مؤسسة سعاده للثقافة
 
تسجيلات المحاضرات العشر تسجيلات صوتية أخرى أغان وأناشيد سلسلة الإنسان الجديد ندوات ومحاضرات فيديوهات أخرى كتب دراسات النشاطات الإجتماعية ندوة الفكر الفومي مشاعل النهضة اللقاء السنوي مع سعادة خبرات القوميين نص ونقاش منوعات وطنية مؤتمرات الحلقات الإيذاعية مقابلات مقابلات نصية وثائق ديوان الشعر القومي مواد سمعية وبصرية معرض الصور
إبحث
 
دليل الموقع
 
 
 
 
 
 
 
إلى وليم بحليس
 
 
 
1941/12/9
 

رفيقي العزيز وليم بحليس،


تسلمت كتابك الأخير وأنا في حالة صحية غير حسنة. وكنت تسلمت كتاباً من الرفيق فؤاد [لطف الله] سررت به لقوة عقيدته وللإخلاص والنفسية العالية اللذين يتجليان فيه والأرجح أني سأجيبه، ولو بتضحية ومجهود كبير، في هذا البريد عينه.


إنك ابتدأت في سان باولو الاصطدام بحالة معظم شعبنا النفسية السيئة، التي لولا فسادها لكان الـحزب السوري القومي اليوم في غير حالته الـحاضرة تـجاه الشؤون والقضايا السياسية الكبرى. والطريقة للتغلب على هذه الـحالة في سان باولو هي في اصطفاء واحد أو اثنيـن أو ثلاثة من الشبيبة، وليس من الـمتقدميـن في العمر، ومتابعة الامتزاج بهم والتحدث إليهم والبحث معهم في تدرّج من البسائط إلى الـمركبات حتى ترسخ فيهم الـمناقب الـجديدة، ويتمكنوا من العقيدة والنظام، ويلمّوا بـمشاكل الـموقف، ويعرفوا كيف يسلكون تـجاه غيرهم من الأعضاء وتـجاه اللاقومييـن. إنّ بناء النفوس الـجديدة هو أفضل من ترقيع النفوس القديـمة الـمريضة ونتيجة ذاك العمل غير نتيجة هذا. إنّ هذه الطريقة فيها ما يجلب الـملل أحياناً، خصوصاً وأنها طويلة. ولكنها الطريقة الوحيدة الفعالة التي تعطي نتائج جيدة أكيدة. فيجب أن تكون معلم أحداث مدة لتكوِّن نواة أو سلسلة فقارية للفرع يـمكنك الاعتماد عليها دائماً وتكون دعامة الفرع تـحت جميع الظروف.


إنّ الرفيق إلياس فاخوري ليس من «كبار القومييـن». ولكنه يحوز فضائل صالـحة. ومن جهة أخرى عيوبه من الوجهة النظامية والنظرة الـمناقبية الـجديدة كبيرة. فهو من أبناء النفسية العتيقة وتفكيره من النوع العادي وثقافته محدودة وسطحية. ولكنه رزين هادىء. ومع رزانته وهدوئه لا تنام رغبات النفسية الـماضية فيه إلا قليلاً.

 

فهو يحب أن يكون ذا شأن ومركز عال، وقد لا يكون بعيداً عن الـحسد أو الغضب لتقدم غيره الذي يستره وراء رزانته، ثم يعمد إلى ما يعمد إليه أكثر الذين لم يتجددوا تـجدداً حقيقياً بالروح القومي. وهو قصير النظر في الأعمال الإدارية والسياسية. ولكنه مخلص للعقيدة والقضية فهو حسن النية مريض النفسية. وقد اختبرته مع آخرين في بداءة العمل القومي في بوينُس آيرس فكانت النتيجة صفراً بلا زيادة ولا نقصان. ولكنه كقومي نظامي سعى لإدخال آخرين من معارفه وهذا كل عمله.

 

وهو يعرف حسني عبدالـمالك جيداً، ومع ذلك فقد كتم عني مساوىء هذا الشخص ليس عن سوء نية ولكن عن جهل بـمتطلبات الوضع الـجديد والعواقب الوخيمة للكتمان. وكانت النتيجة أنّ حسني عبدالـمالك حاول، بـمساعدته سفالة خالد أديب، الطعن في عرض الفاخوري. وحينئذٍ تـحرك الرفيق الفاخوري وأرسل يطلعني على بعض سوابق حسني عبدالـمالك.


وقد وجهت، لأول مرة، كتاباً إدارياً إلى الرفيق إلياس الفاخوري ليعلم نتيجة تصرّفه والنظرة الإدارية إليه. وإني أضع هذا الكتاب ضمن غلاف غير مغلق لتطّلع عليه وتنسخه لـحفظ نسخة عنه عندك ثم تلصق غلق الغلاف وتسلّمه أو ترسله إليه.


والآن بـما أنّ منطقة سان باولو قد أصبحت فرعاً بدرجة منفذية نظامية، فيجب أن تبتدىء بيـن الـمنفذية ومكتب الزعيم الـمراسلات الرسمية حسب الأصول، فتشتمل على كل ما هو إداري وإذاعي وسياسي لـحركة الفرع فقط، وتبقى الأمور الـخصوصية من أحاديث وأفكار خارج هذه الـمراسلات الرسمية، فتوضع في كتب لها صفة خصوصية كهذا الكتاب الذي أرسله إليك.

 

وإني مرسل معه كتاباً آخر رسمياً موجهاً إلى الـمنفّذ العام الـمسؤول تـجاه الزعيم عن الأمور والأعمال الـمتعلقة بفرع سان باولو وإدارته. وهذه الـمراسلات الرسمية لا تخصك بل تخص الـمنفذية فيتسلمها الـخلف عن السلف ليستنير بها ويقف على سوابق سير الفرع. فالرسائل الرسمية الواردة إلى الـمنفذية من مكتب الزعيم أو غيره من الـمراجع العليا والواردة من الـمديريات التابعة للمنفذية تدخل في وقائع جلسات هيئة الـمنفذية، وتودع في دائرة سجلاتها التي يشرف عليها ناموس الـمنفذية ويعتني بحفظها.


إذا أمكن إقناع الرفيق فؤاد والرفيق غالب [صفدي] بالعمل في هيئة الـمنفذية، خصوصاً الرفيق غالب، فإنّ ذلك يكون حسناً. والأمر ليس صعباً بـمقدار كبير لأنّ أعضاء هيئة الـمنفذية لا يتدخلون كثيراً مع الأعضاء، وتدخّلهم يكون بالأكثر في شؤون الـمديريات مع هيئاتها الإدارية. وما دمت أنت تقوم بالتدخل في جميع الأمور التي توجب هذا التدخل فأعضاء هيئة الـمنفذية يـمكن أن يسدوا فراغاً ويعاونوك بإيجاد هيئة محترمة ترفع الـمعنويات ومستوى العمل النظامي. ولا أدري ما يعمل الرفيق توما [توما] فهذا الرفيق ذو اختبار في الـماسونية، وإذا أمكنك الامتزاج معه واكتساب تعاونه فإنه يكون مفيداً، خصوصاً إذا أنقذته من بعض علل النفسية القديـمة.


يوجد في سان باولو شخص من عائلة دوماني وهو رجل مهذب، وأعتقد أنّ اكتسابه يفيد وغالب يعرفه، وأرجِّح أنّ فؤاد يعرفه أيضاً. وكم أتـمنى أن أتـمكن من زيارة سان باولو فإنّ النتيجة هذه الـمرّة غير ما كانت النتيجة الـمرّة الـماضية. ولكن تطور الـحرب يجعل احتمال هذه الزيارة أقل مـما كان.


إنّ البلاغ الـمرسل مع هذا الكتاب إلى مديرية سان باولو ليتلى على الأعضاء، يجب أن يقرأ بترتيب وهدوء ووضوح، لتصل نقاطه إلى أذهان الأعضاء ويعرف كل منهم مسؤوليته. والتساهل يجب ألا يكون في الشؤون الـجوهرية للنظام القومي.
أتـمنى أن تكون والعائلة بخير. ولتحيى سورية.

 
شارك هذه المقالة عبر:
 
 
 
تسجّل للإشتراك بأخبار الموقع
Close
 
 
الأسم الثلاثي
 
البريد الإلكتروني
 
 
 
 
 
@2024 Saadeh Cultural Foundation All Rights Reserved | Powered & Designed By Asmar Pro