مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى وليـم بحليـس
 
 
 
1941/3/17
 

رفيقي العزيز وليم بحليس،


دهشت اليوم لعدم تسلّمي هذا الصباح كتاباً منك، ولرؤيتي العدد 104 الأخير الوارد بالبريد الـجوي خالياً من مقالة نشرت في الزوبعة، وأرسلت العدد إليك بالطيارة ليصير نقلها إلى سورية الـجديدة، فترجّح عندي أنّ الكتاب الـمسهب الواقع في 6 صفحات الذي أرسلته إليك يوم الإثنيـن الـماضي حال تسلّمي كتابك الأخير من سان باولو وعدد الزوبعة الـمشار إليه لم يصلا إليك.


كتبت إليك في الأسبوع الـماضي مشيراً إلى كتاب كنت أرسلته إليك قبل ورود خبر سفرك الفجائي من سان باولو. وذكرت لك عظيم أسفي للمصيبة التي نزلت بعائلتك بفقدك إبنك ومقدار شعوري بهذه الـمصيبة.


ثم انتقلت إلى ما ورد في كتابك الأخير مـما يتعلق بـموقف قوميي سنطس، وأني سأكتب إليهم في شأن سورية الـجديدة، وانتهزت هذه الفرصة لألفت نظرك إلى نوع الصعوبات الداخلية التي تواجهها القضية وإلى أنّ حادث قوميي سنطس يعطيك مثلاً على نوع الـمشاكل التي أعالـجها منذ سنيـن. وأخبرتك بهذه الـمناسبة كيف أنّ بعض ضعفاء الروحية والعزيـمة، وبعض ذوي الـمآرب الـمندسّيـن بين القومييـن لقضاء لبانات لهم، اغتنموا فرصة غيابي في جبال كوردبة ليتقولوا عليّ أنا ويشوّشوا الصفوف، متذرعيـن باطلاعهم على أمر خطبتي رفيقة قومية فهمت موقفي، وأرادت أن تقف إلى جانبي وأنا في حالتي الصحية غير الـمرضية، وتقدّم ما أمكنها من العناية بي، فأخذوا، وهم مـمن أقسموا يـمين الإخلاص والطاعة، يشيعون أنّ عملي ليس في محله، وأنه «لا يحق لي التفكير بالزواج»، وأنه كان يجب «أن أستشيرهم»! الخ.

 

وقد استغل هذه الـمسألة فريد نزها، صاحب الـجامعة السريانية، الذي وضح أخيراً أنه ما دخل الـحزب إلا ليجعل مجلته الطائفية لسان حال الـحزب في الأرجنتيـن، وليصير الصحافي القومي الـمعتمد في بث الدعوة وتأييد القضية القومية، فيشتهر اسمه وتتسع دائرة أعماله، وينال الـمنافع الـمعنوية والـمادية التي يصبو إليها، فلما وجد أني اعتمدت الرفيق جبران مسوح لإدارة جريدة الزوبعة، وأنّ هذه الـجريدة آخـذة في شق طريقها من غير أن يكون له شأن فيها، لـجأ إلى الطعن في الـجامعة السريانية في الرفيق مسوح وانتهى الأمر بطرده وطرد بعض الـمتآمرين معه. وقد أصدروا مؤخراً شبه صحيفة ليطعنوا بها في الزعيم مختلقيـن مختلف الإشاعات ضده!!!


ولكن الـمعنويات لا بد أن تقوى، لأنّ الـحقائق لا تلبث أن تنجلي فتكون الضربة على الـمنافقين شديدة. وقد ذكرت لك كل ذلك لتعلم أنّ ضعف النفوس ليس من الأمور التي يظهر ضعفها في الناحية السلبية، ففي هذه الناحية تظهر الـجرأة والوقاحة حتى ضد أوامر الزعيم. فإذا كان ضعف رفقاء سنطس كبيراً فالـمعالجة ستكون طويلة.
قلت لك إني أحب أن تتثبت من عزم الرفقاء غالب صفدي وإلياس فاخوري وإدوار مقدسي على الاضطلاع بأعباء «لـجنة الشؤون العملية» لـ سورية الـجديدة ليصير تعيينهم رسمياً.


وأخبرتك أيضاً عن صلاحية الـمذياع العام وأنها ليست محددة بالقطر الذي يقطنه الـمذياع تـحديداً شديداً، فهذه الصلاحية عامة ولكن يحسن، في حالة وجود مذاييع آخريـن في أقطار أخرى، تفاهم الـمذياع العام معهم حول كل تدخّل في أمر إذاعي علني في بيئاتهم.


قلت لك فيما يختص بأمر الكتابة لـ سورية الـجديدة أنّ أشغالي وضرورة إشرافي على الزوبعة التي ما كنت عولت على إنشائها لولا شذوذ الـمتدخليـن في أمر سورية الـجديدة سابقاً. أما وقد أصبحت مؤسسة إذاعية موجودة وأذيع وجوب اعتمادها، أي الزوبعة، الـجريدة الشبيهة بالرسمية لوجودها بقرب الزعيم وتـحت إشرافه، فقد أصبح من اللازم الاهتمام بها.

 

ورأيت الـحل الوحيد الآن أن أرسل بالطيارة أعداد الزوبعة حال صدورها، وأشير إلى مقالاتي التي أوقّعها بتوقيع هاني بعل لتنقل إلى سورية الـجديدة مع التوقيع من غير وجوب ذكر أنها أخذت عن الزوبعة. وذكرت أنّ منفذية الـمكسيك قد عرضت إهداء ماكنة كتابة سورية إليّ. وحين مجيء هذه الـماكنة أكتب مقالاتي عليها وأرسل نسخاً منها إلى سورية الـجديدة فتصدر في الوقت عينه الذي تصدر فيه في الزوبعة هنا.


في الكتاب الذي أرسلته إليك في غيابك عن سان باولو، وضعت التعديل اللازم للفقرة الـمتعلقة بشكيب أرسلان من مقال الـمنفّذ [نـجيب] العسراوي.


وعلّقت على عبارة العسراوي إليك بإظهار سروري لاتخاذ هذا الرفيق الاتـجاه النظامي الـجيد ولفهمه الـمسؤولية السياسية.


هذا ما يحضرني مـما كتبته إليك ويحضرني أيضاً أني قلت لك إنّ وظيفتك ورتبتك الـجديدتيـن تسمحان لك بتدخل واسع في شؤون فرع سان باولو، وإني سأرسل إليك تفويضاً لاتخاذ التدابير الإدارية الـموقتة، وإيجاد التشكيلات الـموافقة، واقتراح تقرير هذه التشكيلات لتعطى الصفة القانونية.


أعدت ذلك هنا لترجيح ضياع الكتاب الـمرسل في الأسبوع الـماضي.


وسأرسل نسخة أخرى من عدد الزوبعة، الذي أرسلت نسخته قبل، مع إشارة إلى مقالة هاني بعل وهي الافتتاحية لتنشر تـحت «رأي سورية الـجديدة» بتوقيع هاني بعل. وعنوان الـمقالة «سلطة الزعيم».


وكان منتظراً أن يصدر العدد السادس عشر اليوم وفيه افتتاحية دراسية أخرى. ولكن سيتأخر للغد فأرسله بعد غد بالبريد الـجوي ويصل إلى سان باولو الـجمعة أو السبت.


بلّغ قرينتك مشاركتي لكم في الشعور وتقديري لـما تـحمل وما تبذله في هذا الـموقف.


إننا نتألم ولكننا لا نذلّ ولا ننسحق.


واعلم أنّ سلوكك قد أصبح قدوة بين القومييـن ومثلاً في الروحية القومية السامية.


فإلى الأمام ولتحيى سورية.

بعد: كلمة توجيهية أريد أن أقولها: لم يعد ضرورياً التشديد والاستمرار في محاربة «العروبة»، بل في محاربة العروبييـن الزائفيـن الذين يضرون سورية والأقطار العربية بعروبتهم الدينية وعروبتهم الـخيالية وعروبتهم النفعية. ويجب إيضاح أنّ العروبة الـحقيقية هي العروبة التي يقول بها الـحزب السوري القومي، عروبة التعاون بين الأقطار العربية وتوثيق العلاقات فيما بينها كل التوثيق الـممكن.


وهذا يعني أنه يجب ألا نظهر بـمظهر عدو للعروبة، من حيث معناها الأوسع من الـمعنى القومي، أي من حيث معنى العالم العربي، ولكننا نحارب العروبييـن الزائفيـن الذين يضرون جميع الأقطار العربية ويضرون سورية خصوصاً بعروبتهم الزائفة.وبعد: رأيتك رفعت الكاتب في جريدة الفتى نظير زيتون إلى مصاف الذين يستشهد بأقوالهم، وهذا أمر خطير. فإذا كنت قصدت من ذلك قصداً سياسياً فلا بأس. أما إذا لم يكن هذا قصدك فالأفضل عدم العودة إليه، لأنّ رفع مثل نظير زيتون إلى مقام حجة في الفكر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.


إنّ هذا الـمعنى الذي نقلته عن زيتون شائع في كتابات روائية كثيرة، وليس من الضروري أخذه عن زيتون.


وقد تعلم أنّ نظير زيتون تقلّب في اتـجاهات متعددة. فهو قد مال إلى الـحركة القومية بعد أن أطلعه أخي إدوار على مبادىء الـحزب وحدّثه عن الـحركة. ولكنه لم يلبث أن سار مع تيار العروبة، وأخذ ينشر لـمكتب فخري البارودي ويكتب الـمقالات الافتتاحية الـخيالية في العروبة، وبعد نشوء سورية الـجديدة وتوليدها التيار السوري القومي بقوة عظيمة، ترك سخافات فخري البارودي والعامل معه فؤاد مفرج وجارى التيار الـجديد. وهذا التقلب يدعو إلى الـمحافظة تـجاه هذا الكاتب وأمثاله.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro