في أنه رأي كل قومي صحيح. فما ذل وطننا وتعكّست أحوالنا إلا حين أهملناه وتـحولت أفكارنا إلى غيره، ورأيناه صغيراً وأكبرنا عظمة الغريب فهان وهُنّا معه.


أتأسف لإزعاجك بـمسألة الـحوالة البريدية السابقة فهذه لم أحتج إليها في كوردبة. ولما جئت حاولت قبضها هنا منذ بضعة أيام فأبت إدارة البريد دفعها، لأنها محولة على إدارة «لُس كوكس». وقد رأيت أن أعيدها إليك لتحولها إلى بوينُس آيرس قبل أن تفوت مدتها. وهي مرسلة مع هذا الكتاب.


تسرني كثيراً قراءة زجلياتك التي فيها شعر حقيقي ينم عن نفس كبيرة وإباء وشعور عال بالشرف القومي. ويا ليت أمثال «الشاعر القروي» يتعلمون الشعور في مثل شعرك ويعفوننا من منظوماتهم التقليدية التافهة.
سلامي لك وللعائلة وللأصدقاء الـمخلصين. ولتحيى سورية.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro