مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى وليم بحليس
 
 
 
1941/7/31
 

رفيقي العزيز وليم بحليس،

 

وردني يوم الإثنيـن الـماضي كتابك الـمؤرخ في 26 يوليو/تـموز الـحاضر ومعه عدد سورية الـجديدة الأخير 123. ثم وردني اليوم كتاب آخر منك بدون تاريخ ولكن غلافه يحمل طابع البريد في 29 يوليو/تـموز الـحاضر أي أول أمس. وفي هذا الكتاب الأخير تطلعني على ما كنت أتوقع حدوثه، وكان يكون حدث من زمان لولا ليونة ومرونة من جانبي كان من الصعب إبداؤهما مع الاحتفاظ بكرامة الزعامة ومقام الزعيم.

 

إنّ مقاصد فؤاد وتوفيق بندقي الـخفية لم تكن خافية عليّ إلا بعض تفاصيل منها. ولذلك لا أستغرب موقفهما. ومن قبل كانا يقولان لرشيد شكور إنهما هما صاحبي الـجريدة ووليّا أمرها، وكان رشيد شكور يقبل ذلك ويعمل به حتى وضعت حداً له.

 

أما الـموقف الأخير فلا أقدر أن أحلّه من هنا بالسرعة الـمطلوبة. وإني من أجل النظر في مثل هذه القضايا وتلافيها أنشأت «لـجنة الإدارة العملية» للجريدة، لا من أجل إيجاد وظائف وهمية لبعض القومييـن، وكان يجب أن يكون اجتماع أعضاء اللجنة مستمراً بطريقة نظامية، فيطرح على بساط البحث في جلساتها جميع القضايا الـمعلقة والـمشاكل العارضة، فيتبادلون الرأي في كيفية معالـجة القضايا وحلّ الـمشاكل ويأخذ كل منهم على نفسه ناحية يعمل فيها. وإلا فما معنى اللجنة ولأي شيء وجدت. وما معنى طلبي من الـمرشحيـن إبداء استعدادهم لتحمّل الـمسؤولية؟

 

وإني أعتقد أنه كان يـمكن الاعتماد على الرفيق وديع عبدالـمسيح والرفيق توما [توما] في مسألة معالـجة موقف فؤاد وتوفيق بندقي قبل فوات الوقت فكلاهما على علاقة حسنة مع الـمذكورين. ويظهر أنّ الأفضل الآن البحث عن كيفية طبع الـجريدة في مطبعة أخرى ولو كان ذلك بصفحات أقل، إلا إذا عدّل فؤاد وتوفيق بندقي موقفهما بدون أي إجحاف بكرامة الـحزب ومنزلته، أي أنه يجب الامتناع عن مقابلة تصلفهما بالإذعان والاسترحام فهذا يزيدهما غطرسة. ويـمكن الكتابة أيضاً إلى الرفيق جورج دده في الريو ليهتم بالـمساعدة.

 

لو كان ظهر شيء من ناحية السيد إسكندر الـمر في ما يختص بنفقات طبع «جنون الـخلود» لكان من الـمحتمل أن يكون هناك إمكانية لـمساعدة الـجريدة. ولعل أسرع طريقة عملية هي عقد اجتماع من الرفقاء غالب صفدي وفؤاد لطف الله وإلياس فاخوري وجورج بندقي ووليم عفيف للبحث في الأمر وتسويته. والـحقيقة أنّ مثل هذا الاجتماع كان يجب أن يحدث بصورة متواصلة توثيقاً للروابط العقائدية والفكرية وتقوية للروحية. فهذا أمر أساسي لـمواجهة الأحداث وللتقدم، فتبادل الآراء بين رفقاء مخلصيـن يعطي دائماً نتيجة حسنة ويجعل الـجميع يشعرون بأهمية مساهمتهم في الـحركة.

 

وإنّ توقيف أعمال التنظيم كل هذه الـمدة لم تكن له نتيجة غير جلب الفتور إلى قلوب الـمنضميـن، وحملهم على الشعور بأنه لا فرق بين أن يكون الإنسان داخل الـحركة أو خارجها. وإني لا أزال أتعجب من توقيف الرفيق فؤاد لطف الله مساعدته في حين أنه اهتم وأخوته بـمساعدة البرازيل بطيارة لا تـحتاج إليها. فنحن أحوج إلى هدية من البرازيل إلى هدية منا.

 

إذا أمكن الاجتماع بـمن ذكرت فيجب إجراء اجتماع آخر من الرفقاء توما ووديع عبدالـمسيح وإدوار سعاده وإميل بندقي لبحث الـموقف. وإذا حضر الـمنفّذ العام والناموس فيكون حضورهما وسيلة لعقد عدة اجتماعات وتنشيط العمل وتقرير خطة.

 

هذا كل ما أقدر أن أبديه الآن على الفور. وهنا أواجه صعوبة في الـحركة والزوبعة، فـ الزوبعة أيضاً في ضيقة، ولولا مساعي الرفيق [جبران] مسوح الـخصوصية والإعلانات التي تـمكن من الـحصول عليها لكانت الـحالة صعبة جداً. ومكتب الزعيم لا يرده شيء لا من البرازيل ولا من الـمكسيك ولا من الولايات الـمتحدة، ومن توكومان يدخل شيء بهمة الرفيق مسوح وبعض الرفقاء الـحسني الروحية والـمقتدرين كالرفيق كامل عواد وغيره، ولكن الداخل من الأماكن الأخرى قليل وغير منتظم. ومؤخراً لو لم يدخل شيء بواسطة تـمثيل «الفرقة السورية» في توكومان لكانت الـحالة صعبة.

 

إنّ إهمال شأن التنظيم والـحركة يجلب الفتور، فيجب معالـجة الأفراد وإعطاؤهم أشغال ليعملوها، وكان يجب الاهتمام بأمر بعض السيدات وإدخال البعض الـخارج عن نطاق الـحركة وجعلهنّ يعملن. وأعتقد أنّ الرفيق [إلياس] فاخوري قد دب الإهمال إليه وإلى امرأته، فهو من الذين يشجعهم الـمديح والالتفات، وأنا لا وقت عندي للتنفس.

 

إذا سار كل شيء حسب ما هو جار فقد أصير بعد نحو أسبوع في مركز صالح للتفكير «بالسياحة» إلى البرازيل. هذا إذا لم يحدث مانع من القنصلية الفرنسية هنا. وسأسعى للتغلب على هذه العقدة بطريقة، حتى إذا لم أجد طريقة غير السفر بالنهر إلى «كورمبا ماطو غرصّو» فعلت على شرط أن توافيني أنت والرفيق [نـجيب] العسراوي والرفيق [إبراهيم] طنوس وآخرون إذا أمكن، لأنه قد لا أُوفَّق للبقاء هناك إلا لبينما يعود الـمركب. على كل حال يجب أن تتحركوا وإنّ الاجتماع بي ضروري لدرس الـموقف وأخذ التوجيهات اللازمة.

 

قد تـم طبع الدستور وسأجرب إرسال بعض نسخ منه إليك وإلى مينس. ولتحيى سورية.

 

بعد: كان يجب تعديل الكلمة التي كتبها نظير زيتون في مؤلفه، على الأقل كان يجب تعديل عبارته القائلة «ولكن الـمؤلف شق للدارسيـن طريقهم» بعبارة «ولكن الـمؤلف هو أحد الدارسيـن الذين شقوا طريق هذا البحث» فالعبارة الأولى مخالفة للحقيقة ولـخطة الـجريدة.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro